رواية ظنها دمية بين أصابعه (الجزء الرابع من الفصول) بقلم الكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز

بس كان نفسي تحكيلي من غير ما تبعدي عني الايام دي وكأنك بتعاقبيني.
قالها ثم زفر أنفاسه بقوة فأسرعت قائلة
_ أنا مكنتش بعاقبك أنا بس كنت محتاجة أفكر.
طالعها بنظرة مأنبة لتتنهد بقوة.
_ ڠصب عني.
يالها من كلمة جعلته يفهم الكثير من ورائها...
_ حاضر هصبر لحد ما ابيع الشقة واجبلك فلوسك يا بتاعة فلوسي.
مازحها بلطف ثم غمز لها ليشاكسها.
_ شايفه هكون زوج متفهم ولطيف إزاي.
اتسعت ابتسامتها شيئا فشئ حتى ظهرت غمازتها الغير واضحة ليبتهج قلبه وهو يراها تبتسم.
_ بس عندي شرط ممكن.
اختفت ابتسامتها بعدما أصابها القلق وأخدت ترفرف بأهدابها وانتظرت سماع ذلك الشرط. 
...
قهقه نيهان بقوة عبر الهاتف بعد أن أخبره عزيز بالشرط الذي وضعه لها بعدما استجاب لطلبها بتأجيل أمر الزواج إلى أن يتم شراء الشقة التي سيتقدم فيها كعريس يطرق باب محبوبته.
_ أنت لست بهين يا رجل أرى أنك صرت ثعلب مع الحب.
ابتسم عزيز وأخذ يتحرك بالمقعد الجالس عليه وقد ظهر على ملامحه الإرتياح.
_ أنت قولت بقيت تعلب بسبب الحب.
ثم تنهد واستطرد قائلا
_الشقة بتاعتها عليها مشاكل ومحدش راضي يشتريها بسبب اللي حصل فمكنش قدامي حل غير ده.
_ ستخبرها أنك المشتري الفعلي للشقة!
تساءل نيهان رغم أنه يعلم رد عزيز.
_ لاء طبعا لو عرفت مش هتقبل بكده.
_ ليلى ليست بهذا الذكاء ستدخل عليها حيلة تبادل الشقق.
قالها نيهان لمعرفته بطبيعة ليلى التي لولا شخصيتها ما كان عزيز انجذب إليها.
_ اتمنى بكره الموضوع يتم بسهولة يا نيهان والراجل يقدر يقوم بالدور كويس.
عادت ضحكات نيهان تعلو مجددا وقال بوقاحة.
_ أنا كنت بدأت أشك بك بسبب عزوفك الغريب عن الزواج رغم زواجك من سمية من قبل كنت اقول هل أصاب هذا الرجل لعڼة بعد طلاقه من تلك المرأة لكن الآن متأكد من أحوالك وانتظر أن احمل عزيز الصغير بعد تسعة أشهر من الزواج. 
...
ابتسم الواقف بعدما فتح الباب ووقعت عيناه على تلك الحفيدة اللطيفة التي ينعتها بذلك الاسم دوما.
_ ازيك يا استاذه زينب.
أعطته زينب الأغراض التي بيدها بعدما مد يده لها ثم التقطت الكيس الصغير الذي أصر يزيد على حمله وقد جعلته يشاركها في تسوقها.
_ الحمدلله يا استاذ منصور جدو فين
تحرك منصور الذي صار يتولى مهمة رعاية الجد بعد زواجها ولا ينصرف إلا إذا أتى أحد أحفاد الجد وتولى مهمه البقاء معه.
_ قاعد في البلكونة مع سيادة المستشارة.
امتقعت ملامح زينب عندما أخبرها بوجود أشرقت ابنة عمها وقد اختفى منصور داخل المطبخ ليضع الأكياس به.
حاولت زينب تلاشي ذلك العبوس الذي ظهر على ملامحها ونظرت إلى الصغير الذي قبض على يدها بتوتر.
_ حبيبي إحنا في بيت جدو نائل وهو بيحبك اوي تمام.
هز يزيد رأسه إليها فابتسمت له والتقطت عنه حقيبة الظهر الصغيره التي يحب ارتدائها.
_ جدو أنا جيت.
فور أن وصل صوتها إلى الجد..انفرجت شفتيه بابتسامة واسعة جعلت ملامح أشرقت تحتقن.
_ حبيبة قلب جدها.
فتح لها نائل ذراعيه وضمھا إليه وكأنها لم تكن معه عشية أمس.
ابتعدت زينب عن جدها ونظرت نحو أشرقت التي أخذت تمرر أصابعها على خصلات شعرها القصير.
_ ازيك يا أشرقت.
بنبرة باردة لم تؤلم زينب كما كانت تؤلمها قديما بسبب معاملتها الجافة لها عكس البقية ردت أشرقت.
_ أهلا يا زينب.
انتبه نائل على الصغير الذي تخفي وراء زينب ليمد يده له قائلا بترحيب.
_ مش هتسلم على جدو يا يزيد.
