رواية ميراث الندم (الجزئين) بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز

الزمن كأنه انفصل عن الوعي امامها لتعيد الكرة مرة ثانية وقد ذهب ظنها انه لم يسمعها جيدا
يا غازي بجولك طلعت حا 
لم تكد تكملها حتى وجدت نفسها تختطف من محلها وتعتصر بين ذراعيه ليصيح بفرح شابه العتاب 
حرام عليكي حرام عليكي يا شيخة وكل دا سيباني اهاتي بتمرجحيني ما بين ايديكي يا ناادية 
تأوهت پألم حقيقي تذكره بوضعها وقد أفقده الفرح رشده
براحة يا غازي على ضهري انا كدة هسجط على يدك 
خلاص كفاية طيب لحد يدخل علينا الأوضة من العيال كفاية يا غازي 
تركها اخيرا ومازال وجهها بين كفيه يتطلع اليها بوله لا يصدق كم الفرح الذي يشعر به الان بأنفاش لاهثة
وكأنه لم يعرف الانجاب قبل ذلك لتعقب هي باندهاش له
انت لدرجادي فرحان يا غازي هو دا اول عيل ليك
اول عيل منك انتي
قالها وبريق عينيه يأسرها يتابع
العيل دا غير اي عيل حتى لو كل عيل ليه غلاوته ان كان معتز ولا البنات انا كنت مشتاج جوي اخلف منك جوي يا نادية 
ممكن يا غازي تصبر شوية على اعلان الخبر 
ليه يا نادية الصبر دا انا عايز انشرها في الدنيا كلها عايز اعلنها في ميكروفون 
اردفت ترد بصوت حرج
معلش يا غازي عشان خاطري اصبر حبتين ممكن
ماشي يا نادية نصبر عشان خاطرك 
انعطفت بخطواتها نحو الطريق المؤدي للجامعة بعدما خرجت من محيط موقف السيارات التي تحمل الأفراد من والى البلدة كالعادة كانت تسير بتركيز شديد لا تلتلف يمينا او يسارا حتى وهي تسمع لصوت غريب
خلفها لم تلتف على الإطلاق لتجيره على توقيفها باعتراض طريقها 
أعتلى الإجفال تعابيرها على الفور لكن سرعان ما تماسكت حينما تأكدت من هويته ليلفها الڠضب فجأة حتى كادت ان تهتف غاضبة به لولا ان سبقها بقوله
ايه بقى هفضل اليوم كله انا ماشي وراكي
زفرت ترمقه بشعور خلط ما بين الفرح برؤيته وما بين الضجر لجرأة فعله ولكنه واصل بخفة ظله 
اوعي تفهميني غلط ولا تقولي عليا اهبل ومش مراعي سني ولا مركزي بس انتي اللي اجبرتيني على كدة بقى عشان بقالي ساعة ببسبسلك وانتي زي القطر في طريقك 
تخصرت تعقب على قوله
يا سلام وافرض يعني مردتش ولا انتبهت من اساسه فيها ايه يعني ثم انا كمان مش بسة عشان لما حد يبسبسلي ارد عليه 
ضحك بصوت مكتوم وقد راقته حدتها ليعقب بمشاكسة يسألها
طب يعني كنتي عايزاني اندهلك باسمك مثلا في وسط الشارع ولا اقولك يا زينهم أقرب
ها ها ظريف
تفوهت بها تزيد من تسليته وتزداد هي سخطا
ما كفاية ضحك بجى وجولي انت كنت عايزني في ايه عايزة احصل محاضراتي 
سحب شهيقا كبيرا ليتوقف عن الضحك ويتمالك صوته في الرد 
قطري خلاص باقي عليه نص ساعة بالكتير وانا بصراحة كنت جاي اسلم عليكي
تسلم علينا انا !
