رواية ميراث الندم (الجزئين) بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز

جئن يهرولن نحوه يهتفن باسمه بمرح
عموو يوسف 
ما براحة يا شروق انتي واية هتوسخوا هدوم عمكم
رفع رأسه نحوها مع ترحيب المهندس المسؤل
يا اهلا يا فتنة يا هانم نورتي الجنينة 
ردت بصوت لاهث وكأنها كانت تركض مع الأطفال
يا اهلا يا ابنوب عامل ايه انت وايه اخبار الاسرة الكريمة معلش يا جماعة انا بنهت عشان مسرعة ورا البنتة اللي طاروا من الفرحة وجت ما شافوا عمهم زي ما بيجولوا لا مؤاخذة يا فندم اصل متعرفهاش 
توجهت بالاخيرة نحوه لبتكفل ابنوب بالتعريف بينهم
ما هو الاستاذ يوسف مش غريب برضوا يا هانم دا شريك والدهم وتلاقي عشان كدة واخدين عليه دي فتنة هانم والدة البنات يا يوسف بيه
يا اهلا وسهلا يا هانم تشرفنا
تمتم بها باقتضاب يخفض عينيه نحو الصغيرات فور ان علم بهوينها ليستفزها في الرد
تشرفنا يا يوسف بيه أكيد انت جاي عشان كتب كتاب صاحبك ربنا يهنيه بعروسته 
ارتفعت رأسه اليها ليقابلها بخاصتيه بنظرة خاطفة تحمل داخلها استهجان لطريقتها المكشوفة ولكنه اخفى سريعا حنقه ليخرج قوله بزوق
ان شاء الله بس الحقيقة لشغل هنا في الجنينة يخص الشراكة اللي ما بينا 
نوقف موجها حديثه للصغيرات
تحبوا ندخل جوا نتفرج مع ابانوب على باقي الجنينة يا بنات
تلقف الصغيرات الدعوة يهللن بمرح ومن دون انتظار تقدمت الكبرى والوسطى ليسحبنها من كفه امامها ليتمنم لها باعتذار
معلش يا هانم عن اذنك البنات وشقاوتهم بقى براحة يا بت انتي وهي احترموني شوية 
غبي والله انتي اللي غبي 
الټفت نحو احد الرجال لتأمره بنزق واقدمها تتحرك نحو الذهاب
اسمع يا واد تبجى تسحب البنات وتروحهم ع البيت بعد ما يخلصوا لفتهم في الجنينة وابجى ابلغ امي اني نازلة البندر مع السواج ما تنساش
بداخل السيارة التي ابتاعها حديثها وقد كان يقودها للخروج من البلدة بغرض إيصال المدعو صلاح بعد قضاءه الليلة الفائتة في منزله وكان الحديث الدائر بينهم
هتيجي تعيدها تاني الزيارة دي مش محسوبة يا ابو الصلح 
ضحك الأخير مرددا
مش محسوبة ازاي يا عم يوم بحاله بليلته اللي نمتها في بيتكم وتقولي مش محسوبة كدة متبقاش زيارة كدة تبقى إقامة دايمة 
يا سيدي وما تبجى اقامة هو احنا نكره دا انت تتشال ع الراس يا باشا 
قالها عمر بترحاب اثار الغبطة بقلب الاخر ليردف ضاحكا
لا في الحالة دي يبقى تجوزني من عندكم بقى عشان يبقالي عين حتى لما ادخل عندكم 
اطلق عمر ضحكة مدوية قبل ان يعلق على قوله
لا في دي اعذرني يا عم انا خواتي كلهم متجوزين ادورلك بجى على بنات اخواتي بس دول كمان صغيرين اكبرهم واحد وعشرين ومخلصتش كليه يعني هتبحى اكبر منيها بعدد كبير من السنوات
هم صلاح ان يذكره بزوجته الاتي لم تكمل عامها الثامن عشر وهو تقريبا يماثله في العمر ولكنه كالعادة لا يفضل الاصطدام ابدا مع احد قد تأتي من وراءه مصلحة فقال مجاريا
خلاص يبقى تدورلي بقى ع اللي يناسبني يمكن ربنا يهديني واعملها بجد المرة دي ما انت عارف انا راجل هوائي ومش اي حد يعمر معايا
من عيوني يا ابو الصلح نبحث في الأمر رغم عدم اطمئنانا لكلامك وانت بدأها
بهوائي دي 
علق بها عمر ضاحكا ليكمل بالمزاح مع الاخر والذي غفل عنه فجأة حينما هدأت سرعة السيارة اثناء المرور من مخرج القرية مع مرور واحدة بالجوار فارهة وداخلها سيدة في الخلف شقراء بحجاب يظهر نصف شعرها من الأمام ترتدي عباءة سوداء باهظة الثمن ذكرته بنساء البلدة التي كان يعمل بها ليعلق هامسا بأشارة نحوها
