رواية ظنها دمية بين أصابعه (الجزء الرابع من الفصول) بقلم الكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز

خاطفة.
_ آه يا عزيز بعد العمر ده كله بقيت مراهق عابث بتقابل بنت الجيران من ورا أهلها.
ضحك عقب قوله فابتسمت رغما عنها.
_ عملتي فيا إيه يا بنت محمود.
خفق قلبها پجنون فرمقها بطرف عينه ثم أسند رأسه للوراء وأغمض عينيه وأردف متسائلا
_ هنقضيها كده ولا نتجوز وتستري عليا!!
انفرجت شفتيها بابتسامة واسعة ليفتح عيناه قائلا بحب.
_ أنا مش عايز ألوث طهارتك يا ليلى مشاعرنا واضحة وصدقيني أنت الست الوحيدة اللي خلتني افكر في الجواز وأقول إن وجود الست مهم في حياتنا.
ارتبكت من كلامه فهو يصارحها بكل ما يختلج به فؤاده لكن هي لا تستطيع البوح.
_ ليلى.
بصوت هامس ردت.
_ نعم.
ابتسم عندما استمع إلى صوتها.
_ بطمن إنك معايا وسمعاني.
ظهر التوتر بوضوح على وجهها فتساءل بحسم.
_ هكلم عمك أول ما أرجع تمام.
بنبرة بالكاد سمعها أعطته الجواب ليزفر أنفاسه بإرتياح.
اتجهت بعينيها نحو واجهة الطريق حيث اصطفت السيارة.
_ إحنا فين أنا كده اتأخرت.
_ مټخافيش إحنا قريبين من الڤيلا...
ابتلعت ريقها ونظرت إليه.
_ ممكن نمشي عشان ميقلقوش عليا.
تنهد عزيز بقوة أدرك أن الوقت الذي يسرقه معها لا يكفيه.
_ حاضر.
تمتم بها ثم أخرج المظروف الذي به مال الأثاث الذي قام ببيعه.
_ الفلوس بتاعة الأثاث وفلوس الشقة قريب هتكون معاك بس طبعا هحتاج امضتك عشان البيع..
وواصل كلامه بنبرة جادة.
_ أنا مخلي عزيز مطلع على كل شئ بيتم.
التقطت منه الظرف بحرج دون فتحه ليبلغها بالمال الذي باع به الأثاث وقد استعجبت من سعر البيع الذي لم تتوقعه.
_ أنا مكنتش فاكره هيجيب سعر كده.
بصوت خرج رخيم قال
_ أنت ناسية إني تاجر أثاث شاطر.
ابتسمت وقبل أن تشكره على مساعدته لها كان يمد يده لها بلوح شيكولاته يبدو من تغليفه أنه مستورد.
_ نيرة بتحب النوع ده من الشيكولاته وكنت موصي ليها عليه وطبعا شهد بعمل حسابها من زمان... المرادي أنت كنت على رأسهم لما فكرت اوصي على الطلب.
تورد وجهها من شدة الخجل فتساءل رغم أنه يعرف الجواب.
_ مبتحبيش الشيكولاته
نظرت له ثم إلى لوح الشيكولاته والتقطته منه سريعا.
_ لاء أنا بحبها.
ابتسم على فعلتها وقد اتسعت ابتسامته وهو يراها تفتح المغلف وتقطع قطعه من الشيكولاته وتدسها بين شفتيها مستمتعه بمذاقها.
ارتفعت دقات قلبه وارتكزت عيناه على فعلتها العفوية التي جعلت أفكاره تنجرف إلى ما يتوق له.. يتساءل داخله هل سيكون مذاقها كحبة السكر أم كقطعة الشيكولاته التي تلوكها بفمها.
_ طعمها جميل أوي.
طالع حركت شفتيها وهي تخبره بمذاقها المميز الفاخر ثم تنهد بعمق بعدما أخرج منديلا من سترته.
_ امسحى شفايفك من الشيكولاته.
