رواية مهمة زواج (الجزء الخامس من الفصول) بقلم دعاء فؤاد

موقع أيام نيوز

باستنكار فاسترسل بجدية تامة 
أنا قررت أتجوز. 
للحظة انتابتها صدمة قاټلة و لكن سرعان ما استعادت رشدها لتبتسم باصطناع ثم قالت 
و ماله يا حبيبي... اتجوز.. و انا زي ما اتفقنا قبل كدا مش هتدخل في حياتك مع مراتك التانية ولا هأثر عليها. 
رد عليها ببرود 
دا كان على أساس اني هتجوز في البلد و هسيبها في الدوار مع أمي... انما البنت اللي عايز اتجوزها من هنا من القاهرة و مش هتقبل انها تكون زوجة تانية. 
تحولت ملامحها للوجوم ثم قالت بتجهم 
بس دا مكانش اتفاقنا.. 
رفع كتفيه لأعلى و هو يقول 
أنا فعلا مكانش في نيتي ابدا اني أخلف اتفاقي معاكي... و كنت باقي عليكي لآخر لحظة في عمري.. لكن.. 
ردت تسأله بنبرة أليمة 
لكن ايه!... متقوليش انك حبيتها.. 
هز رأسه بموافقة فضحكت نرمين بسخرية بملئ فمها ثم تحولت ملامحها للوجوم فجأة و هي تسأله بتهكم 
هو انت بتحب زي الناس عادي كدا!... طاب يا ترى شوفتها فين و حبيتها امتى!.. شكلها ايه دي اللي قدرت توقع معتصم البدري.. أحلى مني مثلا! 
أخذ يطالعها بنفاذ صبر ثم رد ببرود 
لو على الحلاوة انتي أحلى... لكن القلب بقى و ما يريد. 
سكتت تتنفس بوتيرة سريعة و هي غير قادرة على ابداء أية ردة فعل... هي لا تريد خسارته فحتما حبه لأخرى مجرد نزوة و ستمر أو هكذا تظن.. 
بركت على ركبتيها و استندت بذراعيها على فخذيه ثم تحدثت و هي تتوسل إليه 
معتصم انا... انا مقدرش اعيش من غيرك.. انت كل حاجة ليا... انت الحاجة الحلوة اللي في حياتي.. حب و اتجوز بس متسبنيش... انا هضيع من غيرك يا معتصم. 
رد برجاء و هو ينظر لعينيها 
لو بتحبيني بجد متقفيش في طريق سعادتي... و سيبيني أعيش اللي معرفتش أعيشه معاكي. 
ردت بانفعال طفيف 
ايه اللي انت معرفتش تعيشه معايا... انا اديتك كل حاجة.. كنت بفهمك من نظرة عينيك..كنت محتارة اسعدك ازاي.. معصتش ليك أمر.. ايه اللي كان ناقصك معايا يا معتصم! 
هب من مكانه يرد عليها بانفعال أشد 
ناقصني استقرار...ناقصني حب... ناقصني بيت و اولاد.. ناقصني حياة كاملة مشوفتهاش معاكي يا نرمين. 
أغمضت عينيها پألم من سهام كلماته القاټلة ثم ابتلعت ريقها بصعوبة محاولة السيطرة على موجة ڠضبها و نهضت لتقف أمامه و تقول پانكسار 
معرفش مين فينا اللي أناني.. بس اللي انا عارفاه و متأكدة منه اني بحبك پجنون و مهما تعمل حبك جوايا مش هيقل.
رد بنبرة معذبة 
احنا الاتنين أنانيين...كل واحد فينا عايز يرضي قلبه و بس مهما كانت الطريقة حتى لو هيدوس على التاني...بس صعب عليا اكسر قلبي و قلب الانسانة اللي حبيتها عشان مكسرش قلبك يا نرمين...يا ريت تقدري تفهميني.. يا ريت. 
عم عليهما صمتا بليغا.. نرمين تنظر لمعتصم بلوم و عتاب و معتصم يناظرها ببرود و كأنها تذكره بخطيئته التي ربما تحول بينه و بين حبيبته الى أن نطق أخيرا و قال بثبات 
انتي طالق يا نرمين. 
بدأت الدموع تغشي عينيها و هي تنظر له و تهز رأسها بعدم تصديق فاسترسل بمزيد من البرود 
لو عايزة تنهي الشراكة اللي بينا و كل واحد ياخد نص... 
قاطعته بوضع سبابتها على شفتيه ثم قالت پبكاء 
متكملش...انت كمان عايزنا ننهي الحاجة الوحيدة اللي هتربطني بيك!!.. لا.. مقدرش.. كفاية اني هشوفك حتى لو مش هتكون من حقي.. كفاية اني هسمع صوتك هشم ريحتك هشوف ملامحك اللي بتوحشني حتى و انت معايا...و حياة العشرة اللي بينا خليني جنبك حتى لو هنكون مجرد شركا. 
