رواية ميراث الندم (الجزئين) بقلم أمل نصر
المحتويات
كأنها واخدة عجد حراسة عليه مكنتش لاجي عدلي واصل عشان ادخل اؤضته
واهي طبلت ع الكل يا زفت الطين زمان الحكومة عنده دلوك عشان تستجوبه
لاه يا بيه انا اتأكدت من واحد تبعي انه الدكتور مشدد على تأجيل التحجيج لأنه لازم يريح الاول ويستوعب لا يحصل مضاعفات للمخ لو زاد الضغط عليه بالتفكير
زمجر
متمتما
انهى المكالمة ليزفر ضاربا بكف يده على الحائط وغليل رأسه كمراجل من نيران لا تهدأ زفر بخشونة يرفع الهاتف مرة أخرى يتصل بمن يعنيه الأمر فجاءه الرد سريعا
صدجي باشا يا اهلا يا كبير اكيد بتتصل بعد ما جمعت الفلوس
لا وانت الصادج متصل عشان فرحان بيك وبجمالك يا عيلة فقر قال وانا اللي كنت فاكر فايز بس وش شوم اتاريه وراثه فيكم
وه وه ما تنجي كلامك يا راجل يا مخلول انت دا بدل ما تجيب المفيد وتجول جمعتلنا الفلوس
اجمع فين
صړخ بها صدقي قبل ان يتابع بحزم
اسمع واصحى للي هجوله احنا دلوك في مركب واحدة يا نغرج مع بعض يا ننجى ونعدي مع بعض بسيوني فاق من الغيبوبة
ضړب بقبضته على قائم السرير ليجيب بحسم
اتفاجنا مازال قائم بس الأمور دلوك اخلتفت ومحتاجة التدخل الشخصي منينيا انا رايحلوا مصر بنفسي
يا حبيبي يا خوي
للمرة الألف صارت تردد بها تحتضن بين يديها كفه الكبرى وتقبلها كل دقيقة بفرحة عودته لها وبصورة ازعجت هذا الجالس كالغريب بينهم حتى عبر بسيوني عن استهجانه
بت كفاية انتي محسساني اني بجالي سنين غايب هي مش كلها شهر زي ما بتجولي
صاحت به معاتبة
وهو شهر دا جليل دا انا كنت يتيمة في غيابك ربنا ما يرجدلك جتة تاني ولا تغيب عني واصل
ختمت تقبل كتفه لتزيد من حنق الاخر دون ان تدري واحساس غريب يتسلل اليه بغيرة لم يكن يتخيل ان يشعر به تجاه من هو اقرب الناس اليها شقيقها
طب انا شايف اننا نخرج دلوقتي عشان نسيبك تريح شوية الدكتور موصي ان ما نتعبكش ياللا بينا يا ورد
وقبل ان يخرج ردها بالرفض او الاعتراض سبقها بسيوني بقوله
تروح معاك فين هو ابويا مش جاعد مع ورد برضوا مفيش حد من البلد تاني هنا كمان اشوفه
والدك كان هنا وروح البلد كانت هنا تقريبا وغازي وعارف مرجعوش غير من اسبوعين انا اتصلت بيهم وهما اكيد في الطيارة دلوقتي عشان يطمنوا عليك بنفسهم
اومأ برأسه يدعي تفهما ثم عاد موجها سؤاله لشقيقته
طب وانتي يا ورد جاعدة مع مين هنا ولا بتبيتي فين
هذه المرة زاد خفقان قلبها پخوف جعل البرودة تتسلل بأطرافها تخشى ان تخبره بحقيقة زواجها من اجل البقاء بجواره فيصيبه الحزن ويديرتد بأثره على صحته ولكن يوسف لحق عليها بقوله
ايه يا عم بسيوني على طول كدة اسئلة يا حبيبي خف شوية انتي لسة قايم براحة على مخك الضغيف دا احنا ما صدقنا
تبسم لطرافته وقبل ان يهم بالرد عليه اندفع باب الغرفة لتدلف منه هذه الفتاة الغريبة بزي الممرضات
مساء الخير عليكم
تلقي التحية بروتينة ثم توجهت بخطابها نحو شقيقته وهي تخطو نحوه لفعل المطلوب منها في رعايته تنفيذا لتعليمات الطبيب
الف مبروك لسلامته
ردت ورد بلهفة
الله يبارك فيكى يا مشمش ليكي الحلاوة يا حبيبتي على تعبك ووشك الحلو علينا