صدرت منها بدهشة
قابلها بابتسامة متسعة
قولي عليا مچنون بقى ولا عقلي ضارب لكن يعني هي فيها غلط مثلا ان اقفلك مخصوص عشان اسلم عليكي ولا اكلمك
تحركت مقلتيها بتشتت أمامه لا تعرف بما تجيبه حتى اهتز كتفها بحركة بسيطة فتجيبه ببرائة تناقض تماما شراستها منذ قليلا
ببصراحة مش عارفة 
انها حقا تجفله بردودها وتثير داخله الاهتمام لمعرفة المزيد عنها
ورد هو انتي ازاي كدة
ازاي كدة كيف يعني
رد يجيبها متكتف بذراعيه فوق صدره متمعنا النظر بها
بتدهشيني دايما شخصية تبان قوية ومتوحشة احيانا دا طبعا بالتعامل مع زينهم وغيره وشخصية تانية تجمع براءة الدنيا فيها لا تفهم في أساليب البنات ولا تعرف حتى ترد على سؤال بسيط زي ده 
تجهمت وقد زادها حديثه حيرة لترسم الجدية امامه
والله انا تربية اخويا هو اللي اتولى ربايتي بعد امي ما ماټت يعني شغل الحريم ده هعرفه كيف وانا وجتي موزع ما بين رعايتي لبهايمنا وبين كليتي اللي بحضرها بس على وجت المحاضرة بالعافية 
ربنا يخليك اخوكي اللي قدر يحافظ على وردة برية زيك من أي تلوث حتى وهي في قلب المدينة وقي عز الاختلاط بالبشر 
قالها بابتسامة توسعت بوجهه ثم تابع وهو يتحرك على الفور متذكرا ميعاد القطار
ورد انا مسافر دلوقتي عشان اشوف حالي والشغل اللي متعطل بس اوعدك اني راجع قريب قريب اوي 
لوح بيده ثم اسرع ليستقل السيارة التي سوف تذهب به إلى المحطة وتظل هي واقفة محلها تتبع اثره حتى اختفى من امامها لتغمغم بعدم فهم
طب بتوعدني انا ليه ما تيجي براحتك هو انا منعتك!
وبداخل السيارة التي كانت تقطع الطريق بسرعة كي يلحق بموعد القطار تلقى الاتصال الذي كان يتوقعه ليجيب على الفور
ايوة يا غازي يا حبيبي روحت قابلتها وكسرت كلامك 
كسرت كلامي يا بارد انا مش منبه عليك يا 
ايوة منبه يا غازي بس انا دلوقتي مسافر لكن اوعدك ان المرة الجاية مش هيبقالك حق تحوشني من الأساس سامعني يا صاحبي يالا بقى سلام
انهى الاتصال واستند برأسه على النافذة ينظر إلى الخارج بحالمية وبداخله يغمغم
حبيبي يا زينهم 
وفي الناحية الأخرى 
تبسم
كلي فاكهة يا روح واتغذي كوبس بدل ما
انتي وشك اصفر كدة شكل العيل دا هيطلعه على عينك 
عقبت روح بجزع
وه وانا شكلي صح اصفر يا نادية جولي يا غالية انا بجالي كام يوم شاكة فيها دي 
وفيها ايه لما وشك يصفر ولا يخضر حتى مش دي برضوا شهور الوحم اللي بيجولوا عليها ودا الطبيعي ولا ايه يا جدعان
قالها غازي بطرافة أثارت ضحك الثلاثة لتضيف جدته 
لا طبعا مغلطتش يا حبيبي دا هي اللي مجلعة وهتعمل فيها مخضۏضة امال لو شجيوا نص اللي شجناه احنا في شبابنا كان بجي منظرهم ايه بس
بنتة مجلعة يا جدة 
قالها عارف ليزيد من 
يا حبيبي بجى جوزي ما اشتغلش ولا عزق ولا سجا زي باقي عيال عمه جوم اشتفل انا
