رواية ظنها دمية بين أصابعه (الفصل الأول إلى الخامس والأربعون) بقلم الكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز


أرخى رابطة عنقه قليلا 
مشاكل العمل لا تنتهي يا صديقي 
كان نيهان يتحدث اللغة العربية بمزيج من الفصحى والعامية المصرية لكثرة تواجده في مصر ومشاريعه 
شربت قهوتك 
تساءل عزيز فابتسم نيهان ثم مسح على بطنه 
يا رجل أنا جائع متى سيأتوا ضيوفك 
اعتدل عزيز في جلوسه ثم نظر إلى ساعة يده وكاد أن يتحدث لكن نيهان قطع كلامه مازحا بلطف 

صحيح يا رجل من تلك الفتاة التي ركضت وراء قطتها لم أصدق عيناي وأنا أراك تركض وراء قطة لكن يبدو أن تلك الفتاة جعلت عزيز الزهار ينسى كرهه للقطط 
ألقى نيهان كلامه ثم قهقه عاليا بعدما عاد المشهد إلى رأسه 
دي مجرد ردة فعل البنت كانت واقفه قدامي مڤزوعة ولما القطة وقعت من ايدها اټفزعت أكتر وكانت هتقع وهي بتجري وراها 
بثبات استطاع عزيز إخفاء مشاعره وإظاهر اللامبالاة بكلامه حتى لا يكشف نيهان أمره 
هز نيهان رأسه لكن المكر تجلى بوضوح في مقلتيه وتساءل 
أهي من أقارب العم سعيد 
بنت أخو عزيز السواق 
قدوم سمية والسيد هارون زوجها قطعوا استرسالهم بحديث أراد عزيز الهرب منه وكان
له ما أراد فقد أصبحت جلستهم بعد ذلك تخص العمل وكيف سيتم التأكد من أمر حاډث المصنع 
هل كان كما أخبرتهم الشرطة أم أن هناك يد خفية مندسة 
تقدمت عايدة بالصنية التي وضعت عليها فناجين القهوة وقد فاحت رائحتها 
تسلم ايدك على طعامة الأكل يا ست عايدة 
قالها نيهان بعدما التقط منها فنجان قهوته فابتسم عزيز وهو ينظر لها بنظرة ممتنة 
عايدة طول عمرها نفسها لا يعلى عليه في الأكل 
تخضبت وجنتي عايدة بالخجل من مديحهم وقد أبدى كذلك هارون رأيه مادحا الطعام أما سمية اكتفت بارتشاف قهوتها ببطئ دون النظر إليها 
انسحبت عايدة وعادت أدراجها إلى المطبخ 
نهض عزيز بعدما وضع فنجان قهوته الذي أنهاه للتو جانبا ونظر إلى شاشة
هاتفه الذي ارتفع رنينه 
عن إذنكم 
اعتذر منهم وابتعد عنهم تحت نظرات سمية التي التقطت على الفور اسم المتصل بعدما أجاب عزيز 
ده سيف
اتجهت أنظار كلا من هارون و نيهان عليها بعدما نهضت من المقعد وسارت وراء عزيز 
بقالها كذا يوم بتحاول تتصل بيه ومش عارفه توصله حتى كانت ناويه تسافرله آخر الاسبوع 
قالها هارون تبريرا لفعلة زوجته فحرك نيهان رأسه له متفهما رغم علمه بأفعال سمية
ومحاولتها التقرب من عزيز على مدار تلك السنوات 
خرج عزيز إلى الحديقه حتى يستطيع الحديث بحرية معه لكنه تفاجأ بوجود سمية ورائه وفي عينيها التمعت اللهفه 
أنا كويس يا سيف متقلقش عليا الحمدلله الحريق عدى على خير ومفيش حد من العمال جراله حاجة مجرد إصابات عاديه 
