رواية ظنها دمية بين أصابعه (الفصل الأول إلى الخامس والأربعون) بقلم الكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز

شفتيها بإستنكار فهي رأت نظراته المرتبكة منذ لحظات 
عندما توقف بهما المصعد ضړبت جبهتها دون تصديق وهي تنظر إليه 
إحنا نسينا نجيب يزيد 
لامس سؤالها عن صغيره فؤاده وابتسم هو يتحرك أمامها 
يزيد هيبات في الڤيلا 
سارت ليلى على الرمال حافية الأقدام أمام الشاطئ وقد تركت مكان جلوسهما حتى ينتهي العاملين من رفع أطباق الطعام 
أغلقت جفنيها بإسترخاء ثم وضعت يدها على قلبها الذي لم تهدء دقاته حتى الآن ابتسامة حلوة داعبت ثغرها الذي أسرعت بوضع أطراف أناملها عليه فهي حتى هذه اللحظة تشعر بملمس شفاه عليهما 
انصرف آخر عامل بعدما وضع لهما المشروبات وقد سلط عيناه عليه حتى اختفى من أمامه كباقي زملائه 
ابتسامة واسعة ارتسمت على محياه وهو يحرك يده على خصلات شعره ثم اقترب منها وقد خرجت شهقة خافته منها بعدما احتضن خصرها بذراعيه 
ما بتصدقي تهربي مني 
قالها وهو يضع ذقنه على كتفها فابتسمت بخجل وحاولت إخراج صوتها بدون تعلثم 
المنظر جميل اوي والجو كمان جميل 
أغلق عزيز جفنيه ورغم شعوره بمحاولتها سحب جسدها بعيدا عنه إلا أنه أطبق على خصرها بإحكام 
متحاوليش لاني مش هبعد ممكن بقى تسبيني استمتع معاك بمنظر البحر وأنت في حضڼي 
وهل هي تمتلك الآن أمر الإعتراض فقد أفقدتها تلك اللحظات الجميلة التي تنعمت فيها بحضنه ولماسته قدرتها وجعلتها كالهائمة 
إحنا هنشمي امتي
وأنت مستعجلة ليه
تساءلت فرد عليها بتساؤله لتلتف برأسها نحوه قائلة
يعني عمو ممكن يقلق علينا 
لولا معرفته بأنها لا تحسن اختيار الكلمات بسبب خجلها وتوترها لكان وصل لذروة غضبه منها 
ليلى عمك مسلمك لراجل والراجل ده جوزك 
وبخفة كان يديرها إليه قائلا بصوت رخيم 
قولي أنت جوزي وأنا مراتك 
ابتسمت على قوله ثم وضعت يدها على شفتيها حتى لا تضحك وهي ترى حنقه وتكراره لكلامه 
قولي يا ليلى 
لأ مش هقول 
التمعت عيناه عندما اعترضت والتوت شفتيه بمكر 
بقى كده 
أفلتت جسدها منه وقد سمح لها بهذا وسرعان ما أدركت سبب تركه لها فهو على وشك حملها على ذراعيه 
لأ خلاص هقول 
ابتسم بخبث وانتظر سماع ما أراده حتى طال صمتها فاقترب منها لتنفيذ وعيده 
هقول خلاص 
وبصوت خاڤت متقطع كانت تخبره بما يريد هي زوجته وهو زوجها وليتها ما نطقت ما أراده فلو ترك لقلبه القرار هذه اللحظة لأخذها إلى الغرفة التي حجزها لهما نيهان وانتهى الأمر 
أسرعت زينب بإغلاق أزرار منامتها عندما طرق الباب واستأذن بالدخول طالعته بنظرة ثاقبة لتضيق حدقتاها وهي تراه يحمل في يده كيس من الثلج وفي اليد الأخرى كان يحمل منامة مكونه من قطعتين لها 
عندما رأي نظراتها نحو ما يحمله قال بتوتر 