قالتها بانفعال قابله بابتسامة يلاعب حاحبيه مما أستنفرها للرد مرة أخرى ولكن نادية تدخلت
جلبك ابيض يا روح واد عمك مبسوط بعصبيتك ما تخلهوش يفرح زيادة 
اضاف على قوله
غازي ايضا وهو يلاعب صغاره
يا بت ابوي متحسهوش دا بارد انا عارفه ممكن يجيبلك جلطة دلوك 
قهقه عارف بالضحك عاليا فردت هي بزهو
ومين هيحسه اصلا دا انا بكرة هعمل مشروعي والبلد كلها هتشهد عليه لما اشغل معظم بنات البلد فيه 
قطب غازي يسألها باهتمام
مشروع ايه
يا ست روح ناوية تهببي ايه يا بت
ابتلعت بقلق تنظر لزوجها تطلب منه الدعم ليتمتم ردا لها بهمس
جولي يا ناصحة خليه
يتمجلت علي ودا المتوقع لكن انا برضوا هكوم في لستة التعويض عليكي 
جالسة بتعالي وعجرفة ترتشف القهوة وتقلب في الهاتف وكأنها لم تنتبه له من خلف الزجاج منذ بداية حضوره 
رائعة هذه المرأة في ادعاء عدم الاهتمام امام رجل قضى نصف عمره في جولات ومغامرات مع العديد من النساء فاز وخسر وخسر وفاز حتى امتص خبرته وحفظ كل خلجة وكل همسة منهن فما بالك بامرأة مثلها واضحة امامه وضوح الشمس بالإضافة لما جمعه عنها من معلومات من صديقه اللدود عمر 
خطا حتى اقترب من طاولتها ليلقي التحية وبيده يسحب احد المقاعد ليجلس دون انتظار الاستئذان منها
صباح الخير تسمحيلي اقعد 
اجقلت لحركته السريعة فبرقت عينيها امامه بشړ
اسمحلك فين عاد ما انت سحبت الكرسي وجعدت ولا اكنه مطرحك حد جالك ان هرضى ولا اسمحلك باقټحام خصوصيتي 
اقټحام خصوصيتي
تمتم بها داخله بشيء من سخرية ولكنه تمالك ليرسم الجدية امامها
اسف طبعا لو ازعجتك بس انا متأكد ان ليدي وهانم زيك لا يمكن هتكسف راجل زيي ولا تقل مني حتى لو انا فعلا غلطان 
غمرها الزهو تأثرا بوصفه لتفرد ظهرها وترفع ذقنها امامه بثقة تقارعه
ويعني عشان ما انت شايف اني هانم دا يديك الجرأة في التصرف معايا بالشكل ولا يمكن فاكرني صدجت لعبتك والكلام اللي جولته المرة اللي فاتت عن بحثك عن سكن والكلام الفارغ ده 
تبسم يضغط على شفته في الرد
واضح ان انتي زكية وفهمتيني من اوله وبصراحة مش هنكر ما هو انا كمان غلبت الاقي حجة ادخلك بيها عشان اتعرف عليكي وانتي مصدرة كدة الوش الخشب قدام اي حد يكلمك ولا يعبرلك عن إعجابه 
يا سلاام
تمتمت بها تعود للخلف واضعة قدما فوق الأخرى قائلة بعنجهية
انا شايفة ان حضرتك اتعديت حدودك معايا لانك مهما شكرت ولا ذكرت في مميزاتي برضك انا مش ساهلة ليك ولا لغيرك عشان اتساهل في الحديت انا بت سعيد الدهشان كبير العيلة والبلد كلها مسمعتش انت عن نجع الدهشان 
توسعت ابتسامته ليردف لها بتملق