ايه يا عم عمر هو انتوا عندكم نسوان خلايجة هنا ولا ايه
نطلع الأخير نحو ما يشير اليه ف التقت عينيه بها وقد انتبهت هي ايضا لهما لترمقه بنظرة متعالية تحمل تهكما واستخفاف شعر به على الفور وكأنها تستنكر قيادته لسيارة فارهة كالتي تستقلها 
مغرورة 
تمتم بها داخله قبل ان يعود إلى الاخر
لا يا سيدي مش خليجية ولا تعرفهم حتى دي المشجلبة بت سعيد الدهشان يعني من أعيان النجع هنا بس زي ما انت شايف كدة مضړوبة على عينها مش شايفة ولا مالي عينها حد مع انها مطلجة ولو واحدة غيرها ما تطلع من البيت اساسا 
كانت السيارة قد مرت حينما أنهى كلماته ليرد صلاح ضاحكا
يعني كمان مطلقة وشايفة نفسها لا دي باينها متعجرفة بجد من هيئتها بس الشهادة لله جامدة وصاروخ انا مكنتش اعرف ان مستوى الجمال عندكم هنا واصل لكدة 
تبسم عمر هازءا على قوله
يا سيدي تغور الحلاوة اللي تيجي من خلجة عكرة زي خلجتها مع ان برضوا في حكاية الجمال دي انت مكدبتش العيلة دي بالذات وكأن ربنا اختصهم بكل حاجة حلوة مع كل الفلوس والاملاك اللي عندهم برضك فيهم احلى ما جابت البلد من بنات ورجالة 
تقطعت كلماته الأخيرة بشروده فيمن اسرت قلبه وغدرت به فور ان وصل اليها بعد خوض رحلة عڈاب وغربة اجترع المرار من أجلها بها
قطع عليه صلاح وقد راقه الوصف
اختصهم بالجمال والمال طب والله حلوة الحكاية دي واضح كدة ان بلدكم دي فيها اثارة بجد 
تحولت ملامح عمر للجدية يحذره
صلاح هنا غير اي حتة بلاش دماغك تروح لحتة توديك في داهية خليك في حالك يا حبيبي وافتكر ان هنا غيرر
لا وعلى أيه يا عم هو العمر بعزقة اصلا حبيبي يا عمر
أتت اليها في البقعة المشمسة بمدخل المنزل لتجلس على الأرض بجوارها وتضغ صنية الشاي المختلط بالحليب لتعطيها واحدة بين كفيها برفق دائما ما تلتمسه منها
اشربي يا مرة عمي خليه يدفيكي 
تبسمت لها سکينة بامتنان قائلة
تسلمي ويسلم مجايبك يا نور عيني خليكي جمبي بجى نتحدت شوية ونتونس 
انا جاعدة يا مرة عمي مش هجوم امال جايبة كوبايتين ليه
قالتها سليمة وهي تتناول كوبها وترتشف منه مما شجع الأخرى لسؤالها
اتصلتي واطمنتي عليهم! دا انا سمعاكي بتضحكي مع غازي الدهشان نفسه كمان معقولة جدرتي عليها دي يا سليمة!
سمعت منها لتطفو ابتسامة متفهمة على ملامحها قبل ان تجيبها
ويعني هي كانت هتجعد العمر كله من غير جواز الواحد لازم يبجى حجاني يا اما والبت صغيرة جوي على انها تتكسر على ولدها وتجعد عمرها كله عليه 
زمت سکينة فمها بحرج وقد اصابتها الكلمات في مقټل تستدرك ان هذا بالفعل ما حدث معها رغم وجود الزوج حي يرزق فقالت معبرة عما تشعر به
ياريتك عمليتها انتي كمان يا سليمة ع الأجل مكناش عيشنا بذنبك يا بتي والله لو كنتي طلبيتها ما كان حد فينا هيجدر يعترض 
محدش بياخد اكتر من نصيبه وانا نصيبي كان كدة حمد لله راضية بيه المهم بس يبارك
في الحي وانا طول ما انا مطمنة ع الواد وامه دي عندي بالدنيا كلها 
اهدتها سکينة ابتسامة حانية تهم ان تؤازرها بالكلمات ولكن الحضور المفاجئ من احداهن جعل كل شيء يقف بحلقها
مساء الخير يا عمة مساء الخير يا سليمة
تطلع الاثنان للوجه المتجهم وهذه الأعين التي تطلق بشرر يكاد ان ېحرق من هو امامه فخرج الرد من الأولى
اهلا يا شربات يا ترى ايه سبب الجية
