رواية ظنها دمية بين أصابعه (الفصل الأول إلى الخامس والأربعون) بقلم الكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز


والدها ثم عادت لتتعلق بعنقه 
اسرارك في بير ومش هنخلي عايدة تحس بحاجة 
في الساعة التاسعة مساء
كانت عايدة تسرع في ارتداء حذائها بعجالة 
أنا مش عارفة عمك مستعجل ليه هو لازم نحضر فرح ابن صاحبه كان ممكن يروح من غيري أو ياخدك أنت و شهد بدالي 
ارتفع صوت شهد من المطبخ وقد وقفت تصنع لنفسها كوب من النسكافيه 

هو عايزك أنت معاه يا فوزيه 
وضعت ليلى كفها على شفتيها بعدما انفلتت ضحكتها رغما عنها 
ذاكري يا أم لسان طويل 
قالتها عايدة واتجهت ليلى نحوها لتهندم لها حجابها 
لولو أكعزيز بيه على التسخين بس أنا مش عارفه اتأخر ليه النهاردة عن ميعاد رجوعه لو كان سعيد هنا مكنتش شيلت هم خروجي 
أسرعت ليلى بالتقاط كفيها لطمئنتها 
أنت قولت مجرد تسخين للأكل 
هزت عايدة رأسها غير مرحبة بقيام ليلى بمهامها فهي ليست إلا عاملة لدي السيد عزيز ولا ترغب أن تكون ابنتها أو ليلى بمكانها يوما يخدمون الأخرين لأن هذه وظيفتهم 
يا حببتي أنت راجعه من شغلك تعبانه وكفايه إنك بترجعي تساعديني في شغل البيت 
ارتفع رنين هاتف عايدة لتنظر إلى ليلى 
متقلقيش أنا و شهد موجدين بدالك و عزيز بيه طلباته مش كتير 
مدت عايدة يدها ومسحت على خدها 
مش هنتأخر أنا وعمك 
غادرت عايدة و عمها المنزل بأحدى سيارات عزيز الزهار 
خفق قلب ليلى وهي تتحرك صوب الڤيلا لتنتظر قدومه 
جلست بالمطبخ وقد مرت ساعه على جلوسها بانتظاره 
نظرت إلى
الوقت بهاتفها ثم أطلقت تنهيدة طويلة لتلوم نفسها على مشاعرها التي تنجرف يوما بعد يوم لطريق مجهول 
دمعت عيناها عندما تذكرت تجاهله لها الأيام الماضية حتى أنه رفض أن تتولى خدمته بدلا عن العم سعيد إلى أن يعود فيكفيه خدمة عايدة له 
لم يخبرها أحد برفضه حتى لا يجرحوها لكنها استمعت للعم سعيد قبل ذهابه لقضاء مناسك العمرة عندما أخبر زوجة عمها بقراره وقد أقنعه لأنه رجل أعزب ولا يصح أن تخدمه فتاة شابه بعمر ليلى وكان رأي زوجة عمها مماثل له 
انتفضت من المقعد الذي تجلس عليه وشعرت بالتخبط عندما استمعت لصوت سيارته 
اندهشعزيز من سماع صوت آتي من المطبخ عند دلوفه للمنزل والتحرك لأعلى 
لقد أخبره عزيز سائقه أنه سيأخذ عايدة اليوم لقضاء بعض الوقت خارج المنزل للإحتفال بذكرى زواجهم 
هبط عزيز درجة السلم التي صعدها ثم انعرج بخطواته نحو المطبخ 
وقعت عيناه عليها وهي جاثية على الأرض حتى تجمع حبات فاكهة البرتقال التي سقطت دون قصد منها 
يتبع 
رواية ظنها دمية بين أصابعه 
