رواية ظنها دمية بين أصابعه (الفصل الأول إلى الخامس والأربعون) بقلم الكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز


يا دادة شوفي يا يزيد 
تحركت نعمات من أمامهم فغرز صالح يده في خصلات شعره 
أنا مسافر شهر عندي مهمة تدريب في تركيا 
شهر!
نطقتها السيدة حورية لتتسع بعدها حدقتاها وقد علت الدهشة وجهها 
شهر إزاي يا صالح وأنت فرحك بعد شهر المفروض الفترة دي أنت و زينب تتعرفوا على بعض 
ابتعد صالح عن والدته ليستكمل وضع متعلقاته الشخصية 

ظروف شغلي كده وهي لازم تفهم ده من الأول 
طالعته السيدة حورية في صدمة فأمس أخبرهم أنه سيتم هذه الزيجة واليوم يخبرها برحلة سفره التي ستستمر شهرا حتى موعد عرسه 
صالح أنت مش عاوز البنت صح 
اقتربت منه السيدة حورية فرمقها بنظرة هادئة 
لا عايزها هي مناسبة للدور ده كويس 
دور دور إيه اللي هتكون مناسبة ليه البنت هتكون مراتك 
إتجه نحو طاولة الزينة ليلتقط من عليها إحدى زجاجات عطره المفضلة 
ما أنا عارف إنها هتكون مراتي ماما يزيد أمانة معاكي لحد ما ارجع ودادة نعمات هتكون معاكي وهتراعيه 
كادت أن تتحدث السيدة حورية لكن الكلام توقف على طرفي شفتيها وهي تراه يغلق حقيبة سفره 
الشقة هتكون فاضية خليها تفرشها زي ما هي عايزه وتختار كل حاجة بنفسها 
أخرج إحدى بطاقاته البنكية ووضعه في كف والدته 
مش عايز شاكر بيه يصرف حاجة عليها أي حاجة تختارها وخاصه بيها تصرفيها من فلوسي 
وقفت السيدة حورية تنظر إليه وقد احتل القلق فؤادها 
صالح لو هتتجوز زينب عند ف جدك فبلاش يا بني البنت ملهاش ذنب 
تعلقت عيناه بعينيها التي حملت الرجاء بألا يفعل ذلك من أجل العناد بجده فارتسمت ابتسامة خفيفة على محياه سرعان ما تلاشت 
متقلقيش يا دكتورة المرادي هستمتع بمميزات جوازة شاكر بيه وهجيبله الحفيد السليم اللي هو مستنيه 
ظنها دمية بين أصابعه 
الفصل العشرون 2
رفعت شهد عيناها عن الكتاب الذي تدرس به بعدما دلفت ليلى الغرفة 
الطريق كان زحمة أوي الواحد راجع هلكان 
رمقت شهد ساقها التي مازالت بالجبيرة ببؤس فهي تعيق حركتها رغم مرور أكثر من اسبوعين على خروجها من المشفى 
وماما كمان زمانها هلكانه في الخدمة هناك وأهو استاذ سيف ومراته الأجنبيه رجعوا 
قالتها شهد بحزن فتعلقت عينين ليلى بها وقد اعتلت الحيرة وجهها 
سيف مين
وسرعان ما كانت الحيرة تغادر ملامح ليلى وتحتلها الدهشة 
باشمهندس سيف ابن أخو عزيز بيه 
امتقعت ملامح شهد وعادت تنظر في سطور كتابها 
شكل وجودنا هنا قرب ينتهي اكيد العروسة هتكون سيدة القصر 
نظرت إليها ليلى وجلست على الفراش وهي تزيل وشاح رأسها ثم خرجت من شفتيها زفرة طويلة 
أغلقت شهد كتابها وقذفته جوارها وقالت بضجر وهي تحاول النهوض من الفراش 
أنا زهقت من القاعده دي 
أسرعت ليلى صوبها بعدما نفضت رأسها من الأفكار التي طرقت رأسها والتقطتها من ذراعيها لتسندها 
فاضل اسبوع وتفكي الجبس 
أنا زهقت يا ليلي كل يوم تقولولي فاضل ايام وتفكي الجبس والايام بتاعتكم مش راضيه تيجي 
ابتسمت ليلى على تذمرها الذي اعتادت عليه وتحركت بها ببطئ نحو الصاله لتجلسها على الأريكة برفق 
الأيام بتعدي بسرعة يا متذمرة ويلا قوليلي هنعمل غدا إيه النهاردة أنا شوفت طنط عايدة الصبح كانت بتبل البانيه 
مطت شهد شفتيها فضحكت ليلى عليها 
هغير هدومي وأصلي الفرض اللي ضاع مني واجهز الغدا بسرعة اكيد هيرجعوا من شغلهم في الڤيلا هلكانين 
نظرت عايدة نحو سعيد الذي وقف ينفخ خديه پغضب وقد ارتسم الوجوم على ملامحه منذ أن رأى تلك الفتاة التي تزوجها سيف أثناء رحلة دراسته بالخارج 
الشوربة ملحها زايد يا عايدة 
تمتم بها العم سعيد بعدما تذوق القليل منها فأسرعت عايدة نحو وعاء الطعام الساخن الذي تصاعدت أبخرته لتتذوق منه 
امتعضت ملامح عايدة بعدما تذوقت مذاق شوربة اللحم لتنظر نحو سعيد 
الشوربة ملحها مظبوط يا سعيد 
زجرها سعيد ثم أشاح عيناه عنها قائلا وهو يتحرك ليغادر المطبخ 
سايبلك المطبخ خالص وخارج 
دلف عزيز من باب المطبخ وهو يقطب حاجبيه مندهشا من مظهر شقيق زوجته الحانق 
ماله سعيد يا عايدة ده أنا قولت النهاردة الدنيا مش هتكون سيعاه عشان رجوع الباشمهندس 
هزت عايدة رأسها بيأس من أفعال شقيقها 
من ساعة ما شاف عروسة الباشمهندس وهو قالب وشه 
وإحنا مالنا 
قالها عزيز بعدما جلس على أحد المقاعد الموجودة بالمطبخ والتقط حبة التفاح ليأكلها 
ما أنت عارف يا عزيز دماغ سعيد 
اقتربت من زوجها وجلست أمامه تتساءل 
هي ليلى رجعت من الشغل!