رفع الصغير عيناه نحو زينب وقد التقطت عينين أشرقت فعلة الصغير لترتسم ابتسامة ساخرة على شفتيها.
_ يلا يا حبيبي سلم على جدو نائل.
قربته برفق من جدها الذي التقط يده وجذبه إليه بحنو.
_ مش عايز تسلم عليا يا يزيد ومستني تاخد رأيها.
ابتسمت وداعبت خد الصغير قائلة
_ قوله لا يا جدو أنت الكل في الكل.
نطقها الصغير بخفوت رغم شعوره بالأمان في أحضان
نائل.
_ غريبه يا زينب الولد اتعود عليك ولا كأنك مرات أبوه.
اختفت تلك الابتسامة التي احتلت شفتي زينب والجد الذي تنهد بقوة من كلام حفيدته.
_ الحنية بتخلي الحجر يلين يا بنت هشام وده طفل صغير ومن حظه الحلو إن زينب بقت زي مامته الله يرحمها.
شعرت أشرقت بالتوتر عندما ارتفع صوت جدها وقد ظهر على وجهه الضيق.
_ مش قصدي حاجة يا جدو أنا بس مستغربة إن الولد تقبل وجودها بالسرعة دي رغم إنه بيعاني من اضطرابات نفسيه.
ابتعد يزيد عن أحضان الجد ليتشبث بملابس زينب بعدما فهم أن الحديث عليه.
_ يزيد مش بيعاني من حاجة يا أشرقت والحمدلله زي ما جدو قال الحنية بتلين اي قلب وخصوصا الأطفال مش محتاجين غير الحنان.
شعرت أشرقت بأنها صارت السيئة كالعادة و زينب هي الملاك الذي يتغني شباب العائلة بهدوئها ورقتها وقدرتها على جذب العيون إليها.
_ إيه ده معقول الوقت سرقني ونسيت ميعادي مع مراد.
تصنعت الدهشة وهى تنظر إلى ساعة معصمها المطرزة بالماس وقد كانت هدية من مراد الذي بعد أيام سيكون خطيبها رسميا.
التقطت حقيبة يدها وانحنت لتقبل رأس جدها قائلة
_ اوعي تتأخر عليا يا جدو مش هدخل القاعة غير معاك.
ابتسم الجد وربت على خدها بحنو.
_ برضو مصصمة أنا اللي اسلمك لعريسك.
ابتسمت أشرقت بإنتشاء عندما وجدت زينب تتابع حديثهم بإهتمام.
_ طبعا يا جدو.
تحركت أشرقت خطوتين ثم توقفت مكانها والټفت نحو زينب قائلة
_ الخطوبة هتتعمل في الفندق اللي اتعمل فيه فرحك يا زينب ياريت تبلغي كابتن صالح وانا هخلي بابي يتصل بيه.
غادرت أشرقت وعلى وجهها ارتسمت ابتسامة واسعة فها هي قد حصلت على عريس لا تقل مكانة عائلته عن مكانة عائلة الزيني.
_ ساعديني يا زوزو عشان اقوم وندخل جوه...
قالها الجد ثم مد يده وسرعان ما كانت تفيق زينب من ذلك الشعور السئ الذي يتملكها كلما اجتمعت مع أشرقت ابنة عمها.
برفق ساعدت جدها على النهوض وقد تحرك جانبها.
_ أنا مش مرتاح للجوازة دي بس اقول إيه... هشام و مراته دايما بيعملوا اللي عايزينه.
اندهشت زينب من كلام جدها ليواصل كلامه بعدما جلس فوق الأريكة بغرفة الجلوس.
_ الحمدلله إني جوزتك واطمنت عليك كل واحد حر في ولاده. 
....
استرخي صالح على المقعد الجالس عليه ثم أغلق جفنيه وارجع رأسه للوراء تاركا لعقله متعة التخيل فيما حدث أمس. شعر بدقات قلبه ترتفع ثم داعبت شفتيه ابتسامة عذبه ومشهد وقوفها أمامه يطرق رأسه...
فتح عينيه في صدمة لا يصدق ما وصل إليه من أفكار.
نفض رأسه ليفيق من تخيلاته ثم نهض من المقعد الجالس عليه وأخذ يتحرك بغرفة مكتبه وهو يمرر يده على خده. دلك عنقه برفق لعله يمنح عقله الإسترخاء قليلا وطرد أفكاره التي باتت هي محورها فلم يظن يوما أن امرأة ستعبثره هكذا وستجعله مشتتا رغم فقر الحديث بينهم وتجنب وجوده بالمنزل.
لم يفيق من الحالة التي هو عليها إلا عندما استمع إلى طرق خاڤت على باب غرفة مكتبه ثم دلوف كريم مساعده.
_ محتاجينك في غرفة المراقبة المركزية يا فندم. 
...
اتسعت ابتسامة زينب وهي ترى جدها مندمج باللعب مع يزيد لتستكمل تحركها نحوهم وهي تحمل أطباق حلوى المهلبية التي يحب جدها تناولها من يدها.
_ احلى مهلبية لاحلى جدو.
رفع الجد عيناه نحوها وابتسم.
