رواية ميراث الندم (الجزئين) بقلم أمل نصر
نحو شقيقها الذي جلس مقابلا له يخاطبه بدهشة اختلطت بغيظه
يعني كمان جاي تفطر عندينا يا يوسف دي كمان ليها حجة عندك
ردد ببساطة يذهله
ودي محتاجة حجة يا جدع دا انتوا اهل كرم وانا نسيب وصاحب بيت برضوا ما تيللا يا وردتي عايز افطر عشان اللحق الشغل واوصلك ما تتحركي بقى
في الأخيرة تحركت بالفعل نحو المطبخ ليبتسم بزهو جعل بسيوني يغمغم دون مواربة
يتبع
الفصل الواحد والعشرون ج
هتتجوز! فتنة هتتجوز وتسيب البلد كمان!
تفوهت بها بتعجب يثير
التسلية حتى تبسم زوجها يعقب
وايه العجيب في كدة يا ستي ما خليها تتجوز وتحل عنينيا اهي تريح البشرية ببعدها وغازي يعرف يربى بناته بدال ما هما مشندلين ما بينه وما بينها
يا سيدي مختلفناش فيها دي مصلحة البنات في البعد عنها رغم انها امهم ضرورة حتمية الواحد كان بيتمناها من زمان بس اللي عايزة اعرفه امتى الكلام ده حصل وامتى غازي اتلم واتفق معاهم انا مسمعتش نهائي عن حد اتجدملها ولا اتخطبت
يا ستي اهي هتتجوز وخلاص احنا هنججه مش المهم البنات يرسوا في حضڼ ابوهم ياللا بجى ربنا يهني سعيد بسعيدة
هو انا ليه حاسة ان مشوار امبارح والكدبة اللي اخترعتوها عن العجرب اللي لاشت الواد في ارضنا وراها قصة تخص الموضوع ده ما تجول يا عارف روحتوا فين امبارح
القى اليها بابتسامة ماكرة بعدما خلع عنه قميصه ليلتف نحو الخزانة يبحث بداخلها عما يريد ارتدائه متجاهلا الرد عليها لتقسم بتأكد
مالت رأسه للخلف في ضحكة عالية ليغمغم بصوت عالي
انا غلطان اصلا اني اتكلمت معاكي من الاول دا عيب اللي يحكي مع مرته ويبلغها كل جديد
يبجى صح زي ما جولت
هتفت بها ليردد بقلة حيلة
ضحكت بشقاوة تزيد من ضمھ لتريح رأسها من الخلف تزيد بنعومتها عليه
يجول زي ما يجول انا برضوا هعرف منك عشان جوزي الجدع اللي عمرك ما خبيت عني حاجة وانا برضوا شطورة وبحفظ السر
قهقه هذه المرة ليلتف اليها برأسه مرددا باعتراض
انتي مش شطورة انت كهينة ومش ساهلة
صح بس برضك هتجول
هم ان يقاوم رغم تردده الا أن صوت اشعار بالهاتف لفت انتباهه ليأخذه حجة
دا صوت رسالة روحي شوفيها وحلي دي يدك عني
القت بنظرة نحو هاتفها بعدم اكتراث لتعود اليه بتصميم
مش مهم اي حد دلوك خلينا في موضوعنا اتكلم يا عارف
تاااني
وتالت ورابع كمان انا مش هسيبك النهاردة
مال بجذعه للخلف لينفض كفيه مرددا بشبع وامتلاء
الحمد لله لقمة زي عسل
رد بسيوني المتوقف عن الطعام منذ فترة بفضل التركيز معه
شبعت يا يوسف الف هنا
الله يهنيك يا بوس بس انا لاحظت ان اكلتك خفيفة انت لازم تتغذى عشان العلاج
رد بامتعاض وضيق
اولا بلاها الاسم الزفت ده تانيا يا سيدي الف شكر ع النصيحة انا برضك عارف مصلحتي خلصتي ولا لسة يا ورد
هتف بالاخيرة بصوت عالي لتركض هي خارجة اليهما سريعا من غرفتها
انا خلصت اها
قالتها وهي تلف حجاب رأسها
على عجالة وما همت ان تتناول حقيبتها من فوق المقعد حتى اوقفها بقوله
بس انتي مكلتيش حاجة هتروحي كدة من غير فطار
تكفل بسيوني بالإجابة عنها بابتسامة شقت محياه
لا اطمن يا باشا انا حشيت لها شندوتشات وحططها في التلاجة من ساعة ما جومت صليت الفجر روحي هاتيهم وحطيهم في شنطتك يا ورد وابجي كلي منهم وجت ما تجوعي
اخفى يوسف بصعوبة غيظه ليعلق فور ان أتت إليه بعدما قيمها سريعا