تبسمت المذكورة لها بشړ تطالع غريمتها بتمعن من أعلى لأسفل لتجيبها
جيت اطل واعاين بنفسي ع المرة اللي جرت ريق الراجل عليها بعد العمر ما عدى وولى بس اللي انا شايفاه دلوك مفيهوش اي تغير ولا يكون الزوااق والتعديل بيبجى بس في وجوده
اظلم وجه سليمة ليثير الڠضب بقلب المرأة الكبيرة فتهدر بها متوعدة
اخص عليكي وعلى جلة حياكي لمي نفسك يا بت التنح وغوري ارجعي على بيتك بدل ما اشتكي لجوزك وهو يشوف شغله معاكي 
اعترضت شربات باتفعال تشتكي
وهو فين بيتي ولا فين جوزي الباشا بيصرف علينا بالجطارة وداير ورا ست الهانم في اي حتة تروحها واكنها سحرتله مبجاش طايق حد فينا سليمة
جننت الراجل يا عمة طب لما هي نفسها فيه استنت ليه العمر دا كله ما كانت جالت وانا كنت راضيتها فيه 
لمي لسانك يا بت بدل ما اجطعهولك 
صدرت قوية من سليمة وقد فاض الكيل من
وقاحتها لتزيد عليها ياعتزاز
مش غريبة الكلام الناجص يطلع من واحدة
ناجصة بس الغريب ان عجلك يروح منك وتيجي بنفسك تخربطي بيه جدامي ومن غير ما ابرر ان مازالت مرته او على زمته ولا ان كنت كرهته ولا حبيته كلها امور متخصكيش بيا ارجعي على بيتك يا شربات انا زي الجمل على كد ما بتحمل لكن في جلبتي ربنا ما يوركي
همت شربات لتنفيذ مخططها بالصړاخ لتجعلها مشاجرة مدوية تجدب انتباه جميع من في الشارع من مارة وجيران ولكن الصوت الخشن اجفلها
ايه في إيه هو انتوا بتتعركوا ولا تتحدثوا
انكمشت على نفسها وسکينة ترد عليه
تعالى شوف مرتك يا فايز لمها من هنا يا ولدي احنا مش ناجصين فضايح 
تقدم حتى التف نحو وجهها ليرمقها بناريتيه معقبا لهما
ليه بجى هي عملت ايه البت دي
ردت سليمة بتحكم تحسد عليه رغم مراجل الغليل التي تسري داخلها
وصي مرتك يا فايز عشان تلم نفسها عنينا عشان سليمة اللي كانت بتتحمله زمان دلوك حتى ما هرضى بربعه انا زهدت وسيبت بمزاجي يكفي كدة
ولما انتي رامية ما تجوليها في وشه عشان يبطل ويفوج لبيته ولا انتي عاجبك لفه ودورانه وراكي ولكنه مربوط في سلبة في يدك 
اخرسي يا بت المركوب 
خرجت منه يرافقها لطمة بكف يده على وجنتها كادت ان توقعها ارضا لولا انها تمكنت من التوزان لتناظره پصدمة غير مصدقة فعله وامام غريمتها
تعالي يا نادية تعالي اجعدي هنا جمبي 
هتفت بها الجدة فاطمة وهي تشير لها على الاريكة المجاورة لها في جلسة جمعت الاسرتين شقيقها ووالدتها بزيارتهم الاولى بعد زواج ابنتهم من كبير المنزل ف اقتربت هي تقبل كف يدها بعدما رحبت بأفراد عائلتها ثم جلست تنضم معهم
فتابعت فاطمة بالتعبير عن فرحها وهي تتأملها وكأنها تراها لأول مرة
يا زين ما خلفتي يا جليلة مش انا البت دي كنت بحبها دلوك بجى من ساعة ما بجيت
مرة الغالي محبتها زادت في جلبي أضعاف والله دا كفاية فرحته بيها والضحكة اللي شوفتها عليه النهاردة من الودن للودن عملتي ايه يا بت في الكبير
قالت الأخيرة بنظرة زات مغزى اجفلتها لتغزوا السخونة وجنتيها على الفور متخضبة بحمرة الخجل الذي جعلها تسبل اهدابها بخفر في الرد هامسة لها
ايه اللي بتجوليه دا يا جدة بس
ضحكت المرأة تتبادل النظر بخبث مع جليلة التي يبدوا انها تشاركها الأفكار مما استفز عزب الموجود بينهم ليزمجر متحمحما بخشونة حتى ينتبهوا له
خلينا في اللي جاين عشانه يا اخونا غازي فين عايز اسلم عليه امال انا جاي لمين بس
انا هنا يا ابو العز 
