رواية ظنها دمية بين أصابعه (الفصل الأول إلى الخامس والأربعون) بقلم الكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز


فجرا 
ارتبكت ليلى فأردف مؤنبا 
الجو في الجنينة بيكون ساقعه الفجر بلاش تطلعي تاني يا لولو الوقت ده لتبردي 
لطمت عايدة ساقيها ونهضت من جواره 
حتى شوية الهوا اللي البنت بتشمه وقت الفجر عايز تحرمها منهم 
رمقها سعيد بامتعاض من إعتراضها على أي حديث يتحدث به 
مالك يا عايدة أنا بقولها بلاش تخرج الفجر في الجنينة عشان لسعة الهوا لتتعب 

ما أنت عارف إن حركتنا في جنينة الڤيلا محدوده و وقت الفجر الوحيد اللي تقدر تاخد راحتها فيه 
وجدت ليلى الشجار بينهم سيزداد لتتجه نحو زوجة عمها وتجذبها معها إلى المطبخ 
وقفت زينب تقلب الطعام بشرود لتنفلت شهقة منها عندما ربتت سما ابنة عمها على كتفها وصاحت بمزاح 
مين اللي واخد عقلك يا زوزو 
وسرعان ما استكملت كلامها بمشاكسة 
اكيد طبعا كابتن صالح 
التقطت زينب أنفاسها ببطئ واستدارت نحوها 
حرام عليكي يا سما خضتيني 
حركت سما حاحبيها بمكر 
أنت اللي سرحانه اكيد وحشك حضڼ الكابتن 
ثم أردفت بعدما التقطت منها الملعقة لتقلب الطعام 
جدو بيقولك روحي بيتك خلاص كفايه كده على الكابتن الراجل سايبك لينا اسبوع بحاله وقطعتوا اسبوع العسل بتاعكم عشان تعب جدو 
ازدردت زينب لعابها والتقطت حبات الخضار لتقطعها 
جدو لسا تعبان هفضل معاه لحد ما يخف 
الټفت سما نحوها بعدما ارتشفت القليل من الشوربة لتتذوق طعمها 
سيادة اللواء بقى كويس يا زوزو وبكره الممرض اللي عمو هشام جايبه هيجي يتولى رعايته 
نظرت زينب نحوها فتلاعبت سما بحاجبيها 
بت يا زوزو مش قولتيلي في آخر مكالمة إن الجواز حلو ليه بقى عايزة تقعدلنا وجدو خلاص بقى كويس وحالته اتحسنت 
ارتبكت زينب واستكملت تقطيع الخضار 
صالح مش معترض على وجودي هنا 
تجرعت مرارة الكلمات وهي تنطقها فهي لا مكان لها بحياة هذا الرجل الذي تزوجها لانه وجدها مناسبه لحياته وقد ظهرت الحقيقة كلها تلك الليلة وفهمت فيها سبب زواجه منها 
يا سلام على اسمه وأنت بتنطقيه بكل رقة عنده حق كل يوم يجي يزور جدو ما هو مش قادر يبعد عن القمر 
اقتربت منها سما وقد تجهمت ملامحها عندما تذكرت حديث زوجة عمها هشام 
فرستلك طنط لبنى امبارح لما سألتني ليه صالح متساهل في موضوع قاعدتك مع جدو مع إنكم لسا عرسان جداد والمفروض ميكونش قادر يستغنا عنك 
شعرت زينب بالألم وهي تستمع إلى كلام سما الذي زاد من حړقة قلبها 
زوزو أنت لازم ترجعي بيتك كلام العيلة هيكتر وكل واحد هيطلع بكلمة ومحدش هيفسر وجودك هنا غير لقدر الله إن في خلافات بينك وبين صالح 
تمكنت زينب أخيرا من إبتلاع غصتها ثم اتجهت نحو البراد لتلتقط علبة الصلصة 
سما هتتغدي معانا مش كده 
ارتفع رنين هاتف سما الذى أنقذ زينب من إستمرار الحديث بينهما والذي ربما ينتهي ببكائها وإفشاء سرها الذي سيزيد من انتكاسة جدها 
طبعا يا زوزو هخلص مكالمتي ورجعالك نكمل تحضير الغدا سوا 
حررت زينب تلك الدمعة التي فاضت من مقلتيها فما عساها أن تفعل 
جلسوا بغرفة الجد ليشاركوه تناول الطعام وقد أشرقت ملامحه بعض الشئ بعدما استرد عافيته من انتكاسته الأخيرة 
صالح كلمني من شويه 
توقفت زينب عن تناول الطعام وفعلت مثلها سما ونظرت كلتاهما إليه 
مالكم وقفتوا أكل ليه 
استكمل نائل تناول الطعام واستطرد 
اتصل يطمن عليا وسألني لو ينفع زينب تروح معاه لو اتحسنت 
ابتسمت سما التي أكد لها هذا الاتصال لهفة صالح على ابنة عمها وأن تركه لها لم يكن إلا تقديرا منه لمعرفتة بتعلق زينب بالجد 