على ايه بس انا عملت اللي عليا
قالتها بفتور تطالعه بنظرة عاتبة تعيده لنفس الحيرة مع ترديد اسمها في اذنه مشمش مشمش مشمش
حتى اذا انتهت وخرجت بنظرتها التي لم تتغير نحوه امام دهشة يوسف الذي عقب فور خروجها بمرح
هي مالها النهاردة عاقلة اوي كدة
حدجته ورد بغيظ ليعلق شقيقها متسائلا
هي مين دي وتجربلي ايه بالظبط
تقطع المنزل ذهابا وايابا بتفكير يفتك برأسها منذ ان عادت من المدافن وعقلها يذهب في كل الاتجاهات في دائرة بحث مفرغة لا توصلها لأي نتيجة تذكر
كانت عينها تتجه صوب المدخل كل دقيقة حتى دلف اتى اخيرا من كان تنتظره ليخاطبها بقلق على الفور
سالخير يا سليمة هي فين امي لتكوني بعتالي عشان جرالها حاجة اما
هتف الأخيرة بهلع
ليتجه الى الداخل ولكنها
أوقفته تجذبه من ذراعه
استني يا فايز امك بخير ونايمة في الأوضة مفيهاش حاجة
سألها بحيرة
امال ايه امال انتي اتصلتي وجولتي تعالى البيت ضروري يبجى انا مخي هيروح فين اكيد امي تعبانة سيبني اروح اطمن بنفسي
هم ليتحرك ولكن هي سبقته بردها
انا اللي عايزاك يا فايز مش امك انا طلباك مخصوص في موضوع مهم عايزة مساعدتك
زوى ما بين حاجبيه بعدم استيعاب لما اردفت به يردد
انتي عايزة مساعدتي انا! انا يا سليمة ! طب تيجي كيف دي ولا تخش عجلي ازاي من اساسه
برقت
عينيها بشعاع من تحدي وعزم تجيبه
عشان مفيش غيرك هيجدر يساعدني فيها دي دا موضوع يخص ولدي اللي راح ويمكن يكون ليه صلة بمۏت ولدك من شربات
تحركت تفاحة ادم بحلق فايز الذي جف فجأة ليصحح لها بأعين التمعت بدموع الحصرة
الاتنين عيالي يا سليمة انا راح مني اتنين
اومأت رأسها ببعض التفهم ثم ما لبثت ان تقول
تمام يا فايز هما الاتنين عيالك بس انا دلوك عايزاك تساعدني اعتر في اللي عارف الحجيجة ورا جتلهم
اشتدت تعابيره فجأة وتجلى تصميم جدي في بؤبؤ عينيه ليجيب بعزم
مين هو ده دليني عليه
زفرت تطرد
انفاس محپوسة بصدرها قبل ان تجيبه
انا هحكيلك دلوك واجولك وانت اكيد من المواصفات جادر تعرف مين هو الشخص اللي انا بدور عليه
سألها بتجهم وعينيه تطالع الرقم الذي امامه في الشاشة
انتي متأكدة انه هو دا الرقم يا بت ولا دي لعبة منك هقطع رجبتك لو طلع مش هو
سارعت نفيسة بالتبرير على الفور
وربنا هو اللي بعتته فتنة اعمل ايه تاني يا بيه
حدجها بوعيد رافعا حاجبيه بشړ معقبا
ماشي يا نفيسة وانا مش هكدبك دلوك وعشان تعرفي مكافأة الشاطر عندي
قطع ليخرج من جيب سترته مجموعة من الأوراق المالية يلقيهم نحوها على سطح المكتب تلقفتهم سريعا تضعهم في جب عبائتها في الأعلى بطريقة سافرة أثارت اشمئزازه ليكمل بتحذير
انتي دلوك خدتي مكافأة الشاطر لسة مجربتيش جزاة الخاېن ولا الكداب عندي
ابتعلت ريقها بهلع من هيئتها ليردف امرا
ياللا بجى جومي وريني عرض اكتافك جومي
بصحته الأخيرة انتفضت تركض من امامه مغادرة على الفور ليعود هو الى الشاشة المدون بها الرقم الجديد يضغط الأتصال انتظر قليلا حتى وصله صوتها
الووو مين معايا
ظل صامتا وقلبه يضخ النبضات بتسارع حتى انفاسه
أصبح لها صوت
مين معايا بجول
هتفت بالاخيرة ثم اغلقت بوجهه فتبسم هو باتساع مغمغما
ومالوا لسا الأيام ما بينا!
