رواية ظنها دمية بين أصابعه (الجزء الخامس من الفصول) بقلم الكاتبة سهام صادق
المحتويات
عقدت ساعديها أمامها وأشاحت عيناها نحو نافذة السيارة
المفروض منتكلمش قدام الولد
تنهد صالح بقوة بعدما رمقها بطرف عينيه وسرعان ما كان الڠضب يعود ليحتل تفكيره
فور دخولهم إلى المنزل اتجه بصغيره نحو غرفته قائلا
ياريت تستنيني عشان نتكلم
لم تهتم بما قال واتجهت نحو غرفتها تهتف بتذمر
واستناك ليه أنا مش عايزة اتناقش أصلا
جلست على الوسادة واجتذبت إليها الطاولة التي عليها دفاترها وحاسوبها
ركزي يا زوزو وانسى كل اللي حصل أنت لازم تثبتي شطارتك في مدة قصيرة
تحرك صالح ببطئ من جوار صغيره بعدما ارتخت ذراعيه ثم ابتسم عندما رأه يحتضن دميته لكن ابتسامته اتمحت عندما طرقت حصونه ذكرى من ذكريات الماضي
تسارعت أنفاسه بقوة وأغمض عينيه وصوت سارة بضحكتها البريئة يقتحم فؤاده
فلاش باك!!
صالح
ندائها أيقظه من سباته العميق فهو قضى في رحلته الأخيرة أسبوعا خارج البلاد
هي الساعة كام دلوقتي
حركت كتفيها له بجهل وهي تضم دميتها لها وقد اعتدل في رقدته ونظر حوله فالغرفة مازالت غارقة بالظلام
إلتقط هاتفه لينظر إلى الوقت متنهدا فالوقت لم يتخطى الثالثة صباحا
إيه اللي مصحيكي في الوقت ده
زمت شفتيها مثل الأطفال بعبوس وأسبلت جفنيها وهي تتحرك بجسدها
طالعها برجفة وأنفاس بدأت تخرج ثقيلة من بين شفتيه لتسرع في اجتذاب ثوبها الفضفاض إلى الوراء حتى تريه كيف صارت بطنها منتفخة
شوف بطني كبرت إزاي جدو بيقولي إن نونو جوه هنا
أظلمت عيناه ثم أشاحهم بعيدا عنها
سارة روحي أوضتك
بعند أجابته
لأ أنا عايزة أنام جمبك جدو بيقولي إنك پتخاف من الضلمة وأنا لازم انام معاك عشان أحميك
سارة قومي روحي نامي في أوضتك
لكنها لم تبالي بحديثه ورفعت ثوبها حتى تريه بطنها وما تراه عليها
هنا بيضربني
ثم هتفت بعدما شعرت بنفس الحركة التي صارت تشعر بها
ضړبني صالح أنا هضربه
وتحت أنظاره الشاخصة أخذت تصفع بطنها انتفض بفزع واجتذب يدها يتمتم بهلع
پغضب صاحت وهي تحاول إنتشال يدها منه
بضربه عشان بيضربني
دمعت عيناه بعجز وابتلع غصته المره كالعلقم وضمھا إليه
هو مش بيضربك هو بيلعب معاكي عشان يقولك إنه موجود
ليته يستطيع الصړاخ ليت عمره انتهى في تلك الليلة
خده شيلوا في بطنك أنت أنا مش عايزاه يلعب في بطني
دفعته حتى تبتعد عنه وحين حررها ورأت دموعه عادت إلى حضنه تتمسح به
لا متعيطش أنا هخليه جوه بطني خلاص
فاق من ذكرياته على اهتزاز هاتفه داخل سترته ليخرجه سريعا وعندما وقعت عيناه على اسم المتصل غادر غرفة صغيره
تعجبت زينب ورفعت أحد حاجبيها عندما رأته يغادر الشقة للحظة أصابها الفضول من مغادرته وسرعان ما كانت تهز رأسها قائلة
قولنا نركز في شغلنا ومستقبلنا يا زوزو
احتدت نظرات صالح وهو يستمع إلى تبرير المسئول عن تصوير حفل الخطبة وعرض الصور والمقاطع ك دعايا ليسرع ماهر بإجتذاب ذراعه والإبتعاد به قليلا
الراجل كلامه صح يا صالح قبل أي حاجة بتنزل على صفحتهم كدعايا بياخدوا إذن العريس والعروسة
احتقنت ملامح صالح ورمقه بنظرة زاجرة