_ تسلم ايدك يا حببتي.
اقتربت زينب منه لتنظر نحو يزيد قائلة
_ يزيد لم اللعب يا حبيبي وروح اغسل ايدك وتعالا عشان تقولي رأيك في طبق المهلبية بتاعتي.
هز الصغير رأسه ونفذ الأمر لينظر الجد لها.
_ حاسس إنه بقى افضل من اول مرة شوفته فيها.
تنهدت زينب وهي تناول جدها الطبق.
_ يزيد مفيهوش حاجة يا جدو الولد تشخيصه اصلا كان غلط زي ما هما للأسف اتعاملوا معاه غلط.
التقط نائل منها الطبق ووضعه أمامه على الطاولة الصغيرة ثم مد كفه يمسح على خدها بحنان.
_ عارفه فيك من طباعها كتير طالعه زيها عندها حنان يغرق الكل ومتشتكيش.
كانت تعلم بأنه يقصد جدتها بكلامه لتترقرق الدموع بعينين نائل لكن سرعان ما استطاع أن يسيطر على مشاعره عندما أتى يزيد نحوهم متلهفا لأخذ طبقه وإخبارها برأيه.
_ حلوه اوي يا زوزو.
باغتها يزيد بقوله مما جعل شفتي الجد تنفرج بابتسامة وابتسمت هي الاخر ليهتف نائل قائلا
_ اخدتي كده العلامة النهائية بعد رأي يزيد مش صح يا زيزو.
طالعه يزيد ثم حرك له رأسه وهو يتناول ببطئ طعامه حتى لا يحدث فوضى وينهره الجد كما ينهره شاكر.
_ صح.
أسرعت زينب نحوه لتقبل خده قائلة
_ مادام عجبتك المهلبية هعملها ليك على طول.
قهقه الجد ونظر نحو يزيد متسائلا
_ لو مش عجباك يا يزيد قول من دلوقتي لأحسن هتزهقك منها.
بعبوس كالأطفال مطت زينب شفتيها.
_ كده برضو يا جدو.
_ بهزر معاك يا قلب جدو تعالي في حضڼي يا حفيدة الغالية.
انتهي ذلك العناق برنين هاتفها برقم لم يكن مسجل لديها.
_ ردي وشوفي مين.
التقطت الهاتف وقد اتجهت أعين كلا من نائل ويزيد إليها عندما استمعوا إلى نبرة صوتها التي طغى عليها الفرح.
_ يعني بكرة اكون في المركز تمام هكون عندكم الساعه سابعه.
نظر إليها جدها بفضول لتأخذ نفسا عميقا قبل أن تخبره بقبولها بذلك العمل الذي لم يتوسط لها أحد فيه.
_ اتقبلت في مركز اللغات يا جدو. 
...
ولأنها كانت سعيدة اليوم كان عليها أن تنفذ ما وعدت به يزيد وتشتري له زي الطباخ التنكري. وقفت أمام أحد المتاجر الخاصة ببيع مثل تلك الأزياء التنكرية ثم ابتسمت للصغير.
دلفوا إلى المتجر ليبحثوا عن الزي حتى وجدت له ما يناسبه.
_ بابي طنط زينب اهي.
التف مازن نحو صغيره وقد توقف عن متابعة مكالمته.. لم ينتبه مازن على مكان وقوفها لثواني لكن عندما جذب عدي يده وتحرك بضعة خطوات استطاع رؤيتها.
ابتسم عندما وقعت عيناه عليها وأكمل حديثه مع الطرف الآخر بعجالة.
_ تمام يا مراد صدقني هحضر حفلة الخطوبة متخافش أجلت سفري أسبوع.
تحرك إلى داخل المتجر في نفس اللحظة التي أخذت
زينب بطاقتها البنكية بعدما دفعت حساب ما اشترته.
_ مساء الخير.
قالها مازن بصوت يغلب عليه بحة رجولية مميزة.
اتجهت أنظار زينب نحوه ثم ابتسمت قائلة
_ مساء الخير يا دكتور عدي أخبارك إيه.
أجاب الصغير على الفور ليخبرها عن حزنه بسبب إلغاء حصة اليوم.
_ أنا زعلت عشان الميس لغت النهاردة ومروحناش الكورس.
تقابلت عينين زينب بعيني مازن الذي ابتسم على تعلق صغيره بمعلمة الرسم.
_ وأنت يا يزيد اخبارك إيه عدي قالي إنك في آخر سيشن ساعدته في رسم مناخيري وعنيا.
انفلتت ضحكات زينب ونظرت نحو يزيد قائلة
_ يعني هو ساعدك في رسمتك وأنت ساعدته في رسمته.
هز الصغيران برأسهما لتتسع ابتسامة مازن عندما رأها تواصل ضحكها رغما عنها لتذكرها شكل الرسمتين التي كانتا أشبه بالكاريكاتير المضحك.
_ على فكرة فاتك اليوم ده يا دكتور.
أماء مازن برأسه بآسف فهو لولا ضغط العمل لديه ما أضاع فرصة
تم نسخ الرابط