رواية ميراث الندم (الجزئين) بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز

بتشيلني 
تبسمت وضحكت بمجرد التخيل لتغمغم متابعة
ومچنونة برضوا قول عادي متتكتسفش ما هو عرق الجنان ده وراثة عندنا وانا واخداه مني امي دي لبست ابويا مصېبة ودخلته القسم عشان تتجوزو
ختمت ضاحكة مرة اخرى لتستقيم منهية الحوار بقولها
انا رايحة اشوف اللي ورايا دلوقتي لكن هجيلك تاني وهرغي معاك كتير عشان تعرف شخصيتي اه امال ايه ما هو لازم لما تقوم تبقى عارف مين مشمش سلام بقى يا روح مشمش 
استني عندك مين انتي وطالعة عند مين
هتف بها حارس البناية الذي نهض عن كنبته الخشبية فور ان وقعت عينيه عليها وهي تقترب من المدخل بعدما ترجلت من السيارة تاركة زوجها يصطفها الان وكان رد فعلها النظر اليه باستفهام سائلة
انت بتسألني انا
اقترب الرجل نحوها يقول بحدة
امال خيالك يعني مين انتى ولا تكوني جاية تخدمي عند حد هنا من السكان
أخدم!
تمتمت بها پصدمة لتعود بالنظر على ملابسها وتلك الهيئة المزرية بعدما فقدت الطاقة او الاهتمام بمظهرها من وقت حاډث شقيقها لتطرق برأسها عن الرجل الذي لن تلومه عن ظنه بها 
يا بت ما تجولي انتي جاية لمين ولا عايزاني اتصل اجيبلك الأمن 
هتف بها الرجل بحدة ليلتف مجفلا نحو من صاح به يهدر بقوة
تجيب الأمن لمين يا حيوان انت مش عارف دي تبقي مين ولا تبقالي ايه
انتفض الرجل بړعب اصابه مع تقدم الاخر نحوه پغضب مخيف جعله يدافع عن نفسه على الفور
يا بيه انا معرفش انها تخصك كنت بسألها لكن هي مردت 
لم يكمل الأخيرة بعدما انقض عليه يجذبه من ياقتي قميصه پعنف
وحتى لو متخصنيش هل دا معناه انك تعاملها بالجليطة وقلة الادب دي انا هعرفك ازاي تحترمها يا حيوان لازم اربيك واعلمك الأدب 
صار الرجل ينتفض بين يديه ويخاطبه برجاء متأسفا
يا يوسف بيه انا راجل على باب الله وبعمل شغلي والله لو اعرف انها تخصك ما كنت هستجرا اكلمها وع العموم انا بتأسفلك وبتأسفلها اها 
كان غاضبا پعنف حتى لم يكترث لصورته امام المارة وبعض السكان التي توقفت امام المشهد حتى أصبحت هي تتشبث به وتترجاه بحرج
يوسف خلاص الراجل مش جصده حن عليك فضها 
شعر بلمستها على ذراعه وكأنه مس كهربائي اطاح بتركيزه مع الرجل ليرخي قبضته عنه محاولا السيطرة على ارتباكه بعدما تعلقت كفيها بساعده بغفلة منها
انا هسيبك بس عشان خاطرها لكن غلطة تاني معاها المرة الجاية هتشوف اللي يحصلك
ولا نص غلطة حتى ولو عايزني كمان اضربلها تعظيم سلام عادي يا بيه 
قالها الرجل بمزيد من الاعتذار ليرد هو بإعلانه امام كل الحاضرين وقد لف ذراعه حول كتفيها بحمائية
دي مراتي مرات يوسف الغمراوي يعني تعظيم سلام قليل عليها كمان 
وه مرتك
عقب بها الحارس بذهول ليتبعه البقية بتقديم التهنئة والمباركات للعروسين فيجيب عليهم هو بفخر متحديا نظرات الأندهاش الواضحة لها عكسها 
بعد قليل 
دلفت خلفه لداخل المنزل تلفها حالة من التشتت بعد ما حدث لتبادره الحديث فور ان أغلق الباب
مكنتش حابة احطك في موقف زي ده
ضيق عينيه امامها يطالب بتفسير فتابعت شارحة
جصدي ع اللي حصل وانك تنجبر تجولهم عن صفتي دا الراجل
افتكرني طالعة اخدم عند حد من العمارة 
قالت الأخيرة بحزن غلف نبرتها ليعقب هو بحنق
عشان حمار عبد المتجلي دا اساسا غبي ومبيفهمش ثم تعالي هنا مين قالك ان انتي قليلة عشان تتأثري دا انت اشيك من أي واحدة شوفتها رايحة جامعتها ان كان على مستوى الصعيد كله ولا حتى هنا كمان 