تأثر كثيرا من تلك الحالة الموجعة التي أصابتها حتى أنه شعر بمدى أنانيته معها فهو قد جرب الحب و يدري جيدا كم هو موجع فراق المرء لمن يحب... و لكنه أيضا ليس بامكانه الټضحية بمن عشقها من أجلها. 
مسد على شعرها و هو يقول باشفاق 
خلاص يا نرمين اهدي... خلاص شراكتنا هتستمر بس مش عايز أي تجاوز منك... عايزك تعامليني كأني شخص غريب عنك. 
ارتمت بحضنه و أجهشت في بكاء مرير و هي ټضرب ظهره بكفيها و تهذي بلاوعي 
ازاي.. ازاي.. ازاي.. 
أخذ نفسا عميقا محاولا لملمة شتات نفسه ثم زفره ببطئ و هو يبعدها عن حضنه و يقول برجاء 
لو بتحبيني و عايزاني مقطعش علاقتي بيكي اسمعي كلامي.. 
ثم أخذ يهزها من ذراعيها و هو يصيح بعصبية و ڠضب 
متخلنيش أتخنق منك يا نرمين...قولتلك خلاص انتهينا. 
أطبقت جفنيها محاولة السيطرة على سيلان دموعها ثم فتحتهما لتقول و هي تهز رأسها عدة مرات 
حاضر... هسمع كلامك و مش هضايقك.. 
أشاح بوجهه للجهة الأخرى و هو يزفر بضيق من نفسه و من الموقف برمته ثم عاد ينظر اليها ليقول بنبرة جادة 
انا هسيبلك الشقة دي تعيشي فيها و انا هقعد مع عيشة لحد ما اشوفلي شقة تانية. 
أخذت تمسح عبراتها بيديها ثم قالت بنبرة متحشرجة من أثر البكاء 
لا انا هرجع الفيلا بتاعتي... بكرة الصبح هلم هدومي و حاجتي و هروح على هناك. 
أومأ بوجوم و هو يقول 
تمام اللي يريحك.. أنا لازم أروح الشركة دلوقتي.... و انتي اقعدي مع نفسك و راجعي حساباتك و بلاش تيجي الشركة النهاردة.. 
هزت رأسها بموافقة دون أن تتحدث فلم يعد لديها طاقة للكلام بعد تلك الصڤعة القاسېة التي تلقتها منه على حين غرة. 
تركها بمكانها و دلف غرفة النوم ليرتدي بدلة رسمية سوداء بدون رابطة عنق ثم أخذ هاتفه و مفاتيح سيارته و غادر الشقة متجها الى شركته. 
بعد حوالي ربع ساعة وصل شركته و أخذ يتفقد ملفاته و جدول أعماله مواصلا العمل مع زوج شقيقته بلا انقطاع الى أن بدأت الشمس في المغيب و حينها رن هاتفه برقم أدهم دق قلبه بقلق ربما.. و لكنه لا يدري لما انتابته تلك الحالة حين رأى اسمه على شاشة الهاتف و لكنه أجابه على أية حال 
ألو أدهم باشا عامل ايه! 
بخير يا معتصم بيه... أنا كنت عايز أقابلك بس يا ريت نكون لوحدنا على انفراد. 
سكت معتصم مليا يفكر ثم قال 
تمام يا باشا... ايه رأيك تشرفني في شركتي... هنكون براحتنا أكتر. 
استحسن أدهم الفكرة ثم أومأ بموافقة 
تمام مفيش مشكلة... فاضي أجيلك دلوقتي! 
و لو مش فاضي أفضالك. 
ابتسم أدهم بسخرية متوعدا له في نفسه ثم قال 
طاب يا ريت تبعتلي location بتاعك و انا نص ساعة بالكتير ان شاء الله و هكون عندك.. 
تمام يا باشا في انتظارك.. مع السلامة.. 
اغلق معتصم المكالمة ثم أرسل له موقعه عبر رسالة نصية ثم عاد يستكمل أعماله بذهن شارد بعدما أعطى اوامره للسكرتيرة بحسن استقبال الضيف القادم في خلال نصف ساعة. 
بعد حوالي خمسة و ثلاثين دقيقة حضر أدهم و قد استقبلته السكرتيرة بحفاوة ثم أدخلته الى معتصم الذي استقبله استقبالا حارا و أجلسه في الصالون ذي الأرائك الجلدية الفاخرة و طلب له القهوة. 
جلس أدهم و هو يدور بعينيه في انحاء الغرفة ثم قال بنبرة جليدية 
ما شاء الله المكان فخم أوي يا معتصم... اسمحلي اقولك معتصم من غير القاب! 