ما شاء الله كانوا مهتمين بتسليط الكاميرا على مراتي
رغما عن ماهر ابتسم وقال بشماته
عيشت وشوفتك يا ابن الزيني غيران
بضيق تنهد صالح وحدقه بنظرة قاتمة ليتحدث ماهر بتعقل
خلينا نتكلم مع الراجل بهدوء عشان يتمسح الڤيديو الأساسي والصور من عنده وبعدين نشوف هنعمل إيه في الحد من إنتشار الڤيديو اللي معصبك مع إني شايفه عادي واحده بترقص مع جدها
زفر صالح زفرة قوية فيكفيه ما قرأه من آراء وصلت حد التغزل بجسدها
عادوا إلى الطاولة التي يجلس عليها الرجل وقد تأفف بضيق من جلوسه ك متهم أمامهما
في تمام الساعة الرابعة والنصف فجرا
دلف صالح الشقة وعلى وجهه ارتسم القليل من الإرتياح تحرك بضعة خطوات ثم ضاقت حدقتاه وهو يرى نور الغرفة مضاء وحاسوبها مفتوح على الطاولة ودفاترها مازالت بمكانها
اقترب من جهاز الحاسوب الذي يبدو عليه بأنه إصدار قديم ثم ابتسم
بحث بعينيها عنها يتساءل داخله هل ذهبت لتنام وتركت أشيائها هڪذا وعندما وقعت عيناه على فنجان القهوة الفارغ وضع إحتمال آخر وتحرك نحو المطبخ
لم يجدها بالمطبخ كما توقع ليتجه نحو غرفتها التي كانت مفتوحه ومضاءة أيضا بحيره وقلق اقترب من باب الغرفة وكاد أن يهتف باسمها لكنه توقف مكانه دون حديث
ازدرد لعابه وهو يراها تصلي بخشوع وقد هزته هيئتها أطرق رأسه بخزي فهل ملاك مثلها تستحق أن تتزوج برجل مثله مسلم بالهوية لا أكثر
تحرك نحو غرفته فمنذ أن صار يضع اهتمامه عليها وبات يكتشف الكثير عنها وليته عرفها بعيدا عن محيط جده
أصابتها الدهشة وهي ترفع خصلات شعرها لأعلى لتعكصه فوق رأسها ووجدته يغادر المطبخ وهو يحمل فنجان قهوته ويتحدث بالهاتف ابتسم لها وأبعد الهاتف قليلا عنه وقال وهو يحدق بمظهرها اللطيف
صباح الخير
ازدردت زينب لعابها وتحاشت النظر إليه وبصوت أقرب إلى الهمس ردت عليه بعدما تجاوزت مكان وقوفه
التمعت عيناه بنظرة عابثة وهو يحرك يده على عنقه وقد انتقلت عيناه نحو ساقيها العاړيتين بسبب قصر القطعة السفليه من المنامة التي ترتديها وسرعان ما كان ينتبه على صوت المتصل فتنحنح بحرج حتى يسيطر على نبرة صوته
ابعتلي كل تقارير الرحلات الأخيرة على الإيميل بتاعي يا كريم
زفرت زينب أنفاسها بقوة وهي مغمضة العينين لتتسع حدقتيها فجأة عندما انتبهت على حالها هل عاد يخطف أنفاسها برائحة عطره هزت رأسها بقوة رافضة أي شعور يخترق قلبها فعليها أن تتغلب على مشاعرها وتركز بمستقبلها فالحب لا يفيد صاحبه هڪذا صارت تقنع حالها
شعرت بيد يزيد عندما اجتذبها من ملابسها فاستدارت جهته وقبل أن تخبره أنها ستعد لهم طعام الفطور
زوزو موبايلك
أعطاها الصغير الهاتف الذي صدح رنينه مجددا وفور أن أجابت آتاها صوت سما الضاحك
كنت تريند إمبارح أنت وجدو يا زوزو اه لو شوفتي وش أشرقت ولا طنط لبنى بس مش عارفه ليه الڤيديو بتاعك وصورك اتمسحوا من بيدچ الفوتوجرافر ومبقتش شايفه الڤيديو منتشر زي امبارح
توقفت سما عن الكلام ثم تساءلت
على كده الكابتن عمل إيه لما شاف الڤيديو اسكتي الفوتوجرافر كان باين عليه معجب بيك
