رواية ظنها دمية بين أصابعه (الفصل الأول إلى الخامس والأربعون) بقلم الكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز


بابتسامة حفيده لم يتركه بل بقى جواره 
حاول شاكر كتم سعاله حتى لا يوقظه ولكن أخذ يسعل بشدة 
انتفض صالح من نومه الذي لا يعرف متى سقط فيه ينظر إلى جده 
أنت كويس 
متخافش عليا يا صالح 
ثم تساءل وقد لمعت عيناه بالسعادة 
أنت و يزيد فضلتوا نايمين هنا في القصر 
زفرة طويلة أطلقها صالح ثم أخذ يحرك يده على خصلات شعره 

كاد أن يتحدث شاكر لكن انفتح باب الغرفة ودلف كلا من صفوان و حورية متجهين نحو شاكر بلهفة 
تاني يا بابا تاني هنعيد اللي حصل من سنين 
قالها صفوان بعدما أخبره أنه وجد ل صالح عروس جميلة ومن عائلة 
يا صفوان ابنك مش هيتغير هيفضل طول عمره حاسس بذنب سارة يزيد بيضيع حالته كل يوم بتتأخر حفيدك مشخص بالتوحد 
هز صفوان رأسه بيأس من والده ولكي ينهي نقاشه مع والده 
مش هجبر ابني على الجواز تاني يا بابا ابني حر في اختياراته 
غادر صفوان غرفة والده وقد التمعت عينين شاكر بتصميم على أمر زواج صالح 
وقد زاد تصميمه عندما أتى نائل
و نجيب لزيارته والإطمئنان عليه وقد طلب منه نائل بحرج أن يجد وظيفة لحفيدته في شركته لكن عندما يطيب وتستقر صحته 
انتهت ليلى من تقوير حبات الكوسة وقد انشغلت السيدة عايدة في ترتيب الأغراض التي ابتاعتها من السوق 
انا خلصت تقوير الكوسه فاضل تقوير البتنجان 
قالتها ليلى فاستدارت السيدة عايدة جهتها وقد ارتسمت ابتسامة واسعة على محياها والتمعت عيناها بحب 
تسلم ايدك يا لولو حقيقي من ساعة ما جيتي وحياتنا بقت أحلى 
خجلت ليلى من كلمات عايدة وقبل أن تواصل عايدة كلامها كانت شهد تندفع إلى داخل المطبخ 
ماما فين البلوزة بتاعتي 
ياريت خالك كان هنا عشان يسمعك كلمتين حلوين لأن الظاهر إني دلعتك 
أسرعت شهد جهة والدتها لتتعلق بذراعها بعدما وضعت قبلة خفيفة على وجنتها 
اتأخرت على الدرس يا عايدة النهاردة الجمعه والمواصلات بتكون قليله 
ليلى انا راجعه بسرعه يا حببتي زمان سعيد جاي باللحمة من عند الجزار 
تمتمت بها عايدة قبل أن تسحبها شهد من ذراعها خارج المطبخ 
توترت ليلى من وجودها بالڤيلا التي دلفت إليها من قبل مع العم سعيد لتقديم الحلوى إلى السيد عزيز 
أنت مكسوفه ليه دلوقتي يا ليلى عزيز بيه مش موجود 
قالتها ليلى لحالها لعل دقات قلبها تهدأ عن الخفقان وعادت تنشغل بتقوير حبات الباذنجان التي تقوم عايدة بتخزينها لوقت الحاجة إليها 
حمدلله على السلامة يا عزيز بيه 
قالها عزيز السائق بعدما ترجل عزيز من السيارة ولم يخبر أحد بقدومه إلا بعدما صار بالمطار 
دلف عزيز المنزل وعلى وجهه ظهر التعب سار اتجاه الدرج ولكن ارتفاع
صوت التلفاز جعله يغير طريقه ويتجه صوب المطبخ 
ضاقت عينين نائل بحيره واعتدل في مقعده عندما وجد شاكر يتحدث هنا وهناك بكلام غير مترابط 
زفر نائل أنفاسه بقوة فهل يتهرب شاكر من إخباره أنه لم يجد وظيفة لحفيدته في شركته 
تقدمت زينب إلى داخل الغرفة حيث جلس جدها مع صديقه تحمل بين يديها صنية الضيافة وعلى محياها ارتسمت ابتسامتها الرقيقة 
توقف شاكر عن الكلام ثم رفع عيناه نحو زينب 
شكرا يا بنتي 
العفو 
ردت بهمس خاڤت خجل وقد التقط شاكر كوب الشاي لعله يستطيع الهرب قليلا من نظرات نائل إليه الذي انتظر منه سماع رده عن عمل زينب بشركته 
ابتسمت زينب إليه ونظرت إلى جدها تتساءل 
محتاج حاجه مني تاني يا جدو 
شكرا يا حببتي 
تمتم بها نائل وهو يرمقها بنظرة حانية 