ردت بما يشبه التشكيك
هنا كمان! مش لدرجادي يعني
عاد مؤكدا لها
لا لدرجادي واكتر كمان ودا سر اعجابي بيكي انتي مش بس شيك دا انتي موزة جامدة كمان 
اضطربت لغزله الصريح لتضطر انهاء الجدال معه وابتعلت ممتنة له بخجل حتى تهرب من امامه
ع العموم انا لازم اتشكرك على وجوفك معايا رغم اني مش عارف هجدر اوفي جمايلك دي كيف
جذبها من ذراعها يوقفها قبل ان تذهب من امامه
جمايل
ايه اللي عايزة توفيها متخلنيش ازعل منك يا ورد
اثر بها هذه الجدية في العتاب منه لتومئ بطاعة دون صوت فتابع مشددا دون ان يتركها
انا من النهاردة هسعى على نقل ورقك من الصعيد للجامعة هنا وان كان ع لبسك ف احنا مش مضطرين ننزل الصعيد نجيبهم
من بكرة دولابك هيبقى مليان بكل اللي تحتاجيه
شرعت بنظرة انبأته عما تفكر به كادت بها ان ترد ولكنه كان الأسبق في دحض اعتراضها بحزم
الكلام ده خلصان ومفيهوش نقاش يا ورد
وفي مكان آخر 
داخل غرفة صغيرة تشبه المخزن ممتلئة بالعديد من ادوات الصيد وعدد من الاثاث القديم
كان الحديث الدائر عبر الهاتف بين الاثنين
شوفلك صرفة يا صدجي وابعتهم يعني ايه مش جادر تبعت عن طريق اي وسيلة امال فالح بس تنفش ريشك جدامنا عن المسؤلين اللي مصحابهم متزعجش يا صدجي عشان انا على أخري منك ومن الوضع نفسه خلاص يبجى تخلق لي فرصة تبعتهم فيها انت نفذت واحنا اللي لبسنا يعني معندناش حاجة نبكي ولا نخاف عليها والله براحتك اعتبره زي ما تعتبره احنا على اخرنا وعايزين نخلص ماشي يا كبير نصبر كمان شوية وانا نشوف ايه أخرتها
الراجل بيلعب بينا 
علق بها عيسى فور انهاء الاخر المكالمة واغلاق الهاتف ليتابع بعيظ
بس احنا مش لازم نسكت يا سند لازم يلبس زي ما احنا لابسين
سمع الاخير منه ليزفر بغيظ يرد
اه بجى ولما يلبس يا ناصح مين هيطلعنا منها مين
اللي هيجبضنا نفسي تبطل اندفاعك يا عيسى 
قالها وتحرك خطوتين ليجلس على اريكة خشبية عفى عليها الزمن من قدمها يتابع لها بنصح وتحذير
اهدى واركز دا احنا ما بين حدين اما نطلع لسابع سما او ننزل لسابع ارض يا نطول الفلوس ونهرب نعيش ملوك يا نطب من الشرطة ونروح في كلبوش ميغركش الشويتين اللي عملتهم معاه دلوك انا بس بشد عليه عشان مريخيش معانا دا راجل مش سهل واديك شوفت بنفسك عرف ازاي يظبط الموضوع مع الحكومة ودلوك بايت في بيته مش زينا هربانين 
لازم نهاوده يا حبيبي
عبس عيسى وتجهمت ملامحه ليردف بحنق
معاك يا سند بس يكون في علمك انا اللي مصبرني بس موضوع الفلوس انما ان كان عليا اخلص عليه من عشية ولا يهمني قضية ولا زفت حتتين الاثار اللي طلعنا بيهم هما الحاجة الوحيدة اللي مرطبة على جلبي 
اما عن الأخر
بداخل محل الأجهزة الكهربائية الخاص به يباشر حركة الشراء والعمال به من داخل غرفة مكتبه في الأعلى ينظر من الواجهة الزجاجية يمارس حياته الطبيعية بحنكة اكتسبها عبر سنوات عمله بهذا المجال مهمها واجه لا
يتأثر حتى لا يثير الشبهة به حتى وهو متلبس بالفعل يجد الطريقة لأبعاده عنه 
انتبه لعودة احد الرجال من صفوته المقربة يصعد الدرج حتى أتى ليطرق باب الغرفة 
جلس هو على كرسيه خلف مكتبه يستجيب له
ادخل يا حسان 
دلف المذكور يلقي التحية الاعتيادية وقبل ان يجلس جيدا بادره القول باقتضاب
هات اللي عندك 
سمع منه الرجل ليجيبه على الفور