دا انا يزدني شرف وارفع القبعة لجمال حضرتك ولأصل عيلتك الكريمة بس تسمحيلي بقى اعرفك انا كمان عن نفسي انا صلاح صابر رجل اعمال عصامي والدي توفاه الله من وانا طالب في اعدادي وجدي عبد المنعم الفيومي عين أعيان الفيوم دا غير ان والدتي سهير الطمبشاوي حفيدة الطمبشاوي باشا 
باشا كيف يعني زي اللي بنسمعوا عنيهم دول ولا دا لقب عادي
سألته بعدم تصديق ولكنه عاد يؤكد لها
لا طبعا باشا حقيقي ورث الباشوية ابا عن جد دا حتى لسة قصره موجود وانا جددته وعايش فيه كمان 
لاح على وجهها البلاهة وهي تطالعه بعدم تصديق حتى كاد ان يضحكه مشهدها ولكنه تمالك حتى يخرج لها الهاتف ثم يريها على شاشته
شوفي كدة اهو ده بقى القصر بتاع جدي شايفة كبير ازاي وفخم وزارة الثقافة حفيت عشان
ياخدوا مننا احنا الورثة لكن انا بقى دايما واقف لهم لا يمكن ابدا اسمحلهم ياخدوا ولا يعملوه متحف زي ما بيقولوا ولا يمكن هفرط في ورث جدي 
ابتلعت بتشتت تسأله 
ليه يعني هو مفيش غيرك ورثة
اجابها بتفاخر
لا طبعا كان في بس انا اشتريت حق الجميع وبقى ليا لوحدي تعرفي بقى انا اتعرض عليا من رجال أعمال وناس عرب فلوس بالهيل وبرضوا رفضت دا انا مش برضى اقعد في الفيلا اللي في الكمبوند ولا
حتي الشقة اللي ع النيل مش بلاقي راحتي غير فيها وسط العراقة والأصل بالظبط زي انتي ما بتحبي تفتخري بأهلك مابالك بقى لو اهلك دول باشوات واصول عثمنلي
استطاع بحنكته ان يخطف تركيزها ليواصل بمكر
بس عارفة بقى انا كل اللي ناقصني فعلا وجود حد يشاركني النفس جواها اصل انا وحيد يااا يا نهار ابيض انا نسيت ما اعرف اسمك 
تبسم باندهاش قابلته بزهو ترفع رأسها شامخة في الرد عليه
انا فتنة فتنة سعيد الدهشان 
ما شاء الله اسم على مسمى بحق وحقيقي انا بجد بهني الوالد اللي عرف بختار الاسم اللي يليق على انسانة في جمالك بجد شابوه 
عقبت ببعض الزوق ردا له
شكرا على المجاملة
لا مجاملة ايه طب تعرفي بقى ان انتي فيكي شبه من جدتي التركية تحبي تشوفي صورتها وتتأكدي بنفسك ان كنت بكدب ولا لأ 
طالع وراح فين يا وش النصايب انا هلاجيها منك ولا بوز الاخص ابوك اللي هاجج ورا السنيورة ومش سائل في اهل بيته رايح فين يا مالك
هتفت بها شربات توقف الأخير قبل ان يصل لمقبض الباب الخارجي لتضطره للعودة مهادنا
الله يسامحك ياما انا برضوا مش هرد عليكي عشان عارف بسبب البلاوي كلها 
وكأنها وجدت الفرصة تلقت قوله لتنطلق بالولولة والنحيب مرددة 
منه لله يا مالك منه لله ابوك اللي مبهدلني ومشحططني طول عمره معندوش خير لحد لكنه زودها جوي يا ولدي مش سائل ولا
معبر سايبنا نضرب راسنا في الحيط 
اكملت بالبكاء ليزفر هو بصوت مكتوم يمنع نفسه بصعوبة من التفوه بسبة قبيحة ليلطف بالدعم لها
معلش ياما بكرة هو اللي يجري ورانا وما يطول ضفرنا وانا وحياة غلاوتك لا اخليه يندم على عفاشته دي معاكي اصبري بس انتي وانا هفرحك جريب متجلجليش 
