رواية ظنها دمية بين أصابعه (الجزء الرابع من الفصول) بقلم الكاتبة سهام صادق
المحتويات
مكنش لازم يطول أكتر من كده عم عزيز على عيني وعلى راسي لكن بنت اخوه اللي ظهرت فجأه له ولينا إزاي بسهوله كده نعيشها وسطينا إيه ضمنا اخلاقها وهي اتربت عند ناس غريبة.
شعرت نيرة بالصدمة من كلامه.
_ سيف أنت واعي لكلامك أنت عارف أنت بتقول إيه.
أشاح عيناه عنها ثم زفر أنفاسه بقوة و كاد أن يتحدث.
_ ليلى متربية كويس يا بشمهندس وعفيفة النفس.
_ شوفت إيه منها وحش عشان تقول كده عنها.
رمقته بنظرة تحتلها الصدمة فهذا الواقف أمامها ومن ربته في صغره كأنه شخص أخر.
_ ومتقلقش رسالتك وصلت لينا.
عادت عايدة إلى المطبخ حتى تخرج من الباب الذي تغادر منه الڤيلا وقد أسرعت نيرة ورائها.
_ طنط عايدة استنى سيف مش عارف هو بيقول إيه.
لم تهتم بعودته إلى المنزل هذا الصباح وقد اتخذت قرارها بأنها ستنفض عنها عباءة الخنوع التي أجبروها على ارتدائها حتى تعيش بينهم.
ابتسمت وهي تنظر إلى نفسها بالمرآة بعدما تأنقت من أجل مقابلة العمل التي ستذهب إليها ليقترب منها الصغير فسألته.
_ أنا حلوه يا يزيد.
هز الصغير رأسه إليها وهو يقول.
_ حلوه أوي يا زوزو.
_ أنا رايحة مقابله شغل ادعيلي ماشي.
بعدم فهم تساءل الصغير.
_ يعني إيه
انتصبت في وقفتها و مررت يدها على خصلات شعره الناعمة.
_ أنت بس ادعيلي وأنا وراجعه هجبلك حاجة حلوه تمام.
_ هو أنا هروح عند تيته وجدو ولا هاجي معاك.
بنبرة حانية ردت وهي تضع متعلقاتها في حقيبتها.
عادت تقترب منه ومسحت على خده برفق.
_يزيد متقولش لحد أنا رايحة فين خلي ده سر بينا تمام.
أسرع بتحريك رأسه إليها لتبتسم وهي تعرف تماما أنه سيحفظ سرها.
ذهبت به إلى الڤيلا فابتسمت حورية لها بعدما أخذت يزيد منها.
_ طالعه زي القمر يا زوزو ربنا يوفقك في مشوارك.
لم تكن تعرف السيدة حورية شئ عن مشوارها ولم تسألها لكنها كانت سعيدة وهي تراها متوهجة الوجه ومبتسمة وكأنها ليست زينب التي كانت أمامها منذ أيام.
_ حبيية جدها عامله إيه النهاردة
_ جدو أنا محتاجاك تدعيلي.
أخبرته سريعا عن العمل الذي ستتقدم إليه ورغم قدرة نائل على التوسط لها في أي مركز آخر إلا أنه هتف بتشجيع.
ببطء أخذت زينب تزفر أنفاسها ثم خطت نحو الداخل.
....
نظر عزيز إلى السلسال الذهبي الذي يضعه على كف يده حتى يتأمله بوضوح ليغمض عينيه وهو يحركه بين أصابعه متخيلا شكله على بشړة عنقها .
غاص في الصورة التي جعلت أنفاسه تتسارع يتمنى لو كانت لحظتها امرأته وهو يعطيها هديته.
نفض رأسه سريعا من أفكاره ليزفر أنفاسه بقوة ثم التقط هاتفه متنهدا.
_ ماشي يا ليلى اتجوزك بس وهعاقبك عقاپ لذيذ على إهمالك ليا.
صدح هاتفها قبل دخولها إلى المنزل برنين رسالة لتفتحها فتعلقت عيناها بالرسالة التي يخبرها فيها بعودته غدا.
دلفت إلى المنزل وقد ضاقت حدقتاها في دهشة وهي ترى عمها والعم سعيد و عايدة جالسين وكأن على رؤوسهم الطير.
انتبهوا على قدومها ليبتسم العم سعيد قائلا
_ تعالى يا لولو يا حبيبتي.
اقتربت منهم ليلى وقد دب القلق في أوصالها وتساءلت.
_ هو فيه حاجة حصلت ولا إيه.
رمقهم سعيد بنظرة خاطفة وقال حتى ينتبهوا على هيئتهم.
_ عمك و مرات عمك بيعشقوا النكد زي عينيهم... كل ده عشان امتحان شهد بكره ورجعت ليهم من الدرس ټعيط.