تخضبت وجنتي زينب بحرج ونظرت نحو الهاتف الذي وضعته على طاولة المطبخ وشرعت في إعداد طعام الفطور لها وللصغير الذي أخذ ينظر لها ويستمع إلى حوارهم
سما يزيد جمبي فخدي بالك من الكلام لاني فاتحه المايك عشان بحضر الفطار
ازدادت ضحكات سما وهتفت بمشاكسة
يزيد يا حبيبي مش طنط زوزو قمر
ابتسم الصغير وهو ينظر نحو زينب
أه قمر
سمعتي وعلى فكرة اتقدم ليك عريس بس مش هحكيلك عنه غير لما اشوفك بڪره عند جدو
بوجه محتقن ردد صالح ما سمعه
عريس!!! وعلى كده أنا موقعي إيه من الإعراب بالنسبة ل سما هانم
ابتسم عزيز عندما وجد عزيز سائقه يقف جوار السيارة وينتظره
قولت كفايه اجازة لحد كده أنا بقيت كويس ولا أنت استغنيت عني يا عزيز بيه
اقترب منه عزيز يربت على كتفه قائلا
تفتكر قدر استغنى عنك يا عزيز وياريت بقى تبطل عزيز بيه أنت دلوقتي عم مراتي
أثلج الكلام فؤاد عزيز العم لتتسع ابتسامته
المقامات محفوظة يا عزيز بيه
تنهد عزيز بيأس منه فهو حتى قبل إرتباطه ب ليلى كان دائما يطلب منه نداء اسمه مجردا لكنه كالعادة يخبره أنه لا يستطيع
فأسرع عزيز قائلا
أول طفل ليك و ليلى هناديك باسمه وبكده إن شاء الله هنحل المشكلة
ابتسامة عريضة ارتسمت على شفتي عزيز وقد داعب الحديث من جماله قلبه المشتاق بأن يحمل طفله من ليلى
آه يا عزيز لو كان حد قالي كده من شهور كنت قولتله ولاد إيه اللي اشيلهم وكفايه عليا ولاد اخويا لكن دلوقتي أنا بحلم باليوم اللي اشيل فيه طفل ليا من ليلى
قالها عزيز عندما استقل سيارته وقد قرر الجلوس بالأمام مما أدهش عزيز السائق لكنه لم يعلق
إن شاء الله يا بيه البيت يتملي عليك بالولاد والبنات
تنهد عزيز و داعبت شفتيه ابتسامة واسعة وهو يتخيل ليلى تحمل في أحشائها طفله عندما سرح عقله قليلا ضغط على زر الإتصال بها لكنه تفاجئ بأن الهاتف مغلق
إيه حكاية التليفون اللي دايما مغلق دا هي الشبكة وحشه أوي عندكم يا عزيز
طالعه بحيره دون فهم ليواصل عزيز كلامه
اصل اغلب الوقت تليفون ليلى بيكون مغلق
هز عزيز رأسه بعدم فهم ل حديث سيده وهو يركز عيناه على الطريق
تليفونها فيه مشكلة وقالت وهي راجعه من المصنع هتروح تصلحه وتشوف فيه إيه
مصنع
تساءل عزيز بدهشة ليتوتر عزيز العم وهو يرمق سيده بنظرة سريعة
هو أنت يا بيه مش موافق على شغلها في المصنع
رغم شعور عزيز بالڠضب لأنها لم تخبره بذهابها إلى العمل إلا أنه تمالك نفسه وقال
أنا مش شايف ليه داعي الشغل يا عزيز حاليا المفروض تهتم بتجهيز الڤيلا مع نيرة وتشوف اللي ناقصها
معلش يا بيه أنت عارف الشغل المكان الوحيد اللي ليلى بتلاقي نفسها فيه وأنا بصراحة مقدرش افرض رأيي عليها وأجبرها على حاجة
حرك عزيز رأسه ثم أخرج زفيرا طويلا وقال
روح على المصنع يا عزيز
ابتسمت ليلى عند دلوفها حجره المكتب التي تجمعها بزملائها
صباح الخير
بابتسامة بشوشة طالعها بسام بعدما رفع عيناه عن الأوراق التي أمامه
صباح الخير يا ليلى
اقتربت ليلى من طاولة مكتبها وقد تعلقت عيني بسام بها وتساءل على أمل ألا تأتي سلوى اليوم ويكون لديه فرصه ليصارحها
متابعة القراءة