رواية ظنها دمية بين أصابعه (الجزء الرابع من الفصول) بقلم الكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز

دون النظر إليه.
_ الله يسلمك يا دكتور.
آتى بقية الصغار الذين يمارسون هواية الرسم وقد ذهب الصغيرين مع المتخصصة بتدريس الدورة نحو الحجرة التي يتلقون فيها الدروس.
تنحنح مازن بخشونة وهو ينظر إليها فاستدارت نحوه ليشير نحو المكان المخصص بالجلوس فيه إلى أن ينهوا الصغار حصتهم.
_ الاولاد بدئوا يتعودوا على بعض الظاهر إن إقتراح مديرة المدرسة كان صح.
حركت زينب رأسها له مندهشة فهي اليوم استغربت من تقبل الصغيرين لبعضهما بتلك السرعة.
_ وأنا كان مستغربه ده.
_ تحبي تشربي إيه!
تساءل مازن عندما أشار نحو العامل الذي اقترب من طاولتهم.
_ مفيش داعي.
_ أنت بخيله ولا إيه يا مدام زينب.
مازحها مازن بحديثه وأردف قائلا
_ المرة اللي فاتت بالعافيه تقبلتي مني مشروب الكابتشينو ها اطلب برضوه كابتشينو ولا تحبي تشربي حاجة تانية.
بحرج نظرت إلى العامل الذي ينتظر تدوين طلبهم.
_ تمام اشرب كابتشينو. 
......
قطب سيف حاجبيه بعدما أنهى مكالمته أثناء سيره بالحديقة استدار بجسده نحو شرفة مكتب عمه وغرفته بالأعلى ثم عاد ينظر إلى مسكن القطة. دارت عيناه بين الجهتين لتتسع حدقتاه وهو يهز رأسه بعدما فهم سبب وجود تلك القطة بالحديقة.
_ دي وخداها حجة بقى عشان تتحرك في الجنينة براحتها لا وكمان مختاره مكان مميز.
كور قبضتيه بقوة وقد اتضحت له الصورة التي رسمها عقله. أسرع نحو الباب صائحا بالحارس مسعد الذي انتفض من مكانه عند سماع صوته.
_ تعالا معايا يا مسعد.
تحرك مسعد ورائه دون فهم إلى أن وصل إلى مكان القطة ونظر له قائلا بأمر.
_ خد القطة دي أرميها بره الڤيلا. 
.....
بعد مرور ثلاث ساعات كانوا يغادروا المركز فهتف عدي حتى يذكر والده بما وعده به أمس.
_ بابي أنت قولتلي إنك هتعزمني على بيتزا.
عندما هتف عدي بهذا نظر يزيد نحو زينب وكأنه يطلب منها فعل نفس الشئ.
_ نشوفكم السيشن اللي جاي....
قالتها زينب حتى لا تعطلهم والتقطت يد يزيد ليتحركوا لكن توقفت عن تحركها.
_ مدام زينب ممكن تقبلي عزومتي أنت و يزيد.
الټفت زينب إليه حتى تعتذر لكن عدي أسرع باجتذاب يدها راجيا.
_ وافقي يا طنط زينب.
ذهبوا إلى مطعم قريب بعدما وافقت زينب مرغمة من أجل الصغيرين. استأذنت حتى تذهب إلى المرحاض وكاد أن ينهض ورائها يزيد لكن مازن هتف به قائلا
_ متخافش هترجع على طول ها يلا يا ولاد قولولي هتختاروا بيتزا بطعم ايه.
تحمس عدي في اختيار الطعم المفضل له من البيتزا أما يزيد شعر ببعض الخجل لكن مازن حثه بلطف على طلب ما يرغب.
_ اختار أنت كمان يا يزيد و قولي ماما بتحب تاخد إيه كمان.
