رواية ميراث الندم (الجزئين) بقلم أمل نصر
المحتويات
ايه اللي دخلو فين ما تنجي الفاظك يا زفت
يا بني بطمن عليك انتي هتدقق
قالها واستقام يلقي التحية على البقية فعقب عارف
امال ايه صوت الخناق اللي كنا سمعينه جبل ما تدخل
وقبل ان يجيبه تفاجأ بدفعة للباب الخارجي يدلف منه
بسيوني بوجه مكفهر
سلام عليكم يا جماعة عامل ايه يا غازي بيه
تلقى غازي تحيته بتوجس فنظرته الحادة نحوه يوسف غير مبشرة على الإطلاق
ايه يا عمنا اتت التاني اللي يشوفك يقول خارج من خناقة مش جاي تطمن على مريض
معلش يا عارف بيه سامحني بس اعمل ايه بجى ف حرجة الډم
قالها بأسف ؤهو يتطلع نحو شقيقته التي انتابها الحرج بجوار السيدتين لينهضن فجأة يسحبنها معهما باستئذان لمنع الحرج
طب احنا هنطلعوا برا نشم هوا شوية
قالتها روح ثم خرجت مع الاثنتين لتخرج الشكوى من بسيوني
يخطفها كيف يعني
غمغم بها غازي بعدم استيعاب ليلتقطها الاخر مرددا
اهو قالك اهو اخطڤها ازاي وهي مراتي اصلا
عشان تعرف بس يا غازي تحكمات صاحبنا ده
انفعل بسيوني
تحكمات ايه البت يدوب مكتوب كتابها لا اتعملها فرح ولا دخلت يعني في مجام المخطوبين دا بجى يديك الحق تسافر بيها من غير ما تبلغني
يا عم كنت بوصلها ع الكلية وساعتها اتصلت على تلفونك رد عليا عارف وعرفت باللي حصل اقعد مكاني بقى من غير ما انزل واطمن عليك
طب وتاخد البت معاك ليه كنت نزلها تاخد تاكسي تروح كليتها يا ترجع البيت
واسافر من غير مراتي ما تحضرنا يا غازي انت ولا عارف واشهدوا الحق الراجل ده حايش عني مراتي ومش راضي يرجعها بيتها انا ساكت وصابر وهو اللي مش عاجبه
انا جولت هجوزهالوا بعد ما تخلص سنتها هو اللي مجلجز ومطلع عيني بعمايله
ردد يوسف بمسكتة
انا برضو اللي مطلع عينك طب والنعمة الشريفة بيقف لي ع الواحدة وخانفها ع البت لحد ما خست شفتوا شكلها بقى ازاي وهي متقطعة ما بينا عايزة ترضيه وبتيجي عليا انا طب تقدر تقولي هو محبكها علينا ليه عايز اشهارمستعد اعمل فرح يشهد عليه البلد كلها ولو على رعايته انا مستعد اخليه في بيتي لحد ما ربنا يتم شفاه رغم انه بقى ما شاء الله زي ما انتوا شايفين
طب ما اهو مسهلها عليك يا بسيوني اها ايه مانعك ما تيسرها عليهم وخلص
كداب يا عارف بيه اللي بيجولك دا مضيق عليه البت مش عارفة تذاكر من رن تليفونه عليها يعرف مواعيد اكلنا ويطب علينا فجأة عمري ما منعته
تبسم غازي لمناكفات الاثنين وتبريراتهم الواهية ليعقب بمرح
خلاص يا بسيوني مدام مطفشك في عيشتك اخلص منه واعمل فرحهم هو انت ناجص ۏجع دماغ
وافج يا بسيوني وليك عليا اعملهم احلى ليلة في البلد خلي الناس كلها تشهد على جوزاة اختك
زاد عليه عارف
ونفرح بيه بالمرة انا سمعت انه خطب الممرضة في مصر مش برضك
اسمها مشيرة
اومأ له بقلة حيلة فتابع عارف
خلاص يا سيدي نعمل الفرحين في ليلة واحدة انا عارف شجتك جاهزة وان كان على اختك امرها سهل
مش عايز منه حاجة هو بس يجوزهالي
هتف بها يوسف ليمنع كل سبل الرفض مضيقا الخناق على الاخر والذي كان يبصره بحنق شديد وغازي وعارف يواصلان اقناعه
الخاتمة
علقت الأنوار وڼصب الصوان الكبير بامتداد يسع الالاف من البشر ليدوي صيت الفرح الأسطوري بداخل البلدة وخارجها على مستوى المحافظة بعدما نسق هو بحرفنة حتى يمنع عن الاخر أي سبيل للتراجع مع التردد الذي كان يلمسه منه في كل اللحظات التي مرت على مدى الشهر الفائت وهي مدة علاج غازي الذي له الفضل مع ابن عمه عارف في الضغط على رأس هذا العنيد حتى يقبل
