رواية ظنها دمية بين أصابعه (الفصل الأول إلى الخامس والأربعون) بقلم الكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز

أدهشت مازن 
أهلا كابتن صالح سعيد جدا إني شوفتك النهاردة 
أنا أسعد يا دكتور اكيد تقرب للعريس 
أماء مازن برأسه وكاد أن يتحدث لكن زينب سبقته بعدما استطاعت التحرر من ذراع صالح الملتف حول خصرها قائلة
د مازن صديق مراد خطيب أشرقت بنت عمي 
تلك النظرة التي احتلت عينين صالح بعد حديثها لم تغفل عنها سما التي كانت عيناها عالقة بذلك الطبيب الوسيم 
حرك الموظف رأسه بتفهم وهو يستمع إلى ما يمليه عليه عزيز وتحدث على الفور 
متقلقش يا فندم المكان فيه خصوصية مجرد ما هنحط لحضرتك الاكل و كل اللي تحتاجه أنت والمدام هننسحب على طول 
وبنظرة لفتت إنتباه عزيز رمق الموظف ليلى التي وقفت تنظر حولها متأملة المكان احتدت نظرات عزيز بمقت ووضع يده على خد الموظف حتى يحرك وجهه نحوه 
ياريت تبص هنا يا استاذ 
قالها عزيز بنبرة محذرة وهو يقطب حاجبيه متظاهرا بعدم تذكره لاسم الواقف 
اسمي إسماعيل يا فندم 
حدجه عزيز بنظرة قوية وأومأ برأسه 
اتفضل قدامنا يا استاذ إسماعيل 
استدار عزيز نحو ليلى بعدما تحرك الموظف أمامهما وفور أن تعلقت عيناها به اقتربت منه 
ابتسم عزيز عندما عانق كف يده يدها وتحرك بها هامسا 
ربكتك وتوترك ده مخلي أي حد يشوفنا يفهمنا غلط وميصدقش إنك مراتي 
طالعته بتوتر وحرج شديد فكلمة زوجته جديدة عليها ولم تستوعبها حتى هذه اللحظة 
بللت شفتيها بلسانها وتساءلت وهي تتحرك معه بعدما أخفضت رأسها 
طيب أعمل إيه أنا أول مرة اكون معاك لوحدنا وتكون يعني 
توقفت عن مواصلة كلامها بعدما وجدت صعوبة في نطق الكلمة الأخيرة التي جعلت عزيز يرفع حاجبه الأيسر بعبث 
أكون إيه يا ليلتي مش عارفه تنطقيها ليه هي صعبة أوي كدا 
تخضبت وجنتيها وطالعته وهي تعض على طرف شفتها السفلى 
أنا دلوقتي جوزك يا ليلى ياريت تردديها كتير الأيام دي ولا أقولك أنا كده كده بعد شوية هثبتلك 
جحظت عيناها في فزع عقب حديثه وابتلعت لعابها ثم توقفت عن السير وقد وقعت عيناها على المكان المخصص لقضاء أمسيتهم 
ضاقت حدقتي عزيز وهو ينظر إليها بعدما استدارت بجسدها لترى المسافة التي قطعتها ليتساءل بعدما فهم ما إنتوت إليه 
وقفتي ليه
خفق قلبها بشدة وهي تدور بعينيها بالمكان فهي تشعر بالرهبة الشديدة نحو ما تجهله وبتعلثم قالت
هو إحنا ممكن نمشي أصل يعني كده هنتأخر 
