رواية ظنها دمية بين أصابعه (الجزء الخامس من الفصول) بقلم الكاتبة سهام صادق
المحتويات
شوفتك من غير حجاب عارفه انا بحمد ربنا إن جمالك المحفوظ ده كان ليا
فتحت عينيها في نفس الوقت الذي فتح فيه عينيه فابتسمت له ليخون عهده الذي وعدها به ووعد به نفسه
في تمام الساعة الرابعة فجرا قبل أذان الفجر بدقائق
كانت تتوقف سيارة عزيز داخل الڤيلا لينظر نحوها بنظرة عاشقة متخمة من السعادة
توترت ثم أخفضت رأسها فلم تعد قادرة على النظر بعينيه
الله يسلمك
وسرعان ما أردفت بنبرة صوت متعلثمة وهي تمد يدها نحو مقبض باب السيارة
تصبح على خير
أسرع في اجتذاب ذراعها قبل أن تترجل من السيارة
استنى يا ليلي
طالعته بحيره ليميل نحوها ويقتطف قبلة من خدها قائلا بهمس
أعقب كلامه بغمزة من عينيه زادتها حرجا لتغادر السيارة سريعا دون النظر إليه
ترجل من السيارة وهو مبتسم بإنتشاء
استنى أوصلك
اندهشت من عرضه فالمسكن على بعد خطوات ليقترب منها ملتقطا يدها
أنا استلمتك من عمك كامله وهسلمك ليه كامله
مازحها فابتسمت خجلا وسارت معه وهو محتضن كفها بكف يده
أفلتت ليلى يدها منه بعدما فتح عمها الباب واستقبلها
حمدلله على السلامه
تمتم عزيز وهو ينظر لتلك التي تجاوره بخجل
الله يسلمك اهو سلمتها ليك حافظلي عليها لحد ما اخدها منك وتبقى ليا لوحدي
إزاي تبقى ليك لوحدك وهي روح عمها
رفعت ليلى عيناها نحو عمها عند لمست كلماته قلبها وأسرعت إليه تحتضنه
ربنا يخليك ليا
ضمھا عمها إليه وقد توهجت عينين عزيز بنظرة لم تخفى عن عينين عزيز العم
ارتفع صوت أذان الفجر ليبتسم عزيز وهو يرمق تلك التي لا يستطيع إصراف عينيه عنها وتحمل فكره نومها بعيدا عنه قائلا
أسرع عزيز العم قائلا
استني يا بيه أنا كمان جاي اصلي معاك في المسجد
قبلها عمها على جبينها ثم أسرع بإلتقاط خفه المنزلي وأتبع سيده الذي استدار بجسده وتحرك حتى يتمالك ذلك الشعور الذي يلح عليه في اجتذابها وأخذها معه غرفته
تحرك صالح بالمطبخ وهو يستمع إلى الطرف الآخر من خلال الهاتف قائلا
أنهى مكالمته وتنهد براحه وهو يتمنى أن تنال إحداهن إستحسان صغيره ويتأقلم معها فأحواله صارت مستقره بعدما دخلت زينب حياتهم
وضع كوب القهوة خاصته أسفل ماكينة القهوة وانتظر امتلائه ليسمع صوتها بعدما خرج تثاؤبها
صباح الخير
قالتها وهي تحدق بالطاولة التي تم تجهيزها بأطباق شهية ثم ضاقت عيناها وهي تستوعب الشئ الذي انتبهت عليه للتو هو لا يتواجد بيوم عطلته بل يذهب إلى النادي الرياضي ثم بعد الظهيرة يصطحبها هي والصغير إلى منزل العائلة
سحب فنجان القهوة ونظر إليها وهو يسلط عينيه على قدميها الصغيرتين
صباح الخير بقيتي كويسه دلوقتي
استمرت بالتحديق بالطاولة وما عليها وتساءلت
هو مين اللي حضر الفطار
اقترب من أحد الأطباق والتقط شريحة الخيار من عليه ثم باغتها بدسها في فمها
أنا
كادت أن تتحدث ليقاطعها قائلا
أنت رجلك وارمه فأكيد مش هتقدرى تحضري لنفسك الفطار
مضغت شريحة الخيار ببطء وهي ترمقه بنطرة ممتعضة
لأ عادي أقدر
ابتسم بيأس من ردود أفعالها واتجه جهتها ليحرك المقعد للأمام قليلا
تمام أنت فعلا تقدري بس ممكن تقبلي مني النهاردة عزومة الفطار وتدوقي من فطاري المتواضع
هذا اللطف منه جعلها تقبل عرضه ليبتسم وهو ينقل عيناه بين ملامحها وتلك المنامة ذات القطعتين التي تظهرها كالطفلة وشعرها المعقوص أعلى رأسها
تحبى تشربي عصير ولا شاي ولا قهوه الخدمة النهاردة متكاملة يا فندم
وتلك النظرة التي رمقته بها جعلته يخفي ابتسامته سريعا ويتساءل بقلق
هي الخدمة مش عجباكي يا فندم
ولم تجد أمامها إلا أن تفر هاربة نحو غرفتها بعدما تناولت فطورها بعجالة تتساءل بعد أن استندت بظهرها على الباب المغلق
هو عايز يوصل معايا لإية فاكر نفسه هيضحك عليا بشوية حنية
تفاجأ عزيز بعدم وجود سيف معهم على طاولة الإفطار واقترب من نيرة التي انشغلت مع العم سعيد بفرش الطاولة الموجودة بالحديقة
فين سيف!