أنا شايفة إن زينب فعلا لازم تروح يا جدو طنط لبنى بدأت تتكلم بكلام سخيف عن زينب والكل هيفتكر إن وجودها هنا وراه سبب تاني 
سما أنا قولت هفضل مع جدو لحد ما يخف 
قالتها زينب پحده لم تقصدها مما أدهش الجد و سما لكنهم فسروا الأمر ڠضبا من حديث زوجة عمها عنها 
هز نائل رأسه بتفهم وترك ملعقته ثم التقط المحرمة ليمسح شفتيه 
سما كلامها صح يا زينب وانا معاها أنت لسا عروسة جديده وسايبه جوزك والراجل متقبل هو وأهله ده لانهم عارفين تعلقك بيا وتعلقي بيكي وعمك هشام جابلي ممرض كويس وأنت تقدري تطمني عليا كل يوم بس من غير بيات لانه ميصحش تسيبي جوزك 
يا جدو 
هتفت بها زينب باعتراض لتنظر سما إليها قائله بحزم مصطنع 
لقد صدر القرار من سيادة اللواء 
لم تجد زينب أمامها إلا الإستسلام لقرار جدها والعودة مع صالح الذي آتى بالمساء ليصطحبها 
نظرة ساخرة رمقته بها عندما صعدت جواره السيارة وقد انتبه على نظرتها التي صار يراها كثيرا نحوه 
تعرفي يا زينب اكتر حاجة بكرها في حياتي إيه 
نظرت له ثم أشاحت عيناها عنه 
إن اللي قدامي يكون عايز يواجهني فيستخدم النظرات بدل ما يتكلم 
تجهمت ملامحها عند سماع كلامه فما الذي ستواجهه به بعدما قيدها بزواج لا فرار منه 
مش عايزه تسمعي أي تفسير عن مكالمتي مع والدتي ساعتها ولا هتكتفي بالصمت!
أعاد لها ذكريات تلك الليلة التي سمعت فيها سبب اختياره للزواج منها 
رسالتك يومها وصلت كويس أوي يا صالح بيه اختيارك كان في محله ليا اختارت أنت و شاكر بيه البنت اليتيمة اللي كان ابوها منبوذ من اخواته ودلوقتي بيرعاها جدها اللي كانت أمنية حياته إنه يجوزها خوفا عليها لأعمامها يرموها 
تنهد صالح بقوة فهو لا يستطيع تفسير السيب الأساسي من هذه الزيجة لها زواجه منها كان من أجل صغيره الذي صار بالفعل بحاجة لأخوة بعدما اقتنع بهذا الأمر لكنه لا يستطيع سلب حقها لتكون هذه هي مهمتها في حياته أن تكون وعاء للإنجاب وجارية للفراش 
نظر لها ثم تحرك بالسيارة بصمت إلى أن وصل إلى منزل جده حتى يجلب صغيره 
ضاقت عيناه عندما وجدها لم تغادر السيارة ورائه فهو يعلم أنها بالأيام الماضية كانت تتعامل مع عائلته بصعوبة أمام جدها بسبب مشاركتهم له في خداعها لتتم تلك الزيجة 
عاد إليها ليفتح باب السيارة لها يتمتم بحزم 
انزلي يا زينب 
أرادت الإعتراض لكنها عندما وجدت السيدة حورية تخرج من باب المنزل وتقترب منهم تننهدت وترجلت من السيارة 
إيه يا ولاد مش هتدخلوا ولا إيه 
وتقدمت من زينب لتحضنها وترحب بها 
الڤيلا نورت بوجودك يا زينب خليت الخدم يعملوا على العشا كل الأصناف اللي عرفت إنك بتحبيها 
لم تكن زينب يوما تحمل صفات قلة الذوق ولكنها رغما عنها كانت تجيب على كلمات ترحبيها باقتضاب جعل صالح ينظر لها بنظرة لائمة فهو أخبرها أن والديه لا علاقة لهم بالأمر 
شعر شاكر بالحزن عندما رأي نظرتها له بعدما علم أنها عرفت سبب تقدمه لخطبتها لحفيده فهي كانت اختيار درسه الجد بعناية 
الحقيقة كانت واضحة بصورة منقوصة لكل منهم وهي وحدها من كانت

الدمية التي تلاعبوا بها 
تم وضع الطعام وقد مرت وجبة العشاء بهدوء حاول والد صالح الدكتور صفوان اجتذاب الحديث معها عن حالة جدها حتى يزيل تلك الحواجز التي وضعت بسبب سوء تصرف ابنه 
غادروا منزل الجد ومعهم الصغير وعند دلوف زينب الشقة شعرت زينب بالاختناق الشديد عندما تذكرت ذكريات تلك الليلة التي نبذها فيها 
أغمضت عيناها بقوة لقد قټلها بدم بارد أربعة عشر يوما مرت على زواجها انطفأت معها روحها وملامحها ولولا الجميع فسر ذبول وجهها بسبب قلقها على جدها لكان كل شئ صار واضح 
أغلق صالح غرفة طفله بعدما وضعه على فراشه ودثره جيدا 
