رواية ظنها دمية بين أصابعه (الفصل الأول إلى الخامس والأربعون) بقلم الكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز


ما سمعته اليوم من حديث 
أغمضت عيناها وضمت شفتيها حتى تمنع تلك الشهقة التي كادت أن ټخونها وتخرج منها 
الأمر كان صعبا عليها ولكن إتخاذ قرار الرحيل والعودة لمدينتها بعدما استأنست بوجودها مع عائله عمها أصعب بمراحل 
ليتها تستطيع إخراج عزيز الزهار من قلبها الذي لم يعد يتحمل حب رجلا مثله 

لازم تحاولي يا ليلى قريب هيتجوز يعني هتشوفيه مع مراته عايزه عينك تفضحك
لازم تنسي حبك ليه 
هزت رأسها في قناعة لما قررته ولكن سرعان ما كانت تخبر حالها بضعف 
بس أنا مش هقدر أنساه 
وصلت السيارة التي قادها صالح بنفسه إلى مسكن الزوجية وقد شعرت زينب بشعور غريب اقتحم فؤادها 
تحدث صالح أخيرا قبل أن يترجل من السيارة 
وصلنا 
نظرت إليه زينب بعدما غادر السيارة وقد أصابتها الدهشة عندما رأته يتجه نحو البناية دون أن يلتفت إليها 
هرول نحوه سعد حارس البناية وهتف بتهليل 
مبروك يا سعادة البيه 
حط العربية في الجراچ 
قالها صالح بملامح جامدة أدهشت الواقف الذي ألقى بنظرة سريعة خاطفة نحو العروس التي مازالت قابعة داخل السيارة 
خرجت زينب من السيارة بعدما زالت دهشتهابصعوبة جرت ساقيها خلفه وقد أرجفت برودة الهواء جسدها 
دقائق معدودة ووقف المصعد بهم ثم انفتح أشار بيده لها بأن تتحرك أمامه هذه المرة 
تعلقت عيناها به وتيبست مكانها 
زينب 
أخرجها صوته من حالة السكون التي صارت فيها ونظرت إليه ثم تحركت أمامه وقد احتل الهلع وجهها 
ارتعشت أوصالها بعدما دلفوا الشقة التي أتت إليها من قبل لتفرش أثاثها وتعيد طلاء جدرانها 
عندما انغلق باب الشقة تراجعت

إلى الخلف وأطبقت على جفنيها بقوة حتى تستطيع التقاط أنفاسها 
بيتهيألي كل واحد فينا تعبان ومحتاجين نرتاح 
ثم أردف بعدما تحرر من رابطة عنقه 
أنت بقيتي عارفه كل مكان في الشقة تصبحي على خير 
فتحت عيناها ونظرت إليه في ذهول بعد حديثه الذي جعلها تدرك أنها لا تفهم شئ 
زفر أنفاسه بقوة ثم أشار لها نحو الغرفة التي ستكون لها منذ اليوم 
دي أوضتك من النهاردة 
اتجهت عيناها نحو الغرفة التي فرشتها ورتبتها لتكون غرفة للضيوف إذا أتوا إليهم 
رمشت بأهدابها وهي تحاول أن تستوعب ما نطقه بالتأكيد هي أخطأت السمع 
بصعوبة خرج صوتها 
بس دي أوضة الضيوف 
كادت أن تشير بأصبعها جهة غرفة النوم التي جعلها تختار أثاثها مثل باقي أثاث الشقة لأنها العروس 
لو مش عجباكي الأوضه مفيش مشكله نقدر نبدل 
اتسعت حدقتاها في صدمة إذا ما استوعبته صحيح ولم تخطئ الفهم 
ازدردت لعابها ونظرت إليه في حيرة وسرعان ما كان يخرجها من حيرتها ويصيبها پصدمة ألجمت لسانها 