وقد تولى غازي مهمة اقامة الفرح داخل منزله الكبير ليزيده تورط
مع استضافة لعروس الاخر واهلها داخل المنزل ايضا والتي ساهمت بعض الشيء في التخفيف عنه وعدد من اهل يوسف المتبقين في الدولة كعمته وابنتها ف المعظم منهم مهاجرين بدول أخرى
اقيمت له ثلاث ليالي الاولى كانت بليلة لتلاوة ايات الذكر الحكيم مع مائدة كبيرة لأطعام المدعوين من اهل البلدة والثانية كانت الحناء والتي احياها عدد من اشهر مطربي الجنوب
لتأتي اليوم الليلة الكبرى ليلة زفاف الاربعة يوسف وورد وبسيوني وعروسه مشمش او مشيرة
والبيت الكبير مقر الفرح
كان في هذا الوقت يتم تجهيز العروسين بغرفة خصصت لهم وقد أتت اليهم المرأة المتخصصة ميكب ارتست لتزين الاثنتين
اما الرجال فكانت لهم ايضا غرفتهم
ليزيد الضغط على بسيوني والذي كان مذبذبا من الأساس
دلف عائدا من الخارج ليسقط جسده على التخت بإرهاق وفتور يمنعه من القيام او فعل أي شي بفكر شارد بعدما مل من التصرف بطبيعية والابتسام مع البشر ليجاري فرحهم له ولشقيقته فوصله صوت هذا المشاغب من داخل حمام الغرفة
ايوة يا قلبي شوفتيني وانا برقص امبارح دا انا كنت ھموت واسحبك من ايدك وسط الستات وارقصك بالحنا اللي في ايدك وفي رجليكي الحلوة دي بس اخوكي بقى الله يسامحه
رجليكي الحلوة!
غمغم بها بسيوني بعدم تصديق لينهض نحو مصدر الصوت ليرهف السمع اكثر ويعرف باقي المكالمة
طبعا مش هتأخر عليكي هخلص لبس بسرعة وانتي خلي الميكب ارتست تجهزك بدري عشان نخلص كله بدري ونلحق ندخل بيتنا بدري دا انا مجهزلك حاجات تخبل تاني يا ورد بتتكسفي لا اصحى معايا بقولك اهو دا النهاردة السهرة هتبقى صباحي و
قطع بشهقة صارخا مع اندفاع الباب بقوة مع دخول غاشم من هذا الذي يتحمل الحديث ليرمقه پغضب هاتفا
انت بتهبب ايه يا زفت
فزع في البداية لكن سرعان ما تمالك ليرد بثقة
كلك نظر يا حبيبي قاعد على قعدة الحمام هكون بعمل ايه يعني
انفعل بسيوني ليلطم بكفه على خشب الباب
انا مش جصدي الزفت ده
انا بتكلم ع التليفون والرغي مع البت ما تحترم نفسك
البت متفهمش المسخرة دي
رفع له حاجبا باستهجان يرد
وافرض متفهمش يا سيدي امال انا وظيفتي ايه معاها دا انا جوزها يا عم نفسي بقى تستوعبها دي وياريت تبطل تدخل كدة ھجم تاني ف لحظاتي الخاصة خلي بالك انا ممكن اقطع الخلف منها الخضة دي ودا مش كويس على مستقبل اختك معايا
يوسف
صدح بالأسم بلطمة أكبر على الباب ليعقب الاخر
يا دي النيلة على يوسف انت هتفضل واقفلي كدة عيب يا بسيوني اخرج يا حبيبي خليني اركز في اللي انا فيه ولا انت شوف حالك وافتكر انك عريس واتصل بعروستك اخرج بقى واقفل الباب وراك مش عارف اخد راحتي
امتقعت ملامحه بشدة فهذا الولد ببروده الا متناهي سوف يتسبب له بجلطة ليضطر اخيرا للخروج مغمغما بالكلمات الحانقة
انا عارف ايه اللي حدفه علينا ده بس يا ربي
اما عن الاخر فقد مط شفتيه بعدم اكتراث ليعود الى مهاتهفتها مرة اخرى
ايوة يا روح قلبي كما بنقول ايه بقى بسيوني لا يا حبيبتي دا كان بيهزر معايا قوليلي بقى انتي بتعملي ايه دلوقتي
وداخل المنزل
دلف عائدا من الخارج من أجل تبديل ملابسه العادية لأخرى مخصصة لهذه المناسبات
نااادية يا نااادية
هتف مناديا بإسمها بطريقته المعروفة بعدما بحث بعيناه عنها ولم يجدها