زي ما بلغتك جبل سابق بسيوني لساتوا في الغيببوبة باينهم يأسو منه كلهم رجعوا ما عدا اخته لسا بتزوره يوماتي شكله ما منوش جومة وع العموم لو حصل وجام احنا برضوا مفتحين
بتفكير جلي صار صدقي يهتز بكرسيه يمينا ويسارا ليغمغم وكانه يحدث نفسه
يعني الباشا غازي رجع حلو جوي كدة بجى اللعب هيبجى ع المكشوف 
لم تصدق عينيها في البداية حينما رأت طيف جسده الهزيل داخل فناء المنزل من شرفة طابقها الداخلية حتى ظنته في البداية لصا او متطفل من اهل المنطقة أتى ليبحث عما بحث عنه العديد من ضعاف العقول بعد الحاډث رغم علمهم ان كل شيء ذهب للحكومة بعد سړقة ما خف وزنه وثقل ثمنه من قبل المچرمان عيسى وسند ومن شاركهم فيما حدث 
ليأتي الان هو برفقة والدته المكلومة على حفيديها وزوجها والان ابنها بفقده للجميع ما أصعب ما يعانياه الاثنان الآن
كان جالسا على طرف الحفرة الكبيرة ينظر داخلها وفقط ف اقتربت هي بعدما القت التحية نحو سکينة الجالسة بالقرب منه في أحد الاركان واضعة كفها على وجنتها ببؤس
اخيرا طلعت يا فايز عامل ايه النهاردة
انتظرت قليلا حتى خرج صوته بما يشبه الغمغمة
زين وعايش ولساتها رجلي بتدب عليها 
عقبت على قوله
المهم انها بتدب ع الأرض يعني لساك واجف على حيلك ودي اكبر نعمة من عند الخالق 
ارتفعت رأسه هذه المرة ليتطلع اليها موجها كلماته لترى ملامحه المجعدة وكأنه كبر من السنوات ٢ عاما فوق عمره
ايه اللي عرفهم طريق الكنز يا سليمة وابويا نفسه ډفن
على بوابة السرداب من اول ما ظهرت جدامنا واحنا عيال وجال انه ډفن على بوابة الفتنة دا انا نفسي نسيت مين اللي خبر عيال عليه وهوايدة عشان يغدروا بعيالي
الله اعلم باللي غدر بولدي محدش متأكد ان كان هما ولا غيرهم 
ما هو ولدي انا كمان يا سليمة ولا انت فاكره كسرتي دلوك على واحد بس 
غامت عينيه ليتابع بصوت مبحوح
انا بس اللي غبي وفهمي تجيل كان لازم اخد التلت ضربات عشان افوج كان لازم اتكسر عشان ينكسر كبري وظلمي ليكي يا بت عمي
ردت بكبرياء
الكلام ده فات اوانه خلينا دلوك في الوجت الحالي ربنا بصبر جلبك ويطبطب عليك بلطفه 
بس انا استاهل يا سکينة استاهل عشان طول عمري مغيب عجلي في العند من غير سبب بغشم معمي ع اللي بيحصل حواليا حتى وانا شايف الواد مجلوب عليا عينه اللي بطج شرار كل ما يبصلي ولا تيجي عيني في عينه كان متمرد ومحدد طريقه اتغر بعجله الصغير وافتكر ان هيعمل اللي انا معملتوش وكان النتيجة انه يروح فيها
انا اللي مكنتش سائل ولا كان بيهمني أهملت اسأله ماله زي ما أهملت في حق الاول انا باخد جزاتي يا سليمة انا استاهل يا سليمة 
لأول مرة منذ سنوات لا حصر لها يرق قلبها اليه لقد تبدل اخيرا وعرف طريق الحق لقد استفاق من غيبوبته ولكن بعد فوات الأوان
البيبي تمام وآخر حلاوة 
يعني نطمن يا دكتورة
سألتها نادية والتي كانت حاضرة
معها في هذا الوقت في زيارة لتطمئن عليها مع زوجها 
وكان رد الطبيبة بابتسامة ودودة وهي تلملم ادواتها داخل حقيبة العمل بعد فحصها للمريضة
طبعا تطمن ان شاء الله بس مش اوي يعني ما هي الحركة والسفر حسب كلامكم هما سبب التعب اللي حاصل لها يعني المطلوب دلوقتي هو الراحة المرة دي جات سليمة المرة جاية ولا اعراض احنا في غنا عنها حاليا عايزين نكمل الشهور اللي جاية على خير ولا ايه يا ست روح 
اومأت لها الأخيرة بطاعة
طبعا يا دكتورة ربنا يستر في اللي جاي 
ان شاء الله بس احنا نحرص 
اكيد بإذن الله يا دكتورة
هتفت بها نادية لتلفت نظر الطبيبة اليها
