رواية ظنها دمية بين أصابعه (الفصل الأول إلى الخامس والأربعون) بقلم الكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز

لغرفة يزيد وتطمئن عليه قبل غفيانها.
ضاقت حدقتاها وهي تراه ينحني نحو الطاولة ويلتقط من عليها الطبق والكوب الفارغين وقبل أن تتساءل كان يتحرك من
أمامها ثم عاد بطبق طعام آخر به بضعة شطائر وكأس عصير.
_ إيه ده 
تساءلت وعلى وجهها ارتسم الإندهاش فابتسم قائلا
_ سندونشات وعصير عشان تركزي.
كادت أن تخبره أنها أكلت لكنه واصل كلامه حتى لا يسمع أي رفض منها.
_ أنا عملت لنفسي كمان يلا ركزي في التحضير.
لم تجد حديث تعترض به وقد تقبلت منه ما قدمه لها لكن سرعان ما أصابتها الدهشة وهي تراه يجلس على مقربة منها.
شعر بنظراتها التي تخترقه فرفع عيناه عن الجهاز اللوحي خاصته.
_ تسمحيلي إني اشاركك المكان.
ارتفع كلا حاجبيها في ذهول سرعان ما تلاشى وتنهدت قائلة
_ ده بيتك أنت وأنا اللي بشاركك فيه.
ابتسم ومال قليلا للإمام بعدما ترك فنجان قهوته جانبا.
_ ده بيتك أنت يا زينب وبالأصح بيتنا إحنا الاتنين كزوج و زوجة.
حدجته بنظرة طويلة ثم أشاحت عيناها عنه فهي ليست بمزاج يسمح لها اليوم بالرد على حديثه الذي تستنكره ومجادلته.
التقطت بحنق شطيره وقضمتها بغل ظهر على محياها فهل يظن أنه بإهتمامه سيجعلها تنسى ما فعله بها.
أخفى صالح ابتسامته سريعا فلم تخفي عنه تلك النظرة...إنها نظرة طفلة غاضبة وبداخله كان يتمتم
صبرا يا صالح.
عادت لتركز إهتمامها على تحضير المحاضرة والإستماع إلى المحادثات الفرنسية وهو جلس ېختلس النظر من حين إلى أخر لها. لم يكن عقله مع ما يطالعه على جهازه اللوحي بل كان معها وحدها.
أسدل جفنيه بإسترخاء واعتدل في جلوسه وترك لعينيه حرية التأمل بها بعدما لم تعد ترفع عيناها نحوه وانشغلت بمهامها. ارتشفت أخر رشفة من العصير وقد شعرت بالخجل لأنها تقبلت ما قدمه لها. بطرف عينها طالعته ثم أشاحتها عنه بعدما وجدته لا ينظر إليها.
شقت شفتيه ابتسامة واسعة بعدما التقطت عيناه فعلتها.
تثاءبت وأخدت تفتح عينيها بصعوبة لكنها واصلت سماع تلك المحادثة واستمرت بالتدوين في كشكولها ورغما عنها بعد وقت كانت تزيل كشكولها جانبا وتضع رأسها على ذراعيها وتسقط في النوم.
أغمض صالح عينيه لوهلة بعدما رأي فعلتها التي خفق معها قلبه ثم ترك اللوح الإلكتروني خاصته وأخذ يتأملها.
ابتلع لعابه ثم نهض واقترب منها يناديها بصوت خاڤت.
_ زينب اصحي نامي جوه.
لم تستجيب لندائه ودفنت رأسها أكثر بين ذراعيها.
تنهيدة طويلة خرجت من شفتيه ثم انحنى صوبها ليرفع خصلات شعرها المنسدلة على جبينها.
_ زينب.
ردد اسمها بخفوت أكثر مرة أخرى فلم يجد أمامه إلا حملها.
بتردد مدى ذراعيه نحوها ثم حملها برفق واتجه بها إلى غرفتها. 