غادرت زينب الغرفة وقد عادت عيني نائل تتفرس ملامح شاكر ثم هز رأسه بتفهم 
مش هزعل يا شاكر لو قولتلي إنك مش لاقي وظيفة مناسبة لحفيدتي عندك اعتبرني مطلبتش منك حاجة 
اتسعت عيني شاكر ثم سعل بشدة فهل فسر نائل كلامه هكذا 
التقط نائل كأس الماء ليعطيه له وقد التقطه شاكر منه بعدما وضع كوب الشاي على الطاوله 
أنا عايز زينب زوجة ل صالح حفيدي يا نائل 
يتبع 
بقلم سهام صادق
الفصل الرابع عشر
بقلم سهام صادق
توقف عزيز شاخص البصر ينظر إلى فتنة تلك التي لا يعرف سبب وجودها بمطبخ منزله 
عيناه التي لا تعرف التأمل بفتنة النساء ولا ترتفع نحو امرأة خانته للمرة الثالثة 
ازدرد لعابه وتراجع خطوة للوراء يمسح على وجهه وهو لا يصدق حاله 
إنه آتى للمطبخ وهو يظن أن من به هي عايدة وليست تلك التي صارت تسقطه يوما بعد يوم في شرك خطيئة لا يتسم بها الرجال 
عقدت ليلى خصلات شعرها بإحكام وأسرعت بوضع حجاب رأسها
وقد انتهت للتو من عملها في تقوير الخضار 
كادت أن تنهض من المقعد لكن دلوف عايدة جعلها تقف منحنية الجسد وسرعان ما انتصبت في وقفتها پذعر وهي تستمع لما تخبرها به عايدة 
عزيز بيه رجع من السفر 
الټفت ليلى حولها في فزع وقد تعجبت عايدة من أمرها وسرعان ما خرجت صوت ضحكاتها عندما علمت سبب ذعرها 
يا بنتي عزيز بيه إيه اللي هيدخله المطبخ مټخافيش 
أطبقت ليلى جفنيها لعلها تستطيع إلتقاط أنفاسها فماذا كان سيحدث إذا دخل المطبخ 
رفعت يديها نحو حجابها لتطمئن ثم ألقت بنظرة سريعة نحو حبات الخضار 
أنا خلصت تقرير البتنجان هرجع البيت أشوف إيه اللي ناقص اعمله 
أسرعت بخطواتها لتغادر المطبخ ولكن تراجعت بخطواتها للوراء عندما اصطدمت بالعم سعيد 
معلش يا عم سعيد مأخدتش بالي 
غادرت ليلى المطبخ في عجالة وقد ارتفعت ضحكات عايدة ثم لطمت كفوفها معا 
مالها ليلى يا عايدة
هزت عايدة رأسها له ثم اقتربت منه لتلتقط عنه ما يحمله 
يا سيدي أول ما عرفت إن عزيز بيه وصل من السفر اټفزعت 
قطب العم سعيد حاجبيه في دهشة وقد استطردت عايدة كلامها 
أصلها افتكرت إنه ممكن يدخل المطبخ وأنت عارف ليلى بتتكسف إزاي 
ابتسم العم سعيد عندما علم السبب وقال وهو يغسل يديه أسفل الصنبور 
والله البنت ديه جوهرة يا عايدة محظوظ اللي هيفوز بيها 
أنا هطلع أشوف عزيز بيه واعتب عليه إزاي يقول لجوزك ميعاد وصوله وأنا لاء 
ضحكت عايدة على عبوسه فشقيقها كلما تقدم بالعمر أصبح كالأطفال في تذمرهم 
نظر عزيز نحو حقيبة سفره التي ألقاها عند دلوفه غرفته 
إنه منذ صعوده لغرفته يدور حول نفسه بدون هواده 
لا يستوعب أنه وقف كالمراهق متلصصا محدقا في فتاة تقارب ابنة شقيقه بالعمر 
زفر أنفاسه بقوة فصورتها وهي ترفع ذراعيها من أجل لملمت خصلات شعرها وعقده طبعت في عقله 
شعرها ذو اللون المميز لكن هل شعرها فقط ما رأه اليوم
عادت صورتها تطرق رأسه ولوهلة ارتسم المشهد أمام عينيه 
عنقها المرمري الطويل الذي تناثرت عليه مجموعه من الشامات وشعر أحمر لم يرى لونه من قبل 
أغمض عيناه بقوة لعله يطرد ما طبعه الشيطان في ذاكرته 
طرقات العم سعيد على باب غرفته ثم دلوفه بعدما أذن له بالدخول وحدها ما خلصته من أفكاره 
حمدلله على السلامة يا عزيز بيه 
الله يسلمك يا عم سعيد 
قالها عزيز بعدما تنحنح بصوت أجش وقد ظهر الإرهاق على ملامحه بوضوح 
الست نيرة عامله إيه دلوقتي يا بيه 
ابتسم عزيز بعدما استدار كليا ناحيته وقد تمكن أخيرا من السيطرة على خلجات وجهه 
بخير يا راجل يا طيب وبتسلم عليك 
كاد أن يثرثر العم سعيد كعادته لكنه تراجع عن مواصلة كلامه عندما وجد عزيز يخلع سترته ويلقي بها على فراشه 
