رواية ظنها دمية بين أصابعه (الجزء الرابع من الفصول) بقلم الكاتبة سهام صادق
المحتويات
مرة أخرى بهمس خاڤت عندما وجدها أغلقت جفنيها بإستسلام.
_ مراتي مفهوم.
صمتها شجعه على الإقتراب منها أكثر رفع يديه يحركهما على خديها برفق.
_ لو عايزانا نفعل جوازنا دلوقتي عشان تتأكدي إنك مراتي أنا....
ألجمته فعلتها يضع بيده على خده لا يستوعب أنها صڤعته.
اشتعلت عيناه بنيران الڠضب يحدق بها بذهول... كانت مصډومة من فعلتها لا تصدق أنها رفعت يدها وصڤعته.
....
أسرعت ليلى بالتحرك نحو سيارة سيف التي توقفت انتظرت خروجه من السيارة إلى أن ترجل منها بعدما أنهى مكالمته الهاتفيه. طالعها بنظرة سريعة ثم تحرك دون أن يهتم بسبب وجودها قرب سيارته.
هتفت اسمه بعدما استطاعت السيطرة على خجلها واقتربت منه تقول برجاء.
_ ممكن اعرف حطيت بوسي فين
_ بوسي مين.
تساءل وسرعان ما كان ينتبه أن القطة تسمى بهذا الاسم.
_ بوسي القطة أنا دورت عليها حوالين الڤيلا بس عم مسعد قالي إنك اخدتها منه بعد ما كان هيحطها قدام البوابة.
جعلها تنظر إليه بدهشة بعدما قال بتهكم.
ارتبكت من كلامه الذي لم تفهمه وأخفضت رأسها ثم أخذت تفرك يديها ببعضهما تترجاه بصوت خفيض.
_ قولي مكانها فين لو سمحت يا بشمهندس بوسي غلبانه ومش بتعمل حاجه.
رمقها سيف بنظرة ساخرة لم تراها ثم رفعت عيناها نحوه تتساءل بأمل.
_ هي القطة مهمه أوي عندك كده ولا عشان الهدف اللي جاي من ورا وجود القطة.
ضاقت حدقتاها بغرابة فكلامه به شئ لا تفهمه.
_ أنا مش فاهمه حاجه
وأردفت بتوسل غير عابئة بحديثه المبطن.
_ ممكن تقولي مكان بوسي أرجوك عشان اجيبها قبل ما حاجه تأذيها.
ارتعشت أهدابها عدة مرات بعدما ارتفع صوته عليها.
تراجعت بخطواتها وقد أصابه رؤية تلك النظرة بعينيها بالإنتشاء.
استدارت بجسدها مبتعده عنه قبل أن ټخونها عينيها وتناسب دموعها من إهانته الواضحة هذا منزله وهي لا حق لها بالسؤال عن شئ فعله.
_ ياريت تلزمي حدودك شوية في الڤيلا ومتنسيش إنك ضيفه هنا.
_ حاضر يا بشمهندس.
سارت نحو المسكن وقد غشت الدموع عينيها تتساءل داخلها ما الشئ الذي فعلته له ليكون قاسې معها هكذا والجواب كان يتردد صداه داخل أذنيها
إنها بالفعل ضيفه هنا وقد طالت مدة بقائها لكن أين لها بالرحيل بعدما باعت شقتها مرغمة بمدينتها
_ ليلى.
تمالكت دموعها بصعوبة ورفعت عيناها نحو عمها الذي خرج للتو من باب المسكن.
_ يا حببتي خلاص متزعليش نفسك بكره اخدك ونشتري واحده.
اقترب منها عزيز عندما رأى الحزن واضح على ملامحها وضمھا إليه فكتمت صوت بكائها وانسابت دموعها في صمت.
شعر عمها بدموعهافأبعدها عنه برفق يتساءل پصدمة.
_ هي القطة غالية عندك أوي كده يا لولو.
لم تكن تبكي هذه اللحظة على قطتها بل كان ۏجعها على حالها بعدما أدركت الحقيقة التي نستها منذ وقوعها في غرام عزيز الزهار..هذا المنزل ليس منزلها وهي مجرد دخيلة عليهم...
_ عشان دموعك دي تعالي أنا هروح اسأل الباشمهندس على مكانها ونروح ندور سوا.
تحرك عزيز وهو يتحامل على جرحه الذي لم يطيب بعد لتسرع بإلتقاط ذراعه قائله بصوت خاڤت.
_ الباشمهندس ميعرفش مكانها فين خلاص يا عمي ده نصيبها.
....
دلف مازن إلى غرفته بعدما اطمئن على صغيره ووالدته.
تنهد بعمق وهو يخلع سترته ثم ألقاها على الفراش لينتبه بعدها على تلك البقعة التي لطخت قميصه.. مرر يده على البقعة ببطء وابتسم وهو يستعيد ذكرى المشهد.
