رواية ظنها دمية بين أصابعه (الفصل الأول إلى الخامس والأربعون) بقلم الكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز


العم سعيد مستيقظ قبل الساعه السادسة صباحا 
صباح الخير 
تمتمت بها ليلى وهي تدلف المطبخ فرمقها العم سعيد بنظرة حانية 
صباح الخير يا لولو صاحية ليه بدري النهاردة لسا فاضل ساعه ميعاد صحيانك للشغل 
اقتربت منه ليلى وعلى ملامح وجهها ارتسم التوتر 
حدجها العم سعيد بنظرة ضيقة وتساءل 

شكل في حاجه عايزه تقوليها ليا قربي تعالي اقعد قصادي واحكيلي 
هذا الرجل العجوز الذي تحبه يفهمها من
نظرة عيناها 
اقتربت منه وقد تلاشى توترها 
هحكيلك يا عم سعيد وقولي اتصرفت صح ولا غلط 
استمع لها العم سعيد وهو يهز رأسه مع كل كلمه تنطقها إلى أن انتهت 
مساعده الغير حلوه يا بنتي بس إحنا لا نملك في الأمر شئ ولولا مكانتنا عند عزيز بيه مكناش قدرنا نثقل عليه بطالبتنا 
أنا آسفه 
تمتمت بها ليلى بخجل بعدما أخفضت رأسها ثم أخذت تفرك يديها بحرج لقد وضعت حالها بأمر أكبر منها إنها مجرد موظفة بالمصنع وقد نالت الوظيفة بعدما طلب عمها راجيا من سيده أن يساعده في توظيفها والسيد عزيز كان رجلا كريما معهم 
ربت العم سعيد على كفها بحنو وقد شعر بالضيق من حاله لأنه أحزنها 
أنا هكلم عزيز بيه متقلقيش 
رفعت ليلى عيناها إليها فهز لها العم سعيد رأسه بأن تثق به 
أغلق هشام باب غرفة والده بعدما اطمأن عليه وتأكد أنه بالفعل نائم مثلما أخبرته 
احتدت عيناه عندما استمع لصوت زينب التي وقفت تنتظزه أمام غرفة جدها 
استدار نحوها فتراجعت بخطواتها للوراء وهي ترى نظراته القاتمة إليها وعلى الفور خرج صوتها بتعلثم 
مش قولتلك يا عمو إنه أخد العلاج ونام 
شهقة خافته خرجت من شفتي زينب عندما قبض هشام على ذراعها واجتذابها نحو غرفتها 
شغل إيه اللي قدمتي عليه أنا مش مفهمك إن رعايتك لسيادة اللواء هو سبب وجودك هنا وإن دي شغلانتك 
طأطأت رأسها بحزن فمن شجعها على التقديم بتلك الوظيفة هو جدها 
المدرسه قريبه من البيت يا عمو وجدو هو اللي شجعني 
لم يتركها هشام تكمل حديثها وصړخ بها 
مفيش شغل أنت هنا عشان تراعي سيادة اللواء 
ارتجف جسدها من صراخه وعلى الفور هزت له رأسها وقد خرج صوتها بتقطع 
بس أنا نفسي اشتغل زي سما و أشرقت 
عندما استمع لاسم ابنته التقط ذراعها مجددا يهزها ببغض يملأ قلبه منذ أن كان مراهقا نحو السيدة التي أخذت والدهم منهم وأبكت والدته قهرا إلى أن عاد والدهم لأحضانهم 
أنت عايزه تجيبي نفسك لبنتي المستشارة أشرقت 
أغمضت زينب عينيها وانسابت دموعها وقد استمر هشام هزها پعنف 
بسهولة أقدر أخليهم يفصلوكي من المدرسة فمن نفسك كده متروحيش وأنا وعمك مصطفى هنزودلك المصروف 