أنا نقلت حاجتك فيها لكن ما دام مش عجباكي بكره انقل أنا حاجتي وانت تقدري تاخدي الاوضة التانية 
تحرك من أمامها وتركها في صډمتها ارتعشت يديها التي تحمل بها فستان زفافها ووقفت تحدق بالفراغ 
لا تعرف كم مر من الوقت وهي تقف جامدة الجسد شاخصة البصر 
دارت بعينيها في أرجاء الشقة هي بالتأكيد تحلم 
خفضت عيناها نحو ثوب زفافهاتتذكر لحظات سعادتها منذ ساعات وهي تزف له وحين راقصها واحتضنها بين ذراعيه 
بالتأكيد هي في حلم وستستيقظ هزت رأسها بقوة لتفيق أخيرا مما ظنته حلم 
جرت ثوب زفافها ورائها وتحركت نحو الغرفة التي أخبرها أنها صارت لها 
عيناها وقعت على باب الغرفة الأخر المغلق في ألم ممزوج بالصدمة والحيرة 
والسؤال الذي أخذ يدور بخلدها ما الذي حدث له فجأة وتحول لرجل أخر غريب لا تعرفه 
تنهيدة طويلة أخرجها صالح بعدما استمع لباب غرفتها يغلق أغمض عيناه بقوة ثم تحرك صوب الفراش 
أطرق رأسه وأغمض عيناه بقوة لعله يستطيع انتشال نفسه من ذكريات الماضي 
والماضي هذه الليلة يعود ليطرق أبواب قد أوصدها الزمن 
استيقظ على أنين خاڤت جعله يفيق من تلك الظلمة التي سقط بها استمر في غلق وفتح عيناه حتى يتمكن من الرؤية بوضوح وقد استقرت عيناه عليها 
نظر إليها ثم هتف اسمها بفزع 
سارة 
انكمشت على نفسها والتصقت بالحائط عند سماع صوته وقد ارتفعت صوت شهقاتها عاليا 
صالح عور سارة صالح وحش 
طالعها پضياع ثم لطم جبينه ليستطيع تذكر ما حدث أمس 
الصدمة احتلت ملامحه وهو يرى بقعة الډماء التي لوثت غطاء الفراش 
عاد ينظر إليها وقد ازدادت في انكماشها وازداد بكائها المتقطع 
صالح وحش انا بكرهه 
فاق على صوت ارتطام شئ بالأرض فانتفض من على الفراش وغادر الغرفة بفزع واتجه نحو غرفتها 
زينب مالك حصلك إيه 
تعلقت عيناه بها وقد كانت تقف قرب تلك الطاولة الصغيرة تنظر إلى المزهرية التي سقطت دون قصد منها عندما ارتطمت ساقها بالطاولة 
الفازة وقعت من غير ما اقصد 
قالتها بصوت مهزوز فاقترب منها 
حصل خير ابعدي عشان متتعوريش 
نظرت إليه ثم خفضت عيناها التي سال كحلها على وجنتيها 
تحركت من أمامه لتجلب المكنسة وتلملم تلك الفوضى لكنه أسرع في التقاط ذراعها 
لا خليكي أنت انا هنضف المكان 
هرب من أمامها فهل لديه قدرة أنا يرى ما أحدثه في نظرة عينيها التي انطفت لمعتها واستوطنتها الحيرة 
لقد جعلها عروس منبوذة من عريسها في ليلة الزفاف 
أغمضت عيناها بقوة بعدما استمعت إلى صوت بوق السيارة التي اقتربت من بوابة الڤيلا لتعبرها 
أسرعت بخطواتها نحو الباب المخصص للدلوف والخروج وتمنت داخلها ألا يلمحها عمها وهي تسير فيعرض عليها توصيلها معهم 
انبت نفسها لأنها تأخرت اليوم في المغادرة ولكنها رغما عنها استيقظت من نومها متأخرة بعدما قضت ليلتها ساهدة 
