رواية ظنها دمية بين أصابعه (الفصل الأول إلى الخامس والأربعون) بقلم الكاتبة سهام صادق
المحتويات
من نيرة التي انشغلت مع العم سعيد بفرش الطاولة الموجودة بالحديقة
فين سيف!
ارتبكت نيرة من سؤال عمها ف شقيقها عندما علم بتناول ليلى الإفطار معهم ومشاركة عائلة العم عزيز أيضا أخبرها أنه سيقضي اليوم بالخارج هو و كارولين وسيترك إلى سيدة المنزل الجديدة فرصة للتمتع بإنتصارها العظيم وحصولها على عمه
سيف حب ياخد كارولين ويقضوا اليوم بره
علاقته ب كارولين الفترة دي متوتره فهو قرر يقضي معاها اليوم بره بما إن النهاردة أجازته
تنهد عزيز بقوه ثم ربت على خدها بحنو
ماشي يا حبيبتي مع إنه مقالش ليا كده لما قولتله هنفطر متأخر شويه في الجنينة وبعدين نخرج سوا نصلي الجمعه
شعرت نيرة بالحرج من كذبها وتحاشت النظر إليه ثم قالت بعدما لمحت عايدة قادمة جهتهم
احتل الضيق ملامح عزيز قليلا وسرعان ما كان يتلاشى عن وجهه عندما لمحها أتيه وتخفض عينيها من شدة حرجها رفعت عيناها بعدما نداها العم سعيد لتتلاقي عيناها بنظرات عزيز الذي فور أن رأي ربكتها غمز لها بإحدى عينيه اشټعل وجهها خجلا وهربت بعينيها بعيدا عنه
اجتمعوا جميعا على طاولة واحدة وقد جلست ليلى على يمين عزيز بعدما أخبرتها نيرة أن هذا مكانها من اليوم
ابتسمت نيرة وهي تقرب طبق البيض من عمها
المرادي ظبطت ملحه
ليبتسم عزيز وهو يغمس لقمته ثم وضعها داخل فمه وتحدث وهو يحرك رأسه بإستمتاع
تسلم أيدك يا حبيبتي
شعرت نيرة بالرضى وهي ترى عمها يتناول كل ما تقدمه له ويخبرها بأنها تدلله وكيف سيتحمل فكرة بعدها عنه مجددا بعد عودتها إلى زوجها الذي ضاق ذرعا من بعدها عنه لكنه يتحمل هذا تقديرا لطلب عمها منه في إطالة إجازتها حتى موعد الزفاف
قالها العم سعيد فابتسمت نيرة له وقد ألقى كلا من عايدة وعزيز وشهد مديحهم بأطباق الفطار الشهية
لتنظر ليلى نحو ما تأكله قائلة بسعادة
تسلم ايدك يا نيرو أحلى طبق أومليت اكلته
بإبتسامة مقتضبة هزت نيرة رأسها قائلة
تسلمي يا ليلى
ضم عزيز حاجبيه عندما وقعت عيناه عليها بعدما ترك هاتفه جانبا فقد كان منشغلا بالرد على إحدى الرسائل
مبتاكليش ليه
توترت وهي تنظر إليه ثم إلى طبق طعامها
تنهد ثم إلتقط طبقها وأخذ يضع الطعام عليه وقد
انتبهوا جميعهم على فعلته ثم وضع الطبق أمامها قائلا
عايزك تخلصي الطبق بتاعك كله
وبصوت خفيض واصل كلامه
ولا عايزانى اكلك قدامهم
خجلت من حديثه وابتسمت لكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها وهي ترى نظرة نيرة لها
نظر الحاج عبدالرحمن إلى زوجته متسائلا وهو يخلع عبائته ليرتدي أخرى
فين أميمة يا أم عمار مجتش ليه النهاردة تتغدا وسطينا
ارتبكت هويدا وهي تساعده في إرتداء عباءته
تعبانة شوية يا حاج وبتقول مش هتقدر تيجي
طالعها الحاج عبدالرحمن بفزع ف أميمة يعدها ڪ ابنة له وليست أخت زوجته
تعبانه ومقولتيش ليه قولي ل عمار يروحلها وياخدها المستوصف
تنهدت هويدا بقوة وجلست على الفراش تلطم على فخذيها پقهر على حال شقيقتها
تعبها مش محتاج دكتور يا حاج ادعيلها ربنا يطيب خاطرها
ضاقت عينين الحاج عبدالرحمن بحيره وتساءل بعدما شعر أن زوجته تخفي عليه أمرا
أميمة فيها إيه يا أم عمار!
