رواية ظنها دمية بين أصابعه (الفصل الأول إلى الخامس والأربعون) بقلم الكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز


تنطفأ منذ الصباح حين أخبرت عمها أمام عينيه أنها ستذهب للعمل مع صديقتها وشقيقها 
زي ما أنت شايف يا عزيز بيه في تعاون دايما بينا 
ثم أشار نحو بسام قائلا 
بسام لسا جديد في القسم 
وابتسم السيد عادل وهو ينظر نحو ليلى 
و ليلى الصراحه من اشطر الموظفين اللي اتوليت إدارتهم 
امتقعت ملامح سلوى ف بالتأكيد سيمدحها السيد عادل


أمامه 
تحولت نظرت سلوى للسخرية وهي تخبر نفسها أن الصلة التي تربط ليلى بالسيد عزيز أن عمها سائقه 
هربت ليلى بعينيها عن نظراته التي كانت تتفرسها بطريقة أربكتها وقد خرج صوت عزيز أخيرا 
اتمنى تكون كل حاجه ماشيه بانضباط ودون تقصير يا استاذ عادل لأن الشغل شغل 
قالها عزيز وهو ينظر نحو بسام الذي شعر بأن نظراته تخترقه 
متقلقش يا عزيز بيه استاذ عادل عنده الشغل شغل كل حاجه معاه ماشيه بدقة 
ثم استطردت بمزاح جعلت ملامح عزيز تتحول للإستنكار 
بيعاملنا بقواعد عسكرية 
احتدت ملامح السيد عادل بعدما رأي نظرات رئيسه وتمتم بنبرة سريعة 
يلا يا شباب شوفوا شغلكم 
غادر عزيز المكتب بوجة مكفهر فرؤيته لذلك الشاب الذي يقاربها بالعمر قربها جعلت الغيرة التي لم يعرفها يوما تسيطر عليه 
سارت بجانبه داخل ردهة الفندق وقد تقدمهم العامل وهو يحمل الحقائب 
ابتسم موظف الاستقبال وهو يرحب بهم وفور أن التقط منه الهوية ورأى الحجز المؤكد باسم صالح الزيني 
مبروك يا فندم الجناح الملكي بتاع حضراتكم وده افخم جناح عندنا حقيقي 
ابتسم صالح بمجاملة والتقط منه بطاقة الغرفة بعدما أنهى الإجراءات المطلوبة منه 
عندما دلفت الغرفة اتجهت عيناها نحو كل ركن بها 
أغلق صالح الباب بعدما منح العامل البقشيش 
نظرت إليه تتنظر أن يخبرها أين ستنأى بنفسها بعيدا عنه فقد وصلتها الرساله وصارت تتبع الأمر في صمت 
أنا هدخل اخد شاور وبعدين هنزل اشرب قهوة تحت 
تنهد وهو يتحرك من أمامها 
تقدري تاخدي راحتك بعد ما انزل 
أغمضت عيناها بقوة بعد ابتعاده عنها فكلما أرادت أن تسأله لماذا يعاملها بتلك الطريقة تجمدت الأحرف على طرف لسانها 
اتجهت نحو الغرفة التي اتجه إليها فقد كانت الغرفة الوحيدة بالجناح 
تعلقت عيناها بالفراش الواسع الذي توسط الغرفة وقد تناثرت عليه بتلات الورود فالفراش مجهز لاستقبال عروسين ينعمان بأفضل لياليهم 
استدارت برأسها جهة باب الحمام المغلق ثم عادت تنظر إلى الفراش 
تنهيدة طويلة خرجت منها فما الذي فعلته له حتى يجعلها لا تفهم شئ وتتساءل لما هجرها 
