رواية ظنها دمية بين أصابعه (الفصل الأول إلى الخامس والأربعون) بقلم الكاتبة سهام صادق
المحتويات
عقلي فين وأنا بجوزك أختي
جدالهم الذي تحول إلى معركة وهي بينهم جعلها تصرخ وترفع يديها مستسلمة
عمي الله يخليك روح اقعد في الصاله واقرأ الجرنال وأنت يا عم سعيد أنا هعملك بكره مخصوص طاحن البامية
اتسعت ابتسامة سعيد وتحرك من أمامها
أنا هروح اخد علاجي واسيبك تعملي الرز بلبن
لطم عزيز يديه ببعضهما بعدما غادر العم سعيد باستسلام بعد عرض ليلى له بصنف الطعام الذي يحبه
نظرت ليلى إلى عمها الذي اتبع العم سعيد وخرج من المطبخ فتنهدت بأسي إنها لا تستطيع تركهم ولا تستطيع العيش هنا وهو أمامها كل يوم
أنهت طهي الأرز بالحليب ثم أخذت تصب محتواه بالأطباق وقد عاد العم سعيد ليحصل على حصته من تلك الأطباق التي أعدتها
ضحكت عايدة التي أتت للتو من الڤيلا ونظرت إلى شقيقها
نظر إليها العم سعيد بعدما وضع الأطباق على الصينية
واحد ل عزيز بيه و واحد ل نيره و
توقف العم سعيد عن سرد تلك التفاصيل إليها لينظر لها حانقا
أنا برد عليكي ليه بقيتي فعلا شبه جوزك
هزت عايدة رأسها بيأس منه وابتسمت وهي تراه يحمل الصينية ليغادر متجها نحو الڤيلا
كانت ليلى سارحة في أفكارها ولم تنتبه إلى حديث زوجة عمها وقد اقتربت عايدة منها لتربت على خدها بحنو
محظوظ اللي هيتجوزك يا ليلى
قالتها عايدة وتحركت إلى خارج المطبخ
محظوظ من سيتزوجها
كلما أخبروها بهذه العبارة شعرت بوخز مؤلم في قلبها فهل سيكون محظوظ بالفعل وهو سيحصل على امرأة وضعت أحلامها مع رجل أخر رجل تريد الهرب منه لتتمكن من محوه من ذاكرتها
ابتسم الرجل عندما رأي الطبق الذي يشتهيه
تسلم ايدك يا ست البنات
دوقه بس أنت الأول يا عم مسعد
ابتهجت ملامح العم مسعد وهو يبتلع أول ملعقة من الطبق ثم أخذ يهز رأسه باستمتاع ويصدر همهمات تعبر عن سعادته
تلك السعادة التي رأتها على ملامح العم مسعد أطربت فؤادها الذي يطربه رؤية من حولها سعداء كادت أن تتحرك لكن إطلاق بوق السيارة وانفتاح البوابه جمد حركتها للحظات لكنها تداركت الأمر سريعا واستكملت سيرها دون أن تلتف ورائها
التقطتها عينين عزيز ثم نظر نحو مسعد بنظرة خاطفة ليجده يمسح شفتيه من شئ قد تناوله
صعد غرفته دون الإلتفاف
ورائه ليتوقف أعلى الدرج بعدما تساءلت ابنه شقيقه
نحضر العشا يا عمي أنا مرضتش اتعشا غير لما ترجع ها لو متعشتش أنا كمان مش هتعشا
رغم عدم رغبته في تناول الطعام إلا أنه رد قائلا
خليهم يحضروا العشا
أسرعت نيرة نحو المطبخ لتخبر العم سعيد والخادمة التي أتت لمساعدة عايدة بتسخين الطعام
دلف عزيز غرفته يلقي بسترته على الفراش
وقعت عيناه على البقعة التي لطخت بنطاله ومازال أثرها موجود رغم تنظيفه لها
عادت صورتها وهي قربه ټقتحم رأسه مرة أخرى فتهاوى على الفراش وأرخى برأسه ونظر إلى الأرض متنهدا بعمق
عليه الإعتراف أنه لن يستطيع الصمود طويلا ما دامت أمامه عليه إتخاذ القرار كما أخبره نيهان لكن كيف سيعرض طلب الزواج على عمها
تنهيدة طويلة خرجت منه تحمل حيرته معها بصعوبة تحرك نحو المرحاض ليغمر رأسه بالماء البارد الذي أخذ يتقطر على قميصه
أبدل ثيابه ليخرج من غرفته متجها إلي الأسفل وقد اجتمع أبناء شقيقه على تناول العشاء معه وأيضا كارولين التي قررت أخيرا الخروج من غرفتها
عندما انتبهت نيرة على خطواته استدارت إليه ببهجتها
مرضيناش نتعشا غير لما تيجي ها بقى قولي اتأخرت ليه النهاردة
ابتسم عزيز وانحنى نحوها ليقبل رأسها