قالها وهو يدلف اليهم اتيا من الباب الداخلي يحمل معتز بيده ليخطو بخطواته السريعة نحوهم يرحب بالعناق الرجولي مع عزب والمصافحة والمزاح بمودة مع جليلة وجدته التي يناكفها كالعادة قبل ان يجفل الأخرى بجلوسه ملتصقا بها
منوريني والله معلش غيبت عليكم بس انا والباشا معتز كنا عند الخيل برا في الحوش الوراني بعلمه ازاي يبجى خيال على حصان لوحده 
حصان لوحده! يا مري ليوجع ولا يتكسر
تبسم لها صامتا تاركا الرد ياتي من الباقين واولهم كان عزب والذي عبر عن استنكاره
فيه ايه يا نادية ما تخلي بالك ولدك مع غازي الدهشان يا بت ابوي يعني مش محتاج وصاية ودا عز سنه على فكرة 
تدخلت جليلة ايضا
ايوة يا بتي طب والله انا الفرحة مش سيعاني نفسي جوي اشوفه وهو بيجري بيه دا هيبجى يوم المنا 
بكرة تشوفيه بيجري بيه وبيرجص عليه كمان الخيل يحب اللي يحبه ومعتز ما شاء الله عليه هيبجى تربية غازي يعني بطل زيه 
واخدة بالك منها دي بتجولك بطل 
شيل يدك عيب 
تبسم باتساع فمه حتى كادت ان تفضحه ضحكته ليخطف بنظره نحو الثلاثة المنشغلين بحديثهم ثم يغمز غائظا لها بنفس طريقتها في الكلام
عيب هو انتي نسيتي انك مرتي
ها يا جماعة انتو النهاردة لازم تتغدوا معانا 
الفصل الثاني 
دلفت بخطواتها المسرعة الى داخل الغرفة تجفل ابنها الذي ارتفعت ابصاره عن الهاتف غريزيا يتابعها فور ولوجها اليه قبل ان تخاطبه بتحفز
واد يا مالك عايزاك تستنى الراجل ده واول ما تشوفوا تطلب منه يجيب ٢ جنيه جسط الهدوم ولا هو بلط ومش ناوي يدفع وهيفضل في التناحة دي كدة على طول انا معنديش مرارة 
ترك الأخير هاتفه ليعطيها انتباهه بالكامل حتى اذا انتهت عقب ببرود يتصنعه
وانا مالي ما تروحي تكلميه بنفسك واطلبي اللي انتي عايزاه ولا كمان لسة محرباه
ردت والدته بانفعال ظاهر
ايوة لسة محرباه وعمري ما هكلمه بعد عملته السودة اللي عملها معايا ولا فاكرني هنسى واعدي لا يا حبيبي ابوك لازم هو اللي يصالح 
تبسم مالك بسخرية تخلو من المرح قبل ان يتابع بجدية
ودا على اساس انه لسة فاكر اصلا ولا حاطط في باله ما تصحي ياما من وهمك انتي بتبعدي وجوزك بايع اصلا يعني ما صدج 
بس يا مالك متزودهاش انا فيا اللي مكفيني 
هدرت به بعدم تحمل لتفرك بكفيها امامه وحقد يقطر مع كلمة تخرج منها
طول عمري عارفة انه جليل اصل بس مكنتش اتصور انه هيجي اليوم اللي ېغدر بيا انا انا اللي كنت محاوطة عليه ومخلياه يلف حوالين نفسه دلوك عايز يرجع للي تركها ورماها عشاني لا وبيمد يده عليا جدامها عايز ينصرها علي
التوى ثغر مالك ليشيح بوجهه للجهة الأخرى بعدم رضا مما اثار حفيظتها لتهدر به
خبر ايه يا واد ليكون مش عاجبك الكلام كمان اه امال ايه ما انت حرنان ومش عاجبك حد تسيب امك الهبلة تهذي وتنكت في نفسيها ما انت نفسك بتروح تدلدل عندهم فاكرها هتورثك انت كمان بخبالك ده 
سمع منها والټفت رأسه مرة أخرى نحوها بجمود اصبح يثير اندهاشها حتى خرج صوته بالرد لها
بجولك ايه ياما بدل ما انتي عمالة تحركي وتفركي كدة من غير فايدة ما تحاولي تشوفيلك صرفة معاه الراجل ده افتكري كنتي بتبفليه ازاي يمكن تعرفي تحاوطي ع اللي باجي منه جوزك بيعاندنا يا ام مالك لو كان ماشي على نفس طبيعته معاكي كان زمانا دلوك هناك في البيت الكبير بعد سند وعيسى ما سبوها ورجعوا على بلادهم احنا كدة لا طولنا بلح الشام وعلى عنب اليمن 
اجفلها عن حق بجديته وهذه النبرة الحازمة في توجيه الامر وكأنه ازداد في
تم نسخ الرابط