وضع سيف أغراض التخييم الخاصة به أرضا جوار باب الشقة بعدما فتح الباب
ثم دلفت ورائه تلك الشقراء 
أنا أول ما شوفت رسالة نيرة ومكالمتها الكتير اټرعبت كنت في مكان مافيهوش تغطيه ولسا فاتح التليفون أول ما وصلت 
ثم واصل سيف كلامه بعدما ألقى بنظرة خاطفة نحو كارولين التي خلعت سترتها القصيرة وألقتها على الأريكة ثم اتجهت نحو البراد لتلتقط زجاجة الماء 
أنا هشوف حجز وهكون قريب عندك 
يا سيف قولتلك أنا بخير أهم حاجه عندي إنك تهتم بنفسك وبرسالة الماچستير 
عندما استمعت سمية هذا الحديث منه امتقعت ملامحها وأسرعت على الفور تلتقط منه الهاتف 
بقالي يومين بحاول اتصل بيك وتليفونك مقفول حتى التليفون الأرضي مبتردش عليه 
غرز سيف أصابع يده في خصلات شعره بعدما استمع إلى صوت والدته 
مكنتش في المدينة كنت في تخييم مع زمايلي 
أشاحت سمية عيناها عن عزيز بعدما رمقها بنظرة حادة لتسرعها بالكلام فزفرت أنفاسها بقوة 
هتنزل امتي مصر لو عزيز بيشجعك على اللي في دماغك إنك تكمل دراستك وتفضل في أمريكا فأنا بقولك كفايه كده أنا وهو محتاجينك جانبنا إحنا مش بنعمل كل الثروة دي لينا 
سمية هاتي التليفون 
قالها عزيز بضيق فكل ما تفكر به هو المال دون النظر إلى رغبة ابن أخيه 
أعطته الهاتف ثم أطلقت تنهيدة قوية وأشاحت عيناها عنه 
أكمل عزيز مكالمته مع ابن أخيه وقد اعتذر منه سيف كثيرا لشعوره بالتقصير معه وفي نهاية الحديث كان سيف يخبر عزيز أنه أبيه وليس عمه وكم يحبه كثيرا 
توهجت ملامح عزيز بعدما أنهى مكالمته مع ابن أخيه وقد ازدادت ملامح سمية مقتا فهي لا يعجبها تشجيع عزيز له بسلك طريق أخر بعيدا عن تجارتهم 
طول ما أنت بتشجعه مش هيرجع وهيكمل في طريقه يا عزيز 
تلاشت تلك اللمعة التي احتلت ملامح عزيز منذ لحظات 
وانا عمري ما هجبر ابن أخويا إنه يتخلى عن حلمه 
حلم إيه يا عزيز 
خرج صوت سمية هذه المرة بقوه فاحتدت عيني عزيز وتحرك من أمامها 
صوتك ميعلاش عليا تاني يا سميه وأنا حر مع ولاد أخويا اللي اتخليتي عنهم زمان 
أسرعت سمية خلفه تجتذبه من ذراعه حتى يتوقف لكن تراجعت إلى الوراء بعدما رمقها بنظرة جعلتها تسحب يدها عنه 
هتفضل لحد امتى تعايرني بالماضي 
تجاهلها ومضى في طريقه دون أن يهتم 
أنت السبب يا عزيز لو كنت عاملتني كزوجة وادتني حقوقي مكنتش قررت ابعد عن ولادي 
توقف عزيز مكانه وأغلق جفنيه حتى يستطيع طرد تلك الليلة المخزيه بعدما استطاعت استدراجه لحضنها
اشټعل لهيب الڠضب في عينيه فمهما مضى من سنين طويلة هو لا ينسى ذلك الخزي ولا ينسى حقارتها في تمنيها له وقد كانت تتغنا بحب شقيقه وفجعتها لۏفاته 
تحرك عزيز من أمامها دون النظر إليها وقد فتحت
سمية بحديثها أبواب الماضي الذي لن يغفره لها يوما 