بقلم سهام صادق 
الفصل التاسع عشر 
ارتعشت يديها وهي تقوم بإلتقاط حبات البرتقال وقد خرج صوتها بهمس خاڤت وهي تبرر له سبب وجودها هنا بدلا عن زوجة عمها 
أنا هنا عشان اسخن الأكل واحضرهولك هسخن الأكل وامشي 
سقطت حبات البرتقال التي جمعتها من يديها وعادت لتلتقطها بتوتر اجتذب عيناه إليها وجعله يقف صامتا 
أنا هلمهم بسرعة وهسخن الأكل على طول 
داعبت شفتي عزيز ابتسامة خفيفة تلاشى معها جمودة ملامحه 
بدأت تقسيمات وجهه تسترخي وقد أطلق لعينيه حرية النظر إلى تفاصيلها التي تجعل عقله يتوقف عن محاسبته 
ازدردت لعابها من شدة حرجها وهربت بعينيها بعيدا عندما انتصبت أخيرا في وقفتها ثم أسرعت بوضع حبات البرتقال بوعاء الفاكهة 
أنا هسخن الأكل 
أخيرا انتبه على وقوفه وصمته ثم أزاح عيناه عنها 
مكنش له لزوم إن عايدة تتعبك وتقعدي تستني ميعاد رجوعي في المطبخ 
قالها عزيز بنبرة خرجت منه جامدة وقد استشعرت ليلى منها أنه لا يريد وجودها 
قبضت على منشفة المطبخ التي تحملها بقوة تخفي خلفها حرجها ثم أسرعت بخفض عيناها 
أنا عارفة إنك مش عايزانى أعمل أي حاجه خاصه بيك 
رفعت عيناها إليه وهي تزدرد لعابها وواصلت كلامها بتعلثم 
أنا آسفه 
خفق قلبه بشدة عند سماع اسفها واتسعت حدقتاه في ذهول وهو يراها تتحرك من أمامه لتترك المطبخ وتغادر 
ليلى 
أسرع بهتاف اسمها بل وتحركت ساقيه ورائها وكاد أن يمد يده ليلتقط ذراعها إلا أنه تمالك حاله وقبض على كف يده بقوة 
مين اللي هيسخن ليا الأكل وهيحضره لما أنت تمشي ولا أنت عايزة تسبيني جعان 
ما الذي تفوه به للتوه
هكذا سأل عزيز نفسه وهو يغرز أصابع يده في خصلات شعره 
وقفت مكانها بعدما اجتذبها حديثه ثم استدارت جهته وقد احتلت وجنتيها حمرة خفيفة 
تعلقت عيناها به وسرعان ما كانت تتسع حدقتاها في ذهول وهي تجده يزيح أحد المقاعد التي تلتف حول الطاولة الصغيرة الموجودة في منتصف المطبخ ثم جلس عليه وكأنه هكذا يخبرها أنه ينتظر تناول وجبة طعامه 
ابتلعت ليلى لعابها بتوتر ثم تحركت تحت أنظاره لتسخن له الطعام 
استمرت عينين عزيز بالتنقل مع حركتها وقد نسى الليلة تأنيب فؤاده من الوقوع في المحظور 
عيناه دون إرادة منه التهمت تفاصيلها التي تخفيها خلف بلوزتها الواسعة الطويلة ورغما عنه كان عقله يأخذه نحو حلمه المخزى الذي عراه أمام نفسه بحقيقة لا تفسير لها إلا أنه راغب بها 
اتسعت حدقتاه في صدمة ثم أطبق على جفنيه بقوة بعدما أطرق رأسه في خزي 
جسده يشتهي امرأة بعد هذا العمر وبعد عزوفه عن النساء 
عزيز بيه 
انتشله صوتها الخاڤت مع تكرارها بالنداء عليه وسرعان ما كان يفتح عيناه وقد تلاقت عيناهم 