ابتسم عزيز وابتلع ما قضمه من حبة التفاح قائلا 
رجعت وبتجهز الغدا و شهد هانم قرفاها بطلباتها الكتير 
امتقعت ملامح عايدة وتنهدت بضيق من دلع ابنتها الزائد 
البنت دي محتاجه مني تقويم بس تقوم بالسلامة لأن شكل سعيد كان عنده حق دلعنا الزايد ليها مش هيخليها تحس بغيرها 
وبتمني واصلت عايدة كلامها 
ياريت تطلع زي ليلى 
اندهشت ليلى من تلك المعركة التي نشبت من العم
سعيد مع البراد بعدما أخرج منه زجاجة ماء 
رمقت تحركه بالمطبخ خلسة وقد أخذ يضرب كفيه ببعضهما 
ليه يا سيف تتجوز واحدة مش شبهك يا بني ليه تجيب سمية تانيه في حياتك قلبي بيقولي قدمها هيكون قدم خړاب على البيت 
توقفت ليلى عن تقليب المعكرونة بالصلصة عندما بدأ العم سعيد بالكلام مع نفسه بصوت مسموع 
نظر إليها وهو يعلم أنها تنظر له بتعجب من حالته 
الله يرحمك يا سالم بيه لو كنت عايش مكنتش هتكون مبسوط بالجوازة دي 
غادر العم سعيد المطبخ وقد ابتلعت ليلى أحرف كلماتها التي حملت فضولها لتعرف منه سبب عدم رضاه عن تلك العروس 
انسحبت عايدة من غرفة الطعام وبقى العم سعيد واقفا كعادته قرب عزيز 
نظرت سمية نحو عزيز الذي شرع بتناول طعامه في صمت 
الباشمهندس من اولها هو والهانم اللي جايبها لينا في ايده مش محترم وجودنا 
اكتفي عزيز برمق سمية بنظرة أخرستها لتزفر أنفاسها حانقة من تقبل عزيز لزواج سيف 
نظر نحوه العم سعيد بنظرة مشفقة فهو أكثر من يعلم ما وراء صمت سيده هو لم يتقبل هذا الزواج ولكنه مرغم على الصمت بعد حمل الفتاة 
ابتسامة واسعة ارتسمت على محيا سيف عندما دخل غرفة الطعام وقد فاحت الرائحة الشهية وداعبت أنفه 
كان وحشني أكل عايدة اووي والكشك اللي أنت بتعمله يا راجل يا عجوز 
داعب سيف العم سعيد الذي ابتسم على الفور وأسرع قائلا بحبور 
أنا عاملته ليك مخصوص النهاردة 
ربت سيف على كتف العم سعيد بحب ثم نظر نحو عمه و والدته التي أخذت تأكل بغيظ 
مساء الخير 
رد عزيز عليه تحيته لكن سمية لم ترفع عيناها عن طبقها إلا عندما جلس قبالتها 
رفعت شفتيها مستنكرة من عدم هبوط تلك التي لن تعترف يوما بأنها كنتها 
فين الغندورة بتاعت بلاد بره 
تعلقت عيني سيف

بها بنظرة يائسة ثم أشاح عيناه عنها وبدأ يتناول طعامه 
تعبانه يا ماما من السفر الرحلة كانت طويله علينا ومتنسيش إنها حامل 
عندما أتى بذكر هذا الأمر فارت دماء سمية من الڠضب وألقت بشوكتها على الطبق بوجة محتقن 
وأنت لحد دلوقتي مصدق إن الطفل ده منك 
احتقنت ملامح سيف وقبض على الملعقة التي لم تمسها شفتيه بعد 
ماما لو سمحتي متنسيش إن اللي بتسئ في سمعتها دلوقتي مراتي وحامل في ابني ابن سيف سالم الزهار 
سمية 
صاح بها عزيز بعدما ترك ملعقته فلم يعد يتحمل أي حديث بهذا الأمر بعدما ألقى بقراره عليهم بالظهيرة 
تجاهلت سمية صياح عزيز بها فهي مازالت لا تستوعب أنه تزوج من فتاة أخرى غير بيسان ابنة زوجها 
ابنك اللي جايبه منها في الحړام سالم لو كان عايش كان طب ساكت لحظتها يابن سالم الزهار 
سمية كفاية 
انتفخت أوداج عزيز من الڠضب بعد ذكرها لاسم شقيقه الذي كان لا يستحق زوجة مثلها ولا يستحق أن يأتي ذكره في حديث كهذا 