حاولت ليلى تخبأت جسدها خلف إحدى الشجيرات قصيرة الطول بعدما استدارت سمية بجسدها وتحركت ناحية الجهة التي تقف بها 
نظرت ليلى لما تحمله بيدها فهي كانت بطريقها إلى العم سعيد بالمطرقة والمسامير من أجل بناء منزل خشبي صغير للقطة 
في تمام الساعه السادسة مساء كانت سيارة السيد هارون برفقة زوجته سمية تغادر 
تعلقت عينين ليلى بالسيارة فكانت بالحديقة بعدما انتهت هي والعم سعيد من بناء منزل خشبي للقطة 
أتى العم سعيد ورائها وهو ينفض
جلبابه ثم يديه 
عملنا ليها بيت ولا القصر عارفين لو لقيتها في البيت هيكون مكانها الشارع 
ثم أردف مستاء بعدما نطق الاسم الذي أطلقوه على القطة 
مسمينها بوسي 
حاولت ليلى نفض الأفكار التي تدور برأسها منذ أن لمحت وقوف تلك السيدة مع السيد عزيز وابتسمت وهي تتحرك ورائه عائدين إلى مسكنهم 
أنا مش عارفه ليه پتكره بوسي يا عم سعيد 
استدار لها العم سعيد برأسه 
أنا بكره كل القطط ذكر وأنثى 
ضحكت ليلى ودخلت ورائه المنزل وقد اقترب عزيز العم منهم قائلا 
كويس إنكم خلصتوا أنا و شهد سخنا الأكل ورايح اشوف عايده عشان نتغدا كلنا سوا 
اجتمعوا جميعهم ملتفين حول مائدتهم الصغيرة التي تسعهم وقد جلى الإرهاق على ملامح عايده 
نهضت عايدة بعدما أنهت تناول طعامها 
أنا راجعه الڤيلا عشان انضف المطبخ وأشوف عزيز بيه والسيد نيهان لو محتاجين مني
حاجه تاني 
ثم نظرت لكلا من شهد و ليلى 
ليلى أنت اعملي الشاي و شهد تنضف السفره وتغسل الأطباق 
زمت شهد شفتيها بإعتراض لكن عايدة نظرت إلي ليلى بحسم 
اوعي يا ليلي تضحك عليكي هعاقبكم انتوا الاتنين 
اتجهت عايدة إلي الڤيلا ونهض العم سعيد هو الأخر قائلا 
هستنا اشرب الشاي من ايدك يا لولو وبعدين اروح مشواري 
غادر العم سعيد لشراء دوائه الشهري بعدما تناول كوب الشاي وقد أنهت شهد جلي الأواني واتجهت إلى غرفتها لتذاكر دروسها 
ضاقت عيني ليلى عندما وجدت عمها يرتدي خفه المنزلي وقبل أن تسأله إلى أين هو ذاهب كان يخبرها 
رايح ل عايدة الڤيلا أساعدها النهاردة تعبت في شغل المطبخ 
أسرعت ليلى بوضع الصنية التي وضعت عليها أكواب الشاي الفارغة 
أنا هروح ليها يا عمي وأساعدها 
لا يا ليلى أنت كمان تعبتي النهاردة 
قالها عزيز وهو يربت على وجنتها بحنان لكن مع إصرار ليلى كان يرضخ بالنهاية 
شعرت ليلى بالشفقة على زوجة عمها التي بدى على وجهها التعب هذا اليوم وقد كانت تقف أمام آلة غسل الأطباق بعدما وضعت داخلها الصحون والأكواب 
اندهشت عايدة من وجودها وقطبت حاجبيها متسائله 
جيتي ليه يا لولو أنا خلاص قربت أخلص المطبخ 
أسرعت ليلى إليها تلتقط منها المنشفة الصغيره التي تحملها لتنظف بها رخام المطبخ 
حاولت عايدة مرارا حتى تستثنيها عن فعل هذا الأمر لكن ليلى أصرت كعادتها أن تساعدها 