مكنتش فاكر إن فيه هدوم ليك هنا بعد يعني 
حاول ترتيب كلامه بعدما شعر بتلبكه وبتعلثمه بالكلام 
لأنك يعني نقلتي كل حاجتك في الاوضة عندي 
لم تنتظره ليواصل بعدما أشار نحو أغراضها التي نقلتها إلى غرفته وقطعت كلامه قائله
لأ أنا سايبه ليا هدوم هنا على قد احتياجاتي عشان طبعا مكونش متطفله على أوضتك 
أراد الحديث حتى يخبرها أن نقل أغراضها إلى غرفته أمر كان لابد أن يحدث وأن فعلته الخرقاء بالبداية لم تكن إلا حماقة منه 
وعلى فكرة أنا منقلتش حاجتي عندك غير بسبب زيارة العيلة لينا ومش هفضل كل شوية بنقل حاجتي من أوضة لأوضة لكن لو ده يضايقك أنا 
قطع حديثها قائلا بنبرة قاطعه 
زينب أرجوك بلاش تفسري أي كلام مني بطريقة غلط وعلى فكرة أنا كنت هقولك افضلي أنت في الاوضة التانية وأنا أقعد هنا 
أسرعت بالرد عليه ومازالت ذكرى نبذها ټقتحم فؤادها 
لأ الاوضة التانيه أوضتك لكن دي مناسبة لكوني ضيفة عندك 
احتقنت ملامح صالح وتنهد بقوة فهي تحاصره دائما بكلمتين إما مربية صغيرة أو ضيفة لديه وكأنها تريد محو صفتها الأساسية بحياته انتظرت أن يخبرها بعبارته التي صار ينطقها مؤخرا لكنه أخلف ظنها وتساءل
رجلك لسا وجعاكي 
طالعته بتعجب ثم أصرفت عيناها عنه لتنظر نحو قدمها اليسرى التي بها التورم الشديد 
اه كويسة ده مجرد تورم بيحصل من الكعب العالي 
اقترب منها وقد اندهشت من إقترابه 
طيب خليني اشوفها ممكن 
وقبل أن تعترض كان يسحبها من يدها ويجلسها على الفراش 
ارتبكت وهي تراه يتعمق بالنظر في كاحلها 
أنت إزاي كنتي مستحمله الۏجع ده 
بنبرة متوتره ردت وهي تحاول سحب قماش بنطالها القصير 
عادي ممكن بقى تديني التلج وأنا احطه 
كنت طالعه زي القمر النهاردة بس الفستان ده ميتلبسش تاني 
كان يعلم عندما يجتذبها بحديث آخر ستلتهي عن أمر وضع الثلج وتترك له تلك المهمة 
استاءت ملامحها من كلامه وزمت شفتيها بحنق 
وليه بقى ملبسش الفستان تاني! 
بابتسامة ملتوية أجابها وهو يحرك الثلج على قدمها فارتعش جسدها وحاولت سحب ساقها منه 
لأنه مخليكي زي الفراشة 
رغم أن حديثه داعب أنوثتها إلا أنها أسرعت بنفض رأسها من ذلك الشعور الذي طغى عليها للحظة والتقطت كيس الثلج منه 
كفاية كده انا هحط التلج لنفسي 
ابتسم صالح على فعلتها ونهض من جوارها بعدما شعر بهروبها منه وقال
تمام تصبحي على خير يا زوزو 
غادر الغرفة تحت نظراتها التي صارت ضيقة فهل يتلاعب هو بها حتى يعيد خيوطها بين أصابعه 
رمشت ليلى بأهدابها عدة مرات بعدما سمح لها بفتح عينيها طالعت العلبة التي وضع بها سلسال بسيط على شكل نجوم صغيرة اتسعت ابتسامتها شيئا فشئ وقد لمعت عيناها بإنبهار لم يراه عندما أتى لها بهدية العرس 
جميلة اوي عرفت منين إن كان نفسي في حاجة شبهها 