أقف يا عم عزيز خلينا ناخد ليلى معانا 
قالتها نيرة التي تجلس جوار عمها بالخلف وقد انشغل عزيز في مكالمة هاتفيه لكن عندما اخترق اسمها أذنيه تشتت انتباهه واتجه بعينيه نحوها 
توقف عزيز بالسيارة بعدما أعطي سيده الأمر بأن يقف 
يلا يا ليلى يا حببتي تعالي نوصلك عند موقف الباص 
قالها عمها وقد وقف قربها بالسيارة ثم واصل كلامه بمزاح 
أنت اصلا بنت حلال عشان تلحقينا 
اركبي يا ليلى 
هتفت بها نيرة ببشاشة ثم قالت 
عارفة لو مكنتيش رايحة الشغل كنت قولتلك تعالي النادي معايا اعرفك على صحباتي 
تابع عزيز الحديث في صمت لكن عيناه كانت عليها وقد أنهى مكالمته الهاتفيه 
نظرت ليلى نحو عمها ثم نحو نيرة دون أن تتجه بعينيها نحوه وقد اتخذت قرارها إنها ستوجع قلبها بإرادتها قبل أن ېتمزق من الألم عندما يصبح أمر زواجه حقيقة 
سلوى هتاخدني معاها في طريقتها بعربية أخوها أنا بس هطلع ليها على أول الشارع 
كذبت لكن لا سبيل أمامها سوا الكذب 
تجمدت ملامح عزيز عندما سمع ما قالته وقد ابتسم كلا من عمها و نيرة لها 
خلاص يا لولو ما دام صاحبتك مستنياكي مفيش مشكله 
قالها عمها فاحتدت نظرات الجالس بالخلف وقد غامت عيناه بالغيرة فهل عزيز سائقه سلس للغاية حتى يقبل ركوبها سيارة رجل غريب حتى لو كانت معه شقيقته 
ظنها دمية بين أصابعه 
الفصل الثاني والعشرين 2
تلملمت في نومتها وقد عاقها ثقل ثوب زفافها الذي غفت به ببطئ أخذت تفتح عيناها لتنصدم بتلك الحقيقة التي ظنتها كابوسا ستفيق منه عندما تستيقظ 
ثوب الزفاف الذي مازالت ترتديه أكد لها ما عاشته ليلة أمس 
دمعت عيناها فهي لا تفهم سبب لتصرفه ولم تستطيع سؤاله عن سبب ابتعاده عنها 
وهل يترك رجلا زوجته في أول ليلة لهم معا ويخبرها أن لكل منهما غرفة منفصلة !!
لا ده حلم أنت عايشه جواه يا زينب 
لقد أرهقها عقلها من كثرة التفكير نهضت من على الفراش تجر ثوب زفافها الذي أسقطته أخيرا أسفل قدميها واقتربت من المرآة تنظر إلى مظهرها المشعث 
لا تعرف كم بقت في المرحاض الملحق بغرفتها لتقف متيبسة عند خروجها 
تراجعت بخطواتها عندما رأته يقف في منتصف الغرفة 
تعلقت عينين صالح بها ببطئ وقد استقرت عيناه على شعرها الندي الذي تتقطر منه المياة 
عضت على شفتيها عندما شعرت بأن نظراته تلتهمها وقد استمر بتحريك عيناه على جسدها الذي التف في ثوب قطني قصير عاري الأكتاف 
أشاح عيناه عنها وازدرد لعابه بعدما أدرك أن نظراته قد طالت ليخرج صوته بخشونة 
الفطار جاهز 
قالها وغادر دون كلمة أخرى وقد انفلتت أنفاسها أخيرا بعد مغادرته 
حالة من الشرود انتابتها منذ أن وصلت إلى مكان عملها الإرهاق كان يحتل ملامحها الحزينة 
تنهيدة طويلة خرجت من شفتيها بعدما أغلقت الملف الذي طالت مراجعتها له ولم يكن هذا من عادتها 