اتسعت ابتسامة عزيز وباغتها بحركته عندما مد يديه نحو خديها يداعبهما 
معقول نقطع المسافه دي ونروح من غير ما نجرب المكان على فكرة الجو النهاردة جميل خلينا نستمتع بالهدوء 
أسبلت أهدابها نحو يديه وبرجفة خرج صوتها 
هو إحنا ليه جينا لوحدنا
انبهر عزيز بسؤالها لكنه معها صار يتوقع كل شئ ثم ابتعد عنها واتجهت عيناه نحو المكان الذي تم تجهيزه قرب شاطئ البحر ومغلق من جميع الجوانب عدا الجانب الذي يقابله أمواج البحر المتلاطمة بهدوء على طول الشاطئ 
انتظرت رده لكنه صمت واجتذب يدها ليستكملوا سيرهم على الممشى المضاء المؤدي إلى مكان جلوسهم 
تعلقت عيناها بالطاولة ذات الأرجل القصيرة والتي تم تزينها ببتلات الورود ووضع الطعام عليها وقاموا بتغطيته 
الأرض كانت مفترشه ببساط عريض ووضعت عليها وسائد الټفت حول الطاولة كانت جلسة تشبة الجلسات العربية 
دارت مقلتيها بالمكان ثم أغمضت عيناها بإسترخاء بعدما بدأ الهواء يداعب وجنتيها بخفة 
كانت عينين عزيز معها إلى أن انسحب عاملين الضيافة بعدما نالوا البقشيش منه بسخاء ولم يبقى سوى السيد إسماعيل 
كل حاجة تمام يا فندم
حرك عزيز له رأسه وعيناه عالقة نحو ليلى التي تحركت نحو مياة الشاطئ 
لو احتاجت حاجة هكلمكم غير كده اتمنى ملاقيش حد حوالينا 
وكما فعل عزيز مع العاملين كان يفعل مع السيد إسماعيل الذي اتسعت ابتسامته وقال
ألف مبروك يا فندم وزي ما أمرت مفيش حد هيقرب من الشط النهاردة 
ابتسم عزيز وكاد أن يتحرك نحو ليلى لكن سؤال السيد إسماعيل أوقفه 
طيب وموضوع الجناح المحجوز 
ابتلع السيد إسماعيل لعابه بعدما زجره عزيز بنظرة حادة 
تمام يا فندم أتمنى تقضي سهرة ممتعة ولو احتاجت حاجة 
ارتبك السيد إسماعيل وغادر دون أن يواصل كلامه بعدما رأي الضجر مرتسم على ملامح عزيز 
تنهيدة طويلة خرجت من بين شفتي عزيز بعدما صار المكان خاليا 
وبخطوات حملت لهفة صاحبها كان يتحرك نحوها إلى أن صار ورائها 
استدارت إليه عندما شعرت بقربه تتساءل وهي تبحث بعينيها عن عاملين خدمة الضيافة 
هما راحوا فين
بهدوء أجاب عليها بعدما أخذ يحرك يديه على خديها 
مشيوا يا ليلى 
تهربت بعينيها بعيدا عنه وقد تأكدت من خلو المكان لتشعر بيديه تثبت وجهها فتلاقت أعينهم 
أخيرا بقيتي ملكي وليا 
تسارعت أنفاسها الهادرة وهي تشعر بيديه تسير على كل أنش بوجهها 
دلوقتي ارتبط اسمنا ببعض وبقيتي حرم عزيز الزهار 
بنبرة مرتعشة خرج صوتها وهي تنظر إليه 
أﻧا 
أنت إيه يا ليلتي! 