أنا محتاج أنام ساعات كتير ياريت يا عم سعيد متصحنيش حتى لو طولت في النوم 
امتى يا بني هتعرف إن لبدنك عليك حق 
قالها العم سعيد بشفقة على حال سيده الصغير الذي لا يرحم نفسه من العمل ولا يفكر بحاله وبحاجته للراحة وزوجة تهون عليه أعباء الحياة 
أراد العم سعيد أن يعيد عليه ذكر أمر الزواج لكنه ابتلع كلامه عندما وجده
يتحرك نحو المرحاض قائلا 
زي ما قولتلك يا عم سعيد مهما حصل متصحنيش حتى لو عشان الأكل 
أكد على كلماته الأخيرة فهو أكثر من يعلم هذا الرجل الذي لا يتوانى في رعايته 
احتل التجهم ملامح شاكر بعدما فرغ من كلامه فهو حتى هذه اللحظة لا يصدق أن نائل رفض طلب زواج حفيده من حفيدته 
أنت زعلان من ردة فعله يا شاكر ومفكرتش في كلامك قبل ما تقوله 
زفر شاكر أنفاسه بقوة متذكرا لحظة نهوض نائل من مقعده ورده عليه 
نائل طرده من منزله بكل
تهذيب لكن في النهاية يسمى طرد 
ما أنت اللي قولتلي إنه خاېف على البنت من ولاده ده جزاتي إني فكرت ف كده حفيدي أي عيلة تتمنى تصاهره يا نجيب 
قالها شاكر بعجرفة لعله يداري قليلا من حرجه 
فعلا صالح أي عيلة تتمناه يا شاكر لكن أنت اختارت الوقت الغلط يعني نائل مستني منك تقوله إنك وظفت حفيدته عندك تقوم تقوله عايزها تتجوز حفيدك 
نظر له شاكر ثم أشاح عيناه عنه متأففا بضيق 
خلاص يا نجيب ! أنا عارف إني اتسرعت قولي دلوقتي أعمل إيه مع نائل 
أطلق نجيب زفيرا طويلا ثم أطرق رأسه مفكرا في حل هذا الخلاف بين صديقيه 
مع الوقت نائل هينسى 
بس أنا عايز البنت عروسه ل حفيدي 
أسرع شاكر بالإفصاح عن رغبته بإتمام هذا الزواج 
فرمقه نجيب بنظرة يائسة 
ما أنت اللي اتسرعت يا شاكر لو كنت وظفت البنت الأول في شركتك كانت الحكاية
هتكون معقوله لو قولت إن صالح شاف البنت وعجبته وكان ممكن نائل يرحب بطلبك لكن عرضك ده أكدله إن زياراتك ليه الأيام اللي فاتت كان وراها هدف واهو أنت افصحت عن نواياك نائل مش غبي يا شاكر 
في تمام الساعه الثامنة مساء 
هبط عزيز الدرج بعدما نام بضعة ساعات وقد زال الإرهاق قليلا عن ملامحه 
خرجت نحنحته بخشونه عندما تحرك بخطواته نحو المطبخ 
انتفض العم سعيد من المقعد عندما انتبه على صوته وتساءل بعدما استدار بجسده ناحيته 
احضرلك العشا يا بيه 
و عزيز كان بالفعل جائعا 
ياريت يا راجل يا طيب لأني جعان 
ابتسم العم سعيد عندما استمع إلى جوابه وأسرع على الفور ليسخن له الطعام الذي طهته عايدة و ليلى بالظهيرة 
تساءل عزيز عندما اقترب منه ونظر نحو ما يقوم العم سعيد بتسخينه 
عايدة طابخه إيه النهاردة
اتسعت ابتسامة العم سعيد فعلى ما يبدو أن سيده اليوم جائعا بشدة 
عملالك محشي يا بيه وأنت عارف نفس عايدة في المحشي بس بصراحه 
توقف العم سعيد عن مواصلة كلامه عندما صدح رنين هاتفه 
دي نيرة 
ابتهجت ملامح العم سعيد ونسى ما كان يرغب في إخباره به 
فتح عزيز مكبر الصوت ونظر نحو العم سعيد الذي ترك الطعام والتمعت عيناه عندما استمع لصوت نيرة التي كبرت يوما بعد يوم أمام عينيه 
حبيبي اللي كان نفسي يقعد معايا اكتر من كده 
ضحك عزيز وقد اتسعت ابتسامة العم سعيد 
ولما تاخديه أنت عندك إحنا نعمل من غيره إيه
قالها العم سعيد بصوت تغلغل فيه المرح فارتفعت ضحكات نيرة 
وحشني يا راجل يا عجوز 
اختنق صوت نيرة وواصلت كلامها بحنين وشجن وكأن عودة عمها للوطن بعد زيارته لها أعادت لها الحنين 
وحشني كل ركن في البيت وحشتني عايدة وريحة أكلها و شهد كمان وحشتني فاكر يا عم سعيد خناقتها مع سيف كانت قد عقلة
 

تم نسخ الرابط