رواية ظنها دمية بين أصابعه (الفصل الأول إلى الخامس والأربعون) بقلم الكاتبة سهام صادق
المحتويات
وقد أسعدها رؤيتها هكذا أمامها ثم أشارت بإصبعها عليها
روحت اتجوزتلي واحدة كانت مدمنة كحول
أغمضت كارولين عينيها بقوة وتحاشت النظر نحو نيرة
حدجها سيف بنظرة قوية وكاد أن يتحرك ويترك لها المكان لتتمالك سمية ضيقها الذي تخرجه على كل من حولها
سيف استنى متزعلش
إلتقطت سمية علبة سجائرها واتجهت إليه حتى تضعها في يده قائلة
رمق سيف العلبة ثم رمقها لترفع سمية كفها وتربت على خده برفق
لما تعوز تنتقدني يبقى انتقدني وإحنا لوحدنا متنساش إنك مهما كبرت وبقيت دكتور جامعي فأنا أمك
أخفضت نيرة رأسها بعد حديث والدتها مع شقيقها فهي مهما ثارت لا تأبى لها والدتها بل وتعاقبها بالخصام حتى تصالحها هي
ياريت تختار أماكن مناسبة للسهر وبلاش تنجر ورا الشرب الكاس بيجيب كاس يا حبيبي
ابتعدت عنه وغمزت له بعينيها فابتلع سيف لعابه وتحركت عيناه نحو نيرة التي وقفت تطالعهم بفضول
أنا جايه من السفر تعبانه اشوفكم على العشا بعد يومين عندي في البيت بمناسبة رجوع هارون بالسلامة
مع إني عارفة إن عزيز هيرفض العزومة بس واجب عليا أقوله
اتسعت ابتسامة عزيز وهو يميل برأسه إلى الوراء مستندا على ظهر مقعده
طيب وأنا مليش نصيب من الكيكة اللي بتعمليها
هبقى أعملك واحده لوحدك
تنهد بقوة وتحرك بمقعده
وعد يا ليلى
تعلقت عينيها نحو باب المطبخ بإرتباك تخشى دخول زوجة عمها أو العم سعيد ثم حركت رأسها وكأنه يرى موافقتها بحركة رأسها
ليلى كل ده عشان تقوليلي إنك هتنفذي الوعد
وعد
طيب امتى
تساءل بمكر منتظرا أن يسمع ردها لتهتف سريعا قبل أن تنهي المكالمة
عم سعيد بينادي عليا وجاي ناحية المطبخ
نظر عزيز إلى هاتفه ثم اڼفجر ضاحكا متوعدا لها
ماشي يا ليلى بقى بتعملي للعم سعيد حساب عني
طرقة خافته طرقتها سمية على باب الغرفه ثم دلفت دون أن يأذن لها تلاشت ابتسامته سريعا واعتلى الوجوم ملامحه فامتقعت ملامح سمية وتساءلت وهي تنظر نحو الهاتف القابع بين يديه
بضيق هتف عزيز وهو يتحاشى النظر إليها
مش معقول جاية تباركيلي تاني يا سمية!
حاولت سمية السيطرة على مشاعرها التي تقودها نحو الهلاك وتهادت في مشيتها حتى صارت طاولة مكتبه ما تفصل بينهما
لأ أنا جاية أعزمك على عشا عائلي عاملاه بمناسبة رجوع هارون بالسلامة
ابتسم عزيز دون النظر إليها
أنت قولتي بنفسك عشا عائلي يا سمية
بإبتسامة استطاعت تصنعها هزت سميه رأسها واستندت بذراعيها على طاولة مكتبه ثم انحنت إلى الأمام قليلا حتى تسمح لفتحة ثوبها أن تظهر ما أسفله
أنت برضو من العيلة يا عزيز
انتفض عزيز من المقعد الجالس عليه واستدار بجسده فصار ظهره لها
جيتي ليه النهاردة يا سمية عايزة تقوليلي إنك فرحانه بجوازي
پشماتة ردت عليه وهي تتحرك نحوه
أنا فعلا فرحانه يا عزيز فرحانه جدا ومستنية اشوف النتيجة
اشتعلت عيناه بالڠضب وإلتف إليها فابتسمت وهي تتراجع خطوة إلى الوراء ثم استدارت بجسدها حتى تبعد عيناها عن نظراته المشټعلة
وإيه هي النتيجة يا سمية!