وانتي كمان يا قمورة خلي بالك ولا انتي ناسية انك في البداية زيها مش عايزة توصية انتي كمان الواحدة منكم تعرف مصلحتها من نفسها ولا ايه 
قالتها الطبيبة بطرافة قبل ان تستأذن وتغادر بصحبة عارف بعد ان طمأنته على زوجته لينفردا بحديثهما معا فسألتها بفضول
مش ناوية بجى يا ست نادية تعلني عن خبر حملك خلي الكل يفرح بالخبر وغازي يعمل فرح وليلة كبيرة 
ايوة هو دا اللي انا خاېفة منه 
تمتمت بها تقاطعها لتردف بتخوف
يا ست روح افهمي بجى انا ما حد ضيع عيالي مني في اول مرة غير اللهفة وتكبير الشوم اللي زي ده اللي اتلسع من الشربة ېخاف من الزبادي وانا اللي اتلسعت في عيلين نزلوا جبل اوانهم ومجدرتش حتى اخدهم في حضڼي ولو ع الفرح والليالي كله في وجته ياجي ان شاء الله بس الصبر لازم يعني الجلجزة 
ضحكت روح على تعبيرها الاخير لتعلق لها بمرح
والله انتي طلعتي ما ساهلة ع العموم يا ستي برضوا حقك المهم بجى خلينا في علاقتك مع الكبير انا شايفاه مجلوب النهاردة وهو بيوصلك وبيتكلم معاكي ع الناشف او عادي ع الأصح ايه اللي حصل بجى دا مش طبع غازي الملهوف على بصة منك ابدا 
زمت شفتيها ببؤس تجيبها
ما انا ملاحظة وعارفة ان انا السبب في جلبته دي هو الراجل اساسا تعبان وزعلان وانا بغشمي زودت عليه 
قطبت روح تطالعها بتمعن وقد لفت نظرها اللهجة الجديدة منها في ذكر شقيقها والتحدث عنه تلتمس تغيرا ملحوظا جعلها تخاطبها بانتباه
طب ما تحكيلي يا ست نادية زعلتي كبيرنا في ايه يا بت 
في استجابة سريعة منها وكأنها كانت في انتظار الفرصة للبوح عما بداخلها امام من تستطيع فهم ما تمر به ردت
هحكيلك يا روح عشان انتي الوحيدة اللي ممكن تفهميني
في المجمع التجاري الكبير 
أتت هذه المرة تصحب عزيزة لتجلس معها في نفس المحل الذي أصبحت ترتاده في الفترة الأخيرة في رغبة منها لرؤيته وبنفس الوقت اظهار عدم الاهتمام بالضحك والتسامر مع الأخرى
حتى حينما اكتشفت حضوره أصبحت تزيد بمرحها دون ان تلتفت اليه وكأنه لا يعنيها ولا تعلم انها كلما زادت تنكشف امامه أكثر بغفلتها
عشان تعرفي بس يا عزيزة اني معنديش اغلى منك جايباكي في احلى مكان فيكي يا محافظة
ردت الأخيرة بسذاجة ليست غريبة عنها
وانا كمان معنديش اعز منك وانتي عارفة زين ربنا ما يحرمني منك يا فتنة الاماكن الحلوة دي في حياتي ما شوفتها ولا اعرفها 
تبسمت هازئة وعينيها ذهبت نحو هذا الذي يرتشف من قهوته يدعي انشغاله بشيء ما في الهاتف
ليه يا ناصحة معملهاش عزب معاكي ابدا بجى يعني لا فسحك على خطوبة ولا
جواز ولا شهر عسل حتى
عبست عزيزة تردد خلفها بحنق
فسحني على طين! هو دا يعرف اساسا يفسح ولا يزفت والنبي ما تفكريني بيه دا انا ما صدجت اخد نفسي معاكي النهاردة جطيعة هي الرجالة بياجي من وراها اي فرح 
والله وصدجتي 
قالتها فتنة بمغزى تقصده وابصاره لم تنزاح بعد عنه بظن منها انه لا يراها ولا تعلم بأنه كالردار يسجل كل فعل منها في انتظار تحين الفرصة وقد ثبت له انها وقعت
ليرفع رأسه نحوها فجأة يظبطها متلبسة بالجرم في التطلع اليه حتى ارتبكت لتبتعد ببصرها عنه إلى عزيزة ترتشف من العصير وتتحدث في أي شيء ولكنه ظل على وضعه حتى لفت انتباه عزيزة لتعقب بضجر
يا مراري الراجل دا ماله بيبصلنا كدة بعينه البجحة دا مش رافع عينه عنينا ايه جلة الحيا دي
زاد اضطراب فتنة لتنهاها
واحنا مالنا بيه خلينا في حالنا 
واحنا
تم نسخ الرابط