رواية ميراث الندم (الجزئين) بقلم أمل نصر
المحتويات
متصدرش نفسك
للأذية انت مش كد اللي ورايا هتبعد ولا ادوسك احسن
دا على اساس ان هديك الفرصة ولا اسيبك اصلا
تمتم بها غازي قبل ان يقفز الخطوتين بخطوة واحدة ويصل اليه فيجذبه من ملابسه ويخرجه عنوة هادرا
تعالى يا روح امك دا انت حسابك تجيل جوي
تفاجأ صدقي بجذبه لخارج السيارة بقوة غاشمة أوقعته ارضا بوزنه الضخم حتى صړخ من الألم
استقام بجذعه يخرج سلاحھ الڼاري من الصديري الداخلي اسفل جلبابه ضبطه على وضع الاستعداد ليشرع في رفعه نحوه او تنفيذ تهديده ولكن مع توقف سيارة أخرى فجأة بالقرب منه محملة برجال الأمن كان لهم رأي اخر
نزل السلاح من ايدك يا صدقي لتلبس في مصېبة جديدة انت مش قدها
ايه الاخبار يا غازي ليكون الراجل ده اذاك في حاجة
اومأ له بكفه نافيا وهو يراقب وضع الأصفاد الحديدية حول رسغي هذا المچرم يجيبه بزفرة تقارب الارتياح
حمد لله جات سليمة المهم نروح نلحق دلوك اللي في المستشفى كويس ان عارف وصل من السفر في الوقت المناسب اهو يجوم بالإجراءات على ما نوصله
غازي يا دهشان هتندم على غلطتك دي معايا جوي دخلت برجليك عش الدبابير
هتف
غازي ردا عليه قبل ان يستقل سيارته هو الاخر ويذهب
الدبابير تخوف اللي زيك اما احنا ديابة الجبل جدرنا عليها يا واد
في اليوم التالي كان الخبر قد وصل عبر الهاتف الى من يهمه الأمر لينهي المكالمة پصدمة شلت اطرافه وارتدعت على اثرها أوصاله
سأله عيسى
هي ايه طبلت على روسنا مين اللي كان بيكلمك في التلفون دلوك يا سند
ابتلع يجيبه بكلمات تخرج بصعوبة
دا واحد من طرف صدجي بيبلغني ان خطته فشلت مع بسيوني ودلوك اتحبس هو ووالراجل اللي كان تبعه
سقط عيسى بجسده على الكرسي المتهالك بخيبة امل أصابته
يعني ايه كلامك ده يعني احنا خسرنا من كله واللي باجي بس الحبس
رد عليا يا سند اخرتها ايه اللي الۏجعة المهببة دي هو احنا نطلع من حفرة ندخل في دحديرة
رد يجيبه بفتور
الراجل اللي بلغني نبه عليا اننا نهدي ونكن شوية لان صدجي اكيد مش هيسكت
وليه عين كمان يتأمر هو بعد ما اتحبس هتجومله جومة تاني
صاح بها عيسى غاضبا وكان رد الاخر
اكيد هيجوم منها دا نابه ازرق وياما في جرابه كتير وفي كل الحالات احنا دلوك مفيش جدامنا غيره نكن ونستنى واكيد هنوصل
وقد كان يتناول وجبة افطاره مع عائلته حينما اقتحم ناجي لينضم معهم مردفا بحديثه
خبر ايه يا جماعة ليكون الواد بسيوني حصله حاجة
رفعت رئيسة رأسها عن الطعام توبخه بالقول ردا عليه
خبر ايه انت مش تصبح وترمي السلام الاول جبل ما تدخل كبس كدة بكلامك العفش ده
تدخل زوجها باستفساره
استني يا مرة انتي نفهم منه الأول بتجول كدة ليه يا ناجي
رد المذكور وفمه يلوك بالطعام
اصل وانا راجع الفجر لمحت روح مع عزب واخته شايلة ولدها على حجرها رايح بيهم على طريق المطار شكله مسافر
بيهم مصر تفتكروا ليه يعني
اااه اخته جول كدة
تمتمت بها فتنة بضحكة ساخرة أثارت كالعادة حنقه
خلي بتك تتلم يابوي انا على أخري منها اساسا
بتحدي سافر اصدرت ضحكاتها الساخرة بصوت عالي ليزوم بغضبه فتهتف رئيسة تنهرهم
ما تفضوها انتوا الجوز وبطلوا عمايلكم دي اللي اسمعه ان بسيوني رايج وزين لو في حاجة عفشة لا سمح الله كنا سمعنا
افحمته بقولها ليصمت مجبرا ف استغلت فتنة بعدم اكتراث
اللي يشوفك كدة يجول انك جلجان على بسيوني مش ان الفضول واخدك من بعد ما شوفت البرنسيسة ليكون الخوجاية راحت زهوتها
كز على اسنانه يمنع نفسه من سبها لتخرج جوليا عن صمتها باستفهام وقد استشعرت ان القول به سخرية نحوها
قصدك ايه بزهوتها فتنة ان ناجي حبيبي بطل يحبني معقوله
صدر قولها بدلال جعل سعيد يسبق ابنه
لا يا بتي مفيش منه الكلام ده هي بس بتهزر هو كان يطول حتى واحدة في نص حلاوتك دي
التوى ثغر فتنة بغيظ وغيرة تفتك بها لدلال ابيها الدائم لهذه المدعوة جوليا بعدما كانت هي المفضلة اليه من جميع ابناءه ف انتبهت عليها والدتها لتعلق بيأس
خليها تاخدلها هي كمان يومين في الجلع مخالفة يعني!