قالها هشام ثم أخرج جزدانه ليلتقط منه المال 
طبعا عارفه لو كلمه خرجت لسيادة اللواء إيه اللي هيحصلك 
حركت زينب رأسها بضعف وقبضت على المال الذي وضعه في قبضة يدها بقوة 
وقف نائل قرب باب غرفته يستمع إلى صراخه على حفيدته اليتيمه 
انسابت دموعه پقهر فما فعله بالماضي تحصده حفيدته اليوم 
زادت سرعة ضربات قلبه فأسرع بوضع يده على موضع قلبه وقد ارتفع صوت أنفاسه بهياج 
نجيب عنده حق زينب لازم
تتجوز قبل ما أموت 
لطم العم سعيد جبينه عندما نظر نحو ليلى التي دلفت ورائه المطبخ لتسأله عن ردة فعل السيد عزيز 
شكلي كبرت فعلا يا بنتي حقك عليا 
قالها العم سعيد بأسف عن نسيانه لما طلبته منه بالصباح وقد وعدها أنه سيحادث السيد عزيز بالمساء 
خلاص يا عم سعيد شكله ملهوش نصيب يرجع المصنع 
لا يا بنتي أنا وعدتك 
ثم أردف بعدما اتجه ناحية البراد 
أنا راجع تاني الڤيلا عشان احضر قايمة طلبات الأسبوع تعالي معايا عشان أنا ڠصب عني بقيت انسي بسرعه 
أجي معاك الڤيلا 
خرج صوتها
بتعلثم تنظر إليه بحدقتين متسعتين 
فزعها من مقابلة سيده جعله يضحك ويتساءل 
أنت بتتخضي ليه من عزيز بيه يا لولو 
ثم أخذ يمدح سيده الغالي على قلبه ولا يضاهي مكانته أحد 
عزيز بيه مفيش أطيب منه 
لا يا عم سعيد خلاص متقولش ليه حاجه 
تمتمت بها وهي تتحاشى النظر له فابتسم العم سعيد قائلا بدهاء 
أنت وعدتي الراجل إنك هتساعديه يا لولو وأنا متأكد إن عزيز بيه مش هيرفض طلبك 
ثم نظر إليها وغمز لها بعينه اليمنى قائلا بمشاكسة 
بقى ليك عنده مكانه خصوصا في معدته مبقاش يقدر يقاوم أكلك يا لولو 
ألقى العم سعيد عبارته ثم خرج من المطبخ دون أن ينتبه على تلك اللمعة التي التمعت في مقلتيها وأوهجت ملامحها 
يتبع
بقلم سهام صادق
الفصل الخامس عشر
بقلم سهام صادق
قطب عزيز حاجبيه في دهشة وهو يرى العم سعيد يضع أمامه كأس الحليب ثم أخذ يرتب ما وضع على طاولة مكتبه 
ضاقت نظرات عزيز في شك فالعجوز لا يفعل ما يفعله الآن إلى إذا أراد أن يحادثه في شئ ولا يعرف كيف يبدأ حديثه 
تراجع عزيز إلى الوراء واستند على ظهر مقعده وأخذ يرمق أفعال العجوز الذي جلى الإرتباك بوضوح على ملامحه 
عايز تقول إيه يا راجل يا طيب 
استمع عزيز إليه وقد اخترق اسمها أذنيه وخفق قلبه لوهلة استطاع إخمادها 
فرغ العم سعيد من كلامه أخيرا وعاد التوتر ليحتل ملامحه بعدما أفصح عن وجودها بالمطبخ منتظرة مقابلته لتخبره بأمر العامل الذي نسى اسمه 
أنا طلبت منها تيجي تحكيلك بنفسها لان زي ما أنت شايف يا عزيز بيه بجيب كلمة من الشرق وكلمة من المغرب 
لم يبدي عزيز أي ردة فعل حتى هذه اللحظة
بل جلس صامتا وقد ازداد توتر العم سعيد عندما وجده ينظر بنظرة ثاقبة نحو طاولة مكتبه وينقر عليها بإصبعه 
