رواية ظنها دمية بين أصابعه (الفصل الأول إلى الخامس والأربعون) بقلم الكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز


وتقدري بعد ما توصلي الورق تروحي 
نظرت ليلى للأوراق التي أمامها ثم للسيد عادل الذي اتجه نحو غرفة مكتبه 
أرادت منح هذه المهمة ل سلوى أو بسام لكن السيد عادل قبل أن يغلق باب غرفة مكتبه أردف 
زي ما أمرت تنفذوا كلامي إحنا مش بنلعب يا أساتذة 
رفع عزيز عيناه عن الأوراق التي يطالعها بعدما أخبره سكرتيره الخاص السيد جابر بأن موظفة من المصنع تنتظره بالخارج ومعها بعض الأوراق الخاصه بالعمل 

اندهش عزيز من الأمر فهو لم يطلب أوراق ترسل له من المصنع 
ورق إيه واسمها إيه الموظفة دي 
تساءل عزيز وكاد أن يخبره السيد جابر باسمها الذي أبلغته به قبل دلوفه لكن رنين الهاتف جعله يتوقف وانتظر ان ينتهي رئيسه من مكالمته 
نعم نيهان 
قالها عزيز وأشار للسيد جابر بأن ينتظر لكن سرعان ما كان ينهض من مقعده بعدما أبلغه نيهان بهوية الموظفة التي أرسلها له 
ارسلت إليك فتاة القطة يا رجل هل أتت إليك 
ليلى
خرجت أحرف اسمها من شفتيه بلهفة وهو يتحرك من وراء مكتبه لتتوقف ساقيه متيبسة بعدما تعلقت عيناه بعينين السيد جابر الذي رمقه بغرابة من أمره 
ارتفعت ضحكات نيهان عندما استمع إلى صوته الذي خرج في لهفة ممزوجة بالدهشة 
يا رجل صوتك يخرج وكأنه مكتوم من شدة لهفتك وأمس تخبرني أن ما تشعر به نحو الفتاة مجرد احتياج بسبب إلحاحنا عليك من أجل الزواج 
واسطرد نيهان بمكر بعدما استدار بالمقعد الذي يجلس عليه 
هل مازلت الآن ترغب بالذهاب بضعة أشهر لاسطنبول لتباشر الأعمال هناك 
ارتفعت قهقهة نيهان عاليا بعدما أغلق عزيز المكالمة دون إنتظار سماع المزيد منه 
زفر أنفاسه ثم نظر إلى السيد جابر الذي مازال واقفا وعلى محياه ارتسمت الدهشة 
ادخلها ولا أخد منها الورق 
تغادر دون أن يراها
هكذا سأل عزيز نفسه عندما سأله السيد جابر عما يفعله 
ډخلها يا استاذ جابر 
خرج السيد جابر من الغرفة ووقف عزيز متصلبا مكانه منتظرا دلوفها 
نظرة فاحصة رمقت أميمة بها ليلى التي سارت بخطوات بطيئه وهي تحمل الأوراق نحو الغرفة بعدما سمح لها السيد جابر بالدخول 
توترت ليلى واحتل الإرتباك ملامحها عندما وجدته يقف بمنتصف الغرفة 
استاذ عادل بعتني بالورق ده يا فندم 
خرج صوتها بخفوت أذابه وجعله يتقدم منها قائلا بترحيب دون الإهتمام بأمر الورق الذي لم يطلب إرساله 
تعالي اقعدي الأول 
اندهشت من حديثه ورفعت عيناها نحوه ليبتسم متسائلا 
تشربي إيه يا ليلى أنا كنت هطلب قهوة اطلبلك عصير ليمون 
الغرابة ارتسمت على ملامحها وقد انفرجت شفتيها في ذهول السيد عزيز يتحدث معها ببساطة وود لم تعهدهم منه إلا مرات قليلة 