التنهيدة دي أنا عارفاها 
قالتها سلوى التي استندت بذقنها على كف يدها وتنهدت هي الأخرى وقد رفع زميلهم بسام الذي استلم وظيفته منذ أيام رأسه وابتسم 
ازدردت ليلى لعابها وحاولت السيطرة على نبرة صوتها 
تقصدي إيه يا سلوى
تنهيدة الحب يا لولو 
ألقت سلوى كلامها ثم أسبلت أهدابها ورفرفتها واستطردت قائلة بعدما تذكرت أخر قصة حب لها 
هو فيه حد بيخلينا من غير عقل غيره 
تجمدت ملامح ليلى بعد كلام سلوى وقد خرجت ضحكات بسام 
حب إيه يا سلوى اللي هفكر فيه في الشغل 
قالتها ليلى بضيق ثم نهضت والتقطت الملف الذي كانت تقوم بمراجعته 
هو أي حد يكون سرحان يبقى بيحب 
مثلا يعني 
تمتم بها بسام الذي شاركهم الحديث ثم عاد ليضحك 
رمقت ليلى بنظرة ماقته سلوى التي نهضت هي الأخرى من مقعدها وقالت وهي تتجه خارج الغرفة 
هروح أشوف عم شعبان مجبش ليه الشاي بتاعي 
تنهدت ليلى بقوة وقد لفتت فعلتها انتباه بسام الذي رمقها بحيره اتجهت بالملف الذي قامت بمراجعته إلى غرفة مكتب السيد عادل رئيسها بالعمل 
الوجوم الذي ارتسم على ملامحه كان واضحا للأعين وقد أرادوا اليوم تفادي لحظة ڠضب منه فبعد حريق المصنع صار عزيز حازما بالكثير من الأمور حتى يضمن سير العمل بشكل جيد دون إهمال 
جميع رؤساء الأقسام علموا بوجوده اليوم بالمصنع وقد كان مجيئة مفاجأة لهم 
جولته كانت بالبداية داخل مبني التصنيع ثم تعبئة الملابس وقد أتى أخيرا وقت مروره بالأقسام الإدارية بالمصنع 
عزيز بيه موجود بالمصنع وبيلف بنفسه على الأقسام 
قالها السيد عادل بنبرة حازمة ثم اتجه إلى الخارج 
تهللت أسارير سلوى التي كان لديها أملا أن تحصل على عريس ذو مكانه ولديه المال ولا بأس أن تأمل بالطرق المشروعة وقد التقطت حقيبتها واتجهت نحو الحمام الخاص بالموظفين لتعدل من زينتها وترتب مظهرها 
نظر بسام نحو ليلى التي تعلقت عيناها ب سلوى في صمت 
طرقت رأسها مرة أخرى نحو أحد الملفات لتشغل عقلها بالعمل الذي تنجزه بعقل شارد 
ليلى ممكن تقوليلي إيه الغلط في ميزانية الشهر اللي فات 
قالها بسام ثم تقدم منها بالأوراق فرفعت عيناها نحوه 
اقترب منها حتى يفهم الخطأ الذي تغافل عنه ثم لطم جبينه وابتسم 
الواحد ساعات عقله بيقف 
إبتسمت له ثم أعطته الأوراق قائلة 
أي حد فينا معرض إنه يغلط أو مينتبهش لحاجه حلها سهل 
اتسعت ابتسامة بسام ونظر لها بنظرة تقدير 
شكرا يا ليلى 
تجمدت ملامح عزيز عند سماع اسمها من فم ذلك الواقف قربها وقد كانت الغرفة فارغة إلا منهم دارت عيناه بينهم وقد تنحنح السيد عادل قائلا 
فين سلوى يا شباب
أتت سلوى من ورائه وقالت بصوت خفيض 
أنا اهو يا استاذ عادل كنت بخلص ورق في الشئون الإدارية 
لم تتحرك عيني عزيز من عليها وقد اشتعلت نيران قلبه التي لم
 

تم نسخ الرابط