مش الطقم دا اللي كنتي لابساه امبارح انتي هتروحي بيه تاني مش ناوية تغيري
القت بنظرة مرتبكة نحو شقيقها قبل ان تجيبه بحرج
ما انا كنت ناوية النهاردة بعد ما اخلص محاضراتي ع الضهر اني اروح البيت واجيبلي كام واحد
كلهم
قاطعها شقيقها بها متسرسلا بحزم
كل هدومك تجيبها وأي حاجة تخصك هناك مينفعش الروحة والجاية كل شوية
كتم يوسف زفرة الغيظ ليظهر ابتسامة صفراء والاخر يتابع له
انا بتكلم في الأصول يا يوسف تجيب حاجتها بالمرة عشان بعد كدة ملهاش داخلة غير ع الفرح ودا على ما ربنا يسهلها
وصل اليه قصده بوضوح انه يماطله وهو ليس بالغبي حتى لا يفهم عما يدور برأس هذا الرجل العنيد حسنا هو ايضا ليس بالهين
ومالوا يا ابو نسب اخدها النهاردة من الكلية ونروح نلم كل حاجتها
قارعه بمراوغة
دا برضوا كلام يا يوسف يا راجل بجولك الاصول يعني ميصحش ومتكلمنيش على جعدتها الايام اللي فاتت معاك انت بنفسك اكدت انها كانت زي الضيفة وانا عمري ما هكدبك يا يوسف عشان كدة ياريت تديني مفتاح الشجة اخدها انا بنفسي النهاردة ونروح نلم الحاجة
هذه المرة كان على وشك ان ينفجر بالفعل به ولكن بنظرة منها وهذه الرجاء الذي كان يراه بعسليتها تماسك واستطاع ان يحجم غضبه ليعود لعقل الداهية متبسما بمرونة يعطيه المفتاح
وانا ابن أصول وعمري ما هاخالفك يا ابو نسب
بادله ابتسامة ماكرة يقول
تشكر يا يوسف يا ابو الزوق كله ياللا بجى اجوم انا اغير هدمتي عشان تاخذوني معاكم في سكتكم ع المستشفى
عودة الى الجنوب
تحديدا في منزل سليمة التي حطت قدميها على أرض المنزل هابطة الدرج من مسكنها بالطابق الثاني لتفاجأ بهذا الصوت الانثوي القوي يأتي من الداخل عند سکينة امرأة عمها
تحفزت كل خلية بجسدها لتستقيم رافعة ذقنها للأمام بشموخ وتتحرك بخطواتها للمواجهة التي كانت تنتظرها منذ شهور لا بل هي منذ سنوات!
كانت الجلسة بصحن الدار
سکينة صامتة ببؤس تستمع لمبرارتها الواهية دون ان تكذبها او تصدقها فقد اعتادت السلبية بقلة حيلة نشأت عليها وابنتها بجبروت غير عادي تردف بحجج ووقائع وهمية تريد فرض قناعتها على المرأة بتبرئة من ثبتت عليهم الچرائم بالدليل القاطع
زي ما بجولك كدة ياما مرة ولدك هي السبب هي اللي جوزت المحروسة مرة المرحوم للمچرم كبير ناسه عيالنا راحو وضاع مستقبلهم بسبب العداوة اللي ما بين صدجى سليم وبينه ولا انتي مصدجة صح ان الغفير بتاعه كان جاي في خير لاه ياما دول جتلوا الجتيل ومشيو في جنازته وكمان لابسوها للغلابة عيالنا ربنا هو المطلع يجيب حجنا من عنيهم ان شاء الله
هذا ما وصل الى سليمة بالحرف لتزداد يقينا ان ما كانت تظنه بابنة عمها لم يكن ابدا شعور كاذب تلك المتظاهرة دائما برزانة وطيبة تتصنعها طوال الوقت وما تضمره بقلبها هو السواد القاتم لكل من يعارض مصلحتها
ازيك يا ام سند طب مش كان من الواجب تندهيني يا مرة عمي
اسلم وارحب بيها
خرجت منها الكلمات بتهكم واضح لم تغفل عنه المذكورة لتلتف اليه بجذعها تجيبها بجمود مذهل
اهلا يا بت يا عمي هو انا محتاجة اللي يرحب بيا انا صاحبة بيت
لاه مش صاحبة بيت
خرجت من سليمة بقوة تنقل بنظرها نحو المرأة العجوز قبل ان تعود إلى هذه المتبجحة تواجهها بقوة
انا صاحبة البيت ومن بعدي اخوكي يبجالوا جزء في فيه بحكم الشرع ولا انتي ناسية
