رواية ميراث الندم (الجزئين) بقلم أمل نصر
المحتويات
الصعبة
تعرفي حلمنا واحنا عيال صغيرين يا نادية لما كنا نرفع راسنا للسما وكل واحد فينا يبص للنجوم يفتكرهم جريبين فيجدر يجمعهم أو يمسكهم بالوهم ما بين أطراف صوابعه
قطبت تطالعه بعلامة استفهام كبيرة ارتسمت على ملامحها ف استطرد موضحا
وانا مش هلومك انك مخدتيهاش زيي ولا اتعذبتي في الشوج اللي هرس جلبي في الدوير والبحث ع البت الحلوة اللي شوفتها مرة واحدة وخدت جلبي معاها كنت ھموت عشان اعرف مكانك وانتي جاري ومن بنات عمي كمان....
بس انا عايزة اجولك.....
اشش.
حن عليكي ما تجولي اي حاجة تاني بلاش تفوجيني من الحلم وحياة اغلى ما عندك يا نادية...
حتى وان كان الطريق الي قلبها طويلا فهو لن يمل كي يصل إليه ولن ييأس حتى تصير زوجته بقلبها قولا وفعلا .
... يتبع
كدة انتهاء الجزء الاول هنا واللي هنواصل بيه ان شاء الله هو الجزء التاني من الرواية باسم نسائم الروح ودا بداية لمرحلة جديدة في حياة الابطال
الفصل الأول ج
دلف عائدا للمنزل بوقت متأخر بعد قضاءه السهرة مع يوسف صديق غازي وبعض الشباب من العائلة بصفته ضيف عزيز لابد من الترحيب به بينهم جالت عينيه في الانحاء حتى وجدها جالسة في انتظاره تحمل بيدها إحدى كتب الرويات التي كانت تتصفحها حتى أتى لتستقبله بتهكمها
يا اهلا بالباشا راجعلي في نص الليل يا عارف ما كنت بيت برا احسن
ما انا كنت هعملها فعلا ابات مع يوسف في المندرة واونسه لكن في الاخر افتكرت اني ورايا ست مستكينة في البيت أكيد پتخاف من الجعدة ما تيجي على نفسك انا بت الدهشان تربية الجبل يعني تعالب الليل والديابة هي اللي تخاف منينا مش احنا
انتابها الزعر لتردف على الفور بتراجع
لا والله ما كديها سيب صباعي يا عارف انا مكنتش جاصدة اصلا
رفض بعند يستنفر طاقتها
لا مش هسيبه يا روح وريني بجى شراسة بت الجبل اللي بېخاف منها تعالب الليل والديابة
لا دا انت جاي مصهلل وليك غاية للرزالة بعد يا عارف انا عايزة انام
قالتها وهي تهم للنهوض من جواره ولكنه شدد بالضغط على اصبعها الصغير يمنعها حتى قالت باستسلام
مش جبل ما تعترفي انك خۏفتي صح
وان معترفتش
هتفت بها بوجهه باعتراض قابله بابتسامة متسلية قائلا
إنتي حرة وانا بجى هفضل حابسك كدة وصباعك في ايدي لحد بكرة حتى
تذمرت بغيظ تخفي ابتسامتها امام جديه واهية منه لتردف ببعض الدلال والمهادنة وقد علمت بغرضه الان من خلف مناكفته
وه
تمتم يبتلع ريقه بالفعل وقد سال لعابه شاعرا بالجوع بالفعل ليقر بانتصارها
عرفتي تغلبيني صح فيها يا ست روح انا هسيبك بس اعملي حسابك لو الطبج مجاش بكل اللي ذكرتيه دلوك هخترعلك احكام من الهوا بعد ما جريتي ريجي وجوعتيني
اومأت رأسها بتخوف لتنهض على حذر من جواره قدميها تتخذ طريقها نحو المطبخ لتدلف نحو البراد على الفور تخرج الطبق الكبير حتى تخرج له ما يسكت عقل رجل اصبح كالطفل بالنسبة لها والذي لا يستكفي من الالعاب من أجل ترضيته
ولكنها وقبل ان تستدير عائدة اجفلها صوت مواء قطة من خلفها لتخرج صړختها وتهتز بوقفتها حتى كادت ان تقع هي ويسقط طبق الحلوى منها قبل ان يتلقفها بين ذراعيه وينقذها وينقذها الطبق معها يردد لها بسخرية ضاحكا
ايه يا بت الجبل يا مخوفة الديابة والتعالب
عن احتجاجها