فلاش باك!!
بدأوا في تناول البيتزا ورغم أنه ليس من عشاق طعمها إلا أنه أظهر استمتاعه بالوجبة.
مد يده نحو علبة الكاتشب في نفس اللحظة التي التقطت فيها العلبه. ارتبكت كما ارتبك هو فتمتمت بعدما تركتها.
_ اتفضل أنت الأول.
ابتسم وهو ينظر إليها.
_ لأ طبعا أنت اخدتيها الأول.
وسرعان ما نظر نحو طرف الطاولة والتقط العلبة الأخرى من عليها.
_ اهي في واحدة تانيه يعني مش محتاجين نعزم على بعض.
ابتسمت زينب و التقطت العلبة مجددا أزالت غطاء العلبة ومن شدة حرجها ضغطت على فوهة العلبة قبل أن تميل بها نحو شريحة البيتزا التي بيدها.
شهقت پصدمة وهي ترى فعلتها فقد تناثرت قطرات من الكاتشب على ذقنه وقميصه.
_ أنا آسفه بجد.
نهضت من مقعدها في ربكة فابتسم وهو يراها تنظر إليه فى حرج.
_ أه المناديل المناديل صح.
أسرعت بالتقاط بضعة من المحارم الورقية ومدتها له قائله وهي تشير نحو ذقنه.
_ امسح هنا.
قالتها بتوتر فالتقط منها المحارم الورقية قائلا
_ مدام زينب اهدي... مفيش حاجة حصلت.
كان الصغار يطالعون الأمر وهم يتناول شرائح البيتزا في صمت.
_ وقميصك كمان.
أشارت نحو القميص بعدما مسح ذقنه الملطخ ليخفض عيناه نحو البقعة الحمراء ثم نهض قائلا بلطف.
_ لأ أنا كده اروح الحمام افضلي وأنت اهدي واقعدي كملي أكلك لأن محصلش حاجه.
اتجه مازن نحو المرحاض تحت نظراتها الخجلة مما أحدثته دون قصد منها.
عندما عاد وجدها تنظر إليه بنظرة جعلته يبتسم رغما عنه ليقول حتى يجعلها تنسى الأمر.
_ دلق الكاتشب خير.
ابتسمت على مزحته اللطيفة كما اتسعت ابتسامته هو.
فاق من ذكرى المشهد لينتبه على حاله بعدما رأي إنعكاس صورته بالمرآة أنه يبتسم.
....
دلف ماهر للمقهى الذي اتعادوا اللقاء به وكالعادة كان يجلس صالح على تلك الطاولة النائية. ابتسم العامل له قائلا
_ من زمان مشوفناكش يا ماهر بيه حتى صالح بيه فين وفين على مابقي يجي.
ربت ماهر على كتفه بلطف وعيناه عالقة ب صالح الذي يجلس شاردا.
_ مشاغل يا أسعد.
_ الله يعينك يا باشا حالا و قهوتك تكون عندك.
تحرك ماهر من أمامه واقترب من الطاولة متنهدا وهو يسحب المقعد للوراء قليلا حتى يجلس عليه.
_ قاعد مهموم كده ليه ده أنت حتى لسا عريس جديد يا ابن الزيني.
اتجه صالح بعينيه نحوه وارتفعت شفتيه بإستنكار.
_ لا اوعى تقولي متخانق مع المدام أنت لحقت.
تنهد صالح بصوت مسموع واعتدل في جلوسه قائلا
_ حاسس إني استعجلت في خطوة الجواز.
ضاقت حدقتي ماهر وكاد أن يتحدث لكن صالح واصل كلامه بعدما زفر أنفاسه بقوة تحمل هما.
_ العيب فيا أنا يا ماهر أنا دمرتها زي ما ډمرت سارة.
للمرة التي لا يعرف ماهر عددها قال بنبرة حازمة لعل صديقه يخرج من إطار الماضي.
_ أنت مدمرتش سارة يا صالح...أنت و سارة كنتوا ضحېة فكر عقيم. كفايه لوم في نفسك بقى.
أسدل جفنيه وأغمض عينيه التي صار الضياع يحتلهما.
_ خلينا نسيب الماضي بدفاتره وقولي ليه بتقول دمرتها هي كمان.
طالعه صالح بنظرة خاوية لتتسع عيني ماهر بعدما تذكر دوافع تلك الزيجة التي خطط لها الجد.
_ أوعى تقولي إنها عرفت السبب الحقيقي من الجوازة معقول قولتلها إنك متجوزها عشان تجيب أخ ل يزيد.
أشاح صالح بعينيه بعيدا ورفع كف يده يمرره على وجهه المرهق.
_ جوازي أنا وزينب مع وقف التنفيذ.