صعقتها بالكلمات المقصودة باغتتها بالرد الذي لم تتوقعه ابدا لتضييق عينيها پحقد ظاهر تكشف عن وجهها الحقيقي
لاه مش ناسية بس شكلك انتي اللي نسيتي ان انا السبب انا اللي زنيت على ابوي عشان احمي ولدك من غدر ابوه انا اللي مهنش عليا يترمي في الشارع بعد ما ېموت ابويا بعد ما يدخل فايز ومرته اللي كانت هتشغلك خدامة عنديها
رددت تخالفها بقوة
تشغل مين يا هويدا ما خلاص يا غالية كل حاجة انكشفت وبان اللي كان متخفي يعني بلاها منه الوش الناعم ده بان المستور وانكشف المعيوب
توقفت برهة مراقبة جمود المفاجأة على ملامحها لتواصل المواجهة
مجاتش ليه معاكي نعيمة خاېفة ولا مكسوفة تورينا وشها بعد عملة المجرمين اللي جتلوا واد خالهم بدم بارد
لاح الڠضب جليا على ملامح هويدا غير مستوعبة لهذا الوجه الجديد من سليمة المنكسرة الصامتة والمفرطة في حقها طوال الوقت لتهدر ردا لها
كانك اتجنيتي ولا مخك لحس يا جزينة بتعومي على عوم اللي لبسها للعيال واكنك كنتي معاهم جرا ايه يا مرا طب افتكري غلاوتهم للمرحوم ولدك افتكري انهم اتنازلوا عن حجهم في البيت عشانكم اييه هو دا جزاة المعروف
معرووف!
صړخت بها وقد انفرط عقد تحكمها وفاض الكيل من افعالهم الدنيئة والخسيسة لتواصل پعنف ما تحمله بصدرها
بتسمي الغدر والطمع معروف اتنازلتي عن البيت وزنيتي على ابوكي يكتبه بإسم ولدي ليه يا هويدا عشان فكر الشياطين ان الاهم هو انكم تبعدوا فايز عن البيت خوفكم ان يكوش عليه ويمنعكم تشاركوه فيه طول الوجت بتخططي حتى بعد ولدي ما راح ضحېة الطمع بسببكم موجفتوش زجيتوا عيالكم التنين على مرة المرحوم لاجل ما واحد فيهم يتجوزها ان شالله ڠصب عنها المهم انها هي وواد ولدي يبجوا تحت يدكم ناركم جادت لما كل ترتيبكم باظ وبجى الاهم هو انكم تتخلصوا مني سلطوا عليا مرة نعيم الراعي تحطلي السم البطيء في الحليب اللي كانت تجيبهولي عشان عارفين ان امكم مبتشربهوش وبرضوا مهمدتوش اول ما جات الفرصة وبعدت انا عن البيت جريوا عيالكم زي الديابة يلحجوا اللجية مع كبير الحرامية صدجي واما اتدخل المرحوم مالك عشان يجاسم معاهم كان جزاته المۏت في نفس الحفرة اللي طلعوا منها اللجية ايييه هو انتوا معندكمش دين مفيش ضمير يفكركم بالحلال والحرام جايبين الفجر دا منين
بصمود تحسد عليه ظلت هويدا لفترة من الصمت تطالعها پحقد وعدم تأثر غير ابهة بالحقائق التي القتها بوجهها لا يعنيها سوى الإنكار حتى اذا خرج صوتها اخيرا
ألفتي الحكيوة وصدجتيها خلاص دلوك ولد شربات بجى مظلوم واحنا بجينا شياطين بتدوري على حج فايز اللي رماكي زي البيت الوجف بجالوا سنين حنيت له دلوك يا عديمة الكرامة اخص عليكي وانا اللي افتكرتك بني ادمة وكنت جاية اخد بخاطرك لكن طلعتي متستهليش
لمي نفسك واطلعي يا هويدا
صدرت فجأة من جهة غير متوقعة جهة والدتها! لتنظر اليها غير مصدقة او ربما ظنت ما سمعته وهما قبل ان تؤكد لها
بحزم لا يقبل الشك
اطلعي يا هويدا وروحي على بيتك لا عدتي تلزميني انتي ولا اختك ولا عيالكم انا رضيت بنصيبي ومستنية جضا ربي بعد ما راح سندي وانتوا اعتبرتكم موتوا
في الجهة الخلفية حيث المقر الهادئ له اسفل عرش الكرم يراقب الخيول وأفعال أطفاله في مناغشتهم واللعب معهم