دلف إلى غرفته وهو لا يصدق أنه كان على وشك تقبيلها وهي غافية. 
....
تساءل نائل عن مصدر الصوت الذي يحدث بالخارج بعدما أعطاه منصور الذي يرافقه ويهتم بشئونه كأس الماء.
_ هو في إيه يا منصور وإيه الصوت ده.
_ شكل في ناس هتسكن في الشقة اللي قصادنا يا سيادة اللواء.
ارتشف نائل القليل من كأس الماء وهذا رأسه قائلا
_ غريبة صاحبها بعد سنتين من قفلها قرر يسكن فيها. 
ظنها_دمية_بين_أصابعه 
سهام_صادق 
يتبع
ظنها دمية بين أصابعه 
الفصل الواحد والأربعون
تلك السعادة التي تراها على أوجه عائلة عمها هي ما تجعلها تشعر بأنها بالفعل عروس عروس ينقصها شئ لا تعرفه ربما وجود والديها ربما مكان آخر ټحتضنها جدرانه لتشعر بوجودها 
اليوم رأت نظرة لم تتمنى أن تراها من أحد نظرة كانت تحمل تساؤل صاحبتها لما هي ما الذي رآه فيها عمها لتكون زوجته 
كانت سعيدة ببداية اليوم عندما اصطحبتها نيرة ومعها زوجة عمها لإختيار فستان الخطبة وأشياء أخرى لكن عندما أتى هو ليشاركها اختيار خاتم الزواج تغير كل شئ واختفت تلك السعادة التي كانت مرتسمة على ملامح نيرة 
شهقة شهد العالية التي خرجت من شفتيها مع إتساع عينيها بإنبهار جعلتها تفيق من أفكارها 
قولي بسم الله ما شاء الله 
قالتها عايدة بعدما التقطت العلبة الكبيرة منها فرمقت شهد فعلة والدتها بتذمر 
ما أنا كنت هقول 
حدجتها عايدة بنظرة قوية وأغلقت العلبة التي احتوت على طقم من الذهب الأبيض مرصع بالألماس 
خلاص يا عايدة البنت متقصدش حاجة براحه عليها 
هتف بها عزيز وهو يقترب من صغيرته التي مطت شفتيها بإستياء وعبست ملامحها 
خليها تعلمها الصح من الغلط كفاية دلع فيها 
احتقنت ملامح شهد عندما استمعت إلى رد خالها الذي تدخل بالحديث فور دخوله المنزل 
أنا مش عايزة اتفرج على حاجة خلاص 
تحركت شهد من أمامهم بعدما رأتهم يعلقون على فعلتها فأسرعت ليلى نحوها والتقطت ذراعها قائلة
قولي رأيك في كل حاجة زي ما أنت عايزه يا شوشو أنا كان نفسي تكوني معايا وأنا بختار الشبكة 
أسرعت شهد بالرد بعدما رمت والدتها بنظرة معاتبة 
ماما هي السبب 
رفعت عايدة إحدى حاجبيها ثم حركت شفتيها بإستنكار 
مأخدتكيش معانا يا بنت بطني عشان تقعدي تذاكري أنت ناسية إن عندك امتحان بكره 
أنا مذاكره كويس 
بكره نشوف قال دكتورة شهد قال 
ضړبت شهد الأرض بقدميها مستاءة من تهكم خالها 
فتنهد عزيز بقلة حيلة منهم وقد بدأت مناكفتهم المعتادة 
تعالي يا حبيبة عمك لحضني عشان اباركلك وسيبك منهم 
ترقرقت الدموع بعينين عمها فتدفقت الدموع من مقلتيها وهي تراه يفتح لها ذراعيه اندفعت ليلى إلى حضنه دون تردد 
لم تمر الدقائق التي سادتها أجواء لا تناسب مناسبتهم السعيدة وقد ارتفع صوت العم سعيد مستنكرا حالهم 