وفي جهة أخرى
وصل فايز لمنزل والديه فوجدها اتخذت موقعها في المدخل في انتظاره
صباح الخير يا سليمة
ردت لتبادره بسؤالها
صباح النور عملت ايه
خير يا سليمة اطمني عاملة ايه امي دلوك
كان يبتغي من خلف رده الهادئ امتصاص انفعالها ولكن هيهات
امي زينة يا فايز جاوبني وجولي بجى عرفت الواد ولا لاه انا على أخري من امبارح
زفر يخرج دفعة من الهواء المشحون بصدره قبل ان يجيبها بالإيماء برأسه
عرفته يا سليمة انا طول الليل بسأل اساسا من امبارح لحد ما جيبت عنوانه
هتفت تقاطعه بلهفة
جيبت عنوانه يا فايز ولسه واجف جدامي انت لازم تجولي عشان اروحله بنفسي
يا بوي والله رايح انا جولت اجي اطمن على امي واديكي فكرة
صاح بها بنفاذ صبر لتجفله بحسم
ادخل لامك واطمن عليها يا فايز بس يكون في علمك رجلي على رجلك هنروح للواد ده سوا وهنعرف منه الحجيحة سوا
كدة يا عزب دي عملة تعملها دي
هتف غازي يوبخه بعتب بعدما فاجأه بحضور النساء معه ولهفة زوجته التي كانت متشبثة الان تبكي دون توقف ليدافع الاخر
وكنت عايزني اعمل ايه يعني يا بوي الاتنين طبوا عليا زي الجضا المستعجل ومصممين ينزلوا
على مصر وحديهم في نص الليل اسيبهم ينفذوا واحط راسي ع المخدة وانام ولا اسفخهم جلمين يسكتوهم
رد عارف من محله بجسلته جوار زوجته التي تلتقط أنفاسها بتعب
والله لو كنت عملتها كان احسن عالاقل حتى عشان المچنونة دي اللي معرفاش تاخد نفسها انا مش عارف عجلي كان فين لما كلمتك امبارح ياريتني ما رديت عليكي يا شيخة كنت سيبتك ترني وتتفلجي احسن من زلزلتك انتي والعيل دلوك
هتف بالاخيرة يحمل نفسه الذنب ليتلقى العتب من غازي
يعني انت اللي بلغتهم باللي حصل يا ناصح اسفخك انا الجلمين واحط غلبي فيك
عبس بوجهه له الاخير بعدم تقبل فتدخلت زوجته
عارف مغلطش دا كان بيبلغني باللي حصل واحنا كمان مغلطناش كان لازم نيجي ونطمن بنفسنا حمد لله لقينا تذاكر طيران يعني متعبناش للدرجة اعتبروه مشوار للمحافظة
مشوار للمحافظة برضوا
ردد بها غازي بغيظ وكفه مازالت تربت على ظهر هذه التي ما زالت متشبثة به غير عابئة بأحد سواه ليعود اليها يهدهدها
بهمس
خلاص يا ناادية انا سليم وعال العال جدامك دا بدل ما تفرحي ان ربنا وفجنا وجطعنا راس الحية
رفعت رأسها اخيرا من صدره لتردد بدموع
ما هو دا اللي مخوفني يا غازي من ساعة ما وصلني اللي حصل امبارح وانا لا على حامي ولا على بارد
الحية اللي بتجول عليها دي اكيد في ناس وراها بتحميها دا غير المدعوج عيسى والتاني سند انا كنت ھموت لو مشتفكش ولا اطمنت عليك بنفسي
قالت الأخيرة لتعود للبكاء على صدره مرة اخرى ويزيد هو من ضمھا بذراعيه يطمئنها بقوله
يا حبيبتي والله خير ان شاء الله دا كله وغش ومصالح والعبد لله ياما جابل في حياته اهدي كدة وريحي عشان العيال الزعل ولا البكا دا عفش عليهم انتي كدة هتزعليني بجد
تدخل عارف بمشاكسة
ايوة خاف على عيالك واختك الغلبانة مهنش عليك تبص عليها ولا تسأل من لقى احبابه عااد
تبسمت روح لدعابة زوجها ليرد غازي بسخطه
يا عم انت اسكت انا ماسك نفسي عليك بالعافية بلسانك دا اللي عايز جصه
جلجلت ضحكة عاليه منه ليلتصق بزوجته قائلا
طب اعمل ايه يعني ما انا راجل مبعرفش اخبي حاجة عن مرتي انتوا اعملوا حسابكم ومحدش يتكلم ولا يتصرف بأي فعل جدامي مدام عرفتوا لساني فالت معاها