ارتبكت بحرج وهي تلتقط منه المحرمة الورقية وقد ابتلعت ما بداخل فمها دون أن تلوكه كما هي معتادة.
أشاح عيناه عنها يستغفر داخله على ذنب صار يرق مضجعه ثم حرك رأسه بيأس من حال قلبه الذي يسقط في شرك هوى النفس.
تنهد بصوت مسموع جذب انتباهها فهو عليه تعجيل أمر الزواج فلم يعد قادر على رؤيتها أمامه دون أن يتخيلها ك امرأته.
عند عبور عزيز بسيارته بوابة المنزل كانت سيارة سيف تمر أمامه لتنظر ليلى له قائلة
_ خليني أنزل هنا.
احتدت عيناه وهو يرمقها پغضب فأخرستها نظراته.
ترجلت من السيارة بتوتر وقد وقعت عينين سيف عليها للتو وهي تغادر سيارة عمه.
_ استنى يا ليلى أنا جاي معاك اطمن على عزيز.
اماءت برأسها وازدردت لعابها ببطء ثم تحركت أمامه ليتلف عزيز نحو سيف الذي وقف ينقل عيناه عليهم.
_ مش هتيجي يا سيف تطمن على عزيز.
بتوتر رد سيف بعدما استطاع تمالك نفسه.
_ أه تمام.
اتجه سيف إليه وسار جواره إلى أن وقفوا أمام المسكن. ربت عزيز على كتفه قائلا
_ فاكر لما كنت بتيجي هنا عشان تشيل شهد وتلاعبها وتهرب من مذاكرتك.
ذكره عمه بالذكريات التي يشعر بأنه نسيها عندما اغترب وعاد لهم بشخص آخر لا يعرفه.
أتت عايدة بسعادة عندما علمت بوجودهم أمام الباب لتهلل بفرحه.
_ و أنا اقول البيت نور ليه.
دخل عزيز الذي لم تكن زيارته الأولى ل عزيز ثم تنحنح وأتبعه سيف.
_ البيت دايما منور بلمتنا و وجودنا مع بعض يا عايدة.
هزت عايدة رأسها له وتمتمت بحبور.
_ أول ما ليلى قالتلي إنك على الباب جيت جري.
ابتسم عزيز وقال وهو يتقدم إلى الداخل.
_ قابلت ليلى على الطريق وجبتها معايا ومكنش ينفع مجيش اطمن على عزيز.
استمع عزيز السائق إلى ما تحدث به سيده وهتف بتعب وهو يتحرك نحوهم.
_ عزيز بيه وكمان بشمهندس سيف جيه يزورني...
طالعه سيف قائلا بحرج بعدما اقترب منه.
_ الف سلامه عليك يا عم عزيز. 
.....
ابتلع سعيد لعابه وهو ينظر نحو لوح الشيكولاته التي تقضمه شهد بإستمتاع وتتلذذ ب طعمه.
_ هاتي قطمة صغيره يا شهد.
رفعت شهد أحد حاجبيها وأسرعت بتخبأت لوح الشيكولاته وراء ظهرها.
_ لاء دي بتاعتي لوحدي... أبيه عزيز قالي دي ليكي يا شهد.
مط سعيد شفتيه بحنق واقترب منها.
_ يعني عشان قالك كده يبقى خلاص ليكي لوحدك اللي ياكل لوحده يزور يا بنت عايدة.
حاول العم سعيد اجتذاب مغلف الشيكولاته منها... لكنها أخذت تصيح.
_ يا ماما تعالي شوفي خالو عايز ياكل الشيكولاته بتاعتي.
اقتربت منهم عايدة ونظرت إلى وضعهم بيأس ف سعيد يحاول أخذ مغلف الشيكولاته منها.
_ فيها ايه لما تدوقي خالك و ليلى.
ارتبكت ليلى وقد خرجت من غرفة عمها للتو بعدما ساعدته في تناول طعامه.