بدل ما نفرح البنت بنعيط صحيح عمك نكدي ومرات عم نكدية 
تحرك سعيد من أمامهم متجها إلى غرفته بعدما تركهم في ذهولهم من نعته لهم بأنهم لا يحبون الفرح وسرعان ما كان يفاجئهم بعودته وهو يحمل المسجل القديم خاصته 
خلونا نفرح شوية 
لم يستوعبوا ما يطلبه منهم إلا بعدما أشعل المسجل وبدأ يرقص بسعادة ويدندن مع لحن الأغنية النوبية شاركه عزيز الرقص ولم تنتظر عايدة طويلا ووقفت بينهم لتشاركهم رقصتهم 
ارتفعت أصوات الغناء والضحكات هذه الليلة في مسكن العم سعيد وقد وصلت أصواتهم إلى عزيز الجالس في غرفة مكتبه 
وقف سيف بشرفة غرفته حتى يستطيع إستنشاق بعض الهواء وقد جفاه النوم لم تمضي دقيقة على وقوفه بالشرفة وقد ضاقت حدقتاه وهو يلمح شقيقته تسير بالحديقة ثم اتجهت نحو أحد المقاعد وجلست عليها 
قبض على سياج الشرفة وهو يطالعها ليزفر أنفاسه بقوة بعدما شعر أن جلوسها بهذا الوقت ما هو إلا بسبب تلك الفتاة التي أقحمها عمهم بحياتهم فجأة 
زفرت أنفاسها ثم وضعت وجهها بين كفيها بعدما هدأت أفكارها وتخلصت من وسواسها 
اقترب سيف منها ثم سحب المقعد الذي يجاورها وجلس عليه استمر كلاهما بالصمت إلى أن قال متسائلا بعدما أخذ نفسا عميقا 
سهرانه لحد دلوقتي ليه مع إنك من بدري قولتي داخله اوضتك عشان تنامي 
أغمضت نيرة جفنيها للحظة ثم فتحتهما وقالت وهي ترفع رأسها وتتجه بأنظارها نحوه 
عادي يا سيف معرفتش أنام قولت انزل الجنينة أتمشى شوية 
على فكرة يا نيرة أنت توأمي وبحس بيك فبلاش كڈب 
حدجته ثم أشاحت بوجهها هاربة من نظراته إليها 
وهكذب عليك ليه يا سيف أنا فعلا حاولت أنام ومعرفتش 
باغتها برده وهو حانق مما يحدث ولكنه قرر إتخاذ دور المتفرج 
مش عارفه تنامي عشان مصډومة من كل اللي بيحصل
أرادت مقاطعته لكنه واصل حديثه پغضب 
نفسي افهم البنت دي عملت في عمك إيه معقول عزيز الزهار بعد ده كله يتجوز واحدة عاشت في بيت ناس متبنينها وعمها السواق بتاعه 
سيف بلاش كلامك ده عمو فرحان وسعيد وإحنا اتكلمنا سوا وقولنا ده قراره وهو حر 
هز سيف رأسه بيأس فهو حتى هذه اللحظة لا يستوعب ما يفعله عمه 
مش قادر ولا عارف اتقبل الموضوع يا نيرة 
تنهدت نيرة بقوة حتى تطرد تلك المشاعر المضطربة التي تسيطر عليها 
ليلى مش وحشة يا سيف وما دام عمو اختارها وحبها يبقى هي فعلا تستاهل حبه 
اندفع سيف صائحا وقد أوقد حديث نيرة حقده 
أوعي تخدعك الصورة الملائكية اللي هي رسماها علينا البنت دي جات وعاشت وسطنا وهي حاطة هدفها عمك 
استدارت نيرة حولها قلقا ثم أسرعت بإلتقاط يده قائلة برجاء 
صوتك يا سيف أرجوك بلاش نكون سبب تعاسته عمو عمل عشانا كتير 
تعلقت عينين نيرة به بنظرة راجية فتنهد بقوة ثم استقر بمقعده مرة أخرى 