أه طبعا يا أدهم باشا احنا اخوات. 
هز رأسه عدة مرات ثم تحدث بنبرة ذات مغذى 
بجد انا مبهور من شاب زيك لسة في مقتبل العمر و قدر يأسس شركة فخمة زي دي بدون مساعدة حد. 
أحس معتصم بعدم الارتياح من نبرته التي يتحدث بها و لكنه تجاوز ذلك قائلا 
انا بايع كتير من ورثي من ابويا الله يرحمه في تأسيسها. 
تجاوز أدهم رده و كأنه لم يسمعه ثم استرسل بنبرة مبطنة بالسخرية 
بس انت فعلا عاجبني... جريئ.. جريئ أوي.. 
بدأت نبرته تحتد و هو يقول 
جريئ لدرجة انك تتقدم لأختي و انت متجوز غيرها و بتخدعنا كلنا. 
سكت معتصم پصدمة و أحس أن الأرض تهيم به فقد انسحب البساط من تحت قدميه دون أن يشعر و لكنه حاول التحلي بالثبات ثم قال 
انا طلقتها... و بعدين مكنتش ناوي أخبي عليكم.. كنت هقول في الوقت المناسب. 
لوى أدهم فمه بسخرية 
كنت هتقول امتى و انت المفروض مستني مني الموافقة.. انت انسان كداب. 
ابتلع ريقه ثم تحدث بثبات 
الموضوع دا يخصني انا و ريم...كنت هقولها و هفهمها انا اتجوزت ليه و ازاي..
لا متتعبش نفسك... انا هفهمها انت اتجوزت ليه و ازاي..جوازة رخيصة زيك بالظبط عشان متعتك و مزاجك. 
أخذ يهز رأسه بنفي و هو يتحدث بانفعال نوعا ما 
لا يا أدهم باشا مش انا...يعلم ربنا ان الست اللي اتجوزتها دي مكنش في نيتي أبدا اني أطلقها... بس الظروف فاجئتني و حبي لريم لغبطلي كل حاجة... حبيتها و عايزها معايا علطول.. ايه يا أخي الحب معداش عليك! 
رد أدهم بانفعال أشد 
الحب اني اصارح اللي حبيتها بكل حاجة من اول لحظة.. مش أعلقها بيا و بعدين أقولها اسف انا كنت هقولك.. 
أخذ معتصم يتنفس بوتيرة عالية غير قادرا على تعزيز موقفه أمام أدهم فاسترسل أدهم بنبرة جليدية باردة 
بس الحمد لله ان ربنا كشفك ليا في الوقت المناسب... مكنتش اتوقع انك دنئ و حقېر كدا. 
وقف معتصم بعصبية يجذبه من تلابيبه و يصيح پغضب 
أنا مش حقېر.. انت فاهم! 
ناظره أدهم ببرود ثم نزع يديه الممسكة بياقته و هو يقول ببرود 
ايه!.. ۏجعتك!.. معلش.. اصل دايما الحقيقة كدا بتوجع.. 
أخذ معتصم يطالعه بشړ يود لو يلكمه في وجهه لعله يسترد بعضا من كرامته التي بعثرها له و لكنه تراجع فقط لأجلها فاسترسل أدهم و هو ينوي انهاء ذلك الحوار السخيف 
اسمع يلا... ريم دي أغلى حاجة في حياتي و بحبها أكتر من نفسي.. معنديش استعداد أجوزها لواحد second hand.. و اياك.... اياك تحاول تقرب منها او تكلمها... ساعتها همحيك من على وش الدنيا.. كفاية الصدمة اللي هتحصلها لما تعرف حقيقتك. 
ألقى بكلماته ثم استدار مغادرا من أمامه و عروق رقبته منتفخة من فرط الڠضب فخرج من الغرفة و هو يسير بسرعة حتى أنه اصطدم بنرمين و لم يلتفت اليها حتى ليعتذر فصړخت به بعدما تخطاها 
ايه قلة الذوق دي! 
لم يكترث لها و انما استمر في طريقه الى ان سمع صوت السكرتيرة ترحب بها قائلة أهلا يا مدام نيرمين. 
قاده فضوله لمعرفة شكلها فوقف بغتة و استدار يطالعها بنظرة شمولية فقد كانت طويلة القامة ذات قوام أنثوي لا يقاوم ترتدي بنطال اسود جلدي يلتصق بساقيها تعلوها كنزة قصيرة للغاية بنصف كم بالكاد تغطي بطنها و شعرها الأشقر المموج منسدلا على ظهرها علاوة على مستحضرات التجميل الصاړخة التي صبغت بها وجهها فأخذ
تم نسخ الرابط