رواية مهمة زواج (الجزء الخامس من الفصول) بقلم دعاء فؤاد
المحتويات
التي تعيش فيها بمفردها مع الخادمة و البستاني..
قامت بركن سيارتها ثم صعدت الى غرفتها و قامت بالاتصال بشقيقها بعدما أرسل لها رسالة برقم شخص يدعى راغب..
ألو... ايوة يا نادر.. رقم مين دا اللي انت بعتهولي..
رد عليها ببسمة واثقة
دا يا ستي رقم أشطر هاكر في مصر و الشرق الاوسط.. واد داهية مالهوش حل..
هاكر!.. و دا هعمل بيه ايه!
رد ببسمة ماكرة
هقولك بس ركزي معايا كويس أوي...............
استمرت المكالمة بينهما قرابة الساعة يشرح لها خطته اللئيمة و هي تستمع له بانبهار فتلك الخطة سوف تقضي على العلاقة بين معتصم و حبيبته تماما دون أن يشعر بأن لها يد في ذلك..
بمجرد أن أنهت المكالمة معه لم تكذب خبرا و بدلت ملابسها فورا و اتصلت بالمدعو راغب و عرفته بنفسها و أخبرته أنها تريد مقابلته الآن فرحب بذلك و أرسل لها مكانه عبر رسالة على الواتساب.
استقبلها راغب استقبالا حارا و جلسا سويا في ركن بالمركز به صالون صغير فأدار دفة الحديث قائلا بجدية
عشان نكون متفقين يا هانم...العملية دي هتكلفك كتير..
أنا ميهمنيش الفلوس خالص...اهم حاجة تنفذ اللي انا عايزاه بالحرف و بدون أي غلط..
من الناحية دي متقلقيش.. حضرتك هتاخدي من ايدي شغل احترافي..
تحمست للغاية و هي تقول
تمام يلا نبدأ.
اعطاها ورقة و قلم ثم قال
اكتبيلي هنا رقم تليفون الباشا و حساباته على الفيس و الانستا و اكس و كل مواقع السوشيال ميديا اللي مشترك فيها..
على فكرة انا مش عارفة اي حاجة عن البنت اللي بيحبها و لا حتى اسمها..
رد بثقة
متقلقيش يا هانم..دلوقتي هفتحلك الواتس بتاعه و هتشوفي محادثاته كلها و أكيد طبعا في بينهم كلام ع الواتس و هقدر اوصلها و أهكر الواتس بتاعها بسهولة.
ازدادت بسمتها اتساعا و هي تفكر بحماس في نجاح تلك الفكرة الشيطانية..
نظرت له بشك
ليه!
هفتحلك الواتس بتاعه من تليفونك عشان تتعاملي براحتك في اي مكان و تبعتي الرسايل اللي انتي عايزاها من رقمه كأنه هو اللي بيبعتها.
ابتلعت ريقها بقلق لتسأله
طاب هو كدا مش هيكشفني ولا هياخد باله!
لا ما أنا هعلمك ازاي تبعتي من غير ما يكتشف ان في حد بيبعت من رقمه غيره.
اومأت و هي تعطيه الهاتف بعدما فتحته له فأخذه منها ثم أخذ يعبث به حوالي عشر دقائق حتى تمكن من فتح تطبيق الواتساب الخاص بمعتصم من هاتفها فاتسعت عينيها بدهشة بالغة و هي ترى محادثاته كلها أمام عينيها على هاتفها و كادت أن تطير من السعادة لنجاح اولى خطوات خطتها فأخذت الهاتف و تفقدت المحادثات الواحدة تلو الأخرى حتى فتحت محادثته مع ريم و قرأت آخر رسالة منه لها و التي كتب فيها
حين قرأت تلك الرسالة انتفخت أوداجها پغضب بالغ بسبب تقريره بندمه على زواجه بها و لكن ما هون عليها الأمر قليلا أن بدا من محتواها أنها ترفضه فحانت منها نصف ابتسامة و هي تقول بسخرية
غبية..في واحدة عاقلة ترفض عصومي!
رد عليها راغب باستغراب
نعم!
ها!.. لا دا انا بتكلم مع نفسي.. بجد ميرسي اوي يا راغب.. بص كدا.. دا رقم البنت اللي بيحبها..