لوهلة لم ينتبه ماهر على ما قاله ليحتل الذهول قسمات وجهه.
_ بتقولي إيه أنت و مراتك لحد دلوقتي مش زوجين... طيب وليه.
تذكر ماهر يوم عرس صديقةوقد أتى في رأسه كلام زوجته عن العروس.
البنت شكلها فرحانه أوي و صالح شكله فرحان
_ صالح أنت عملت إيه أنت اللي خليت الجواز بالشكل ده... اوعي تقولي إن ده كان اقتراحك.
أطرق صالح رأسه بخزي وازدرد لعابه الذي كان عبارة عن مرارة ابتلعها.
_ وجعتها أوي يا ماهر عمرها ما هتسامحني.
توقف ماهر عن الكلام عندما اقترب أسعد منه ووضع القهوة أمامه.
_ معلش اتأخرت عليك بالقهوة يا باشا.
_ شكرا يا أسعد.
انتظر ماهر أن يبتعد أسعد عن طاولتهم وأطلق زفيرا طويلا وهو يرمق صالح.
_ قولتلها إيه يا صالح.
والحكاية كان يسمعها ماهر وهو في حالة من الصدمة لا يصدق أن صديقه كان بتلك القسۏة.
_ حرام عليك يا اخي حرام عليك بجد... ده اللي كان يشوف مراتك يوم فرحكم يقول وكأن بينكم قصة حب مش جواز عادي تم من تعارف الأهل...مأخدتش بالك من فرحتها.
هرب صالح بعينيه وقد احتل الألم ملامحه بعدما طرقت ذكرى ذلك اليوم ذاكرته.
_ حبيتها يا صالح مش كده
أسرع بالقول حتى ينفي تلك الحقيقة.
_ أنا ندمان مش اكتر.
ارتفعت شفتي ماهر بسخرية.
_ والندمان بيكون ضايع و مهموم كده.
حدجه صالح بنظرة طويلة ثم رفع كف يده نحو خده يتحسس به مكان صڤعتها.
....
تقلب عزيز بالفراش بعدما ألقى بهاتفه جانبا ثم دلك جبينه وتنهد فهو يريد محادثتها لكن اتخذ عهدا ألا يستبيح ما صارت تتوق له نفسه إلا بعد أن تصير زوجته.
زفر أنفاسه بقوة يقاوم رغبة قلبه فى سماع صوتها يسأل نفسه.
_ ما دام أنا متصلتش ليه محاولتيش تكلميني يا ليلى.
ابتسم عندما أعطاه قلبه الجواب فشخصيتها صار يعرفها...ليلى خجوله لأبعد حد.
_ أنا شكلي هتعب معاك كتير يا ليلى.
أغلق جفنيه المثقلين من شدة إرهاقه وغفا مع أحلامه التي هي صاحبتها.
طالعت ليلى شاشة هاتفها ودموعها تنساب على خديها فمنذ أن سافر إلى رحلة عمله منذ يومين وهو لا يراسلها.
لم تنم هذه الليلة بل ظلت تتقلب حتى أتى الصباح.
طالعتها شهد التي تمطأت على الفراش قائلة
_ صباح الخير يا لولو هو أنت منمتيش ولا إيه
كان الإرهاق بادي على ملامح ليلى بوضوح لتتنهد شهد قائلة
_ أنا كمان زعلانه زيك على بوسي بس هنعمل إيه.. لازم نتقبل اللي حصل.
اماءت ليلى برأسها ونهضت عن الفراش وهي تخفي حزنها من كلام سيف أمس.
_ عندك حق.
...
بوجه ممتقع تحدثت نيرة التي لم يعجبها ما حدث ولولا عدم وجودها بالمنزل أمس لكانت تدخلت بالأمر.
_ على فكرة تصرفك غلط.
ضجر سيف من ذلك اللوم الذي سمعه أيضا من العم سعيد ورأه في نظرات عايدة له هذا الصباح.
_ مكنتش قطة دي اللي كلكم زعلانين عليها.
بضيق هتفت نيرة تحت نظرات كارولين المتابعه لهم.
_ ليلى زعلانه أوي عليها.
احتدت ملامح سيف وألقى بملعقة الشاي الذي كان يقوم بتحليته قائلا بصياح غير عابئ بعلو سواه.
_ يادي ليلى اللي الكل عامل حساب لزعلها هي ليلى دي كانت من بقية أهلنا وأنا معرفش... اصلا أنا مش فاهم سبب لوجودها في بيتنا.
توقفت عايدة عن ترتيب أغراض المطبخ بعدما اجتذب الحديث أذنيها.
_ إيه اللي بتقوله ده يا سيف ليلى بنت اخو عمو عزيز يعني وجودها هنا شئ طبيعي.
پغضب صاح وهو يتذكر مكالمته مع والدته أمس.
_ وجودها عندنا
متابعة القراءة