بعيدا عن صخب المنزل ومشاكل العائلة وهمومها كان شاردا هذه المرة بصورة اوضحت ثقل ما يشعر به صورة انتبهت لها زوجته حينما اقتربت لتجلس بجواره بطبق الفاكهة التي اعدته من اجل الأطفال ومن اجله لتسأل وهي تضعه على الطاولة الصغيرة امامه
مخك فين يا غازي لتكون سرحان في حد غيري
استجاب ليهديها ابتسامة خفيفة بدون ان يعلق مما شجعها ان تواصل
اااه دا اللي
انا كنت خاېفة منه حكم الراجل لما يتنيها
مش صعب عليه خالص انه يتلت ويربع كمان يا ۏجعتك يا نادية بعد ما اتشبكتي بالعيال
استطاعت بدعابتها ان تنتشله من حزنه ليميل عليها يقبل رأسها بامتنان قائلا بغزل
ولا تلاتة ولا اربعة ولا مية حتى يسدوا مكانك يا نجمة غازي ربي ما يحرمني منك يارب
ربتت على كفه لتسأله برقة
امال ايه اللي شاغلك طيب دا انت يوم سعدك لما بياجوا البنتة عشان تلعب معاهم وتلاطفهم ايه اللي حاصل النهاردة بتبصلهم وشايل الهم
توقفت فجأة باستدراك طرأ فجأة برأسها
هو انت زعلان ان امهم هتتجوز ولا تبجى لحد غير ك
تقطع الكلمات بفمها جعله يتأكد من ثقل ما تشعر به او يدور برأسها في هذا الوقت ليصحح على الفور
مش حبا فيها يا نادية او انها تبجى لحد غيري
أمال ايه
نبرة الشك المختلطة بغيرتها تدخل البهجة في قلبه رغم ما يعتريه من حزن ليطمئنها بصدقه
ام بناتي يا نادية وبت عمي حتى وهي معوجة وراسها عايزة التكسير والادب من جديد بس برضك امرها يهمني اللي هتتجوزو دا غريب يعني ما حد عارف اصله من فصله وربنا يستر بجى
زفر يطرد دفعة من الهواء المكبوت بصدره ليتابع بتمني
بس يطلع واد ناس ان شالله حتى ياخدها ويرحل المهم تريحنا من همها
اممت من خلفه
يارب يا غازي انا مهما شوفت منها والله ما اتمنالها غير الخير
قالتها بصدق يعلمه جيدا من معرفته بها وبرقة قلبها الذي لا يقبل السوء حتى لمن بادر بأذيتها
جاعدين هنا وعاملين جاعدة رومانسية اه يا غجر
هتف بها عارف الذي كان قادما نحوهم مع زوجته والتي علقت مثله
ايوة يا عارف سايبين العيال مع الحصنة وهما مجضينها تحت العنبة
الله اكبر عليكم انتوا الجوز ما تهمدوا بجى وارحمونا يا جوز الغربان انتوا
تمتم بها يلوح بأصابع كفه الخمسة في وجوههم لتتنطلق ضحكاتهم يتبادلا المزاح والدعابات قبل ان يتفرقا السيدتين مع الأطفال اسفل عرش الكرم والرجلين مع الأحصنة
شوفت يا عارف عمك وجنانه دا ناوي يجوزهالوا صح!
خرج رد الاخير بهدوء وهو يمسح بكفه على الخصلات الاماميه الحصان
اللي بيشيل جربة مخرومة بتخر على راسه والله خد بنصيحتك وسأل عنه كان بها مسألش هو حر دول مش صغيرين عشان تشيل همهم!
تحركت رأسه بعدم رضا
اخ ياريت اجدر حتى اريح من ۏجع المخ
عاد عارف يعيد عليه بتصميم
اعمل زي ما بجولك اينعم عمك عنده العنتريه والكبر اللي ع الفاضي بس برضك مهوش هين ولا ناجي كمان دا مۏته الجرش والفلوس
تبسم غازي مع تذكره لطبيعة ابن عمه المتحفظة بشدة على المال ليتخلل بعض الارتياح الى قلبه فيرد امتنانا لصديقه
كلامك
زين يا عارف خلى مخي هدي شوية من التفكير ياللا بجى هي ونصيبها
وعند النساء كان الحديث نفسه ما يدور بينهما ولكن بصوت خفيض حتى لا يلفتن النظر اليهم من الأطفال
طب انتي معرفتيش العريس دا من فين بالظبط يا روح
عارف جالي من القاهرة لكن اصل وفصل معرفش بالظبط هو من فين لكن انتي بتسألي ليه فضول