وهل أخفت عليه شيئا لتخفي عليه اليوم ما يجثم على صدرها زفرة قوية خرجت من بين شفتي الحاج
عبدالرحمن ثم أخذ يحرك رأسه بيأس
حرام عليكي حرام عليكي يا شيخة اقول إيه دلوقتي
هو أنا ناقصة تقطيم يا حاج
أغمض الحاج عبدالرحمن عينيه بقلة حيلة ثم أخذ يستغفر
وهمتيها ليه بحب راجل وخلتيها تتوهم بحبه قوليلي دلوقتي كسبتي إيه
شعرت هويدا بالضيق ولم تتحمل تأنيبه لها ونهضت من جواره صائحة
هو كان يلاقي زي أميمة اختي بس نقول إيه البت حلوه وعايشه عنده في البيت فأكيد
احتدت عينين الحاج عبدالرحمن وصاح بها بعد أوقفها عن إستكمال جملتها
استغفري ربنا يا حاجه معقول لسانك يخونك وتقولي كده يا حافظة كتاب ربنا
أخفضت هويدا رأسها بخزي مما قالته
اعمل إيه يا حاج قلبي واجعني على أختي
ارتفعت قهقهة عزيز عاليا واسترخى في جلسته خلف طاولة مكتبه قائلا
عارف يا نيهان لولا إني رايق كنت قلبت عليك قلبه طين وكفاية وقاحة بقى دي مكالمة شغل
ابتسم نيهان ثم ارتشف القليل من قهوته وعدل من موضع هاتفه على أذنه
هذا جزاء كل ما فعلته لك يا ناكر الجميل
تنهد عزيز بقوة وإلتقط أحد الأقلام من على طاولة مكتبه ليتلاعب به
بيعجبني فيك يا نيهان نبرة صوتك لما تتغير وتحسسني إنك الحمل الوديع
ابتسم نيهان بإنتشاء ووضع فنجان قهوته جانبا ثم أخذ يحرك إصبعه على ذقنه
أنا بالفعل حمل وديع والجندي الخفي في حكايتك
صمت عزيز فهو لا ينكر هذا ليتساءل نيهان بعدما عاد المكر إليه
هل تشعر بالتخمة الآن بعدما ذقت طعم الحلوى
ومغزي الحديث المبطن وصل إلى عزيز بوضوح ليزفر أنفاسه
اقفل المكالمة يا نيهان لأن دماغك بقت دايما في حته تانية
انتظر يا رجل انتظر
زفر عزيز أنفاسه وانتظر سماع ما يريد إخباره به
أريد صور عقد القران أنا اعلم أنك لا تفضل أن تكون حياتك الخاصة مشاعة على الملأ لكن لابد أن يعلم شركائنا أنك تزوجت
خرج صوت عزيز في حيره ف القليل
من يعرف بعقد قرانه
أنت شايف كده خلاص يا نيهان هخلي نيرة تبعتلك الصور
خرج عزيز من غرفة مكتبه بعدما قضى بها بعض الوقت ليقترب من مكان جلوس نيرة التي انتهت للتو من مكالمتها مع زوجها الحانق الذي لم يعد يتحمل أمر بعدها
كنتي بتكلمي معتز يا حبيبتي
استدارت نيرة جهته وهزت رأسها قائلة
عمو وطنط هيحضروا إن شاء الله الفرح
جاورها عزيز بالجلوس واجتذبها إلى حضنه ليخبرها بإتصال والدي معتز له فأردفت قائلة
هياخدوا اجازة قبل آخر الشهر وينزلوا من الكويت يقضوا كام يوم قبل الفرح
يشرفوا يا حبيبتي أنت عارفه إن بيتنا مفتوح لأي حد
احتضنته وطبعت قبلة على خده
أنا مش قادرة أصدق إن هشوفك عريس ببدلة الفرح
ضحك على قولها وابتسم
مش دي كانت برضو أمنيتك
أرادت إخباره أن زواجه كان أحد أمنياتها لكنها كانت تريد له عروس مناسبة لمكانته لكن هو سعيد بإختياره وهذا ما يجعلها تتقبل ليلى
هو سيف و كارولين لسا بره
تنهدت وهي تنظر إلى الوقت بالهاتف
اتصلت بيه من شوية قالي ساعة وهيكون في الڤيلا
توقفت سيارة سيف وراء سيارة والدته التي ترجلت من سيارتها ورمقته بنظرة غاضبه لعدم إخباره بزواج عزيز إلا بعدما تم
اقترب منها سيف مرحبا واحتضنها قائلا
حمدلله على السلامة
حاولت سمية تلاشى ضيقها وعانقته بعناق بارد شعر به سيف
حسابك معايا بعدين
لم تهتم بوجود كارولين التي كانت ترهبها دوما نظرة
سمية لها
بخطوات واثقة دخلت سمية الڤيلا لتقع عيناها على عزيز وهو يضحك وفي حضنه نيرة التي كانت تستند على صدره
أنا شايفه إن الصوره دي افضل