استمعت إلى باب الحمام يفتح ثم خروجه منه 
تقدري تدخلي تغيري هدومك 
يعاملها ببرود كالصقيع استدارت جهته لتواجهه فقد كلت من عدم فهمها للأمر 
ازدردت لعابها وهي تراه هكذا ويحرك المنشفة الصغيرة بخفة على خصلات شعره 
اشتعلت وجنتيها خجلا وأشاحت عيناها بعيدا عنه وقد التقط فعلتها فابتسم 
إحنا مضطرين نتشارك الغرفة والسرير لأن زي ما أنت شايفه 
تحرك أمامها بتلك المنشفة التي تحيط خصره لتغمض عيناها بقوة 
زينب 
هتف اسمها واقترب منها بعدما لاحظ هروبها بعينيها بعيدا عنه تلك النظرة التي تنظر له بها يعلمها تماما نظره تمنى داخله ألا تنظر له بها 
فتحت عينيها على وسعهما عندما شعرت بكفيه يمسح بهما على وجنتيها 
اللي بيحصل بينا محدش يعرفه تمام 
ارتفعت أنفاسها وهي ترفع عيناها إليه وقد جف حلقها وبصعوبة خرج صوتها 
وليه ده بيحصل
ابتسم فأخيرا تساءلت بما أراد أن يسمعه منها 
جوازنا جيه بسرعة يا زينب وأنا متعودتش على ست في حياتي فلازم ناخد وقتنا 
اقټحمت الغصة حلقها وأسرعت بإشاحة وجهها عنه 
بس أنت كنت مستعجل لما حددت ميعاد الفرح جدو مكنش مواقف على كده في الأول 
ابتسم وهو يراها تبتعد عنه 
لو عايزة نتمم جوازنا معنديش مشكله بس متجيش بعد كده تقولي ليه علاقتنا علاقة باردة مبتحركهاش غير غريزتنا 
قاسې هو ولا يخرج منه الحديث إلا بقصد لكن قسۏة كلامه لها اليوم لن تكون مثل قسۏة الحقيقة عندما تعلم سبب اختيار جده لها كعروس 
سقطت دموعها فهي وقعت في غرامه لأنه ببساطة ظنته يشبه جدها ووجدت فيه الملجأ من قسۏة عمها هشام 
زفر أنفاسه بقوة ثم غرز أصابعه في خصلات شعره الرطبة 
ممكن تقوليلي بټعيطي ليه دلوقتي قولتلك لو عايزه نتمم جوازنا أنا معنديش مشكله ومش هكذب عليك واقولك إنك مش عجباني كست بالعكس لو على الرغبة فهي موجوده لكن مش هتكوني زوجة غير للسرير وبس 
صعقتها جرائته وقد ازداد بكائها 
ياريتني كنت سمعت لعقلي 
غادر الغرفة بعدما التقط ثيابه وتركها ترثي حالها 
يعلم تماما الوقت الذي تذهب فيه للقطه ليلا لتطعمها 
وها هو يسير بالحديقة ويتحدث مع نيهان شريكه 
ابتسم عندما رأها تحمل علبة الحليب وكيس صغير به طعام 
لم تنتبه على وجوده فقد استطاع إخفاء نفسه وخفض صوته 
لماذا انخفض صوتك يا رجل 
تساءل نيهان الذي استعجب من إنخفاض صوت عزيز فجأة 
بتقول ايه يا نيهان 
هتف بها عزيز وقد أخرج صوته بقوة قصدا فأبعد
نيهان الهاتف عن أذنه قائلا 
لقد خرمت طبلة أذني يا رجل 
نتقابل بعد كام يوم يا صديقي 
قالها عزيز لينهي مكالمتهم دون أن ينتظر أي رد من نيهان الذي نظر إلى الهاتف وتساءل 
ما الذي حدث لهذا الرجل!