ارتبكت نيرة من سؤال عمها ف شقيقها عندما علم بتناول ليلى الإفطار معهم ومشاركة عائلة العم عزيز أيضا أخبرها أنه سيقضي اليوم بالخارج هو و كارولين وسيترك إلى سيدة المنزل الجديدة فرصة للتمتع بإنتصارها العظيم وحصولها على عمه
سيف حب ياخد كارولين ويقضوا اليوم بره
ضاقت عيني عزيز بحيره فأسرعت نيرة بمواصلة كلامها
علاقته ب كارولين الفترة دي متوتره فهو قرر يقضي معاها اليوم بره بما إن النهاردة أجازته
تنهد عزيز بقوه ثم ربت على خدها بحنو
ماشي يا حبيبتي مع إنه مقالش ليا كده لما قولتله هنفطر متأخر شويه في الجنينة وبعدين نخرج سوا نصلي الجمعه
شعرت نيرة بالحرج من كذبها وتحاشت النظر إليه ثم قالت بعدما لمحت عايدة قادمة جهتهم
هروح اساعد عايدة
احتل الضيق ملامح عزيز قليلا وسرعان ما كان يتلاشى عن وجهه عندما لمحها أتيه وتخفض عينيها من شدة حرجها رفعت عيناها بعدما نداها العم سعيد لتتلاقي عيناها بنظرات عزيز الذي فور أن رأي ربكتها غمز لها بإحدى عينيه اشټعل وجهها خجلا وهربت بعينيها بعيدا عنه
اجتمعوا جميعا على طاولة واحدة وقد جلست ليلى على يمين عزيز بعدما أخبرتها نيرة أن هذا مكانها من اليوم
خجلت بشدة بعدما انتقلت الأنظار عليها ثم شرعوا بتناول فطورهم
ابتسمت نيرة وهي تقرب طبق البيض من عمها
المرادي ظبطت ملحه
ليبتسم عزيز وهو يغمس لقمته ثم وضعها داخل فمه وتحدث وهو يحرك رأسه بإستمتاع
تسلم أيدك يا حبيبتي
شعرت نيرة بالرضى وهي ترى عمها يتناول كل ما تقدمه له ويخبرها بأنها تدلله وكيف سيتحمل فكرة بعدها عنه مجددا بعد عودتها إلى زوجها الذي ضاق ذرعا من بعدها عنه لكنه يتحمل هذا تقديرا لطلب عمها منه في إطالة إجازتها حتى موعد الزفاف
ست البنات النهاردة تعتبر هي اللي مجهزها كل أطباق الفطار
قالها العم سعيد فابتسمت نيرة له وقد ألقى كلا من عايدة وعزيز وشهد مديحهم بأطباق الفطار الشهية
لتنظر ليلى نحو ما تأكله قائلة بسعادة
تسلم ايدك يا نيرو أحلى طبق أومليت اكلته
بإبتسامة مقتضبة هزت نيرة رأسها قائلة
تسلمي يا ليلى
لم يكن أحد منتبها على تغير نيرة معها لكنها كانت وحدها من تشعر بتغير معاملتها أخفضت رأسها في أسى فحتى سيف ليس هنا هل هو بسبب وجودها اليوم بينهم
ضم عزيز حاجبيه عندما وقعت عيناه عليها بعدما ترك هاتفه جانبا فقد كان منشغلا بالرد على إحدى الرسائل
مبتاكليش ليه
توترت وهي تنظر إليه ثم إلى طبق طعامها
أنا باكل آهو
تنهد ثم إلتقط طبقها وأخذ يضع الطعام عليه وقد
انتبهوا جميعهم على فعلته ثم وضع الطبق أمامها قائلا
عايزك تخلصي الطبق بتاعك كله
وبصوت خفيض واصل كلامه
ولا عايزانى اكلك قدامهم