ابتسم وهو يرى سعادتها الواضحة على ملامحها ثم أخرج السلسال من علبته قائلا بنبرة جعلت قلبها يخفق پجنون 
هعتبر نفسي إني فعلا كنت محظوظ ساعتها وأنا بختارها ليك 
حاولت الحديث لكنها لم تجد أي كلام تخبره به عن مدى سعادتها 
بس ده كتير أوي أنت جايبلي شبكة غالية 
بعشق اقترب منها هامسا 
مفيش حاجة تغلى عليك اطلبي وانا لو أطول اجبلك نجمه من السما هجيبهالك 
هل هذا هو الحب الذي سمعت عنه في حكاية زواج من قاموا بتربيتها أو كما تراه في حب عمها لزوجته 
تسمحيلي 
ابتسمت وهي تهز رأسها بسعادة ليتنهد قبل أن يطلب منها ذلك الشئ الذي يريده منذ أن اختلى بها وصارت زوجته 
ليلى ممكن تقلعي الحجاب عايز اعيش الصورة اللي كنت متخيلها وأنا بلبسك السلسلة 
نبض قلبها بشدة وأصبح صوت أنفاسها الغير منتظمة مرتفعه ليتساءل بهمس أذابها بين يديه كقطعة الحلوى 
تسمحيلي يا ليلتي 
أعطته جوابها بإماءة خفيفة لمحتها عيناه المتلهفة إلى رؤية خصلات شعرها الڼارية مرة أخرى فهذه المرة هي حلاله 
ببطئ كان يزيل حجاب رأسها ثم أغمض عينيه وهو يمد يده نحو رابطة شعرها 
تناثرت خصلات شعرها الكثيف حولها فأسبلت جفنيها بخجل وهي تشعر بيديه تمر عليه وقد استمر في غلق عينيه واقترب منها أكثر ليشم عبيره العطر 
آاه طويلة عبرت عن حرمان صاحبها خرجت منه 
لونه مميز أوي جننتيني يوم ما
شوفتك من غير حجاب عارفه انا بحمد ربنا إن جمالك المحفوظ ده كان ليا 
فتحت عينيها في نفس الوقت الذي فتح فيه عينيه فابتسمت له ليخون عهده الذي وعدها به ووعد به نفسه 
في تمام الساعة الرابعة فجرا قبل أذان الفجر بدقائق 
كانت تتوقف سيارة عزيز داخل الڤيلا لينظر نحوها بنظرة عاشقة متخمة من السعادة 
حمدلله على السلامة 
توترت ثم أخفضت رأسها فلم تعد قادرة على النظر بعينيه 
الله يسلمك 
وسرعان ما أردفت بنبرة صوت متعلثمة وهي تمد يدها نحو مقبض باب السيارة 
تصبح على خير 
أسرع في اجتذاب ذراعها قبل أن تترجل من السيارة 
استنى يا ليلي 
طالعته بحيره ليميل نحوها ويقتطف قبلة من خدها قائلا بهمس 
عايزك تحلمي بيا ماشي 
أعقب كلامه بغمزة من عينيه زادتها حرجا لتغادر السيارة سريعا دون النظر إليه 
ترجل من السيارة وهو مبتسم بإنتشاء 
استنى أوصلك 
اندهشت من عرضه فالمسكن على بعد خطوات ليقترب منها ملتقطا يدها 
أنا استلمتك من عمك كامله وهسلمك ليه كامله 
مازحها فابتسمت خجلا وسارت معه وهو محتضن كفها بكف يده 
من بعيد كانت نيرة تقف وتشاهد الأمر فهي ظلت مستيقظة حتى تطمئن عليه حين عودته طرقت رأسها وهي تزفر أنفاسها بقوه مقررة العودة إلى غرفتها 
أفلتت ليلى يدها منه بعدما فتح عمها الباب واستقبلها 
حمدلله على السلامه 
تمتم عزيز وهو ينظر لتلك التي تجاوره بخجل 
الله يسلمك اهو سلمتها ليك حافظلي عليها لحد ما اخدها منك وتبقى ليا لوحدي 