تجمدت يد ليلى على علبة الحليب عندما استمعت إلى صوته أسرعت بسكب الحليب بالطبق ثم انتصبت في وقفتها 
مساء الخير 
تمتم بها عزيز واقترب منها وعلى محياه ارتسمت ابتسامة عريضة لكن سرعان ما أخفاها حتى لا ينفضح أمره وتضيع هيبته 
بتوتر استدارت ليلى جهته وتمتمت بصوت خفيض 
مساء النور 
تحركت لتبتعد عنه لكنه قال عندما علم نيتها 
أنا شايف إن أنت بس اللي بتهتمي بالقطة 
ألجمه ما تفوه به فكأنه يريد إخبارها أنه يتابعها يوميا من وراء ستار الشرفة 
شعر بالڠضب من حاله لحماقة حديثه وسرعان ما تساءل بسؤال آخر أشد حماقة 
شهد فكت جبس رجليها
كان يعلم أن شهد منذ أيام أزالت جبيرة ساقها لكنه لا يعرف كيف يخرج الحديث منه بتلك الحماقة 
هربت بعينيها حتى لا تضعف أمامه وېخونها قلبها ويعود لأحلامه 
اه من يومين 
ابتسم فأكثر ما يحبه فيها توترها وتلك الحالة التي تكون عليها حين يحادثها 
أصبحت عيناه تعرف طريقها نحو كل إنش بها تلك الخصلة الشاردة التي خرجت من حجابها تمنى لو كان لديه الحق في لمسها بل في الحقيقة أراد تحرير شعرها من أسفل غطاء رأسها والتمتع باستنشاق عبيره 
كل شئ بها صار راغبا في تملكه وقد حركت داخله ما لم تستطيع امرأة تحريكه 
عينه صارت خائڼه وجسده تعاون معها وأصبح الأمر هلاك بالنسبه له 
شكلها كانت جعانه 
لم يجد ما يقوله فخرج صوتها بهمس 
مين هي اللي جعانه
وسرعان ما كانت تنتبه على غبائها في السؤال وقالت 
تقصد بوسي 
ضحك فرغما عنها ضحكت هي الأخري 
تلاقت عيناهم بنظرة خاطفة فعاد قلبها يخفق بقوة 
لتتحرك من أمامه بسرعه تتمتم بهمس انفلت منها 
لا لا مينفعش 
تحركت عيناه نحوها يتساءل داخله ما الذي لا ينفع 
لم يفيق من حيرته إلا عندما اقتربت منه كارولين التي كانت تتابع المشهد من بعيد 
سيد عزيز 
امتقعت ملامح عزيز عندما استمع إلى صوتها فاستدار جهتها دون النظر إليها 
أردت أن اعتذر منك عما حدث بالصباح انا لا اعلم لماذا أنت تبغضني أنا أحب سيف 
وأسرعت بوضع يدها على بطنها وأردفت 
وسيأتي لنا طفلا بعد أشهر 
لو احترمتي قوانين هذا المنزل وأهله سنرتاح جميعنا كارولين 
قالها عزيز وانسحب من أمامها لتنظر له ثم استدارت بجسدها لتنظر نحو القطة 
اظن أنه يحب صاحبة تلك القطة 
ظنها دمية بين أصابعه 
الفصل الثالث والعشرين
سارت على رمال البحر شاردة تضم سترتها الخفيفة حول جسدها وقد ارتفع صوت تلاطم الأمواج قربها 
أغمضت عيناها بعدما داعبت نسمات الهواء خديها بشدة وغادرت بضعة خصلات شاردة من حجابها فتناثرت على جفنيها 
خانتها دموعها عندما فتحت عيناها ووقعت على مشهد زوجين يقضون عطلة زواجهم 
عيناها التي استوطنها الألم منذ تلك الليلة تعلقت بسعادة نحو هذين الزوجين تنهيدة طويلة خرجت منها ثم أكملت سيرها وحيده 
ارتفع رنين هاتفها وقد أخرجها من شرودها نظرت لأسم سما ابنة عمها بحزن فبالتأكيد سما عند جدها وأرادوا أن يحادثوها كي يطمئنوا عليها 
أخيرا الشبكة لقطت ده أنا كنت قربت أيأس إني اكلمك انا وجدو 