أنا قولتلها أنك اتسرعتي مكنش المفروض تتدخل في الأمر وتوعد إنها تساعده 
تراجع العم سعيد بخطواته للوراء واستطرد قائلا 
اعتبرني مقولتش ليك حاجه يا بيه 
نادي على ليلى يا راجل يا طيب وخليها تيجي تفهمني حكاية العامل أنت عارفني مبحبش قطع أرزاق حد مادام الحاجة مش مستاهله ونقدر نعديها 
تهللت أسارير العم سعيد وابتهجت ملامحه 
أنا قولتلها عزيز بيه مبيحبش قطع الأرزاق اشرب كوباية اللبن على ما أنده عليها من المطبخ 
ابتسم عزيز وهو يرى العم سعيد يغادر الغرفة لكن تلاشت ابتسامته عندما عاد حديث العم سعيد يتردد داخل أذنيه 
شعور كان جديد عليه وعليه أن يثبت لنفسه سريعا أن تلك الفتاة التي تعيش داخل أسوار منزله ما هي إلا ابنة شقيق سائقه اليتيمة التي عليه ألا ينظر إليها إلا بنظرة تحمل العطف 
زفر أنفاسه بقوة وأسرع بنفض رأسه من أفكاره عندما استمع إلى صوت نحنحة العم سعيد 
تعالي يا ليلى عزيز بيه عايز يسمع منك موضوع العامل عشان يعرف يساعده ويرجعه المصنع 
أطرقت ليلى
رأسها عندما صارت بمنتصف الغرفة ووقف جوارها العم سعيد يحثها على الحديث 
رفعت رأسها قليلا وسرعان ما أخفضتها وأخذت تفرك يديها بتوتر 
عيناه خانته نحوها وقد ترك لهما الحرية في تأملها وقد عادت صورتها بشعرها الأحمر وعنقها الطويل تطرق حصون ذاكرته مرة أخرى 
انتفض من مقعده كمن لدغته لدغة عقرب فاندهش العم سعيد وسرعان ما أدرك أن ليلى تقف صامته وعلى ما يبدو أن سيده قد ضجر من صمتها 
اتكلمي يا ليلى 
قالها العم سعيد بعدما زجرها بنظرة من عينه 
أعطاهم عزيز ظهره ووقف قرب الشرفة ينظر أمامه 
صوتها الخفيض تسلل داخله أغمض عيناه ثم فتحهما واستدار جهتها وقد توقفت عن الكلام بعدما سردت له كل شئ 
اسمه إيه المشرف المسئول عن العامل 
تساءل عزيز بنبرة جامده جعلتها تعود لخفض رأسها على الفور 
اسمه أستاذ أحمد 
أماء عزيز برأسه ثم تساءل مجددا عن اسم العامل 
العامل اسمه مصطفى 
تمام 
تمتم بها عزيز ثم عاد لجلوسه والتقط بضعة أوراق وقام بترتيبها ووضعها بمغلف 
ابتسم العم سعيد فهو أكثر الناس دراية بسيده 
يلا يا ليلى عزيز بيه خلاص هيهتم بالموضوع 
تعلقت عينين ليلى بالعم سعيد فالسيد عزيز لم ينطق إلا بضعة كلمات مقتضبه وقد أصاب التجهم وجهه منذ لحظة وجودها بغرفة مكتبه 
حرك العم سعيد لها رأسه بأن تتحرك أمامه فقد انتهى الحديث الذي أتوا من أجله 
غادرت ليلى واتبعها العم سعيد بعدما أغلق الباب ورائه 
زفرة طويلة خرجت من شفتي عزيز لا يستوعب ما صار عليه في حضور تلك الفتاة 
ألقى الأوراق التي التقطها منذ لحظات على طاولة مكتبه بإهمال ثم أعاد زفر أنفاسه بقوة 