رمقته سمية بنظرة ساخرة واقتربت منه بعدما نهض من مقعده وترك طعامه 
ابن اخوك المبجل اللي أنت وافقت يسافر بره ويكمل دراسته هناك 
توقفت سمية عن الكلام إلى أن صارت أمامه وجها لوجه 
عمل علاقه في الحړام ولما الهانم اللي انت سمحت النهاردة تقعدها في بيتك حملت قرر يتجوزها شايفه تربيتك يا عزيز بيه 
ما بلاش تتكلمي عن الفضيله يا سمية هانم 
قالها سيف ونظر نحو عمه الذي أخرسته هي هذه المرة بكلامها السام 
أطبق عزيز على جفنيه بعدما اشتد صداع رأسه وقد تحرك سيف من أمامهم بعد رمق والدته بنظرة اشټعل فيها ڠضب أخمدته السنين 
بعد إذنك يا عمي 
احتدت نظرات سمية وهي تتبع خطواته بعينيها التي ضجت بالڠضب 
شايف الولد يا عزيز شايف تربيتك يا عزيز بيه 
لم يتحمل عزيز سماع المزيد فصاح بعلو صوته 
عم سعيد 
أتى إليه العم سعيد مهرولا بعدما استمع إلى ندائه وقد اتجهت عيناه نحو سمية پغضب فما الذي فعله سيده بحياته ليحمل كل هذا الهم وحده 
امرك يا عزيز بيه 
نظر إليه عزيز بعدما أخذ يدلك جبينه من شدة صداع رأسه 
محتاج مسكن للصداع يا راجل يا طيب 
قالها عزيز وهو يتحرك نحو غرفة مكتبه فأسرعت سمية ورائه بعدما خمدت ثورتها 
مالك يا عزيز فيك إيه
امتقعت ملامح العم سعيد وهو يراها كيف تتبع سيده 
الله يرحمك يا سالم بيه 
تهاوى عزيز بجسده على الأريكة الموجوده بغرفة مكتبه ثم أغمض عيناه بقوة وأرخى رأسه إلى الوراء 
عزيز أنت كويس 
تساءلت سمية وهي تقترب منه ثم جاورته كادت أن تمد يدها نحو رأسه لكنه قبض على يدها بقوة 
دلف العم سعيد الغرفة وهو يحمل حبة المسكن وكأس الماء ولم يروقه جلوس سمية قرب سيده الذي أغلق عيناه من شدة التعب 
حبة المسكن يا بيه 
تمتم بها العم سعيد وهو يمد يده له بالحبة وكأس الماء ففتح عزيز عينه ونظر إليه ثم التقط منه الحبة ليبتلعها مع رشفة من الماء 
شكرا يا راجل يا طيب 
بقيت أحسن دلوقتي يا عزيز 
رمقها العم سعيد شزرا بعد نحنحتها وسؤالها الناعم وأخذ يردد داخله 
ست بمليون وش صحيح ليه بس يا سيف يا بني تجيب لينا سمية تانيه 
نهض عزيز من فوق الأريكة وتحرك نحو شرفة مكتبه التي كانت مفتوحه 
سمية روحي بيتك 
شعرت سمية وكأن دلوا من الماء انسكب على رأسها فنظرت نحو العم سعيد الذي حدجها بنظرة شامته 
اندفعت سمية من مكانها ونظرت إليه بنظرة حملت وعيد يخمد بعد وقت 
ماشي يا عزيز 
غادرت سمية المنزل وهي تتوعد له لكن وعيدها كان يتبخر مع كل لقاء آخر يجمعهم 
تنهيدة طويلة وبطيئة خرجت منه وهو واقف مكانه شاخص البصر 
متفكرش كتير ولا تشيل نفسك فوق طاقتك يا بني 
قالها العم سعيد واقترب منه ليقف قربه 
اللي حصل حصل خلاص 
رغم عدم رضى العم سعيد بما حدث إلا أنه أراد أن يهون على سيده الأمر 
ده اختياره يا عم سعيد وأنا عمري ما وقفت قدام اختيار حد فيهم وزي ما أنت قولت يا راجل يا طيب اللي حصل حصل خلاص 
هز العم سعيد برأسه وكاد أن يتحدث إلا أنه ابتلع حديثه الذي لن يجدي بنفع هذه الليلة 
لانت ملامح عزيز وخفق قلبه عندما رأها تتجه نحو المنزل الخشبي الصغير الذي يواجه شرفة مكتبه 
ضاقت عينين العم سعيد وتقدم بخطواته للأمام وقد
 

تم نسخ الرابط