هتفت سما بمزاح ثم نظرت نحو جدها الذي طالعها بلهفة 
هاتي اكلمها 
استمعت إلى صوت جدها فأغمضت عيناها بۏجع وقاومت دموعها التي خانتها فور أن استمعت ل صوته الحنون 
جدو 
تمتمت بها زينب عندما استمعت إلى صوت جدها الذي عاتبها 
لحق حفيد شاكر ينسيكي جدك يا بنت أسامة 
يا جدو ديه كلمتك أول امبارح أنت بتلحق تنسى 
زجرها نائل بنظرة قوية فكممت سما شفتيها بعدما رأت نظراته 
عادت اللهفة ترتسم على ملامح نائل وتساءل بقلب قلق 
حفيد شاكر بيعاملك كويس طمنيني عليكي يا زوزو أنا مش عارف إزاي قدرت اجوزك 
يعني كنت عايز تخليها جانبك يا حضرت اللوا عشان تعنس 
قالتها سما وسرعان ما كانت تنتفض من جواره تكتم صوت ضحكاتها 
أنهى نائل مكالمته مع حفيدته ونظر نحو سما ليعطيها الهاتف لتحادثها وقد اطمئن فؤاده عليها بعدما أخبرته مرارا بحسن معاملة صالح لها وأنها تعيش معه أسعد أيامها 
ابتعدت سما بالهاتف عن جدها وهمست بخفوت 
زوزو قوليلي الجواز حلو اتهور يعني 
لم تستطيع زينب الرد عليها فما الذي ستخبر به ابنة عمها هل تخبرها أنها تنام كل ليلة باكية تحتضن وسادتها وتسأل حالها ما الجرم الذي فعلته ليجعلها تنظر إلى نفسها بنظرة نقص مزقت روحها 
زينب أنت سمعاني ولا الشبكة قطعت 
بصوت خاڤت جاهدت في إخراجه 
حلو اوي يا سما 
ابتسمت سما بسعادة لسعادتها فابنة عمها حظت برجل لا مثيل له تحسدها كل العائلة عليه 
عادت إلى الفندق بقلب محطم خاصة بعد مكالمة جدها و سما 
عند دلوفها إلى الجناح الذي يقيمان به وجدته يجلس بالصاله يشاهد التلفاز 
مرت من أمامه دون حديث فتجهمت ملامحه من عدم إهتمامها لوجوده 
كنتي فين!
تساءل وهو ينهض من على الأريكة ثم اقترب منها منتظرا ردها 
تجاهلته وأكملت تحركها نحو الغرفة التي لم يتشاركوا فراشها 
زفر أنفاسه بقوة من أفعالها ودلف ورائها الغرفة 
أنا مش بسألك كنت فين يا زينب 
كنت على البحر بتمشى 
قالتها بوجه خالي من الحياة التي اطفئها فتنهد وقال 
وتفتكري الكلمتين دول محتاجين أفضل أسألك كذا مرة

عشان تردي 
أنا عايزة انام 
نظر إليها وإلى الفراش وتساءل 
أنا شايفك بتنامي كتير أنت تعبانة 
متناقض في أفعاله أرادت الصړاخ بوجهه حتى يرحمها لكنها اتخذت الصمت كعادتها واندست أسفل الغطاء الخفيف لتهرب بالنوم 
نظر لها صالح بنظرة طويلة وانسحب من الغرفة ليتهاوى بجسده على الأريكة ويدفن رأسه بين كفيه وشعور الندم يخترق فؤاده 
فتحت عيناها بعد مغادرته للغرفة وانسابت دموعها على خديها لقد دمر حلمها الجميل الذي عاشت داخله منذ خطبتهم وما عليها إلا التظاهر بالسعادة في حياتها حتى لا تكون سبب في حزن جدها 
ابتهجت ملامح الحاج عبدالرحمن وهو يرى عزيز يدلف محل العطارة خاصته 
نهض الحاج عبدالرحمن على الفور من مقعده ونظر إلى أحد العاملين لديه قائلا 
هات كرسي بسرعه 
السعادة كانت تتجلى بوضوح على ملامح الحاج عبدالرحمن الذي هتف بترحيب وهو لا يصدق قدومه اليوم إليه 
وأنا أقول شبرا نورت ليه نورت شبرا
 

تم نسخ الرابط