يبقى واحد ليمون وواحد قهوة 
قرر نيابة عنها بعدما لم تعطيه الرد وقد أسرع بطلب المشروبات 
تعجبت أميمة عندما وجدت العم محروس يدخل المكتب ومعه صنية عليها عصير 
الغيرة حړقت قلبها الذي نبت فيه حب هذا الرجل الذي لم ترى منه يوما لفته تخبرها بإعجابه بها 
وضع العم محروس العصير أمام ليلى بعدما أشار له عزيز بأن يضعه أمامها وركز هو أنظاره على الأوراق التي بعثها السيد عادل معها بعدما أمر نيهان بذلك 
اقفل الباب وراك يا عم محروس 
استجاب الرجل له وأغلق الباب ورائه وقد ارتكزت عينين أميمة بذهول أشد السيد عزيز لا يسمح بغلق الباب عندما تكون العميلة من النساء فما الذي تغير مع تلك الموظفة 
استاذ جابر عم محروس قفل الباب وراه وأنت عارف تعليمات عزيز بيه ما دام فيه ست معاه الباب ميتقفلش 
نظر لها السيد جابر ثم نظر إلى الباب وابتسم 
لو عم محروس غلط هتلاقي عزيز بيه قام وفتح الباب خلينا نركز يا أميمة في شغلنا 
قالها السيد جابر ولم يشغل باله بالأمر لكن أميمة ظلت عيناها عالقة بالباب 
اشربي يا ليلى العصير 
تمتم بها عزيز بعدما لاحظ أنها لم تمس كأس عصيرها 
بصعوبة خرج صوتها الذي خشيت أن يخرج متعلثما بسبب قربها منه 
حاضر بس هو فيه حاجة في الأوراق مش مظبوطة يا فندم 
تساءلت بها بعدما

ارتشفت بضعة رشفات في كأس العصير لترطب حلقها الجاف 
نظر إليها عزيز ثم أشار نحو الورقه التي ينظر إليها 
مش عارف حاسس إن فيه حاجة هنا في الحسابات مش مظبوطة 
أسرعت بوضع كأس العصير على الطاولة الصغيرة التي أمامها ونهضت على الفور واتجهت إليه بقلق 
فين يا فندم أنا مراجعه الورق ده بنفسي مع استاذ عادل 
ابتسامة ماكره ارتسمت على ملامح عزيز أخفاها سريعا فهو أراد أن يفتح أي حديث ويطيل وقت وجودها معه فلا بأس أن يدعي الجهل وعدم الفهم 
قربها منه بهذا الشكل بعدما وقفت قربه ومالت جهة الأوراق كان أقصى أمانيه هذه اللحظة التي تمنى أن تتوقف 
فين الغلط يا فندم 
بتشتت وضياع رفع عزيز عيناه نحوها 
هنا فيه حاجة مش مظبوطة 
ممكن اخد طيب الورقه عشان اركز في الغلط وأجاوب حضرتك 
سحب الورقه المقصودة فهذا أسلم حل الآن بعدما أدرك أنه لا يستطيع تحمل قربها 
لم تنتبه ليلى علي فنجان القهوة الموجود على سطح مكتبه جهتها لتخرج شهقتها في صدمة بعدما سقط محتوى الفنجان على بنطاله 
يتبع 
سهام صادق
ظنها دمية بين أصابعه 
الفصل السادس والعشرين
تراجعت إلى الوراء بخطوات متعثرة بعدما رفع عيناه إليها 
أنا آسفة مش عارفه ده حصل إزاي أنا مأخدتش بالي 
خرجت الكلمات منها متقطعه فأفزعه منظرها كاد أن يتحدث ويخبرها أن لا بأس فالقهوة ليست ساخنة 
أنا معايا مناديل في الشنطة 