خرج صوتها هذه المرة بتهدج من هول ما تشعر به من مشاعر بسبب قربه 
أنا قلبي بيدق بسرعة 
ابتسم بإنتشاء فهي تخبره بتأثيره عليها ليلتقط يدها قائلا بصوت رخيم بعدما وضعها على صدره 
قلبك حاسس بقلب حبيبه 
ثم أردف بعدما قرب وجهه من وجهها واختلطت أنفاسهم 
عذبتيني معاك عشان أوصل للحظة دي 
ثم واصل كلامه 
مكنتش فاكر إن هيجي يوم واسلم قلبي لواحده سلمت قلبي ليك وبقيت مچنون ب حبك 
ارتعش سائر جسدها وبصوت خاڤت متقطع خرج اسمه من بين شفتيها 
ﻋزيز
وهو كان ينتظر تلك الدعوة منها ينتظر أن تخرج حروف اسمه منهما فينالهم بترحيب حتى يذوق عسيلتها 
تجمد جسدها من فعلته لا تستوعب أن شفتيه فوق خاصتها ابتعد عنها عزيز بعدما شعر بتسارع أنفاسها ليضع جبينه على جبينها وهو يحاول إلتقاط أنفاسه قائلا بصوت متهدج 
مكنتش عايز أعمل كده غير وأنت في بيتي لكن مقدرتش صدقيني ولو سألتيني عن شعوري دلوقتي هقولك إني لسا عطشان ومرتوتش يا ليلى 
رفرفت بأهدابها بعدما بدأت تستوعب ما حدث وقد غادر الذهول مقلتيها و احتلتهم الصدمة تراجعت إلى الوراء و أسرعت بوضع يدها على شفتيها 
غرز عزيز أصابعه في خصلات شعره نادما على تسرعه فهو كان بحاجه للتمهل 
ليلى!! أنا عارف إني كان لازم اديكي فرصة تستعوبي جوازنا 
بسرعة ردت بخجل فطري 
بس إحنا لسا متجوزناش 
ابتسم ثم اتسعت ابتسامته وهو يرفع إصبعه ويشير نحو إصبعها 
والبصمة دي بتأكد إيه والناس والمأذون كل ده إيه! 
ارتبكت وسحبت عيناها بعيدا عنه 
أنا أقصد الفرح 
شهية وممتعة هي تجعله بخبرتها المنعدمة يتوق بفكره نحو الليلة التي ستكون فيها امرأته 
اجتذبها إلى حضنه دون أن ينتظر سماع كلمة إعتراض منها قائلا بنبرة لينة 
لو كنتي طاوعتيني كنا عملنا الفرح مع كتب الكتاب ورحمتي قلبي 
تأففت زينب بضجر عندما اجتذب صالح يدها من وسط العائلة بعدما بدأوا بإلتقاط الصور مع العروسين 
المفروض مكانك جمبي ومش كل شوية هفضل ادور عليكي كأني بدور على طفلة 
قالها بعدما ضاق ذرعا من أفعالها فاليوم يشعر وكأنها تختبر صبره 
أنت مش شايف إنك زودتها كل شوية تشد إيدي ولا كأني عيلة صغيرة 
رمقها بنظرة طويلة ثم دنى منها وقد تلاقت عيناه بعينين مازن الذي أشاح عيناه عنهما ثم غادر الحفل 
أنا فعلا اكتشفت النهاردة إنك طفلة صغيرة يا زينب 
رمشت بأهدابها لتحاول فهم نظراته إليها بعد حديثه ليقترب منهم الجد قائلا
تعالوا يا ولاد نتصور سوا عايز صوره تجمعني بيكم 
ثم نظر نحو زينب وتساءل بعدما التقط المصور صورة لهم 
مش ملاحظة يا زوزو إني مشوفتش صور فرحكم لحد النهاردة 
حدق عزيز بها فارتبكت وابتلعت الطعام بصعوبة ثم رفعت يدها نحو شفتيها حتى تمسح بقايا أي طعام عالق بهما 
فيه حاجة عاوزه تتمسح
هز رأسه بيأس منها ثم رفع كأس الماء وارتشف منه القليل 
هو أنا كل ما أبصلك تسأليني السؤال ده يا ستي واحد معجب بمراته وبيبص عليها سبيه يبص 
سعلت بشدة بعد حديثه ليقترب منها بلهفة وهو يحمل كأس الماء ويضعه عند شفتيها 
اشربي براحه 
أرادت أن تلتقط منه كأس الماء لكنه أصر أن يمسكه لها بخجل ارتشفت الماء لتنظر إليه بعدما سألها 