ابتسم عزيز العم وقد انشرح قلبه من السعادة وهو يرى عشق سيده لابنة شقيقه 
إزاي تبقى ليك لوحدك وهي روح عمها 
رفعت ليلى عيناها نحو عمها عند لمست كلماته قلبها وأسرعت إليه تحتضنه 
ربنا يخليك ليا 
ضمھا عمها إليه وقد توهجت عينين عزيز بنظرة لم تخفى عن عينين عزيز العم 
ارتفع صوت أذان الفجر ليبتسم عزيز وهو يرمق تلك التي لا يستطيع إصراف عينيه عنها وتحمل فكره نومها بعيدا عنه قائلا
استأذنكم أنا عشان صلاة الفجر 
أسرع عزيز العم قائلا
استني يا بيه أنا كمان جاي اصلي معاك في المسجد 
قبلها عمها على جبينها ثم أسرع بإلتقاط خفه المنزلي وأتبع سيده الذي استدار بجسده وتحرك حتى يتمالك ذلك الشعور الذي يلح عليه في اجتذابها وأخذها معه غرفته 
تحرك صالح بالمطبخ وهو يستمع إلى الطرف الآخر من خلال الهاتف قائلا
خلاص هستني اللي وقع عليهم الاختيار بكره واقرر مين اللي هتصلح 
أنهى مكالمته وتنهد براحه وهو يتمنى أن تنال إحداهن إستحسان صغيره ويتأقلم معها فأحواله صارت مستقره بعدما دخلت زينب حياتهم 
وضع كوب القهوة خاصته أسفل ماكينة القهوة وانتظر امتلائه ليسمع صوتها بعدما خرج تثاؤبها 
صباح الخير 
قالتها وهي تحدق بالطاولة التي تم تجهيزها بأطباق شهية ثم ضاقت عيناها وهي تستوعب الشئ الذي انتبهت عليه للتو هو لا يتواجد بيوم عطلته بل يذهب إلى النادي الرياضي ثم بعد الظهيرة يصطحبها هي والصغير إلى منزل العائلة 
سحب فنجان القهوة ونظر إليها وهو يسلط عينيه على قدميها الصغيرتين 
صباح الخير بقيتي كويسه دلوقتي 
استمرت بالتحديق بالطاولة وما عليها وتساءلت 
هو مين اللي حضر الفطار
اقترب من أحد الأطباق والتقط شريحة الخيار من عليه ثم باغتها بدسها في فمها 
أنا 
كادت أن تتحدث ليقاطعها قائلا
أنت رجلك وارمه فأكيد مش هتقدرى تحضري لنفسك الفطار 
مضغت شريحة الخيار ببطء وهي ترمقه بنطرة ممتعضة 
لأ عادي أقدر 
ابتسم بيأس من ردود أفعالها واتجه جهتها ليحرك المقعد للأمام قليلا 
تمام أنت فعلا تقدري بس ممكن تقبلي مني النهاردة عزومة الفطار وتدوقي من فطاري المتواضع
هذا اللطف منه جعلها تقبل عرضه ليبتسم وهو ينقل عيناه بين ملامحها وتلك المنامة ذات القطعتين التي تظهرها كالطفلة وشعرها المعقوص أعلى رأسها 
تحبى تشربي عصير ولا شاي ولا قهوه الخدمة النهاردة متكاملة يا فندم 
وتلك النظرة التي رمقته بها جعلته يخفي ابتسامته سريعا ويتساءل بقلق 
هي الخدمة مش عجباكي يا فندم
ولم تجد أمامها إلا أن تفر هاربة نحو غرفتها بعدما تناولت فطورها بعجالة تتساءل بعد أن استندت بظهرها على الباب المغلق 
هو عايز يوصل معايا لإية فاكر نفسه هيضحك عليا بشوية حنية 
تفاجأ عزيز بعدم وجود سيف معهم على طاولة الإفطار واقترب
تم نسخ الرابط