زم الصغير شفتيه دون أن يعرف بما يجيبه عن الطعم المفضل ل زينب. ارتفع هاتف زينب الذي تركته على الطاولة ليلتقط الصغير اسم والده المدون لديه باسم
صالح وقد تعجب مازن من تسجيلها للاسم هكذا لكنه أصرف عيناه عن الهاتف ونظر إلى صغيره.
أجاب الصغير على والده وهتف قائلا
_ بابي هي زوزو بتحب طعم البيتزا إيه.
اندهش صالح لوهلة من سماع صوت يزيد بدلا عنها وقد توقف الصغير عن الكلام بعدما اتجهت أنظار مازن إليه.
_ ليه بتسأل يا يزيد انتوا فين 
تساءل صالح بعدما جعل كل انتباهه مع صغيره.
_ أنا و زوزو مع عمو مازن و عدي بناكل بيتزا.
توتر الصغير عندما لم يستمع إلى صوت والده وبصوت خاڤت واصل كلامه.
_ بس زوزو راحت الحمام وأنا بختار ليها.
يتبع...
سهام_صادق. 
ظنها_دمية_بين_أصابعه.
ظنها دمية بين أصابعه.
الفصل السابع والثلاثين
ويلتجم اللسان عن الكلام أمام صدمة الموقف!!
هكذا كانت ردة فعل العم سعيد و عايدة عندما علموا بالأمر ووقفوا أمام مسكن القطة الذي صار فارغا.
_ هو إيه اللي حصل يا عايدة.
نظرت عايدة إلى شقيقها الذي عاد من مشواره للتو وقد أبلغه مسعد بما حدث.
_ والله ما أنا عارفه إيه اللي حصل يا سعيد أنا اتفاجأت بلي حصل لما جيت اجيب للقطة أكلها لقيت الباشمهندس سيف بيقولي إنه رماها وياريت نشيل مكانها.
طالعها سعيد وهو في حالة من عدم الإستيعاب.
_ سيف اتغير يا سعيد من ساعة ما رجع..مش ده سيف اللي ربيته.
قالتها عايدة بنبرة حزينة ليهتف سعيد قائلا
_ لا سيف متغيرش أكيد حاجة حصلت من القطة... أنا من الأول كنت رافض وجودها بس عزيز بيه أمر بكده.
حركت عايدة رأسها بقلة حيلة وألقت نظرة أخيرة نحو مسكن القطة.
_ كويس إن شهد و ليلى لسا مرجعوش من مشوارهم أنا مش عارفه هقولهم إزاي.
سار سعيد ورائها وهو يفكر في ردة فعلهم.
_ خصوصا ليلى متعلقه بيها أوي لازم تقعد جمبها وتأكلها قبل ما تدخل تنام. 
...
زمت شهد شفتيها بعبوس وهي تنظر إلى الأكياس التي تحملها.
_ هو كان لازم نروح السوبر ماركت ونشتري ونحمل.
دفعتها ليلى بالأكياس التي تحملها.
_ يا ستير عليكي قولي ما شاء الله.
رمقتها شهد بطرف عينها قائلة
_ على فكرة ماما هتزعل منك عشان الفلوس الكتير اللي صرفتيها.
ابتسمت ليلى وهي تغمز لها بإحدى عينيها قائله
_ ما إحنا مش هنقولها صرفنا كام.
حركت لها شهد رأسها بعدم اقتناع من تصديق والدتها لهم وبزفرة قوية أردفت.
_ الحمدلله وصلنا.
ضحكت ليلى بخفوت وأشارت إليها أن تطرق الباب حتى يفتح لهم العم مسعد.
فتح لهم العم مسعد الباب ونظر إلى الأغراض التي يحملوها فأسرعت ليلى بإخراج الكيس الذي جلبته له.
_ التفاح الأحمر يا عم مسعد.
ابتهجت ملامح العم مسعد عندما التقط منها الكيس.
_ معقول افتكرتي طلبي يا استاذه.
ابتسمت ليلى له وكاد أن يخبرها بما حدث اليوم إلا أن اقتراب سيارة سيف من بوابة الڤيلا جعلته يتراجع عن أي حديث.