وفي الجهة الأخرى
لا تدري ما الذي أصابها عقب اغلاقها المكالمة الغريبة شعور داخلها غير مريح وصوت الأنفاس التي وصلت اليها عبر الهاتف تبدوا وكأنها لشخص تعرفه شخص
دا مين اللي كان بيتصل
هتف بها عارف يسألها وهو يجفف على شعر رأسه بالمنشفة عقب خروجه من المرحاض
حينما لم تجب رفع رأسه اليها يعيد سؤاله
روح انا بكلمك روحتي فين هو انتي سرحانة
انتبهت اليه لتنفي باضطراب
لا لا هو انت مسافر
انزوى ما بين حاجبيه مستغربا تغيرها لدفة الحديث ثم تحرك نحو المراة ليجيبها وهو يمشط على شعر رأسه
ما انا جولتلك من ساعة ما رجعت من شغلي لازم اروح اطمن ع الراجل مع عيال عمك بعد اخوكي ما سبجنا ليه
ما هو كان لازم يسبجكم مكنش هيجدر يستنى اصلا بعد ما عرف بفوجته ربنا يتم شفاه على خير
امين
ردد بها من خلفها وعينيه لا تحيد عن مراقبة انعكاس وجهها في المراة امامه ليعود بنفس السؤال الاول
لكنك مجاوبتيش مين اللي كان بيتصل بيكي من شوية
تطلعت لظهره المقابل لها بابتسامة متلاعبة تشاكسه
تاني بتعيد وعايز تعرف بكلم مين لتكون بتغير عليا يا عارف
القى الفرشاة من يده ليلتف بكليته امامها مضيقا عينيه سائل
وه وه
تمتم بها وارتفعت كفه على خدها بخفة
شوفتي نفسك واتشجلبتي جوي من ساعة ما بجيتي سيدة مجتمع بخدودك دي طلعت من الحمل
ضحكت بصوت رقيع جعله يضغط على شفته بضحكة مستترة أشرقت بوجهه وهو يدفعها عنه بخفه بعدما ارتخت يداه عنها وتأثرت كل خلية لميوعتها الجديدة عليه
انا كدة مش هعرف اسافر بعدي عني يا بت بعدي
وكان ردها الضحك بصوت اعلى ليزمجر بغيظ
لمي نفسك يا روح انا على أخري
عودة الى القاهرة
والى تلك الحزينة التي كانت بحال يرثى لها ظهرها ملتصق بحائط غرفته تقضم اظافرها بأسنانها وعينيها لا تفارق الباب تغمغم
بأسى ېقتلها
معرفنيش كل الحكاوي اللي حكتيهاله ولا الوقت اللي قضيته معاه نسيه الخاېن قال وانا اللي قلبي كان بيرقص من الفرحة لفوقته وقولت خلاص يا بت يا مشمش الدنيا هتضحكلك الله يسامحك يا بسيوني خاېفة ادعي عليك وبعدها تبقى من نصيبي والبس انا اااه يا ميلة بختك يا مشمش مطلعش رومانسي زي اللي شوفتيه في الفيلم
انتي بتكلمي نفسك يا مشمش ربنا يشفيكي
علقت بها احدى زميلاتها وهي تمر امامها لتتمتم هي ردا لها
وانتي يشفي الكلاب ويضرك يا بعيدة ايه هو ده هو انا هلاقيها منك ولا منه دا كمان
عادت تقضم اضافرها وغيظ يفتك بها
ماشي يا بسيوني يعني انت عرفتهم كلهم حتى قريبك اللي جاي من الصعيد وانا الغلبانة المرزوعة تحت رجلك وحكيالك كل اسراري لا تمام اوي وديني ما هفوتهالك دي
وفي الداخل
كان اللقاء بين غازي الذي اتي على وجه السرعة ليطمئن بنفسه عليه ويتأكد من صدق رواية استفاقة بسيوني الذي كان يطالعه بامتنان في هذا الوقت
انا بلغني من ورد كل اللي عملته عشاني ربنا يبارك فيك ويجازيك كل خير
بس يا واد متجولش كدة
هتف بها غازي مقاطعا له ليردف بحمية ليست غريبة عنه
الكلام ده ينجال للغريب مش ليا انت من اهلي حتى لو مكانش پالدم انتي مش اي حد عندي يا بسيوني
لم يخفي الاخير فرحته بهذه المعزة التي يكنها رئيسه الغالي له حتى عبر بفخر له
وانا ليا الشرف يا غازي بيه اني انول الصفة دي عندك روحي فداك
عقب غازي
سلامة روحك يا حبيبي من كل شړ انت جوم على حيلك بس الاول وبعدها افدي على كيفك
قال الأخيرة بطرافة اضحكت الاخر قبل يجفله بقوله
الله صحيح البت ورد بتبات فين اكيد انت دبرتها هي دي كمان بس يا ترى جعدتها عند مين من جرايبك