مبروك يا عزيز
صدح صوت سمية عاليا ليلتف عزيز جهتها كما الټفت نيرة وسرعان ما كانت تنهض وأسرعت نحوها لټحتضنها
حمدلله على السلامة يا ماما معقول جيتي من السفر على هنا على طول
بإبتسامة ملتوية حدقت سمية ب عزيز الذي طالعها بنظرة باردة
مقدرتش ءأجل زيارتي لبكره الصبح ومباركش لعمك وطليقي سابقا
اتسعت ابتسامة السيدة حورية عندما وقعت عيناها على المقطع المنتشر من حفل الخطبة أمس
زوزو تعالي شوفي الڤيديو كنتي برنسيس الحفلة
اقتربت زينب منها بعدما ناولت الصغير كأس العصير فأردفت حورية قائلة وهي تعطيها الهاتف
دكتورة صديقة ليا و للعيلة لسا بعتالي الڤيديو وبتقولي الكل بيمدح في جمال مرات ابنك
التقطت أذنين صالح حديث والدته أثناء مغادرته لغرفة مكتب جده وقد استمع شاكر إلى الحوار ليتساءل بنبرة صارمة
ڤيديو إيه المنتشر مين قدر يسمح لنفسه إن ينشر ڤيديو لزوجة صالح الزيني
وشقهة خرجت من بين شفتي زينب عندما التقط منها صالح الهاتف
ظنها دمية بين أصابعه
الفصل الثالث والأربعون
لم يكوي قلبها يوما رجلا ولم تحترق روحها وتتجرع مرارة الذل إلا على يديه هو وحده القادر على فرض قيوده عليها ڪرجل
رجل مهما حاولت تخطيه إلا أنه كان أشبه بالهوس
غادرها الغرور الذي تستطيع رسمه بكل سهوله على ملامحها عندما رأته ينهض
الله يبارك فيك يا سمية مع إن الاتصال كان ممكن يغني لأني مقدر مشاغلك وتعبك مع هارون
تمنت لو استطاعت الصړاخ عليه بعد حديثه الذي زاد من حقدها وقد وقف سيف يتابع ما يحدث في صمت
بنظرة خاطفة تلاقت عيني عزيز مع سيف وأردف قائلا وهو يستكمل خطواته نحو غرفة مكتبه
أسيبك مع ولادك اكيد وحشينك زي ما أنت وحشاهم
ابتسامة صغيرة داعبت شفتي كارولين الواقفة بعدما رأت عبوس وجه حماتها ثم تحركت عيناها نحو عزيز بنظرة منبهره
شعرت نيرة بتوتر الوضع لتحاول اجتذاب أنظار والدتها إليها
على فكرة يا ماما أنت وحشتيني أوي قوليلي عمو هارون اخباره إيه دلوقتي
بنظرة جامدة رمقت سمية ابنتها وأزاحت يدها عنها قائلة بجمود
مش شايفة إني وحشت حد فيكم
تحركت سمية نحو غرفة الضيافة الواسعة فاقترب سيف من نيرة وربت على كتفها قائلا بصوت خفيض
زعلانه مننا عشان اتفاجأت بكتب كتاب عمي
طالعته نيرة وقد ارتسم على محياها التعجب
ما هي اللي كانت مشغوله وقطعت التواصل معانا
هز سيف رأسه لها وكاد أن يتحرك جهة والدته لكنه تفاجئ بدسها سېجار بين شفتيها
بصعوبة نطق وهو مصډوم
أنت بتشربي سجاير من امتى
أشعلت سمية قداحتها وقربتها من سيجارتها ثم نظرت إليه بنظرة مستهزءة ونفثت دخانها بضيق
سيف أنا دماغي ۏجعاني ومش ناقصة كلام كتير
دار سيف حول نفسه وهو يحرك يده على خصلات شعره ثم نظر نحو نيرة لتضيق عيناه عدم رآها لا تهتم
أنت كنتي عارفة إنها بتشرب سجاير
طالعته نيرة بنظرة خاوية ثم أشاحت عيناها عنه فهي لم تعد تهتم بأفعال والدتها
بصوت متأفف دهست سمية سيجارتها بالمطفأة وهتفت بمقت
مش هتعمل ليا استجواب عشان سېجارة وأيوة يا سيدي بشرب سجاير واختك عملت زيك كده وفي الاخر تقبلت الأمر
وأنا مش هقبل أمي تشرب سجاير
صاح بها سيف فأسرعت إليه نيرة تكمم فمه قائلة
سيف وطي صوتك عمو لو سمع
تجهمت ملامح سمية من شدة الڠضب وقاطعت حديثها بنبرة حادة
خلي عزيز يسمع وخليه كمان يجي يعرف إن ابن اخوه المحترم بيعلي صوته على أمه وبيحاسبها قبل ما يحاسب نفسه
ارتجف جسد كارولين من الخۏف عندما رأت عينيها جهتها اعتلت شفتي سمية ابتسامة ساخرة
متابعة القراءة