تهللت أسارير شهد عند رؤيتها للسيارة وعند وقوفه أمام البوابة اتجهت إليه بسعادة.
_ الامتحانات بتاعتي هتبدأ بعد بكره وهشرفكم... اوعي تنسى هديتي بقى.
تلاشى التجهم عن ملامح سيف ونظر إليها بعدما ألقى بنظرة شزرة نحو ليلى ولم تنتبه عليها.
_ وأنا اقدر يا شوشو بس أهم حاجة تشرفينا فعلا.
_ هكون الدكتورة شهد.
ضحك سيف عندما رفعت شهد أنفها بغرور مصطنع.
_ طبعا يا أحلى دكتورة.
تقدمت منهم ليلى بعدما تشجعت.
_ ازيك يا بشمهندس.
أجابها باقتضاب جعل ليلى تتوقف مكانها لشعورها بالحرج.
_ أهلا ليلى.
تحرك بسيارته وأردف قائلا بنبرة خرجت لطيفة يتخللها المزاح.
_ سلام يا شوشو قصدي يا دكتورة.
دلفت كلا من ليلى و شهد المسكن وقد أسرعت شهد نحو الحمام بعدما ألقت بالأكياس أرضا.
ابتسمت ليلي عند رؤيتها تهرول وهتفت ضاحكة.
_ قولتلك بلاش نشرب عصير قصب.
التقطت ليلى الأغراض التي ألقتها شهد أرضا بعدما وضعت ما بيدها على الطاولة.
تعجبت من السكون الذي يسود المنزل لتتجه نحو المطبخ وبدأت في إخراج ما ابتاعته لتضعه بالبراد.
نظرت إلى طعام القطة مبتسمة.
_ كويس إني اشتريت اكل بوسي بزيادة عشان مفضلش رايحه جايه.
إستمعت عايدة عند دلوفها المطبخ لكلامها وتنهدت فالټفت ليلى جهتها بعدما انتبهت على وجودها.
_ إيه اللي أنت جيباه ده يا ليلى أنا مش قولت متجيش حاجة في البيت ازعل دلوقتي منك.
أسرعت ليلى إليها تقبل خدها قائلة
_ دي شوية حاجات بسيطه وأنا بكون مبسوطة لما أعمل كده... أنت مش عايزاني أكون مبسوطه.
ربتت عايدة على كلا خديها بمحبة.
_ يا حببتي أنا عايزاكي تحوشي فلوسك لوقت عوزه والحمدلله إحنا مستورين ومفيش حاجة نقصانا.
_ زيادة الخير خيرين.
قالتها ليلى وهي تضع بقبلة أخرى على خد عايدة وتساءلت.
_ هو عمي نايم
تحركت عايدة نحو البراد وقبل أن تفتحه أجابتها.
_ آه يا حببتي اكل واخد علاجه وقال يريح شوية.
اتسعت حدقتي عايدة وهي ترى البراد الذي امتلئ واستدارت برأسها سريعا متسائلة
_ إيه كل ده
طالعتها ليلى ببراءة وابتسمت.
_ زيادة الخير خيرين انا هروح اشوف بوسي واكلها.
كادت أن تلتقط ليلى علبة الحليب والعلبة الخاصة بطعام القطط لكن توقفت عن فعل ذلك واحتل الذهول مقلتيها.
_ بوسي مش موجودة يا ليلى.
اقترب شهد من المطبخ والتقطت أذنيها ما قالته والدتها لتتساءل وهي تنظر إلى ليلى.
_ أومال راحت فين.
تساءلت ليلى مثلها بدهشة.
_ بوسي هادية مش بتتشاقا كتير.
طالعتهم عايدة بحيره فقد ترك سعيد الأمر لها حتى تخبرهم بعدم وجود القطة بعد اليوم.
_ أكيد استخبت ورا شجرة اول ما هنادي عليها هتيجي على طول.