مسح نائل شفتيه بالمحارم الورقية بعدما تناول وجبة فطوره فأسرعت زينب بحمل الصنية من أمامه واتجهت نحو المطبخ لتضعها به ثم عادت إليه بحبة الدواء وكأس الماء 
قالتها وهي تلتقط منه كأس الماء وكادت أن تغادر غرفته لتهرب من ذلك السؤال الذي يسأله لها منذ أيام 
مش هتروحي المدرسة 
توترت زينب من سؤاله فكل يوم تخبره بنفس الجواب وجدها
ليس بالرجل الذي تستطيع إخفاء شئ عليه 
أوعي تقوليلي إنك النهاردة كمان أجازة عشان تراعيني ومديرة المدرسة متفهمه الأمر 
فركت يديها وخرجت الكلمات منها بتقطع فها هي كذبه أخرى اختلقتها 
أصلهم قالولي لما نحتاجك هنطلبك 
هز نائل رأسه لها وقد تجلى الحزن في حدقتيه 
أرجع رأسه للوراء وأغلق جفنيه مداعيا حاجته للراحة 
اطفي نور الأوضه واقفلي الباب وراكي يا زينب 
حدقت زينب به بنظرة حزن وأسرعت بتنفيذ ما أمرها به 
أغلقت الباب ورائها لتطلق بعدها سراح دموعها 
لا حيلة لها في أمرها 
كتمت صوت بكائها بكف يدها و ابتعدت عن غرفة جدها بعدما طالعت باب الحجرة المغلق 
سامحني يا جدو سامحني إني كذبت عليك 
قالتها وهي تستلقي على الفراش ودست رأسها أسفل وسادتها لتتمكن من البكاء 
استمرت عيني نائل عالقة بسقف غرفته وما زال حديث ابنه يتردد صداه داخل أذنيه لا يصدق أن هشام صار بهذه القسۏة لقد ظن أن الزمن طوى صفحات الماضي وغفر له أولاده خطأ وقع به عندما أطاع رغبة فؤاده 
تنهيدة طويلة خرجت منه لقد أحب زينب رغما عنه أحب الفتاة المكافحة التي تسعى لمساعدة والدتها ليستطيعوا العيش 
حبيتك وخذلتك يا زينب ولحد الآن بخذلك 
تمتم حديثه بمرارة وأغلق جفنيه ليستعيد تلك الذكريات التي جمعته بها 
رنين هاتفه الذي يضعه أسفل وسادته أخرجه من ذكرياته ليسحبه من أسفل رأسه وسرعان ما كان يغلقه ويعيده أسفل وسادته مرة أخرى 
نظر هشام إلى هاتفه بعدما ألغى والده المكالمه أعاد الإتصال به ليجده أغلق هاتفه 
معقول تكون نطقت بكلمه 
أسرع بالتقاط هاتفه مرة أخرى وقد تجهمت ملامحه فوالده لا يجيب على مكالماته وإذا زاره يتعلل بالنوم ولا يحادثه 
نهض من مقعده وتحرك بغرفة مكتبه بضجر وعلى لسانه يتردد التوعد لها 
كل ده عشان تردي 
صاح بها هشام
وقد ارتجفت يدي العامل الذي دلف له بفنجان القهوة 
زفر هشام أنفاسه بقوة وانتظر مغادرة العامل الذي تساءل وهو يخفض رأسه 
محتاج مني حاجه تانيه يا فندم 
انصرف العامل بعدما أشار له هشام بالمغادرة ثم عاد لتجهمه وارتفع صوته مجددا بنبرة قاسېة 
قولتي لسيادة اللواء إيه ما أنا عارفك يا بنت أسامة مش هترتاحي غير لما تفرقي العيله ما هي جدتك زمان عملت كده عضت ايد الست اللي فتحت ليها بيتها واكرمتها لكن أقول إيه الحثاله لازم يعضوا أيدين أسيادهم 
لم يعطيها هشام فرصة للدفاع عن نفسها ولا عن
 

تم نسخ الرابط