طمئنها حديث العم سعيد قليلا فتنهدت قائلة
_ ده من الخۏف مش أكتر شهد شاطره وإن شاء الله هتجيب المجموع اللي نفسها فيها.
ابتسمت عايده لها بعدما تمالكت نفسها وأزالت ذلك الشعور عنها.
_ يارب يا ليلى... هقوم عشان احضر الأكل.
اتجهت عايدة إلى المطبخ حتى لا ينفلت لسانها بشئ واتبعها سعيد قائلا
_ وأنا هروح الڤيلا.
طالعتهم ليلى ثم نظرت إلى عمها وقد اعتلى الهم ملامحهبتردد اقتربت منه.
_ عمو هو أنا ممكن اتكلم معاك.
رفع عزيز عينيه التي يداريها عنها وأشار إليها بأن تجلس جواره.
_ تعالي يا ليلى.
فركت يديها بعدما جلست جواره ثم أطلقت زفيرا خاڤتا قبل أن تخبره بقرارها.
_ عمو لما عزيز بيه يستلم فلوس الشقة من المشتري عايزه اشتري شقة مكانها هنا.
طالعها عزيز في صمت فاستطردت قائلة
_ بسام زميلي في الشغل قالي العمارة اللي هو ساكن فيها معروض فيها شقة للبيع وسعرها معقول.
_ مفيش مشكله يا بنت اعملي اللي أنت شيفاه مناسب ليك إحنا كمان قررنا نسيب الڤيلا هنا بعد ما شهد تخلص امتحاناتها ونشوف لينا شقة إيجار نعيش فيها... أنت اشتري الشقة عشان متضيعيش الفلوس وندور على شقة نأجرها تناسبنا.
تعجبت ليلى مما تسمعه منه وقطبت حاجبيها في تساؤل.
_ معقول هتسيبوا الڤيلا بعد العمر ده كله.
حاول عزيز إخفاء الحزن الذي احتل فؤاده بعدما أبلغته عايدة بما حدث اليوم وصډمتها في سيف الذي قاموا بتربيته.
_ ما لازم يكون لينا بيت يا ليلى عشان لما يتقدم ليكي عريس أنت و شهد يخبط على باب بيتنا مش بيت إحنا مجرد ضيوف فيه.
ابتلعت غصتها عندما تذكرت كلام سيف لها لتخفض رأسها رفعت وجهها بعدما شعرت بيد عمها على كتفها يحثها على النهوض.
_ قومي غيري هدومك يا ليلى عشان نتغدا.
....
في ظهر اليوم التالي....
عاد عزيز من رحلة عمله لم يكن أحد يعلم بوقت رجوعه حتى نيرة لذلك لما تكن بإستقباله وقد اندهش العم سعيد من قدومه وظن أنه سيأتي بالمساء.
دلف عزيز غرفة مكتبه وهو يتحدث بالهاتف ثم فتح أحد أدراج مكتبه ليتأكد من وجود ورقة ما.
_ آه تمام موجوده.
أنهى مكالمته ونظر إلى العم سعيد الذي هتف بوجه لم يكن مبتهج.
_ حمدلله على سلامتك يا بيه.
_ الله يسلمك يا راجل يا طيب مالك فيك إيه أنت لسا تعبان.
تساءل وهو يتحرك جهته ليتنهد العم سعيد فعليه إخباره بما حدث... ف عايدة وعزيز يصرون على مغادرة المنزل.
_ والله يا عزيز بيه مش عارف أقولك إيه.
ضاقت حدقتي عزيز في حيره وقد شعر بوجود شئ يلجم لسان العم سعيد.
_ فيه إيه يا عم سعيد!
تلجلج العم سعيد بالكلام وأخفض رأسه وهو لا يعرف من أين يبدأ حديثه.
_ عمي أنت وصلت حمدلله على السلامة.
قالها سيف وهو يدلف الغرفة وقد تفاجئ بقدومه باكرا ليربت عزيز على كتفه.
_ الله يسلمك يا سيف.
ألقى سيف نظرة سريعة على العم سعيد وقد تنبأ بما سيخبر به عمه.
_ على فكرة ابن صاحب الڤيلا اللي جمبنا سألني على ليلى وكان فاكرها أختي...
تبدلت ملامح عزيز فور أن سقط اسم ليلى على مسمعه وضاقت نظراته.
_ كان بيسأل عن ليلى ليه
بابتسامة واسعة رد سيف وهو ينظر في عينين عمه.
_ عايز يتقدم ليها أنا قولتله إنها مش اختي واديته رقم عم عزيز بس يعني ...
يتبع...
سهام_صادق.
ظنها_دمية_بين_أصابعه.
ظنها دمية بين أصابعه.