أنا هقعد قصادك هنا على الكرسي استناكي 
لكن ليلى هزت رأسها رافضه اقتراحها فهي أتت لتجعلها تعود للمسكن وترتاح وتكمل هي تنظيف المطبخ بدلا عنها 
حدقت بها عايدة بنظرة أخيرة وهي تتحرك من أمامها 
ربنا يسعد قلبك يا بنت وردة 
وردة تلك المرأة التي أنجبتها ولا تتذكرها إلا حينما تنظر لصورها أو يحكي لها عمها عنها كلما نظر لها ورأى صورة مصغرة من زوجة أخيه وأخيه أمامه 
ترقرقت الدموع في عينيها وهي تكمل تنظيف المطبخ وقد عادت بها الذكريات إلى امرأة ورجل لم ترى منهم إلا الخير 
عايدة 
دلف عزيز المطبخ وهو يهتف باسم عايدة وقد انتفضت ليلى ذعرا في وقفتها 
عيناها اتسعت في هلع عندما باغتها بدخوله المطبخ فجأة وقد أخذ صدرها يعلو ويهبط مع اضطراب أنفاسها 
عيناه رغما عنه تعلقت بعينيها التي التمعت بالدموع وقد ضاع بالنظر داخل مقلتيها التي تشبه لون القهوة 
اقترب منها وعلى محياه ارتسم تساؤل كاد أن يتفوه به لكنه كالعاده سيطر على مشاعره وتوقف مكانه ثم ألقى نظرة خاطفة حوله 
استطاعت ليلى تمالك أنفاسها أخيرا وسرعان ما كانت تفرد أكمام بلوزتها التي قامت بثنيها من أجل ألا تبتل أثناء تنظيفها 
ضاقت حدقتاه عندما جذبته فعلتها وسرعان ما كانت تخرج نحنحته متسائلا بحشرحة 
فين عايدة 
رفعت عيناها إليه ثم أخفضتهما وبنبرة خاڤتة ردت 
محتاج مني حاجه اعملها 
حدجها عزيز بنظرة غامضة وسرعان ما كانت تواصل كلامها لتبرر له سبب وجودها بدلا من زوجة عمها 
تعبت من الوقفه طول اليوم وأنا جيت أكمل مكانها 
حرك عزيز رأسه ثم تساءل بعدما تحركت عيناه نحو الموقد 
بتعرفي تعملي قهوة 
سرعان ما كانت تتحرك نحو إناء القهوة لتلتقطه قائله 
آه بعرف أنت بس قولي عايزاها إيه مظبوطة ولا سادة 
واحدة مظبوطه وواحدة سادة 
ظنته ليلى سيغادر المطبخ لكن وجدته يقف مكانه وقد أخرج هاتفه من جيب بنطاله وانشغل في تصفحه 
تعلقت عيناها به بتوتر وانحبست أنفاسها كعادتها في حضوره 
عندما وجدته لا يطالعها أصرفت بصرها عنه وانشغل عقلها في تجهيز القهوة 
رفع عيناه عن هاتفه خلسه عندما وجدها لم تعد تطالعه 
حاول إزاحة عيناه عنها لكنه كالعاده لم يعد يملك سلطان عليها لا عيناه ولا قلبه ولا حتى عقله لكنه يستمر برؤية الأمر مجرد شعور وسيختفي مع الوقت لأنه لن يعترف بمشاعر الانجذاب وهو في هذا العمر 
اتمنى إن طعمها يطلع حلو 
فاق من شروده المخزي وقد أسرع في سحب عيناه عنها بعدما استمع إلى صوتها 
اقتربت منه بالصنية التي وضعت عليها فنجانين القهوة 
أسرع عزيز بالنهوض من المقعد الذي جلس عليه وتناول منها الصنية يتمتم بنبرة خشنه يخفي خلفها شعور ېخاف أن يفضحه 
شكرا يا ليلى
سار خطوتين ثم وقف واستدار بجسده إليها وقد
 

تم نسخ الرابط