توقفت عن ذرف الدموع لتسأله بعدم فهم
جصدك ايه يا مالك انا مش فاهمة حاجة يا ولدي 
اوما لها بابتسامة مطمئنة قبل ان يتحرك ويذهب
هتروج وتحلى ياما خديها كلمة مني ومفيش منها رجوع ياللا بجى سلام 
خرج على الفور يصفق الباب ويغلقه لتتمتم هي في اثره
وه هو الواد ده بيوعدني ولا بينيمني هتروج ولا تحلى كيف يعني
ومن جهته اتخذ مالك طريقه نحو الجهة المقصودة ليصل حتى خلف المنزل الكبير حيث المنطقة الخالية من المارة في هذا الوقت ثم صعد على جزوع الشجرة الكبيرة ليصل الى الطابق الثاني وبهدوء شديد سار فوق السطح حتى وصل لنصف الحائط في الجهة المؤدية نحو الفناء في الوسط حيث جبل النراب الكبير بفضل الحفر داخل الغرفة المحددة ليجلس على عقبيه يراقب بهدوء حركة الثلاثة في انتظار الفرصة سند و عيسى وهذا الشيخ الذي كان في هذا الوقت يخابر أحدهم عير الهاتف
ايوة يا بيه احنا خلاص على بعد خطوة واحدة جهز نفسك وتعالى عشان تحضر الافتتاح
الفصل الثامن
في ركن مظلم داخل إحدى البنايات الغير مكتملة البناء كان قابعا يتابع بتركيز شديد لكل شاردة او واردة في هذا المنزل وهذه الساعة المتأخرة من الليل والهاتف على اذنه يبلغ محدثه من الجهة الأخرى اخر المستجدات لحظة بلحظة
ايوة يا غازي بيه زي ما بجولك كدة الحركة النهاردة غير طبيعية الراجل اللي جايبنه كذا مرة اشوف خلجته وهو طالع يتجنص ع الشارع ودي اول مرة تحصل منه
جاءه الرد من الطرف الآخر
يعني ايه انت شاكك تكون اللقية هتطلع النهاردة
مش عارف الصراحة بس حاسس زي ما يكون في حاجة هتحصل
تمام يا بسيوني انا معاك ومستني ساعة الصفر اما نشوف ايه أخرتها 
طال انتظارها له منذ ان دلف لداخل الشرفة واغلق شراعاها عليه وهو لم يخرج الى الان تصلها بعض الهمسات الخفيفة بكلمات ليست مفهومة اليها 
في هذا الوقت المتأخر من الليل الوضع يدعو للإرتياب
حتى استبد بها الفضول لتنهض
عن التخت ترتدي مئزرها وتتبع هذه المرة غريزتها متخلية عن تحفظها الدائم وتذهب اليه كي تسأله او تستكشف الأمر بنفسها لربما 
نفضت رأسها فجأة عن هذه الفكرة الغبية فهذا غريب عن طبعه و ولكنه رجل!
همت أن تطرق على خشب النافذة في البداية وتتصرف بطبيعتها كالعادة لكن مع سماعها لنفس الهمهمة التي لم تفسرها بعد تقدمت لتفعل ما لم مالم يخطر على بالها ان تفعله قبل ذلك لتدفع شراعي النافذة پعنف وټقتحم عليه خلوته
حتى اجفل ليلتف اليها وهو يتحدث عبر الهاتف مع أحدهم ويقطب حاجبيه بدهشة لفعلها متمتما لمحدثه من الجهة الأخرى
ثواني دجيجة طيب هجفل وراجعلك تاني
اغلق الهاتف ليرمقها بتساؤل وقد تفاجا بهذا التجهم الذي ارتسم جليا على ملامحها 
ايه يا نادية في حاجة
والله السؤال ده تسأله لنفسك بجالك ساعتين جافل
تم نسخ الرابط