اخفضت ليلى
رأسها وقبضت بيديها على قميصها حتى تخفي توترها وببطئ رفعت عيناها إليه 
احط الأكل هنا ولا بره على السفره
نظر لها عزيز بنظرة مشوشة فصورتها بين ذراعيه وعلى فراشه لا تفارق عقله كلما وقعت عيناه عليها 
بنبرة صوت جلى به الحشرجة قال 
لا هاكل هنا في المطبخ يا ليلى 
داعبت شفتيها ابتسامة صغيرة وهي تحرك له رأسها ثم اتجهت نحو الأطباق التي غرفت بها الطعام لتضعها أمامه 
اندهشت عندما وجدته ينهض من فوق المقعد وقد تراجعت بخطواتها للوراء وهي تحمل أحد الأطباق بين يديها 
مش هعرف أكل وأنا متقيد كده 
قالها عزيز بعدما لمح دهشتها من وقوفه ثم أخذ يطوي أكمام قميصه 
تخضبت وجنتي ليلى بحمرة الخجل و أسرعت بوضع الطبق الذي تحمله على الطاوله 
شكرا يا ليلى 
اقطع الفاكهة ولا أعملها عصير 
تغلغل داخله شعور غريب عليه ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامة عذبة وعاد ينظر نحو طبق طعامه 
ولا ده ولا ده محتاج فنجان قهوه يا ليلى 
عم سعيد قالي لو شرب اكتر من 3 فناجين قهوة في اليوم متعمليش ليه 
تعلثمت الأحرف الأخيرة على طرف لسانها بعدما أدركت فداحة ما نطقت به 
حدجها عزيز وهو يرفع أحد حاجبيه والتمعت عيناه بنظرة عابثة وتساءل بعدما انتهى من مضع الطعام داخل فمه وابتلعه ببطئ 
و عم سعيد قالك إيه تاني 
ليلى ممكن تبصيلي و تقوليلي قالك إيه عم سعيد 
زمت شفتيها بندم على ما تفوهت به 
كان كاتبلي ورقة بالأكل اللي أنت بتحبه وإنك متشربش قهوة كتير وبدل القهوة تشرب لبن وقالي إنك بتحب الشاي بلبن قوي 
استمرت ليلى بإخباره بكل ما أخبرها به العم سعيد ومع كل كلمة كانت تنطقها كانت
عيناه تتعلق بشفتيها 
تحركت تفاحة آدم خاصته عندما إزدرد لعابه وسرعان ما كان يدق ناقوس الخطړ في رأسه 
أطرق رأسه نحو طبق الطعام يتمتم بنبرة جامده 
شكرا يا ليلى تقدري تمشي دلوقتي 
نظرت له بأعين ذاهله وقد نهض عزيز من المقعد وغادر المطبخ تحت نظراتها التي ازدادت ذهولا من تغيره المفاجئ 
رفع عزيز المنشفة الصغيرة التي كان يمسح بها الزجاج الأمامي للتو بعدما وجد سيده يتجه إليه 
صباح الخير يا عزيز 
ابتسامة واسعة ارتسمت على شفتي عزيز السائق وهو يرد على تحيته 
صباح النور يا بيه هنتحرك على المصنع يا بيه 
تساءل بها
عزيز وعندما تلقى الرد منه أسرع بالتقاط دلو الماء الذي كان ينظف به السيارة ووضعه جانبا 
رتب عزيز السائق مظهره سريعا وقد صعد عزيز الزهار السيارة منتظرا له 
ضاقت حدقتي عزيز في دهشة عندما وجد عزيز سائقه يقف قرب نافذة السيارة التي يجلس جهتها وقد جلى الحرج على ملامحه 
فيه حاجة يا عزيز!