افتر فاه سمية عن ابتسامة خبيثه وتحركت نحو باب الغرفة
اتمنى تطلع كسبان في النتيجة مع إني مأظنش
وقبل أن تغادر الغرفة أردفت بمكر أجادت رسمه الليلة
زمان واحد عجبته بنت حلوه وصغيرة أبوها كان شغال في ورشة عامل وأنت عارف بقى النهاية يا عزيز
وضعت زينب بيدها على قلبها الهادرة دقاته من أثر السرعة التي يقود بها ثم الټفت إلى الوراء حتى ترى الصغير الذي انكمش على حاله
هدى السرعة بقى متطلعش غضبك في حاجة ممكن تموتنا لو عايز ټموت براحتك لكن أنا و يزيد
ممكن تسكتي خالص
صاح بها للمرة الثالثة حتى تصمت وتكف عن الكلام لتحتد عينيها من صراخه عليها
على فكرة دي تالت مرة ترفع صوتك عليا أنا مش واحدة شغاله عندك
أبطئ صالح من سرعة سيارته فهذه هي عادته عندما يغضب يفرغ طاقة غضبه في قيادته أغمضت زينب عينيها ثم زفرت أنفاسها بعدما حمدت الله على نجاتها هي والصغير
وما دام عارفه إنك مش مجرد واحدة شغاله عندي ليه بتنسي إنك مراتي
بضيق
عقدت ساعديها أمامها وأشاحت عيناها نحو نافذة السيارة
المفروض منتكلمش قدام الولد
تنهد صالح بقوة بعدما رمقها بطرف عينيه وسرعان ما كان الڠضب يعود ليحتل تفكيره
فور دخولهم إلى المنزل اتجه بصغيره نحو غرفته قائلا
ياريت تستنيني عشان نتكلم
لم تهتم بما قال واتجهت نحو غرفتها تهتف بتذمر
واستناك ليه أنا مش عايزة اتناقش أصلا
عندما غادرت الغرفة بعد وقت اندهشت من وجوده حتى الآن بغرفة الصغير احتضنت حاسوبها الشخصي واتجهت بخطوات هادئة نحو غرفة الجلوس التي صارت تفضل تحضير دروسها بها
جلست على الوسادة واجتذبت إليها الطاولة التي عليها دفاترها وحاسوبها
ركزي يا زوزو وانسى كل اللي حصل أنت لازم تثبتي شطارتك في مدة قصيرة
دست رأسها في أحد دفاترها تدون كل ما تسمعه بتركيز
تحرك صالح ببطئ من جوار صغيره بعدما ارتخت ذراعيه ثم ابتسم عندما رأه يحتضن دميته لكن ابتسامته اتمحت عندما طرقت حصونه ذكرى من ذكريات الماضي
تسارعت أنفاسه بقوة وأغمض عينيه وصوت سارة بضحكتها البريئة يقتحم فؤاده
فلاش باك!!
صالح
ندائها أيقظه من سباته العميق فهو قضى في رحلته الأخيرة أسبوعا خارج البلاد
فتح عينيه بصعوبة لينظر إليها بتشويش متسائلا بصوت ناعس
هي الساعة كام دلوقتي
حركت كتفيها له بجهل وهي تضم دميتها لها وقد اعتدل في رقدته ونظر حوله فالغرفة مازالت غارقة بالظلام
إلتقط هاتفه لينظر إلى الوقت متنهدا فالوقت لم يتخطى الثالثة صباحا
إيه اللي مصحيكي في الوقت ده
زمت شفتيها مثل الأطفال بعبوس وأسبلت جفنيها وهي تتحرك بجسدها
فيه حاجة بتتحرك في بطني
طالعها برجفة وأنفاس بدأت تخرج ثقيلة من بين شفتيه لتسرع في اجتذاب ثوبها الفضفاض إلى الوراء حتى تريه كيف صارت بطنها منتفخة
شوف بطني كبرت إزاي جدو بيقولي إن نونو جوه هنا
أظلمت عيناه ثم أشاحهم بعيدا عنها
سارة روحي أوضتك
بعند أجابته
لأ أنا عايزة أنام جمبك جدو بيقولي إنك پتخاف من الضلمة وأنا لازم انام معاك عشان أحميك
زفرة طويلة خرجت من شفتيه أخرج معها حړقة قلبه وقبل أن يهتف بشئ اندفعت نحو الفراش لتستلقي عليه
سارة قومي روحي نامي في أوضتك
لكنها لم تبالي بحديثه ورفعت ثوبها حتى تريه بطنها وما تراه عليها
هنا بيضربني
ثم هتفت بعدما شعرت بنفس الحركة التي صارت تشعر بها
ضړبني صالح أنا هضربه
وتحت أنظاره الشاخصة أخذت تصفع بطنها انتفض بفزع واجتذب يدها يتمتم بهلع
أنت بتعملي إيه
پغضب صاحت وهي تحاول إنتشال يدها منه
بضربه عشان بيضربني
دمعت عيناه بعجز وابتلع غصته المره كالعلقم وضمھا إليه
هو مش بيضربك هو بيلعب معاكي عشان يقولك إنه موجود
ليته يستطيع الصړاخ ليت عمره انتهى في تلك الليلة