الفصل الثامن والثلاثين
ظن سيف أنه عندما يخبر عمه عن سؤال ذلك الجار الجديد الذي يعيش بالڤيلا المقابلة لهم عن ليلى واعتقاده أنها شقيقته وابنه عائلة الزهار سيصب هذا الشئ لصالحه ويجعل عمه يفيق من خداع تلك الفتاة التي إستغلت جمالها وتلاعبت ب عمه الذي عاش عمره عازفا عن الزواج ويمقت النساء.
_ كمل يا بني حسيت إيه... عنده نية للجواز يعني ولا إيه
نطقها العم سعيد وقد ابتهجت ملامحه ونظر نحو سيف وهو مبتسم لكن سرعان ما اختفت ابتسامة وجهه واحتل الوجوم ملامحه كحال سيف الذي تراجع بخطواته ونظر نحو عمه وهو يتحرك من أمامه ويغادر الغرفة بعدما زجره بنظرة أخرسته.
طالع العم سعيد ما حدث وقطب حاجبيه في حيره ونظر نحو سيف ثم تحرك سريعا ورائه.
_ عزيز بيه.
لم يعبئ عزيز بنداء العم سعيد فكلام ابن شقيقه وسؤال العم سعيد عن نية ذلك الرجل بالزواج من ليلى أجج نيران الغيرة داخله.... هو يؤجل أمر خطبتها حتى تعطيه القرار وبالنهاية يأتي أخر يريد طرق باب منزلهم.
_ عمي أنت وصلت بالسلامة
قالتها نيرة التي ترجلت من سيارتها للتو لكن عزيز لم ينظر إليها.. لتضيق حدقتاها وسرعان ما أدركت أن عمها عرف بفعلة شقيقها.
أسرعت ورائه تهتف برجاء حتى يسمعها.
_ أرجوك يا عمو اسمعني أنا عارفه إن سيف غلط وإهانته لعيلة عمو عزيز كبيره وخصوصا ليلى ..
توقف عزيز عن سيره واستدار إليها بعدما اخترق اسمها أذنيه لتتلاقى عيناه بعينين العم سعيد الذي وقف عند باب المنزل ينظر إليه.
_سيف عمل إيه ل ليلى!
تساءل عزيز وهو يقترب منها فطالعته بدهشة عن تركه الأمر بأكمله والإهتمام بما فعله شقيقها مع ليلى استدارت برأسها وهي تزدرد لعابها لتجد العم سعيد واقف وجواره سيف الذي خرج للتو من المنزل.
_ قوليلي يا نيرة سيف عمل إيه في غيابي
ارتبكت وهي تخفض رأسها فعلى ما يبدو أن عمها لم يكن يعرف شئ وأن ما يتحدث به شقيقها عن عمها و ليلى صحيح.
_ نيرة ردي عليا.
عادت تنظر إليه ثم أسبلت جفنيها وازدردت ريقها لتخرج منها الكلمات دون ترتيب.
اتخذ عزيز الصمت وهو يسمع كل ما تخبره به ابنة شقيقه وانتظر حتى انتهت تماما من كلامها.
أصابتها الحيره وهي تراه يتحرك عائدا إلى المنزل قائلا بنبرة خرجت باردة كالصقيع.
_ خلينا نتكلم جوه.
الذهول كان مرتسم على ملامح العم سعيد عندما وجده يعود ومن ورائه أتت نيرة بخطوات سريعة.
_ تعالا ورايا يا بشمهندس.
تمتم بها عزيز وهو يدلف من باب المنزل الذي غادره منذ دقائق هائجا لا يرى أمامه.
رمق سيف نيرة بنظرة جعلتها تشعر بالندم ثم تحرك أمامها واتجه وراء عمه الذي ارتفع صوته بنبرة قوية.
_ عم سعيد ياريت تيجي أنت كمان معاهم.
ثلاثتهم وقفوا أمامه ينظرون إليه وهو يطرق بأصابعه على سطح مكتبه ثم رفع عيناه إليهم بعدما أطلق زفيرا طويلا.
_ ممكن تحكيلي كل اللي حصل يا راجل يا طيب.
توتر العم سعيد وهو ينظر إليه ثم نظر على يمينه ويساره فلم يعد يفهم هل كلامه سيحل الأمور أم ستزداد تعقيدا.
_ اسألني أنا يا عمي.
تمتم بها سيف وتقدم نحوه.
_ أنا اللي أمرت برمي القطة.
أغمض عزيز عينيه لوهله وتساءل
_ ليه
تنهد سيف وارتسم الإسترخاء على ملامحه وقد شجعه هدوء عزيز أن يخرج كل ما بجبعته.
_ طول عمرك مانعنا نربي حيوانات أليفة في البيت.
اتجه عزيز بعينيه إليه ليواصل سيف كلامه.
_ غير إني بقيت شايف إن البنت دي...
_ اسمها ليلى.
قطع عزيز كلامه بحزم فامتقعت ملامح سيف
متابعة القراءة