_ لاء أنا مش عايزه حاجة.
إبتسمت شهد ف ليلى عافتها مما تطلبه منها والدتها.
_ شهد دوقي خالك و ليلى بدل ما اخدها منك.
بعبوس استجابت شهد لأمر والدتها وقد اتسعت ابتسامة العم سعيد بعدما أخذ نصيبه.
_ مش عارف طالعه لمين طماعه يا بنت عزيز.
زمت شهد شفتيها بحنق وتمتمت بصوت خاڤت سمعه سعيد لكنه لم يبالي.
_طالعالك طبعا.
_ وبنت عمك.
نظرت شهد نحو والدتها ثم إلى ليلى التي اتجهت إلى المطبخ.
_ لولو قالت مش عايزه...
قاطعتها عايدة بنبرة حازمة.
_ روحي قسمي الشيكولاته مع بنت عمك.
زفرت شهد أنفاسها حانقة ليتمتم سعيد بعدما مضغ قطعة الشيكولاته بعد أن دسها بفمه كاملة.
_ شوف البت مستخسره فينا حتت الشيكولاته.
رمقته عايدة بنظرة ممتعضة ثم أخذت ترتب الصالة قائلة بصوت خاڤت.
_ والله اغلب طباعها منك يا سعيد.
رغم إلحاح شهد لتتناول منها قطعة من الشيكولاته إلا أن ليلى أصرت بالرفض قائلة
_ صدقيني لو عايزه هاخد منك يا شهد وهرخم عليكي.
أسرعت شهد بتقبيلها قائله
_ رخمي براحتك يا لولو أنت في القلب.
ابتسمت ليلى ورفعت كف يدها تربت به على خد شهد.
_ وأنت كمان في القلب يا شوشو.
تناولت شهد قضمة من الشيكولاته وأغمضت عينيها تهتف بسعادة.
_ أنا بحب أبيه عزيز أوي.
خفق قلب ليلى عند سماع اسمه فاستطردت شهد قائلة
_ دايما لما بيجيب الشيكولاته دي ل نيرة بيجيب ليا معاها هقوله يجيبلك معانا بعد كده.
_ شهد.
غادرت شهد المطبخ بهروله بعدما استمعت إلى صوت والدتها وقد تركت ليلى هائمة في حديثها... فهل هو لم يجلب لها مثلما جلب لهم... فمذاقها مازال بفمها ومازالت تحتفظ بالبقية في حقيبتها حتى تستطيع تناولها ليلا سرا. 
....
ابتسم نيهان بخبث وهو يسترخي على المقعد الجالس عليه وقد ضجر من المكالمة التي لا يذكر فيها سوى العمل.
_ اترك أمر العمل جانبا الآن وأخبرني متى سأحضر حفل زفافك أنت وفتاة القطة.
امتعضت ملامح عزيز من تشبيه نيهان لها بهذا الاسم.
_ بطل تناديها بالاسم ده.
التمعت عينين نيهان بمكر وقال وهو يعلم أن حنقه سيزيد.
_ سأكرر سؤالي يا رجل متى حفل زفافك أنت و ليلى.
_ ولا تنطق اسمها حتى.
ارتفعت ضحكات نيهان عاليا وتمتم بمهادنة.
_ بماذا أناديها يا رجل إذا تحدثت عنها...
ثم استطرد نيهان وهو يحرك حاجبيه بمتعه.
_ سأناديها بزوجة اخي ها أخبرني متى ستتزوجون...
زفر عزيز أنفاسه بقوة ثم أغلق جفنيه وتحرك بالغرفة بدون هوادة.
_ بعد ما ارجع من سفرية إسكندرية هطلب ايدها من عزيز الوضع مبقاش يحتمل يا نيهان.
اتسعت حدقتي نيهان والتمعت عيناه بالمتعة.
_ أخيرا يا رجل وجدتك تصرح عن مشاعرك مثل بقية الرجال.