خده شيلوا في بطنك أنت أنا مش عايزاه يلعب في بطني
دفعته حتى تبتعد عنه وحين حررها ورأت دموعه عادت إلى حضنه تتمسح به
لا متعيطش أنا هخليه جوه بطني خلاص
فاق من ذكرياته على اهتزاز هاتفه داخل سترته ليخرجه سريعا وعندما وقعت عيناه على اسم المتصل غادر غرفة صغيره
تعجبت زينب ورفعت أحد حاجبيها عندما رأته يغادر الشقة للحظة أصابها الفضول من مغادرته وسرعان ما كانت تهز رأسها قائلة
قولنا نركز في شغلنا ومستقبلنا يا زوزو
احتدت نظرات صالح وهو يستمع إلى تبرير المسئول عن تصوير حفل الخطبة وعرض الصور والمقاطع ك دعايا ليسرع ماهر بإجتذاب ذراعه والإبتعاد به قليلا
الراجل كلامه صح يا صالح قبل أي حاجة بتنزل على صفحتهم كدعايا بياخدوا إذن العريس والعروسة
احتقنت ملامح صالح ورمقه بنظرة زاجرة
ما شاء الله كانوا مهتمين بتسليط الكاميرا على مراتي
رغما عن ماهر ابتسم وقال بشماته
عيشت وشوفتك يا ابن الزيني غيران
بضيق تنهد صالح وحدقه بنظرة قاتمة ليتحدث ماهر بتعقل
خلينا نتكلم مع الراجل بهدوء عشان يتمسح الڤيديو الأساسي والصور من عنده وبعدين نشوف هنعمل إيه في الحد من إنتشار الڤيديو اللي معصبك مع إني شايفه عادي واحده بترقص مع جدها
زفر صالح زفرة قوية فيكفيه ما قرأه من آراء وصلت حد التغزل بجسدها
عادوا إلى الطاولة التي يجلس عليها الرجل وقد تأفف بضيق من جلوسه ك متهم أمامهما
في تمام الساعة الرابعة والنصف فجرا
دلف صالح الشقة وعلى وجهه ارتسم القليل من الإرتياح تحرك بضعة خطوات ثم ضاقت حدقتاه وهو يرى نور الغرفة مضاء وحاسوبها مفتوح على الطاولة ودفاترها مازالت بمكانها
اقترب من جهاز الحاسوب الذي يبدو عليه بأنه إصدار قديم ثم ابتسم
بحث بعينيها عنها يتساءل داخله هل ذهبت لتنام وتركت أشيائها هڪذا وعندما وقعت عيناه على فنجان القهوة الفارغ وضع إحتمال آخر وتحرك نحو المطبخ
لم يجدها بالمطبخ كما توقع ليتجه نحو غرفتها التي كانت مفتوحه ومضاءة أيضا بحيره وقلق اقترب من باب الغرفة وكاد أن يهتف باسمها لكنه توقف مكانه دون حديث
ازدرد لعابه وهو يراها تصلي بخشوع وقد هزته هيئتها أطرق رأسه بخزي فهل ملاك مثلها تستحق أن تتزوج برجل مثله مسلم بالهوية لا أكثر
تحرك نحو غرفته فمنذ أن صار يضع اهتمامه عليها وبات يكتشف الكثير عنها وليته عرفها بعيدا عن محيط جده
أصابتها الدهشة وهي ترفع خصلات شعرها لأعلى لتعكصه فوق رأسها ووجدته يغادر المطبخ وهو يحمل فنجان قهوته ويتحدث بالهاتف ابتسم لها وأبعد الهاتف قليلا عنه وقال وهو يحدق بمظهرها اللطيف
صباح الخير
ازدردت زينب لعابها وتحاشت النظر إليه وبصوت أقرب إلى الهمس ردت عليه بعدما تجاوزت مكان وقوفه
ابعتلي كل تقارير الرحلات الأخيرة على الإيميل بتاعي يا كريم
زفرت زينب أنفاسها بقوة وهي مغمضة العينين لتتسع حدقتيها فجأة عندما انتبهت على حالها هل عاد يخطف أنفاسها برائحة عطره هزت رأسها بقوة رافضة أي شعور يخترق قلبها فعليها أن تتغلب على مشاعرها وتركز بمستقبلها فالحب لا يفيد صاحبه هڪذا صارت تقنع حالها
شعرت بيد يزيد عندما اجتذبها من ملابسها فاستدارت جهته وقبل أن تخبره أنها ستعد لهم طعام الفطور
زوزو موبايلك
أعطاها الصغير الهاتف الذي صدح رنينه مجددا وفور أن أجابت آتاها صوت سما الضاحك
كنت تريند إمبارح أنت وجدو يا زوزو اه لو شوفتي وش أشرقت ولا طنط لبنى بس مش عارفه ليه الڤيديو بتاعك وصورك اتمسحوا من بيدچ الفوتوجرافر ومبقتش شايفه الڤيديو منتشر زي امبارح
توقفت سما عن الكلام ثم تساءلت
على كده الكابتن عمل إيه لما شاف الڤيديو اسكتي الفوتوجرافر كان باين عليه معجب بيك
تخضبت وجنتي زينب بحرج ونظرت نحو الهاتف الذي وضعته
متابعة القراءة