كان عندي شغل مهم يا حبيبتي
ذلك الإهتمام الذي كانت تراه كارولين في عينيه نحو ابنه شقيقه جعلها تتمنى الحصول على مثله
اخبارك إيه يا كارولين النهاردة
بأدب تساءل دون النظر إليها فابتسمت على الفور وأجابته بحبور
بخير
وأنت عامل إيه في شغلك يا بشمهندس
قالها عزيز وهو يوجه أنظاره نحوه وقد ترك سيف كأس الماء الذي ارتشف منه للتو ونظر إليه
كل حاجه لحد الآن تمام متقلقش عليا
تناولوا طعامهم هذا اليوم بهدوء دون وجود سميه التي كانت تأتي إليهم شبه يوميا بحجج تختلقها
بعدما أنهوا طعامهم تقدم نحوهم العم سعيد بأطباق الأرز بلبن الشهية قائلا
لازم تحلوا وتدوقوا عمايل ليلى
لا ما دام ليلى يبقى ندوق يا راجل يا عجوز
تمتمت بها نيرة بحماس والتقطت الطبق ليفعل سيف مثلها قائلا
البنت دي هايله في الأكل أنا مش عارف ليه رفضتوا اقتراحي إنها تساعد عايدة على فكرة الطبخ دلوقتي بقى مهنه مربحة
كاد أن يواصل سيف كلامه إلا أن صوت عزيز أوقفه عن استكمال حديثه
سيف قولت كذا مره ليلى مش مسئوله عن الطبخ ولا ليها علاقه بالمطبخ البنت مشكوره لما بتطبخ حاجه حلوه بتحب تشاركنا أكلها
ابتلعت نيرة ما بفمها وهزت رأسها مؤكده على كلام عمها
ليلى بتطبخ هواية هي شاطره في حاجات تانيه كتير بس عارف يا عمو كلام سيف صح الطبخ دلوقتي بقى مهنه مربحة والناس بتابع قنوات الطبخ اكتر ما بتابع نشرات الاخبار انا بقول لو ليلى فكرت تعرض أصنافها على النت وهوصي صحابي يدعموها
تجهمت ملامح عزيز وألقى بالمحرمة فوق الطاولة ونهض من مقعده قائلا بضيق
انتوا هتحددوا ليها هتشتغل إيه ومتشتغلش إيه
نظرت نيرة نحو العم سعيد الذي وقف ينظر لما حدث مدهوشا من غضبه
هو اتعصب ليه ده كان مجرد اقتراح لا أنا هاخد الطبق بتاعه واروح وراه اشوفه ماله
قالتها نيرة واتجهت ورائه لينظر العم سعيد نحو كارولين التي تتبعتهم بعينيها هامسا بخفوت
صحيح الناس أقدام
لم تستطيع زينب إخراج صوتها بعدما أخبرتها سما بأن العائلة ستأتي لزيارتها اليوم وقد نهرهم جدهم ليلة أمس بعدم زيارتهم لها وتقديم الهدايا لها كعروس والحجة التي أخبروه بها أن مرضه جعلهم لا ينتبهوا على شئ غير صحته
زوزو أنت
ابتعلت زينب غصتها وجاهدت في إخراج صوتها تمتمت بخفوت
معاك يا سما قوليلي هتيجوا النهاردة الساعه كام
ابتسمت سما واتجهت نحو الغرفة التي تبدل بها زي العمل ثم تغادر المطار
هنيجي ليكي الساعه تسعة إن شاء الله أنا قولت اقولك لتتفاجئ بينا
جدو هيجي معاكم
هقولك بس متفتنيش عليا هو قال هيجي بس هيقولك إنه مش جاي
أغلقت سما معها المكالمة لتتركها في حيرتها وضياعها وقد انتشلها رنين الهاتف من شرودها لتجد رقم جدها يضئ شاشة الهاتف أجابته على الفور
حبيبت جدها عامله إيه النهاردة
تساءل السيد نائل وهو يحاول التقاط أنفاسه ببطئ
أنا بخير يا جدو طول ما أنت بخير ومعايا
ابتسم نائل وشاكسها بالحديث
وبالنسبة ل صالح اللي اخدك مني خلاص
أبدا محدش يقدر ياخذني منك أنا كنت جيالك النهاردة
غامت عيناها بالدمع وهي تستمع لكلمات تدليله وحبه لها فمنذ أن أتت للعيش معه في عمر السابعة عشر وهو حريص على تعويضها ومنحها ما لم يستطيع منحه لوالدها
لم يخبرها أنه سيأتي معهم اليوم لزيارتها لكنه أخبرها أن العائلة ستأتي لها وعليها الإستعداد حتى لا تجعل أحد يثرثر بالكلام خاصة بسبب مكوثها معه لفتره في أيام زواجها الأولى
ونفس الحيرة التي تركتها بها سما تركها جدها فيها فما تتحدث عنه العائله ليس كڈبا فهي ليست بعروس