أخذ منها الهاتف ثم دون الرقم بورقة و في خلال عشر دقائق أخرى كان قد فتح الواتس الخاص بريم أيضا فازدادت بسمة نرمين اتساعا و انبهارا و أحست أنها قد سيطرت عليهما و أنهما أصبحا لعبة بيديها..
استمرت جلستها معه لساعة أخرى يشرح لها كيف يمكنها ارسال الرسائل من ارقامهما من هاتفها دون أن يكتشف ذلك أيا منهما و في نهاية الجلسة قامت نرمين بتحويل مبلغ هائل لراغب على حسابه البنكي الأمر الذي زاد من حماسته للعمل معها..
نهضت أخيرا لتمد يدها تسلم عليه و هي تقول
بجد انت ابهرتني... و طبعا دي مش هتكون اول مقابلة لينا.
أنا تحت أمرك يا هانم... و احنا مع بعض على التليفون.... بس كل طلب بحسابه..
حانت منها بسمة صفراء و هي تقول
اه طبعا حقك... انت تستاهل تقلك دهب.
هز رأسه و هو يبتسم لها ثم قام بتوصيلها الى حيث صفت سيارتها فاستقلتها و انطلقت عائدة الى منزلها و هي تشعر بنشوة الانتصار..
فقد معتصم كامل تركيزه في اعماله بعدما أخبرته ريم بأنها ستخطب لشخص آخر و أخذت الأفكار تتوالى على رأسه... ترى من يكون!.. هل هو أفضل منه!.. هل تحبه!.. هل يحبها!.. هل و هل و ألف هل سألها لنفسه إلى أن نفذ صبره و ضاقت أنفاسه من فرط التفكير..
بعد وقت طويل من التفكير و عدم التركيز تحدث مع نفسه بصوت عالي
لاااا انا هفضل قاعد في مكاني كدا و اقعد اقول يا ترى!!
التقط هاتفه ثم استخرج رقما ما و من ثم قام بالاتصال
به فرد عليه الطرف الآخر ليقول معتصم
فريد باشا كنت عايز حضرتك تبعتلي بودي جارد يكون ثقة.. مش شرط يكون طول و عرض و عضلات.. انا عايز واحد عادي هكلفه بحراسة حد عزيز عليا..... تمام يا باشا.. يا ريت تبعته بعربية من عندك و ضيف حسابها عليا... يا ريت دلوقتي لو أمكن... تمام أنا في الانتظار.. مع السلامة.
اغلق الخط ثم عاد يستند الى كرسيه و هو يزفر أنفاسه بضيق و يفكر فيما نوى عليه لعله يرتاح قليلا..
في المساء تناولت ريم وجبة العشاء مع أمها و شقيقها و هي شاردة في مكالمة معتصم و أيضا طلب خالد الذي جاء في وقت قاټل لتقرر أن تتحدث مع أدهم ليتناقشا سويا.
أدهم كنت عايزة أتكلم معاك في موضوع كدا بعد العشا..
اوما و هو يمضغ الطعام بفمه
ماشي يا حبيبتي انا تحت أمرك.
ابتسمت له بحب و امتنان و بعدما انتهوا قامت ريم باعداد الشاي و من ثم قدمته له لتجلس بجواره و أدارت دفة الحديث قائلة
في دكتور زميلي أعرفه من أيام الكلية.. بالصدفة قابلته في المستشفى بعد ما نقلت و شغال معايا في قسم الاستقبال... هو أكبر مني بسنتين.. و النهاردة اتكلم معايا و اعترفلي انه بيحبني و عايز يتقدملي..
سكت أدهم مصډوما من كلام شقيقته كيف تسأله عن مسألة محسومة كهذه... يبدو أن مشكلة معتصم قد أثرت على نفسيتها ما جعلها تتخطى ذلك بتصرف خاطئ كهذا..
ايه يا أدهم... انت ساكت ليه!
لا ما انا مستني اشوفك بتتكلمي بجد ولا بتهزري.
بتكلم بجد طبعا يا أدهم... هي المواضيع دي فيها هزار!
ماهو دا بالظبط اللي عايز اقولهولك
بمعنى!