تجمد غازي وانسحبت الډماء من وجهه بحرج ېخنقه بعدما شدد عليه صديقه الغبي بعدم اخباره بالحقيقة الان حتى يخبره هو بنفسه
انت شاغل نفسك ليه دلوك بيبات البت ولا جعادها جمك خليك في صحتك وشد حيلك عايزينك تجوم وتهد الدنيا ع اللي عملها فيك ورقدك كدة
سمع منه واشتدت ملامحه ليردف بعزم
اكيد طبعا انا لا يمكن اسبب ججي من ولاد ال
خلاص يا بسيوني متتعبش نفسك في التفكير شيل اي حاجة ممكن تتعبك الدكتور منبه جوي على راحتك والحكومة عشان كدة مأجلة التحجيج معاك
قالها غازي ف محاولة لإلهائه عما انتوى ولكن الاخر فاجئه
تمام انا مش هعصر في مخي واحاول افتكر احداث لأني فعلا بتعب خصوصا الصورة الأخيرة اللي وجعت عيني عليها جبل ما اغمضها واروح في غيبوبة لكنها خلتني اعرف مين هو السبب الاساسي في كل اللي حاصل
تحفز غازي ليقترب سائلا له بلهفة انسته تعليمات الطبيب
هو انت
شوفت اللي حاول يجتلك جولي هو مين خليني اعرف حالا
يتبع
الفصل الخامس عشر ج
توقف السيارة السوداء في الشارع المظلم على مقربة من المشفي الخاص ليترجل صاحبها بوزنه الثقيل قبل ان يرفع الهاتف الى اذنه متابعا اتصالاته المستمره وقد اتخذ موقعا لا بأس به كي يتسنى له المراقبة ومعرفة كل جديد اولا بأول
ايوة يا واد ايه الاخبار
وصله الصوت من الجانب الاخر
ايوة يا كبيرنا انا دلوك مستني الفرصة غازي الدهشان ساب المستشفى والراجلين اللي حاططهم حراسة لساتهم صاحين ومفنجلين عينيهم جدام الباب
عقب يأمره بحزم
مفنجلين ولا حتى حاطين كشافات الليلة المهمة دي تخلص انا مش ماشي من هنا غير وانا واخد منك الخبر الأكيد فاهم ولا لاه
فاهم يا بوي والله فاهم بس المسألة كدة معجربة جوي وانا عايز بس فرصة فرصة ادخل فيها الأوضة وساعتها هخلص هوا
اممم
زام الاول بتفكير متعمق ثم سرعان ما لاحت بعقله الفكرة الشيطانية
انا وجدتها يا واد هتاخد الفرصة اللي بتجول عليها بس اديني دجايج بس وانا انسق مع اللي هيسهلك الليلة يا جاتل يا مجتول
طرق على باب غرفتها بعدما يأس من خروجها إليه منذ عودتها معه من زيارة شقيقها وقد تبدل مزاجها من الفرح الشديد الى حزن وشرود يعلم السبب الرئيسي لهذا التغير وهو خشيتها من رد فعل شقيقها ان علم بخبر زواجه منه
ايوة يا يوسف عايزة ايه
كان
هذا الرد الذي وصله منها بنبرة باكية تؤكد من صحة ظنونه ليدفع الباب دون انتظار ويلج اليها داخل الغرفة مندفعا بقلقه عليها قبل ان يقطع ويتجمد محله لما وقعت عليه عينيه
عايز اشوفك واطمن عليكي و
شهقت هاتفه بها بإجفال اصابها لتنهض عن طرف تختها وتسحب اول شيء وجدته بالقرب منها طرحة الراس التي خلعتها منذ مجيئها لتغطي ذراعيها من توب الطقم الخارجي الملتصق بجسدها وقماشه الخفيف بعدما خففت بخلع السترة العلوية منه فصاحت به غاضبة
مش تستسني لما اذنلك بالدخول
تسمر امامها للحظات هربت منه الكلمات يبتلع ريقه بصعوبة قبل ان يتمالك اخيرا امام حنقها وتوترها وشعرها الذي تشعثت خصلاته حول وجهها بصورة زادت من فتنتها فرد بصوت لا يشعر به
ما انا كنت اجي اطمن عليكي
مسبلة اهدابها عنه بحياء ېقتلها هتفت تنهره بكلمات غير مترابطة
برضوا كان لازم تستنى انا كنت براحتي زي ما شوفت مينفعش كدة انا ليه خصوصية
إلا هنا وانفرط العقد وذهبت السكرة لتأتي الصحوة ويزفر مخاطبا لها بتجهم
بس انا مش حد غريب يا ورد انا جوزك على فكرة يعني من حقي ادخل من غير استئذان وانتي لو قاعدة بشعرك ولا بحاجة خفيفة مينفعش
متابعة القراءة