عبس غازي يتصنع الحنق امام ضحكات الزوجان حتى زوجته هو توقفت عن البكاء وتبسمت لمرحهما ليتمتم عزب بحرج
ربنا يحفظكم ويخليكم لبعض طب اجوم انا اللقالي اي حتة اريح فيها انا وواد اختي اللي ختلي درعاتي ده
اشار غازي بذراعه له
الأوضة اللي ع الشمال هناك يا عزب هتلاجي سريرين واحد ليك والتاني لمعتز واحنا كمان يدوب نلحج نريح شوية جبل ما ننزل تاني نروح المستشفى نطمن ع البنت الممرضة الغلبانة وبسيوني
علقت روح بسؤالها الملح
ايوة صح يا غازي هي
أخبارها ايه دلوك والله تستاهل مكافأة كبيرة على عملتها دي
تبسم عارف بعدما عرف الكثير عن الفتاة من يوسف
ليرد على قولها بمكر
لا ما هي هتاخد مكافأتها او يعتبر اخدتها خلاص صح دنيا عجيبة والله
وفي المشفى
أستفاقت تفتح اجفانها لتفاجأ به امام عينيها اول وجه تقابله يحدثها
حمد الله ع السلامة عاملة ايه دلوك
لاحت على ملامحها ابتسامة تشرق بوجهها رغم تعب الاصابه لتردف له
يعني هكون عاملة ايه يعني وانت اول افتح عيني عليك بعد اللي حصل اكيد مبسوطة وفرحانة وعال العال اوي كمان
رد على قولها بما أسعدها
ما هو نفس اللي حصل معايا مش انا كمان عيني فتحتها من الغيبوبة على وشك الحلو ده
زاد اتساع ابتسامتها لغزله مما اجبره على التساؤل مرة أخرى
انتي ايه حكايتك بالظبط معايا يا بنت الناس وليه بتعملي معايا كدة كيف بتضحي بروحك عشاني يا مشمش
اغمضت عينيها باستمتاع وقد اطربها سماع اسم الدلال منه لتعبر عن ابتهاجها قائلة
مكنتش اعرف ان دلع اسمي حلو كدة غير دلوقتي بس انت برضوا لازم تبقى في سريرك دلوقتي لاحسن تتعب يا بسيوني
تمتم لها بإبتسامة حانية
لا متجلجيش عليا اوضتي جمب اوضتك يعني وجت ما احس بأي تعب هطلع طوالي على سريري دا غير ان الدكتور موصي على الحركة اصلا دلوك انتي اطمني هفضل معاكي شوية لحد ما تيجي الست الوالدة او اي حد من أهلك اللي ادارة
المستشفى اتصلت بيهم واكيد زمانهم على وصول
ردت بامتنان وفرحة انستها الألم الجسدي
ربنا يسعدك ويتم شفاك على خير يارب انت طيب اوي يا سي بسيوني
هم
ان يرد على كلماتها ولكن منعه اندفاع الباب ودلوف شقيقته بلهفتها تلقي بنفسها عليه
بسيوني يا واد ابوي ايه اللي حصل معاك امبارح يوسف الله يسامحه مجابش سيرة جدامي غير دلوكت
ولج خلفها المذكور بدفاعية قائلا
وكنت هبلغك اقولك ايه اقلقك ع الفاضي وبس! ما هو الراجل كويس اهو قدامك
غلبتها عاطفتها لتهتف بعفويتها متناسية الوضع
برضك كان لازم تبلغني مش تسيبني على عمايا
تمتم خلفها بالاستغفار ليتجنب الصدام معها قبل ان يتجه بقوله نحو المړيضة غافلا هو الاخر عن بسيوني الذي انتابه الإرتياب من طريقة نقاشهما معا
حمد الله ع السلامة يا مشمش معلش متأخذناش
همت أن ترد عليه ولكن سبقها بسيوني بأسئلته نحوهما
متأخذش مين هي ايه الحكاية وانتي مالك يا بت انتي بتهبي في الراجل كدة زي الجطر دي برضوا اصول
اجفلت ورد تستدرك اخيرا غبائها لتبتلع بصعوبة ريقها الذي جف على الفور وتنقل بنظرها نحو يوسف الذي وقف شامخا يخبرها بعينيه انه حان وقت الاعتراف ليأتي الرد من الناحية الأخرى ناحية مشيرة لتقول بسجيتها
عادي يا سي بسيوني البنت كانت قلقانة عليك واكيد جوزها مقدر دا استاذ يوسف دا مفيش اطيب منه
جوزها!