والمصحف ما مسمحاك يا عارف والمصحف ما مسمحاك وجعت جلبي وشعر راسي وجف من الخضة
وكان رده الضحك المتواصل والتشديد بضمھ لها
انتفض عن نومه فجأة معتدلا بجذعه فور ان شعر ببرودة الفراش بخلوه منها بعدما استغلت غفوته لتستل نفسها من جواره وقد ارتخت ذراعيه التي كانت تكبلها بضمھا له لينهض عن التخت بجذعه المكشوف وبنطاله البيتي يبحث عنها هم ان يخرج من الغرفة ولكن قدميه قادته إلى المرحاض ليبدأ به وكان الاختيار الأمثل وقد تأكد من وجودها داخله بمجرد ان حطت يده على قبضة الباب ليتوقف على صوت بكاء مكتوم ونهنة ضعيفة شقت قلبه شطرين بل ذبحته علم ما بها وما يدور برأسها
انها نادمة على استسلامها له نادمة ان ارتخت حصونها مع من هو حلالها زوجها متناسية انه هو الأحق عمن لم يعد له وجود انها حقه هو الان بل هي حقه الضائع منذ الثانية عشر من عمرها
على خاطره الأخير دفع بالباب يجفلها باقتحامه وقد كانت واقفة بجوار حوض الغسيل ترطب من الماء على بشرتها لتغسل اثر الدموع طالعته في البداية بإجفال تحول بعد ذلك پغضب معقدة حاحبيها بتجهم قابله بتحدي قائلا
ايه انا داخل على مرتي يعني مش حد غريب ولا انتي نسيتي انك مرتي
ازداد عبوس وجهها ترفض حجته
وافرض يعني برضوا كان لازم تخبط فيه حاجة اسمها خصوصية برضوا ولا دي متعرفهاش
لا يا نادية معرفهاش
قالها بتحدي ليدلف غير ابها حتى توقف اسفل صنبور مياه الاستحمام وقد ضغط يفتحه لتتساقط المياه فوق رأسه ټغرق وجهه وجسده بالتبعية دون أن يتحرك أو يحيد بأبصاره عنها حتى تحركت هي بتأفف تنتوي الخروج لتستجيب بذرف الدموع التي كانت ټحرق بشرته وكأنها وجدت المأوى لتفرغ ما في قلبها دون مراعاة لشعور هذا المأوى ومع ذلك كان مرحبا سوف يتحمل رغم احتراق روحه من الداخل سوف يصبر حتى يصل معها لبر يجمعهما سويا دون معوقات سوف ينتظر حتى يتلقى منها نسائم العشق التي تريح قلبه الممزق بجفائها
وفي مكان آخر
عاد من سفرته القصيرة والفجر على وشك البزوغ ليدلف داخل المنزل بعد ان فتح الباب الحديدي وقد كان على وشك الدخول لغرفته قبل ان يفاجئه الصوت الانثوي القوي
راجع ليه في نص الليل ما كنت بيت مع جدتك احسن والصباح رباح
التف اليها بأعين ضيقة يطالعها لبعض الوقت وهي جالسة بجوار النافذة التي كانت مفتوحة على مصراعيها تطل منها الحديقة الداخلية بمنزلهم ليعلم من تحفزها انها كانت في انتظاره
زفر بخشونة قبل أن يكلف نفسه بعناء الرد عليها
كان من الأحسن اني مبيتش لأني لو عملتها ما مكنتش هستريح غير وانا مخلص على مرة ولدها ومرتكب چريمة واخدة بالك
عاد يشدد على كلماته
انا جيت وانا على أخري يا ام سند زي ما انا واجف جدامك دلوك وبرضوا وانا على أخري وماسك نفسي بالعافية اني منفجرش فيكي
رددت خلفه مستنكرة
وټنفجر فيا ليه كنت انا روحت جوزت البت ولا انا اللي روحت مۏت حجازي ووجفت المراكب اللي كانت سايرة
انتي اللي بعدتيني
صاح بها مقاطعا لها ليستطرد بغضبه واقدامه اقتربت حتى جلس امامها
بعدتينا في وجت مكنش ينفع فيه بعاد كان لازم نفضل كابسين على نفسهم ومنسبش البيت كان لازم نفضل جاعدين البت دي وولدها مكنش لازم ابدا يسيبوا البيت
عشان متروحش من يدك وتتجوزها برضك
اضافت بها على قوله
بسخرية قبل ان تتابع بجديتها المعروفة