أسرعت نحو حقيبتها لتخرج علبة المحارم الورقية واتجهت إليه لتنظف ما أفسدته على بنطاله طالعته ثم طالعت علبة المحارم لتحسم قرارها وتجثو على ركبتيها أمامه دون تفكير 
كل شئ هذه اللحظة كان يلجمه وكلما أراد أن يتحدث ليجعلها تتوقف عن ذعرها كان الكلام ينحبس في فمه 
ازدرد لعابه وهو يراها بهذا الوضع وتحاول تنظيف بقعة القهوة التي التصقت بقماش بنطاله 
رفعت عيناها له وكأنها تسأله هل أصلحت شئ أم فعلتها زادت الأمر سوء 
أنا بوظت البنطلون خالص مش كده 
قالتها بنبرة صوت مرتعشة وعادت بالنظر نحو بقعة القهوة أغمض عزيز عينيه إنه لا يحتمل هذا القرب ولا يستطيع إخراج صوته وابعادها 
أنا آسفة 
همست بها بخفوت وهي تبتعد عنه ولم تدرك إلا توا خطۏرة قربها منه وما كانت تفعله 
قبض عزيز على ذراعها فهل ستبتعد بعدما جعلته بهذا الضياع
ليلى
اندهشت من فعلته ليزدرد لعابه وتتحرك تفاحة آدم خاصته ببطئ وهو ينظر إلى شفتيها ويتخيل أحد أحلامه
عيناها كانت عالقة به ومثلما تفقده صوابه وتحرك به ما يعلمه كرجل كانت تفقد هي معه صوابها 
انتبهت على يده التي مازالت على ذراعها وقبل أن تسحب ذراعها من قبضة يده كان يسحب هو يده ويقبض على كفه بقوة 
مفيش مشكله يا ليلى تقدري تمشي أنت 
نظرت إليه في تشتت ليقف ويبتعد عنها متجها نحو باب غرفة مكتبه ليفتحه مناديا 
استاذة أميمة اطلبي عم محروس يجي ينضف المكتب لو سمحتي 
نظرت إليه بحالة من الضياع لتجده يعطيها ظهره وكأنه ينتظر مغادرتها وسرعان ما كانت تستوعب أن عليها الرحيل في صمت 
التقطت حقيبتها سريعا وسارت أمامه وهي تخفض عيناها في خزي 
لا تعرف كم مر من الوقت وهي تسير هائمة فيما حدث 
توقفت عن السير تنظر حولها فمن حسن حظها أن الطريق كان ينتشر على جانبيه العديد من المتاجر 
زفرت أنفاسها والټفت برأسها نحو كلا الجانبين وهي تحاول أن تستبين اسم الشارع الذي هي فيه 
أكملت سيرها بعدما حددت وجهتها لكنها رغما عنها وقفت مكانها مدهوشة بثوب الزفاف المعروض في أحد المتاجر وقد جذب انتباهها 
تحركت نحو واجهة المتجر لتقف أمام ثوب الزفاف وقد ضجت عيناها بلهفة نحو اليوم الذي سترتدي فيه ثوب الزفاف 
أسبلت جفنيها پألم عندما أتتها صورته إنها تحلم بحلم بعيد المنال ومهما حاولت الإبتعاد خاڼها قلبها لتعود إلى نقطة الصفر 
ترجلت من سيارة الأجرة أمام بوابة الڤيلا ثم توقفت لوهلة قبل أن تخطو بخطوات ثقيله نحو الداخل 
حياها العم مسعد حارس البوابة قائلا بابتسامة بشوشة 
اهلا بست البنات 
ابتسمت ليلى وتوقفت لتسأله عن حاله بعدما استطاعت أن تداري إحباطها 
دوا الضغط الجديد عمل مفعول ولا لسا ضغطك عالي
لا الحمدلله يا استاذه الدوا الجديد اللي كتبه الدكتور احسن 
طالعته بابتسامة مازالت مرتسمة على شفتيها 
خد بالك من صحتك يا عم مسعد 