تمتمت بها ليلى وهي تستدير بجسدها لتغادر المطبخ.
_ القطة مش موجوده خالص يا ليلى.
تلاقت عينين ليلى و شهد بفزع وسرعان ما كانوا يغادروا المطبخ تحت نظرات عايدة. 
....
استمر صالح بالتحرك حول نفسه ومع كل دقيقه تمر كان ينظر إلى ساعة يده بوجوم. تنهد بضيق وعاد يلتقط هاتفه الذي ألقاه منذ دقائق على الأريكة بعدما ضجر بحنق من نفس الرساله التي يتلقاها بأن الهاتف مغلق.
أعاد الإتصال بها لكنه تلقى نفس الرساله كاد أن يلقي بالهاتف پعنف بعدما بلغ الڠضب مبلغه لينتبه على صوتها هي وصغيره وقد دلفوا للتو من باب الشقة.
_ هنروح تاني مع عمو مازن.
تساءل يزيد بعدما أزالت زينب عن ظهره حقيبته.
_ أكيد يا حبيبي.
ابتسم لها الصغير وأمسك يدها يشد عليها فهذه هي طريقته عندما يكون سعيد أو خائڤ وقد أصبحت تفهم الكثير عنه.
_ ممكن أعرف مبترديش على التليفون ليه.
أجفلها صوته فانتفضت رغما عنها وأغمضت عينيها لوهلة حتى تستطيع التقاط أنفاسها. استدارت إليه وعلى محياها ارتسمت ابتسامة خفيفة.
_ التليفون أكيد فصل شحن.
بحنق هتف وهو يقترب منها وقد دارت عينين الصغير بينهم.
_ مش ملاحظة إن تليفونك دايما فاصل شحن.
_ مش فارقة أنا أصلا مس بهتم بالتليفون يلا يا يزيد.
التقطت يد يزيد لتتحرك به نحو غرفته.
_ اتأخرتوا ليه اتصلت بيكي من ساعتين.
ثم واصل كلامه بتهكم.
_ قبل طبعا ما التليفون يفصل شحن.
بابتسامة واسعه طالعته ثم نظرت نحو يزيد.
_ قوله يا يزيد كنا فين.
بنبرة صوت لم تعد مرتجفة تحدث الصغير بسعادة.
_ بعد ما خلصنا روحنا ناكل بيتزا مع عمو مازن.
داعبت زينب خد الصغير بعدما أجاب بدلا عنها.
_ شاطر يا حبيبي.
تحركت من أمامه تحت نظراته المشټعلة ڠضبا ليقبض على كفه بقوة.
_ المفروض يكون عندي علم يا مدام.
تجاهلته فزادته فعلتها حنقا وكاد أن يتحرك ورائها لكنه توقف وأخذ يمرر أصابعه على خصلات شعره بمقت.
غادرت غرفة صغيره بعد وقت ودخلت غرفتها لتشهق بفزع عندما وجدته يمسك مقبض الباب قبل أن تغلقه.
_ الدكتور وابنه علاقة يزيد بيهم في إطار المركز غير كده مش عايز ابني يختلط بيهم.
طالعته ثم أشاحت عيناها عنه بعدما لم يعجبها حديثه.
_ ولازمته إيه نروح المركز وناخد كورس الرسم.
_ ده اخر كلامي.
انتظر أن يسمع اعتراضها لكنه تفاجأ بردها.
_ براحتك ده ابنك وأنت اكتر حد ېخاف على مصلحته... انا هنا مجرد مربية بتقضي دورها مش أكثر.
احتقنت ملامحه من تلك الكلمة البغيضة التي تحشرها في أي حديث بينهم يخص يزيد.
_ أنت مش مربية لابني... أنت مراتي.
اقترب منها وقد باغتها بجذبه لها يكرر كلامه عليها.
_ أنت مراتي يا زينب.
رددها
تم نسخ الرابط