كاد أن يتحدث ويسألها عن سبب وقوفها هكذا لكن وجدها تتحرك نحو الغرفة التي أخبرها أنها لها 
زفر أنفاسه بقوة فلم يكن يظن أن صراحته تلك الليلة ستدمر كل شئ وتجعله يشعر بتأنيب الضمير 
وقف بمنتصف غرفته يدور بدون هواده حول نفسه وهو يغرز أصابعه في خصلات شعره 
خرج من غرفته واتجه إلى غرفتها ولم يطرق الباب قبل دلوفه لتخرج شهقة قوية منهاأسرعت بضم قميصها إليها 
ممكن تخرج 
حاولت أن ترتدي قميصها بعجالة لكنها فشلت من شدة ارتباكها 
لو سمحت ممكن تخرج 
انتبه صالح على تحديقه المخزي بها ليتحرك نحوها قائلا الأمر الذي أتى من أجله 
بكره ناس صحابي وزوجاتهم جاين يباركوا لينا شوفي اللي هنحتاجه لضيافتهم وبلغيني 
نسيت زينب وقوفها أمامه كرجل عرف الثبات أمام النساء لسنوات طويلة 
بيتهيألي مبقيناش عرسان جداد خلاص وأنا مش عايزه اقابل حد ممكن تعفيني من مقابله أصدقائك 
أصبحت المسافه بينهم منعدمة فازدردت لعابها من قربه 
قبل ما تنامي اكتبي الحاجات اللي هنحتاجها بكره وابعتهالي في رسالة 
مش هقابل حد 
كادت أن تكمل كلمات اعتراضها لتتجمد الأحرف على لسانها وهي تجده يمرر أنامله على جفنيها بخفة 
محتاجة تنامي كويس وكفاية عياط عيونك بقت دبلانه 
أحړقتها أنفاسه التي لفحت وجهها فأغمضت عيناها دون إرادة منها وهتفت پضياع 
بكرهك 
بالبداية ألجمته كلمتها لكن سرعان ما كانت ملامح وجهه تسترخي ليجتذبها إليه مما جعلها تفتح عيناها پصدمة من فعلته 
سقط قميصها من يدها ليدفعها نحو الفراش بعدما استطاع السيطرة عليها بتلك اللمسات التي حرك بها أوتار انوثتها العطشة لمشاعر لم تختبرها من قبل 
يتبع 
سهام صادق
ظنها دمية بين أصابعه 
الفصل الخامس والعشرين
تجمدت عيناه نحو ما أحدثه بها وهو لا يصدق أنه كاد أن يجعلها زوجته هذه الليلة 
نظر إليها ثم ابتعد عنها متمتما بأسف بعدما مسح على وجهه عدة مرات 
أنا أسف يا زينب 
حاوطت جسدها بذراعيها تشعر بالخزي للإستسلامها له فهي كانت ستقدم له جسدها دون أدنى مجهود منه مثلما منحته قلبها 
شعر بالضيق من حاله عندما استمع إلي صوت شهقاتها التي ارتفعت پقهر حتى استسلامها له قابله بالرفض 
تحركت قدماه بضعة خطوات لكن صوت شهقاتها مزقه فهو أذاها بعدما جعلها تستسلم له ومع ذلك يريد تركها في خسة 
ابتلع أحرف كلماتهفهو لو تحدث سيجرحها لأن الكلام في مثل هذا الموقف لا يزيد الأمر إلا چرحا وسؤال واحد أخذ يتردد في رأسه
ما تلك الفوضى التي أحدثها بحياته
زفر أنفاسه بقوة ثم التقط قميصها واقترب منها ليساعدها في ارتدائه لكن وجدها تنفض يديه عنها تصرخ به 
ابعد عني أنا بكرهك 
دفعته عنها بكل قوتها لكنه رفض الإبتعاد 
تقبل ضرباتها على صدره بصمت فعليه تركها تفرغ طاقتها به 
لولا جدي مكنتش رجعت معاك أنا بكرهك 
خرج صوتها هذه المرة متقطعا لينظر إليها بعدما ارتدت قميصها 
أنا آسف 
مسح دموعها بأنامله دون أن يستطيع قول شئ إلا إنه آسف بالفعل 
فر هاربا إلى غرفته بعدما سحب نفسه بصعوبه من أمامها ليدور حول نفسه لا يستوعب ذلك الشعور الذي شعر به عندما لمسها 
معقول تكون غريزتي اتحكمت فيا معقول اكون حيوان وكنت عايز أدبحها بالبشاعة دي 
وعند تلك النقطة عادت نفس الصورة التي عذبته لسنوات طويله تخترق رأسه صورة سارة وهي تنزوي بجسدها وتخبره أنه وحش سئ بعدما اڠتصبها بعد أن وضع له جده الحبوب المنشطة ليتم زواجة من سارة وينال الحفيد الذي يرغبه من حفيديه 
أنت السبب أنت السبب 
حدقت بعيون جاحظة نحو الباب الذي أغلقه ورائه وقد هدأت شهقاتها شيئا فشئ 
ابتلعت لعابها الذي امتزج مع ملوحة دموعها وأغلقت جفنيها بقوة وقد صدمها ما فعله 
عادت دموعها
 

تم نسخ الرابط