كلام جديم يا سند وانت عارف زين ان مكانش في يدنا حاجة احنا كان لازم نبعد ونسيب الحړب ما بين المحروسة وضرتها دا اللي انا احنا كنا عاوزينه كنا عايزينهم يخلصوا عليها برأسها الناشقة اللي عاملة زي حجر الصوان دي وواجفة في وشنا تسد عنينا اي خير لكن الحظ الزفت عاندنا للمرة الألف وخالك بوز الاخص فاجئنا بأفعاله اللي طول عمره ما بيطجش البص في وشها دلوك بيتمسكن ويتمسح فيها زي البسة مستنيها ترضى عنيه دي حد كان يتوقعها يا ناس
ضړب بقبضته ببطن كفه الأخرى يردد بغيظ يفتك به
طب وبعدين انا الڼار بتاكل فيا وكل لا انا بجيت طايل سما ولا طايل أرض بعد ما كنت خلاص همسك الخير بيدي كل راح واتسرسب كأنه هوا اعمل ايه دليني هنفضل ع الحال ده لحد امتى
ليكون فاكراني هجعد كدة مستني كتير يا ام سند انا مش هستريح غير لما ارسالي على حل وبكرة تجولي سند جال
نهض عن مقعده يضيف بانفعاله
البيت هحط يدي عليه والخير اللي دفعنا فيه التمن غالي عشان نبعدو وش الفقر عنه برضوا هيطلع سامعاني يا ام سند لازم هطلعه سوا بمساعدة عيسى ولا من غيره دا كمان
بصق كلماته وغادر متوجها لغرفته وخلفه ظلت هويدا تطالع اثره بحيرة تفتك بها وتفكير مستمر لهذه المعضلة التي وجدت نفسها بها بعد تخطيط دام لأشهر وحين أتى وقت الحصاد ذهب كل شيء ادراج الرياح بتدبير قدري لم تحسب حسابه على الإطلاق
في اليوم التالي
واصوات ضحك مكتوم مع همسات بالكاد تصل اليها لتفتح اجفانها فتقابلها أعين صغيرها والذي اڼفجر بالضحك مهللا وخلقه الصوت الخشن يردد بمرح
اهي صحيت اهي اخيرا يا معتز باشا صحيت
مامااا
مش كنت صبرت شوية على ما اغير جايب الواد يصحيني وانا ما لبستش حاجة عدلة
طب وفيها ايه
قالها بعدم اكتراث ليعتدل بجلسته ويعدل وضع معتز بحجره مرددا ببساطة
ما الواد لازم يتعود عشان يعرف ان دا مكانك ولا انتي شايفاه اهبل ومش هيفهم
تطلعت له بعبوس غاضب وهو يلقن صغيرها
من هنا ورايح هتجولي ايه
بابا
قالها معتز على الفور قبل ان يتجه لوالدته مخاطبها لها بحروفه المنقوصة
ما تيلا يا ماما عايزين نفطل
سمعت منه لتصاب بارتباك جعلها تلتف نحو الاخر بنظرة راجية جعلته يقهقه قبل ان ينهض تاركا لها التخت يرد على الطفل
مش احنا صحيناها يا عم معتز تعالى بجى نلعب شوية في اللعب الجديدة لحد ما تجوم تغير خلجانها
توقف يجفلها بنظرة عابثة متابعا
وبرضك نصبر شوية يمكن تتسبح ولا حاجة
بهت وجهها لتلميحه المبطن تبادله بنظرة شرسة زادت من ابتهاجه قبل ان يسير ذاهبا من أمامها يردد مع صغيرها
ياللا بينا يا حبيبي نسيبها عشان متعوجش اكتر من كدة علينا
توقف قبل ان يفتح باب الغرفة يرميها بآخر كلماته
وحياة غلاوة معتز ما تعوجي علينا احسن الواحد جايم مفرهد من الجوع بايت من غير عشا بجى ما انت عارفة
ختم بغمزة ترافق تذكيره لها بما حدث بالأمس لتغمغم بالكلمات الحانقة من خلفه
ماشي يا غازي ان شوفتها الليلة دي تاني بس
صباح الخير يا بسيوني
سمع الاخير بالتحية اثناء انشغاله بسقي أحواض الخضرة امام محيط منزله الهاديء بخرطوم المياه الذي كان ممسكا به حين التف برأسه نحو صاحب الصوت ليجيبه باندهاش بدا في نبرته
صباح الفل يا يوسف بيه
منور
رد يوسف بفصاحته ومزاحه كالعادة
دا نورك يا حبيبي انا لقيتك اتأخرت عني قولت اجي اشوفك بنفسي عامل ايه بقى يا وحش
قال الأخيرة يجلس اسفل عرش الكرم على المقعد الوحيد به وكأنه يملك المكان حتى تبسم له بمودة قائلا