ردد بها بسيوني بأعين متسعة متسائلة نحو الاثنين وتصله الإجابة مرتسمة وبكل وضوح على ملامحهما القلقة والاسفة باعتذار
يتبع
نلتقي بعد العيد يا قمرات نستكمل رحلتنا في بلد الدهشان ومغامرات المحبين كل سنة وانتوا بالف خير يارب
الفصل السادس عشر ج
توقف بها امام البناية المتهالكة ليشير لها بيده قائلا بهمس
هنا يا سليمة
طالعت المبنى بنظرة شاملة لتسأله بفضول
فين بالظبط وانه دور
مال نحوها يجيب بحرص هامسا
في اوضة ع السطوح هتطلعي معايا من غير صوت وبشكل طبيعي لحد ما نوصل لأوضته مش عايزين شوشرة ولا اصطدام مع الواد يعني الله يرضى عنيكي حاولي تمسكي اعصابك ومتتعصبيش عليه
تطلعت اليه بأنفاس متلاحقة ليقرأ ما بعقلها بشكل اثار ارتيابه فاستأنف مشددا
فهماني يا سليمة ولا نرجع ونبجيها خالص
قال الأخيرة وقد توقف عن السير في إشارة لعزمه على العودة لتزعن له قائلة
خلاص فهمت وهتبع كلامك يا فايز بس ياللا خلصنا
سمع منها ثم استجاب بأن خطا يسبقها في دخول المبنى وهي خلفه تتبعه نحو وجهتهما
أتت بخطواتها الرزينة تخطو داخل الرواق الطويل في اتجاه الغرفة المقصودة وحدها وقد سبقتها روح مع زوجها والان هو ايضا تركها مجبرا بعد ان استوقفه احد الأشخاص في طريقهما الى هنا فور خروجهم من المصعد التقت عينيها بخاصتي ذلك المحب والذي كان واقفا مربع الذراعين في زاوية قريبة من جلستهن على مقاعد الانتظار يتحدث مع عارف بوجه عابس انبأها عما يشعر به
ايه اللي حصل
خرج السؤال منها باستفهام حول حالة هذه المڼهارة من البكاء في حضڼ روح التي كانت تهون عليها في هذا الوقت وأتى الرد منها
پتبكي عشان اخوها يا نادية ربنا يستر شكله مش هيفوتها على خير كان عنده حق عارف لما اتصل بيا يبلغني عشان اجف معاها في اللحضة دي
اومأت نادية رأسها بتفهم لتجلس بجوارهما على أحد مقاعد الانتظار ف المشفى وقالت بدعم
ان شاء الله خير يا ورد غازي لا يمكن يسيبه من غير ما يفهمه وهو اكيد هيعمله حساب
كالغريق الذي يتمسك بالقشة رفعت رأسها اليها بسؤال بدا كرجاء
بجد يا خالة نادية طب خليه يدخله على طول دلوك ويعرفه بالسبب اللي خلانا نعمل كدة خليه يأثر عليه ويجوله اني كنت مجبورة دا مش راضي حتى يسمعني وانا كان بيدي ايه بس يا ربي
ربتت على ذراعها مهونة
هيجول يا حبيبتي واخوكي ان شاء الله هيسامح بس اصبري شوية
تصبر ليه هو غازي فين اصلا
سألها ذاك المحب بتوجس وقد اقترب هو الاخر ليشترك ف الحديث فخرج رد الأخرى
غازي جه معايا بس جبل ما نوصل وجفه الظابط انا سيبتهم يتحدتتو مع بعض وجيت على هنا بعد ما فهمني ان ده المسؤول عن الجضية وانه أكيد جاي دلوك عشان يباشر تحقيقه مع بسيوني بصفته الشاهد الرئيسي
اوما رأسه بتفهم ثم سرعان ما لاح على ملامحه خيبة الأمل وهو يتمتم
يعني لسة كمان هينشغل بالتحقيق
ومضطرين برضوا
متابعة القراءة