نظر له عزيز ثم خرج صوته بتوتر 
هو إحنا ممكن ناخد ليلى في طريقنا يا بيه 
عندما اخترق اسمها رأسه هرب بعينيه وعاد ليتصفح هاتفه 
مفيش مشكله يا عزيز 
تهللت أسارير عزيز العم وأسرع بإخراج هاتفه حتى يخبرها أن تأتي إليه ليصطحبها معه إلى المصنع 
ليلا تخترق حصونه التي يعيد بنائها بعد معركة بين قلبه وعقله وصباحا عندما تقع عيناه عليها ينهدم كل شئ 
تنهيدة طويلة خرجت منه فهل هذه الفتاة تعويذة سحرية ألقيت عليه لتجعله كالمراهق أمام نفسه 
اهي ليلى جات 
قالها عزيز العم بصوت يتخلله الدفئ عندما استقر بمقعد السائق 
لم يرفع عزيز عيناه لرؤيتها فذلك الضجيج الذي يقتحمه أجبره على عدم النظر إليها والوقوع في شرك أخر ينقص يوما بعد يوم من رجولته أمام نفسه 
صباح الخير 
تمتمت بها ليلى بصوت خفيض ونظرت إلى عمها 
يلا يا لولو اركبي عشان منأخرش عزيز بيه 
بخجل حركت ليلى رأسها جهة عزيز الذي انشغل في مطالعة هاتفه 
ابتلعت كلمات تحيتها له التي كادت أن تنطقها بعدما وجدته لا يعيرها أدني إهتمام 
شقت السيارة طريقها نحو المصنع وقد سيطر الصمت على رحلة ذهابهم 
كعادتها ضمت حقيبتها في حضنها وأخذت تطالع الطريق 
رمقها خلسة بطرف عينيه ولكن انكماشها على حالها بالمقعد الأمامي جعله لا يراها بوضوح 
عبرت السيارة أخيرا بوابة المصنع وقد ترجل عزيز السائق من السيارة 
خرجت ليلى من السيارة وتعلقت عيناها بعمها الذي وقف احتراما للسيد عزيز الزهار يسأله عن موعد مغادرته 
خفضت عيناها وقد تغلغل شعور سئ روحها وهي ترى الحقيقة تتضح أمام عينيها عمها ليس إلا سائق لدى الرجل الذي تغرم به 
التعاسة كانت مرتسمة على ملامحها عندما دخلت المكتب التي تتشارك به مع زملائها بالعمل 
مالك يا ليلى 
تساءلت بها سلوى زميلتها عندما وجدتها تجلس خلف مكتبها دون حديث 
مفيش يا سلوى 
رمقتها سلوى بنظرة ضيقة ورفعت كوب النسكافيه خاصتها لترتشف منه وتساءلت بفضول لا يفارق شخصيتها 
غريبة النهاردة مركبتيش باص الشركة وجايه في ميعادك بالمظبوط 
جيت مع عمي و عزيز بيه 
قالتها ليلى ثم التقطت ملف الحسابات الذي عليها مراجعته اليوم 
بتقولي جاية مع مين مع عزيز بيه 
صاحت بها سلوى ثم أسرعت بوضع كف يدها على شفتيها ومن حسن حظ ليلى لم يكن إلا هما بالغرفة 
سلوى عمي سواق عزيز بيه و اخدوني في طريقهم بعد ما استأذنه 
رغم شعورها بصعوبة قول الحقيقة التي تجعلها تفيق من حلمها الوردي إلا أنها كان عليها إلجام سلوى عن
الكلام 
توقفت سلوى عن الكلام بعدما دلف زميلهم الغرفة وألقى عليهم التحية ثم بعده أتى السيد عادل رئيس قسمهم 
شغلت ليلى تفكيرها بالعمل إلى أن آتى وقت استراحتهم 
كعادتها لا تختلط بالكثير ودائما لها مكان بعيد عن بقية زملائها تجلس به لتريح رأسها وتتناول وجبتها الخفيفة التي تصر عايدة على أخذها معها 
مفيش حاجة بتستخبى في المصنع 
حدجتها ليلى بنظرة تحمل التساؤل فمضغت سلوى لقمة الطعام وواصلت كلامها 
لكن ولا يفرق معاك يا ليلى أنا وضحت ليهم الحكاية 
اعتلت الحيرة ملامح ليلى وتساءلت 
فيه إيه يا سلوى أنت ليه بتتكلمي بالألغاز 
جاورتها سلوى ثم التقطت التفاحة التي كانت بعلبة
 

تم نسخ الرابط