انا زين والحمد لله يا باشا بس انت كنت عايزني في ايه عشان تاجي على ملا وشك عشان تستعجلني رغم اني انا متأخرتش اصلا على ميعاد شغلي
لا يا سيدي انا مش تبع شغل غازي انا عايزك في حاجة تانية تخصني انا عايزك توصلني لمشوار جنينية الفاكهة اللي روحتها المرة اللي فاتت معاك عندي حاجات عايزة اضيفها واطمن على وجودها في الثمار عشان تنفع وتليق للصادرات ما انت عارف
ايوة يا بيه عارف
تمتم بها بسيوني يجاريه رغم استغرابه قبل ان يتحرك ليغلق صنبور المياه ثم نفض كفيه وعدل من هندام ملابسه ليردف
بعملية
انا جاي معاك على طول بس الاول اشجق حلقي بلجمتين بدل ما اروح على لحم
بطني تحب تفكر معايا يا يوسف
بيه
تلقى الأخير دعوته بترحاب شديد
احب اوي بس ياريت يبقى جبنة قديمة مع فطير مشلتت يعني لو في اما بقى لو قرص يبقى احلى كمان مع الشاي هات اي حاجة وانا هاكل معاك يا حبيبي انا عمري ما اقول للأكل لأ
ضحك بسيوني لتواضعه معاه ليشير بسبابته نحو اسفل عينيه مرددا به
من عيوني الجوز احلى فطار بلدي والسمن الفلاحي
وليكي عليا اعمله بتفسي
قالها وتحرك نحو المنزل على الفور هم ان يساله الاخر عنها او عن زينهم ولكن استدرك قبل ان يخطئ بعفويته ف انتظر يتأمل الأجواء من حوله يتلفت يمينا ويسارا مع كل همسة تهيء له خروج الاثنان من الحظيرة المكشوفة في الجانب القريب حتى فوجئ بخروج إحدى الفتيات من المنزل بملابس عصرية تحمل دفاتر علميه وحقيبة يدها لم يعرفها في البداية حتى فوجئ بها تبتسم له وتخاطبه بجرأة عن فتيات البلدة
صباح الخير ولا نجول حمد الله ع السلامة احسن
تطلع لها مزبهلا للحظات حتى تدراك ليلفظ بإسمها
ايه ده معقول وردة انا معرفتكيش
زاد اتساع ابتسامتها حتى ظهر صفي الؤلؤ لتقارعه بمرح
عشان نضيفة ولا بسة كويس صح ع العموم دي حاجة عادية في بنات بلدنا في البيت بنبجى حاجة وبرا البيت حاجة تانية خالص ثم انا رايحة الجامعة كنت هروح بالجلبية يعني ولا بالعباية السودة
أومأ بكفي يديده امامها يوقفها بمزاحه
حيلك حيلك بس اديني فرصة اتكلم يا ست المحامية
قال الأخيرة بالإشارة نحو كتاب القانون الذي تمسكه بيداه ليكمل بابتسامة عبثية هو الاخر
يا بنتي انا بتكلم عشان متفاجئ اديني فرصة استوعب بين هيئتك دلوقتي وهيئة ورد والحارس زينهم
ضحكت بذكره للاخير لتعلق بمشاكسة
شكله وحشك والله بس الصراحة يتحب رغم انه شرس والنطح عنده غية ع العموم انا فخورة بنفسي في الحالتين سوا كنت محامية او مراعية لبهايمنا وخدامة في بيتنا اسيبك بجى عشان احصل محاضراتي
تحبي اوصلك
قالها بعفوية اضحكتها لتوميء مناكفة له
لا كتر خيرك والله دا طريجنا وانا حافظاه اكتر من بيتنا نفسه اجعد انت استنى الفطار ابو زبدة فلاحي وان حبيت تشوف زينهم هو في الحوش دلوك مع اصحابه ارميله شوية برسيم بالمرة عشان يحبك ومينطحكش تاني
والله
تمتم بها لتوميء له بابتسامة شقية قبل ان تغادر من أمامه ليظل عدة لحظات يراقب اثرها بتأمل ومشاعر لذيذة أصبحت تدغدغه من الداخل انها
بالفعل مختلفة ولكن هيئتها اليوم فاجأته عن حق
في حديقة الفاكهة التي كان يتفقدها مع بسيوني مندمجا في شرح المهندس المسؤل عن صحة الفاكهة والأصناف المخطط لها التصدير في الوقت القريب تفاجأ بالصغيرات التي
متابعة القراءة