خجلت من حديثه وابتسمت لكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها وهي ترى نظرة نيرة لها
نظر الحاج عبدالرحمن إلى زوجته متسائلا وهو يخلع عبائته ليرتدي أخرى
فين أميمة يا أم عمار مجتش ليه النهاردة تتغدا وسطينا
ارتبكت هويدا وهي تساعده في إرتداء عباءته
تعبانة شوية يا حاج وبتقول مش هتقدر تيجي
طالعها الحاج عبدالرحمن بفزع ف أميمة يعدها ڪ ابنة له وليست أخت زوجته
تعبانه ومقولتيش ليه قولي ل عمار يروحلها وياخدها المستوصف
تنهدت هويدا بقوة وجلست على الفراش تلطم على فخذيها پقهر على حال شقيقتها
تعبها مش محتاج دكتور يا حاج ادعيلها ربنا يطيب خاطرها
ضاقت عينين الحاج عبدالرحمن بحيره وتساءل بعدما شعر أن زوجته تخفي عليه أمرا
أميمة فيها إيه يا أم عمار!
وهل أخفت عليه شيئا لتخفي عليه اليوم ما يجثم على صدرها زفرة قوية خرجت من بين شفتي الحاج
عبدالرحمن ثم أخذ يحرك رأسه بيأس
حرام عليكي حرام عليكي يا شيخة اقول إيه دلوقتي
هو أنا ناقصة تقطيم يا حاج
أغمض الحاج عبدالرحمن عينيه بقلة حيلة ثم أخذ يستغفر
وهمتيها ليه بحب راجل وخلتيها تتوهم بحبه قوليلي دلوقتي كسبتي إيه
شعرت هويدا بالضيق ولم تتحمل تأنيبه لها ونهضت من جواره صائحة
هو كان يلاقي زي أميمة اختي بس نقول إيه البت حلوه وعايشه عنده في البيت فأكيد
احتدت عينين الحاج عبدالرحمن وصاح بها بعد أوقفها عن إستكمال جملتها
استغفري ربنا يا حاجه معقول لسانك يخونك وتقولي كده يا حافظة كتاب ربنا
أخفضت هويدا رأسها بخزي مما قالته
اعمل إيه يا حاج قلبي واجعني على أختي
ارتفعت قهقهة عزيز عاليا واسترخى في جلسته خلف طاولة مكتبه قائلا
عارف يا نيهان لولا إني رايق كنت قلبت عليك قلبه طين وكفاية وقاحة بقى دي مكالمة شغل
ابتسم نيهان ثم ارتشف القليل من قهوته وعدل من موضع هاتفه على أذنه
هذا جزاء كل ما فعلته لك يا ناكر الجميل
تنهد عزيز بقوة وإلتقط أحد الأقلام من على طاولة مكتبه ليتلاعب به
بيعجبني فيك يا نيهان نبرة صوتك لما تتغير وتحسسني إنك الحمل الوديع
ابتسم نيهان بإنتشاء ووضع فنجان قهوته جانبا ثم أخذ يحرك إصبعه على ذقنه
أنا بالفعل حمل وديع والجندي الخفي في حكايتك
صمت عزيز فهو لا ينكر هذا ليتساءل نيهان بعدما عاد المكر إليه
هل تشعر بالتخمة الآن بعدما ذقت طعم الحلوى
ومغزي الحديث المبطن وصل إلى عزيز بوضوح ليزفر أنفاسه
اقفل المكالمة يا نيهان لأن دماغك بقت دايما في حته تانية
انتظر يا رجل انتظر
زفر عزيز أنفاسه وانتظر سماع ما يريد إخباره به
أريد صور عقد القران أنا اعلم أنك لا تفضل أن تكون حياتك الخاصة مشاعة على الملأ لكن لابد أن يعلم شركائنا أنك تزوجت
خرج صوت عزيز في حيره ف القليل
متابعة القراءة