وهو ده سبب تقبلي ليها عشان عارف إنه عمل كتير عشانا 
انفرجت شفتي نيرة بابتسامة صغيرة وربتت على ذراعه 
هنتقبل مع الوقت فكرة جوازه صدقني و ليلى طيبة 
حرك سيف رأسه بابتسامة هازئة فهو لا يراها سوى فتاة مخادعة 
توقف عزيز عن تمرير المنشفة على خصلات شعره الرطبة واقترب من مكان هاتفه بعدما ارتفع صوت رنينه 
ابتسامة واسعة ارتسمت على شفتيه عندما تفاجئ باسمها يزين شاشة هاتفه 
أسرع بتجفيف شعره وكاد أن يلتقط هاتفه لكن الرنين توقف 
وضعت ليلى هاتفها جانبها بحرج وأغمضت عيناها لتغفو مقررة تأجيل محادثتها معه للغد اهتزاز هاتفها جعلها تفتح عيناها وتلتف نحو شهد التي كانت غافية في سبات عميق 
آتاها صوته على الفور عندما ردت عليه 
مكنتش مصدق نفسي وأنا شايفك متصله معقول وحشتك 
تنحنحت بحرج فابتسم عزيز قائلا بمداعبة 
ربنا يفك عقدة لسانك يا بنت محمود 
ارتبكت وأخذت تحرك أصابعها على شرشف الفراش إلى أن خرج صوتها أخيرا 
هو أنا صحيتك من النوم
تسطح عزيز على فراشه ثم رفع يده يحركها على خصلات شعره 
لأ منمتش كنت باخد حمام واول ما سمعت صوت التليفون قولت لنفسي معقول يا عزيز تكون ليلى وقلبي طلع إحساسه صح 
ارتفعت نبضات قلبها فأسرعت بوضع يدها على موضعه لعل خفقانه يهدء 
هو قلبك بقى بيحس بيا
انفلت الكلام من شفتيها دون إراده منها ثم وضعت رأسها على الوسادة لتسمع صوت تنهيداته 
قلبي مبقاش يفكر غير فيك يا ليلى أنت جيتي عشان تخطفيه ويكون ليك لوحدك 
أغلقت جفنيها بقوة ثم فتحتهما 
إنت كنت حلم بالنسبالي 
اخترق حديثها أذنيه وتحرك بجسده على الفراش حتى استقر على جانبه الأيمن 
ليه حرماني من الكلام الحلو ده يا ليلى عارفه أنا حاسس بإيه دلوقتي 
توقف عن الكلام حتى يستطيع إلتقاط أنفاسه الهادرة فتساءلت بهمس خاڤت 
حاسس بإيه 
بصوت رخيم قال بعدما عاد لوضيعة نومه الأولى وصارت عيناه تحدق بسقف الغرفة 
حاسس إني شبعان من الدنيا 
ثم أردف بصوت متهدج 
وحاسس بحاجات مقدرش اقولها ليك غير وأنت مراتي يا ليلى 
ارتبكت وتخضبت وجنتاها بحمرة الخجل ليتساءل حتى يستطيع إنتشالها وإنتشال حاله من ذلك الشعور الذي سيقوده إلى الهلاك 
اتصالك بيا في الوقت ده أكيد مش عشان تسمعي صوتي 
نبرة صوته خرجت بدعابة لترمش بأهدابها عدة مرات قبل أن تتذكر سبب اتصالها 
أنا مش معايا مفتاح الشقة وعايزة اروح أشوف العفش وارتبه 
ابتسم عزيز عندما أخبرته بما استنتجه من وراء مكالمتها له 
طيب ممكن تسيبي موضوع فرش الشقة عليا وبعد ما اخلص فرشها هسلمك المفتاح 
الحيره احتلت ملامحها فهي لا تفهم سبب إقصائه لها في أمر تجهيز الشقة 
ليلى ركزي ارجوك في تجهيز الڤيلا وشوفي أنت محتاجه تغيري إيه وسيبي الشقة عليا و لو معجبكيش ذوقي نبقى
تم نسخ الرابط