بمعنى انك لسة مفوقتيش من صدمة معتصم و ان تفكيرك في غيره بالسرعة دي يعتبر هذيان من الصدمة.
هزت رأسها بنفي لترد باصرار
لا يا أدهم الحكاية مش كدا خالص..
فهميني الحكاية ايه!
معتصم رميته ورا ضهري من اللحظة اللي عرفت فيها حقيقته... معادش فارق معايا.. انا اصلا مشاعري ناحيته كانت هشة بدليل اني اتخطيته بسرعة..
نظر في عمق عينيها ليسألها و هو يضيق جفنيه
انتي متأكدة انك اتخطيتيه!
سكتت لوهلة ثم سرعان ما أومأت بتأكيد
أيوة متأكدة..
و بالنسبة لزميلك دا... ايه مشاعرك ناحيته!
هزت كتفيها لأعلى
مفيش مشاعر تقريبا.. بس هو محترم جدا و طول دراستي معاه مشوفتش منه حاجة وحشة دا غير سمعته الطيبة في الكلية و حاليا في المستشفى كمان.
يعني دا في رأيك كافي لإنك ترتبطي بيه!
ردت و هي ترفع كتفيها لأعلى و تهز رأسها بتعجب
ايوة طبعا كفاية... بعد اللي مريت بيه مع معتصم اكتشفت ان أهم حاجة الاحترام و الوضوح.
و الحب يا ريم!
حانت منها بسمة متهكمة لتقول
حب!... الحب ممكن ييجي بعد الجواز عادي..
رفع حاجبيه بتعجب من رأيها فاسترسلت بجدية تامة
يعني انت مثلا أقرب مثال... انت اتجوزت ندى و مكنتش تعرف حتى شكلها ايه!.. و مع العشرة واضح انك حبيتها... تنكر!
رد بجدية و هو في حالة ذهول من تفكيرها و حوارها بالكلية
لا منكرش طبعا... انا فعلا حبيت ندى بعد الجواز.. بس دي مش قاعدة.
أمسكت كفيه لتضغط عليهما برجاء
سيبني أجرب..
الجواز مينفعش فيه تجارب.. دي حياة كاملة و خطوة لازم تخططيلها كويس و تفكري ألف مرة قبل ما تخطيلها.
هنتخطب لفترة يا أدهم و اكيد خلال الفترة دي هكون أخدت قراري الصحيح.
أنا خاېف تاخدي الخطوة دي بهدف الاڼتقام من معتصم.. او عايزة ترديله الضړبة مثلا... ساعتها هتلاقي نفسك بټنتقمي من نفسك مش منه..
لا لا لا مش كدا خالص يا أدهم... معتصم غلطة و ندمت عليها و خلصنا.. مش بفكر انتقم ولا اي حاجة من اللي في دماغك دي.
نظر لها مطولا ثم تنهد و هو يقول
أتمنى ذلك.
يعني مقولتش رأيك برضو..
أقول ايه.. انا شايف انك واخدة قرارك اصلا.. بس مترجعيش تلومي الا نفسك.
ضغطت على كفيه و هي تقول بجدية
ان شاء الله مش هيحصل لوم ولا عتاب..
هز رأسه عدة مرات ثم قال
ابعتيلي اسمه و عنوانه و كل اللي تعرفيه عنه في رسالة ع الواتس عشان أسأل عنه..
احتضنته بامتنان و هي تقول
ربنا ما يحرمني منك يا حبيبي.
في مكتب معتصم يجلس أمامه شاب طويل في الثلاثين من عمره أرسله مدير شركة الأمن الذي يتعامل معها معتصم كما طلب منه آنفا..
أهلا يا عمر... انا عايزك في مهمة محددة الهدف منها تراقبلي بنت أمرها يهمني جدا و في نفس الوقت تحرسها و تحميها من أي أذى ممكن تتعرضله.
أومأ الحارس باحترام فاسترسل معتصم موضحا أكثر
أنا عايزك معاها زي ضلها.. أي حاجة غريبة تشوفها تبلغني بيها فورا.. اي حد يكلمها او تخرج معاه تصوره و تبعتلي الصور ع الواتس.. خط سيرها تبلغني بيه... متقلقش المهمة هتكون سهلة لان
متابعة القراءة