جاءه الرد من مخرج حمام الغرفة تسحب ابنها بعد ان حممته لتقول ضاحكة
يادي المد اللي مش فاهماه اموت واعرف ليه الاسم مختلف من خشمك
بادلها ضحكتها يجيب قبل ان يلتقط الصغير ويقبله
بحسه حلو على لساني امد فيه زي ما انا عايز ومحدش له حق يقلدني ولا ايه يا باشا
توجه بالاخيرة للصغير والذي قلده
يا باسا
عبس يشاكسه
تاني برضو بتاكل النقط اللي ع الحروف ياض كدة هيبتك تروح جدام البشر هتورثني وتبجى كبير كيف
قهقه الصغير مستجيبا لدعابات الأخير امام اعين والدته العاشقة لهذا الرجل وامتنان لا يوصف نحوه
تركتهم في مزاحهم لتتجه بخطواتها البطيئة نظرا لكبر البطن بحمل التوأم ثم لتجلس بصعوبة تمسك بكفها على ظهرها من الخلف حتى لفتت ابصاره ليصرف الطفل بلطافة
روح انت يا بطل عند جدتك فاطنة اصلها لاما خواتك حواليها وبتحكيلهم حكايات
سمع منها ليركض سريعا بفرحة واشتياق لحكايا الجدة العجوز واتجه هو إليها ليعدل الوسادة قبل ان يتخذ وضعه خلفها ثم يسحبها بلطف
ارجعي وريحي ضهرك زبن دا اكيد من الشجا في الفرح انا جولت من الاول تخفي على نفسك البيت مليان
تبسمت مستسلمة ببطء لسحبه لها حتى تفاجأت بصلابة ما استندت عليه لتنتبه ان ظهره هو المسند وليس الوسادة استدركت لتشهق بجزع
يا مري يا غازي بعد من ورايا لاصطك في الچرح ب
يفتح عليك واحنا ما صدجنا
شدد عليها بذراعيه
بعيدة عن الچرح اطمني لكن فلفصتك دي هي اللي ممكن تأذيه صح
توقفت على اثر تعقيبه الاخير لتخاطبه برجاء
يا حبيبي طب لزومه ايه نجيب الأذية لنفسينا حتى المخدة اطرا واريح
قالتها بمزحة قابلها بتصنع العتاب
يعني المخدة احن مني يا نادية
تطلعت اليه مضيقة عينيها وكأنها تكشفه ولكنها كالعادة ترضي هذا الجزء لديه
انا جولت أطرى واريح يا غازي مجيبتش سيرة الحنية انت مش بس حنين يا جلبي دا انت السند والضهر الحجيجي
تبسم بوسع فمه وقد اسعده مكرها في الرد ليزيد من النشديد عليها بضمته مراعيا چرح صدره
بجيتي عفريته وبتغلبيني في الكلام يا بت هريدي انا عارف كنتي مخبية الشجاوة والعفرتة دي فين
ردت ضاحكة
اتعلمته على يدك يا حبيبي
وه
غمغم بها
وهو حبيبك عاد له هيبة خلاص ما راحت على يدك وفي الجري وراكي يا بووووي كرريها تاني
قهمت مقصده لتجاريه ككل مرة يطلبها منها
حبيبي حبيبي هفضل أكررها في اليوم مية مرة يا ناس
وباللأف كمان انا عمري ما اشبع منها
وعند سليمة التي اصبح منزلها الان يعج بعدد الأفراد التي تدخل وتخرج داخله بعدما حولت معظم الطابق الأرضي لجمعية خيرية شاملة من رعاية النساء الأرامل والمطلقات وفصول تقوية لطلاب المدارس بدعم حكومي وفره لها غازي بعلاقاته وتبرعات اهلية ان كان مال او تطوع
وقد نقلت سکينة معها في الطابق الثاني برضاء تام من المرأة وقد تحول الميراث الملعۏن لشيء جديد ينفع البشرية ويدخل في قلب الحزين الفرح بما تم
تبسمت باتساع فمها حينما طلت عليها هذه الفتاة الصغيرة صاحبة الفكرة من بدايتها تدخل المنزل بصحبة اباها والذي اشرق وجهه وتحول لانسان اخر بعدما ذاق حب البشر الحقيقي له بعد تغير شخصيته
ولذة النجاح بتفوق ابنته
الذي اصبح يشهد عليه الجميع
صباح الخير يا خالة سليمة
القت اليها بالتحية لتتلقفها الأخيرة تضمها وتقبلها من وجنتها
صباح الفل يا حلوة شكلك جاية من الدرس
تكفل فايز بالرد
جابلتني وهي جاية من درس العلوم شبطت فيا ناجي ونطل عليكم عاملين ايه بجى