آه طويلة خرجت منها يعقبها سقوط دموعها من شدة قهرها لعدم قدرتها على الكلام والعيش بصمت
رثت حالها لوقت لتدرك أخيرا المأزق الذي هي في هي وهو يعيشان بغرف منفصله ولم يكتشف هذا الأمر إلا حماتها
نهضت من على الفراش تنظر حولها پضياع فمن أين تبدأ
هو أول من أتى بذهنها لتهاتفه على الفور تنهدت بسأم بعدما أعادت الإتصال للمرة الثانية لكن لم يجيب عليها
اكلم طنط حورية
أسرعت بالإتصال بحماتها التي كانت تتابع الصغير وهو يركض بالحديقه بسعادة
ايوة يا زوزو اوعي تقوليلي عايزه يزيد لا النهاردة هيبات معايا ومع جده
هي تعلم أن أخذ حماتها للصغير دوما لإعطاء مساحة لهم لعلهم يتمموا زواجهم
لا يا طنط أنا مش متصله عشان يزيد لاني عارفه هو بيكون قد إيه مبسوط وهو معاكم
ابتسمت السيدة حوريه على حديثها اللبقفكنتها تتمتع بلطافه وليت ولدها أدرك هذا قبل فعلته الحمقاء التي هدمت كل شئ
طنط أنا محتاجه مساعدتك
اعتدلت السيدة حورية في جلوسها وانتظرت سماع طلبها بإنصات
بحرج أردفت زينب
أهلي جاين يزوروني النهاردة ومحتاجه حلويات اضايفهم بيها ومفيش وقت اعمل حاجه
أسرعت السيدة حورية قائله بعدما نهضت من مكانها
أنت متشليش هم حاجة أنا هبعتلك كل حاجه حتى العصاير اهم حاجه يا حببتي تستعدي لاستقبال اهلك
لا تستطيع إنكار أن السيدة حورية امرأة رائعه وودودة
تساءلت السيدة حورية قبل أن تنهي المكالمة
بلغتي صالح عشان يرجع بدري ويستقبل معاكي اهلك
ابتلعت زينب ريقها بخزي وقد ظنت أنه تعمد عدم الرد عليها
كلمته مردش عليا
اول ما هيشوف اتصالك اكيد هيرن عليكي أنا كمان رنيت عليه من ساعه مردش اكيد مشغول
كادت أن تنهي زينب المكالمه فأردفت السيدة حورية
صالح مش وحش يا زينب مش عشان هو ابني وبكره هتعرفي ده لما تقربوا من بعض صح
لم تمر نصف ساعه إلا وكان يهاتفها بقلق
فيه حاجة يا زينب
نظرت إلى الغرفة التي تقوم بترتيبها ووضع حاجتهم معا حتى لا ينفضح الأمر إذا قررت إحدى زوجات أعمامها التجول بالشقة
اهلي جايين يزوروني النهاردة أنت عارف تعب جدو خلاهم يأجلوا زيارتنا
حاولت تجميل صورة عائلتها بقدر المستطاع رغم أنها تعلم أن لولا جدها ما كان زارها أحد
حاضر
هتيجي يعني
نظر إلى الشاشة التي يتابع من عليها هيكل إحدى الطائرات التي سيقوموا بعقد صفقة لإستيراد اثنين منها
قبل وصولهم هكون موجود نستقبلهم سوا
احتضنت الهاتف بعدما أنهت المكالمه معه وأطلقت زفرات متقطعه لا تصدق أنه لم يخذلها
استطاعت ترتيب الشقة والأغراض التي بعثتها حماتها في تلك الساعات القليلة ثم قررت أخذ حمام سريع لتتجهز قبل وصوله ووصولهم
دلف صالح الشقة وهو يحمل علب من الحلوى رغم علمه بأن والدته بعثت بكل ما سيحتاجوه
زينب
نادها ثم أخذ يبحث عنها في أرجاء الشقة إلى أن وصل إلى غرفتها التي كان بابها مفتوح
وقعت عيناه على الثوب الذي تركته على الفراش وألقى بنظرة سريعه على باب الحمام المغلق
كاد أن يتجه إلى غرفته ليجهز حاله هو الأخر لتفتح الباب وتخرج من الحمام وهي تجفف شعرها وتلف المنشفة على جسدها
عيناه توقفت على منظرها لتزدرد لعابها عند رؤيته وتحاول إحكام المنشفة عليها ورفعها لأعلى
قطب عزيز حاجبيه في حيرة بعدما أخبره نيهان بالأمر الذي سيفعله حتى يتيح له فرصه الحديث مع ليلى وإخبارها بمشاعره ليستطيع إتخاذ خطوة الزواج دون تردد
نيهان ده شغل مراهقين
زفر نيهان أنفاسه بقوة وقد سأم من اعتراضاته التي أصابته بالضجر منه
عزيز أنت بتلك الطريقة
متابعة القراءة