تجهمت ملامح عزيز وهو يستمع إلى نبرة نيهان وكأنه يشمت به.
_ جيه اليوم اللي ناولتك فيه مرادك يا نيهان.
ابتسم نيهان بسعادة حقيقة لكن المكر عاد إليه وتساءل حتى يستفز عزيز.
_ هل قبلتها أم مازلت محروم تقبلها في الأحلام.
أغلق عزيز بوجهه المكالمه لترتفع قهقهة نيهان عاليا... فهو سعيد للغاية من أجل صديقه.
ألقى عزيز بالهاتف على الفراش يمسح على وجهه المتعب قائلا
_ وقح وخلاني افكر بوقاحه زيه.
...
نظرت ليلى نحو شهد التي غفت ثم أسرعت بإخراج الشيكولاته خاصتها من حقيبتها. قطعت قطعة ثم دستها بين شفتيها وأغمضت عيناها بتلذذ. اهتز هاتفها برنين قصير... لتفتح عينيها وتبتلع ما تبقى في فمها.
نظرت إلى الرساله التي تحمل اسمه وقبل أن تفتحها داعبت مخيلتها تلك الرسالة السابقة.
تنهيدة طويلة خرجت من شفتيها ثم فتحت الرساله ليخفق قلبها بقوة وهي تقرأ كلمات الرسالة. 
تسارعت دقات قلبها فهي لم تنسى أمر الرسالة الماضية والتي بسببها أصبح يغزو أحلامها.
مرر عزيز أصابعه بين خصلات شعره پصدمة لا يستوعب ما صار يحدث معه ويفعله فهو عليه تجنب ليلى هذه الأيام وقد أتت رحلة عمله في وقتها وعندما يعود لن ينتظر دقيقة واحدة وسيتقدم بطلب يدها من عمها.
....
أتت زينب باكرا إلى المركز الذي يحصل فيه يزيد على دورة الرسم وجلست تنتظر معه موعد حصته.
داعبت خصلات شعره فنظر إليها وهو يسألها.
_ عدي لسا مجاش هو مش هيجي!
ابتسمت عندما سأل عن عدي وانتقلت يدها من خصلات شعره إلى خده تمسح عليه برفق.
_ لاء إحنا اللي جايين بدري يا حبيبي فاضل نص ساعه على السيشن.
اماء لها الصغير برأسه ثم عقد ساعديه أمام صدره وجلس صامتا يطالع الأشخاص الذين يقومون بتسجيل حضور بعض الدورات.
مرت الدقائق إلى أن لفت انتباهها حوار إحداهن مع موظفة الإستقبال وعلى ما يبدو أنهم أصدقاء.
_ مركز اللغه اللي قصادنا طالبين محاضرين لغة ألمانية وفرنسية يكونوا خارجين لغات وترجمة... لو تعرفي حد بلغي يا مودة.
اجتذب يزيد ذراعها حتى تنتبه على قدوم عدي و والده.
_ زوزو...عدي جيه.
استدارت زينب برأسها نحو الباب لتبتسم وهي ترى عدي يهتف باسم يزيد.
ابتسم مازن وهو يقترب منهم فنهضت من مكانها تداعب خد الصغير.
_ وحشتني يا عدي.
_ وأنت كمان يا طنط زينب أنا كنت بسأل يزيد عنك وافتكرت إنك مش هتيجي تاني.
ابتسمت زينب وهي تنظر إليه ثم نظرت نحو يزيد الذي هز رأسه إليها.
_ أنا قولتله إن زوزو عند جدها وتعبانه.
نظر مازن إليهم وهو يشعر بالسعادة من التطور السريع الذي حدث وتمتم بصوت رخيم.
_ ألف سلامه عليك يا مدام زينب أنا فكرت حقيقي اكلمك أنا وعدي بس محبتش اضايق كابتن صالح لأن آخر لقاء بينا مكنش تمام.
ردت زينب بصوت رقيق كعادتها
تم نسخ الرابط