انفرجت شفتي العم مسعد بابتسامة واسعة من اهتمامها بالسؤال عنه 
متقلقيش عليا يا استاذة 
كادت أن تتحرك ليلى من أمامه إلا أن صوته الذي خرج بحرج أوقفها 
ممكن اطلب منك طلب صغير يا استاذة 
استدارت ليلى نحوه ونظرت إليه 
اتفضل يا عم مسعد 
الحرج الذي ارتسم على ملامحه جعلها تظن أنه سيطلب أمر لن تستطيع الوفاء به وسرعان ما كانت تتسع ابتسامتها وهي تستمع إلى طلبه 
ممكن تعمليلي طبق رز باللبن من أيديكي الحلوين 
من عنيا 
تهللت أسارير العم مسعد والتمعت عيناه بالسرور 
تسلمي يا ست البنات 
نظر نيهان نحو سيارة عزيز التي مازالت مصطفة أمام المعرض سار نحو الداخل وهو في حيرة من أمره من وجوده لهذا الوقت حتى اتصالاته لا يجيب عليها 
اندفع إلى غرفة مكتبه يهتف صائحا 
ما الأمر يا رجل لما لا تجيب على هاتفك 
زفر نيهان أنفاسه بقوة وجلس على المقعد أمامه ليسترخي ثم تساءل بعدما ضجر من صمته وعدم التفافه نحوه 
لا تخبرني أن فعلتي هي السبب لعدم ردك على مكالماتي 
هز نيهان رأسه بيأس من صمته ثم تنهد بعمق 
عزيز هل ستظل جالس هكذا تعطيني ظهرك يا رجل 
استدار عزيز بمقعده ينظر إليه بنظرة طويلة جعلت
نيهان يشعر بالريبة 
لاا صمتك هذا يعني کاړثة هل صارحت الفتاة بمشاعرك ورفضتك 
كنت هبوسها 
قالها عزيز ثم نهض من مقعده ليبتعد عن أنظار نيهان التي كانت مصعوقة 
كنت ستقبلها هذا ما كنت ستفعله عزيز 
خرجت الكلمات من فم نيهان ببطئ حتى يستعبها ليحرك عزيز رأسه بخزي 
مش عارف كنت هعمل كده إزاي يا نيهان إزاي قدر الشيطان يغويني 
ثم أردف بنبرة يائسة مما وصل إليه 
كنت هخون الراجل اللي بيخدمني بإخلاص واستأمني على بنت أخوه 
أطلق نيهان سباب باللهجة الشامية وسرعان ما كان يضرب كفوفه ببعضهما 
بيدك الحل لتخلص نفسك تزوجها 
واستطرد بنبرة ساخرة 
نيهان
اڼفجر نيهان بالضحك بعد صړاخ عزيز به وقد استدار بجسده ليغمز له نيهان قائلا بمزاح
أردت أن تسرق قبلة من الفتاة يا عزيز 
تلك المناكفة التي تحدث أمامها الآن بين عمها والعم
سعيد جعلتها تنسى ذلك الشعور الذي كان يقتحم فؤادها 
أنا عايز الرز بلبن مسكر يا لولو 
قالها العم سعيد وهو يركز أنظاره نحو إناء الطهي 
الرز بلبن معمول عشان مسعد مش ليك والراجل عنده السكر 
امتقعت ملامح العم سعيد من رد عزيز زوج شقيقته 
وأنا بحب الحاجة المسكره 
ابتسمت ليلى على مناوشتهم ليميل نحوها العم سعيد هامسا 
عمك ده رخم زمان مكنتش موافق أجوزه عايده بس اقول إيه حبيته الهبله مش عارف على إيه 
ارتفع حاجبي عزيز في ذهول بعدما وصل له همسه 
أنا رخم يا راجل يا عجوز ابعد طيب عن بنت اخويا 
جذبها سعيد إليه فأسرعت بتثبيت إناء الطهي الذي كاد أن يسقط أثناء تقليبها 
كان
 

تم نسخ الرابط