تبسمت له بود وقد وأدت بداخلها جميع الاحقاد بعد تغيره
احنا زين والحمد لله يديم نعمه علينا
اللهم امبن يارب
غمغم بها قبل ان يأمر ابنته
اسراء اطلعي فوق عند ستك وانا جاي وراكي
سمعت منه وصعدت على الفور تنفذ الأمر لتخلو المساحة الصغيرة الا منها ومنه لتبادره بالحديث كالعادة
عاملة ايه شربات معاك لساها على جنانها ولا هديت شوية
ابتلع الغصة داخل حلقه يعلم جيدا ان تفهمه ولذلك دائما ما تتعمد تذكيره بسؤالها وهي معها كل الحق
لا هديت يا بت عمي بعد ماشافت ع التلفون تكريم الناظر للبت والشكر في شطارتها شوية شوية بجت تحس من سؤالات الناس والكلام عن البت اهو سبحان الله لف الزمان ولجينا اللي نرفع راسنا بيه
وبكرة تفرح بيها اكتر لما تكبر وتبجى حاجة زينة الايام مع البنتة بتعدي بسرعة
قالتها بتمني حقيقي شعر به ليرد بامتنان
تشكري يا بت عمي انا متبشر بيها جوي معرفش ليه بتفكرني بيكي
ربنا يخليهالك
قالتها وابتسامة لاحت على محياها قبل ان تحرك اقدامها لتذهب نحو الداخل عن اذنك بجى داخلة اطل على فصل محو الامية جوا عارف بجى رط الحريم
غمغم في اثرها بحسرة كالعادة قبل ان يتخذ طريقه نحو والدته في الطابق الثاني
عارف يا بت عمي عارف
والى زوج الاحباب وقد عادت المياه الصافيه بينهم الى مجاريها فقد كانت هي امام المرأة تعدل من هيئتها بعد ارتداء عباية راقية تليق بها في مناسبة كهذه وتناسب الوضع الجديد لها بعدما كبرت بطنها بشكل يجعلها شهية بصورة غير طبيعية في عين حبيبها والذي وقف خلفها يمارس عادته في تأملها كالعادة ولا يمل ابدا
عارف
يا روح عارف
انا حاسة نفسي تخنت في الجسم كله مش بس البطن ولا انت ايه رأيك
اقترب ليلف ذراعبه حولها من الخلف يضع يده على بطنها ويحدث انعكاس صورتها في المراة
اجولك الحق ولا ابن عمه
ابنلعت تجيبه بتوتر
جول يا عارف شكلك كدة هتصدمني
ضحك معقبا بمرح لقولها رغم جديته
مش انا طول عمري بجول ان انتي احلى بنات العيلة
اممم
انا دلوك بشوفك احلى من كل المراحل اللي عديتي بيها من وانتي طفلة صغيرة بجصة ع الجبين
تبسمت براحة لإطراءة قبل ان يجفلها بقوله
لدرجة اني بتمنى انك تفضلي كدة دايما
الټفت برأسه تسألها بعدم استبعاب
افضل كدة تخينة ولا حبلة
ضحك يلعب حاجبيه
الاتنين عايزك تحبلي على طول وتتخني على طول
عبست بغيظ مرددة وهي تحاول الافلات من ذراعيه
لا دا انت بتهزر بجى بعد يا عارف عايزة اللحج الفرح وانت شكلك فاضي بتهزر
زاد من تشبثها بها فلم يسمح لها بالتنصل مستمتعا بمنكافتها
وان مسيبتش هتعملي ايه لو راجلة فكي نفسك
جاهدت بيأس حتى دبت الأرض بقدميها متذمرة
يا بوي عليك لما تغلس
وكان رده قهقهة عالية يفتنه كل فعل منها حتى الڠضب يراه منها جميل عجيب امر هذا العشق
دلفت اليه داخل غرفة مكتبه بالشقة بخطوات مترددة تفرك كفيها ببعضها تفتح فاهاها وتغلقه في اللحظة عدة مرات حتى شعر بها دون ان
يرفع رأسه عن الاوراق التي يباشر العمل عليها
عايزة ايه يا هدير اتكلمي
جسرت نفسها لتخبره على الفور
عايزة اروح الفرح
فرح مين
سالها ليصدر صوتها بالإجابة التي صعقته
فرح ورد اخت بسيوني
مين انتي عايزة تروحي فين
هتف بها بحدة قابلتها هي بشجاعة
انا جولت فرح ورد عشان هي صاحبتي والفرح معمول في ساحة الدهشان مش في البيت نفسه
وتفرق
ايوة تفرق عشان هي صاحبتي زي ما جولتلك وجاتني هنا ودعتني
متابعة القراءة