أحسن دلوقتي
حركت رأسها إليه 
آه الحمدلله 
ابتسم عزيز وقربها من حضنه قائلا وهو يلتقط الطعام بشوكته 
خليني اكلك لأن شايفك بتاكلي زي العصافير 
خجلت من فعلته ولكنها استسلمت بالنهاية لأمر تناول الطعام من يده 
شعور جديد وغريب عليه كان يعيشه وهي في حضنه ويطعمها حتى ابتعدت عنه ونظرت
إليه وهي تحرك يدها على معدتها 
أنا بجد شبعت ومش قادرة اكل تاني 
ابتسم دون إعتراض والتقط بعض من المحارم الورقية ليمسح يديه 
كان لازم اكلك لانك بتنقنقي في الأكل 
طالعت طبق الطعام الذي صار فارغا وقالت بحرج 
أول مرة اخلص طبق الأكل كله 
شاكسها عزيز برفع كلا حاجبيه 
يعني افهم من كده إن الأكل في حضڼي ومن ايدي ليه طعم تاني 
ارتبكت وأشاحت عيناها عنه وكادت أن تلتقط المحارم الورقية لتمسح شفتيها إلا أنه كان الأسرع حين اجتذبها نحوه قائلا بخبث لم يظن أنه يتمتع به لكنه الآن رجلا عاشقا عطشا
لازم أكمل الدور على أكمل وجه 
ببطئ وخفة أرجفتها حرك المنديل على شفتيها ليمسح أثر الطعام من عليهما 
معقول خلتيني أوصل للدرجة دي من الحب يا ليلى معقول جيه اليوم اللي عقلي فيه بقى منسحب وقلبي بس هو اللي بيحركني قوليلي عملتي فيا إيه!
حركت رأسها على صدره بوداعة بعدما أفقدتها رائحة عطره وكلماته صوابها وجعلتها كالمخدرة 
قوليلي عملتي إيه 
أنت حقيقة مش كده 
وعند هنا كان يقهقه عاليا ويشد من احتضانها بين ذراعيه 
ارتفع كلا حاجبين صالح بنظرة عابثة عندما وجدها تترجل من السيارة وتصفع الباب ورائها پعنف فهي حانقة منه لأنه جعلها تغادر الحفل قبل أن ينصرف آخر فرد من الضيوف وكأنها تريد أن تغلق باب القاعة بعدما يغادر العروسين تنهد بقوة ثم ترجل هو أيضا وقد أسرع الحارس نحوه حتى يقوم بصف السيارة بالجراچ 
أتبعها وهو يحدق في حركتها فعلى ما يبدو أن الحذاء يؤلم قدميها وسرعان ما كان يطالعها بذهول عندما خلعت حذائها ثم إلتقطته وسارت حافية 
رجلك وجعاكي طبعا من التنطيط 
قالها بمداعبة فزجرته بنظرة غاضبة جعلته يبتسم انفلتت شهقتها عندما وقعت بعد أن تعثرت إحدى قدميها في درجات سلم مدخل البناية أسرع نحوها بلهفة يجتذبها برفق 
أنت كويسه
شعرت بالحرج لما حدث لكنها أسرعت في إخفاء حرجها وطالعته بعبوس 
فرحان فيا أكيد دلوقتي 
افتر ثغر صالح عن ابتسامة واسعة وقال وهو ينحني ليلتقط حذائها 
والله أنا شايف إنك بقيتي ظلماني وبتفسري كل حاجة غلط 
امتقعت ملامحها عندما حاډثها ببراءة لا تليق به 
عشان أنا السيئة في الحكاية 
تنهد وهو يراها تستكمل سيرها نحو المصعد وتتحامل على قدميها المتورمتين بسبب الحذاء العالي 
غادر المصعد أحد القاطنين في البناية لينظر نحو صالح الذي ارتبك للحظة من حمل الحذاء النسائي لكن سرعان ما تبسم للرجل الذي ألقى عليه تحيته 
مساء الخير يا كابتن 
مساء الخير يا سيادة المستشار 
لم تخفى عليها ربكته مما حدث فمدت يدها له حتى تلتقط منه حذائها فور أن دخلوا المصعد لكنه دفع يدها برفق قائلا
هو أنا اشتكيت ليك إنه تقيل مثلا 
ارتفعت زاوية
تم نسخ الرابط