رواية ظنها دمية بين أصابعه (الجزء الخامس من الفصول) بقلم الكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز

كبيرة عايز اجي مكان زي ده 
قالها نائل وهو يستند على ذراع صالح فتحدثت
سما بسعادة ل إختيار صالح مكان كهذا 
المكان والڤيو جميل يا كاتبن حقيقي أنا كنت محتاجة جو زي ده 
ابتسم صالح عندما استمع إلى إطرائهم وتعلقت عيناه بتلك التي ابتعدت عنهم قليلا وأخذت عينيها تدور بالمكان 
الباخرة ملك لصديق ليا وحقيقي هو عامل المكان على أعلى مستوى 
عندما أتى صالح بذكر صديقه وجده يتقدم نحوهم بإبتسامة واسعة مرحبا بهم 
عاش من شافك يا ابن الزيني أنا مكنتش مصدق وأنت بتكلمني إنك جاي تقضي سهرتك عندي وتحتفل مع المدام والعيلة 
هتف بها فهد صديقه وهو يفتح له ذراعيه ليعانقه فالتمعت عينين سما وأسرعت نحو زينب التي لفت إنتباهها صوت ذلك الصديق وبهمس خاڤت تساءلت 
هو صديق جوزك نصه خليجي يا زوزو 
ثم اردفت سما ببؤس مصطنع 
ليه يا زوزو صحاب جوزك كلهم قمر كده 
وكزتها زينب بذراعها ثم زجرتها بنظرة قوية جعلتها تسرع بوضع يدها على فمها 
أعرفك ب سيادة اللوا نائل الرفاعي جد زوجتي مدام زينب والآنسة سما بنت عمها 
أسرع فهد بمد يده ليصافح الجد ليبتسم نائل ثم انتقلت عينين فهد نحو زينب 
شرفتينا يا مدام زينب وحقيقي مش عارف أشكرك إزاي بسبب سهرة النهاردة الاستاذ افتكر أخيرا إن ليه صحاب 
ابتسمت زينب بخجل وكادت أن ترد عليه لكن إقتراب صالح منها وإحتضانه لخصرها جعل الكلام يقف بحلقها وقد ارتعش جسدها بسبب لمسته المفاجأة 
السهرة دي لو معجبتش المدام هيكون لينا سوا مباراة تنس هغلبك فيها 
اتسعت إبتسامة فهد دون أن يحيد عيناه عن سما التي ارتبكت من نظرته إليها 
يا هلا يا هلا لأ إحنا كده نشكر المدام 
ثم واصل فهد كلامه 
تعرفي يا مدام زينب جوزك اشطر واحد يلعب تنس 
اتجهت زينب بعينيها نحو صالح ثم سحبت يده الملتفه حول خصرها بهدوء حتى لا تلفت نظر أحد 
زوزو حاولت كتير تتعلم تنس بس فشلت أما أنا شاطرة فيه 
اجتذبت سما أنظارهم لترتبك من تسرعها بالحديث ليبتسم نائل قائلا
هنفضل واقفين كده كتير أنا سني مبقاش يسمح يا ولاد على الوقوف ده أنا راجل عجوز 
لتسرع سما نحوه هاربة من نظرة ذلك المتطفل لها قائلة
عجوز إيه بس يا سيادة اللوا ده أنت شباب اسند عليا وخلي زوزو مع جوزها لأن شكلنا النهاردة هنكون عازول 
اتسعت حدقتي زينب بذهول ومقت من لسانها فتحركت سما مع الجد بعدما ألقت بنظرة مشاكسة نحوها 
ماشي يا سما 
تمتمت بها زينب وهي تسير ورائهم فارتفعت ضحكات فهد 
مشكلة الآنسة سما 
إبتسامة واسعة كانت ترتسم على شفتي صالح وهو يحدق بتلك التي تهرب من قربه فها هو اليوم إكتشف شئ جديد وخاص بها  

تخضب وجهها بالحمرة الخفيفة ثم أخذ صدرها يعلو ويهبط من شدة توترها 
ارتعشت شفتيها فخفق قلب عزيز بدقات سريعة 
افتحي عينك يا ليلى 
قالها تائها بالنظر في ملامحها لتفتح عيناها ثم رمشت بأهدابها وحدقته پضياع مماثل 
حرك يده بخفة على خدها مبتسما 
هنعمل الكيكة سوا ولا هنام جعان 
فغر فاها في دهشة ثم انتفضت مبتعدة عنه بعدما فاقت من سحر اللحظة التي خدرت حواسها 
لم يعلق عزيز على فعلتها وقد تراجعت بخطواتها بتوتر تنظر حولها لتبحث عن الوعاء الذي تضع به خليط الكعكة 
هعملها بسرعة 
قالتها وهي مازالت ترجف ليسرع عزيز إليها قائلا بصوت رخيم 
اهدي يا ليلى فيكي إيه الطبق اهو قصادك 
حدجته بنظرة سريعة ثم نظرت نحو الوعاء وقالت بتوتر 
اه صحيح الطبق قدامي اهو 
ابتسم عزيز فهو يفهم سبب ربكتها امرأته تتفتح زهورها على يديه اجتذبها من ذراعها قبل أن تمتد يدها نحو الوعاء 
ليلى بصيلي ممكن 
وهل تقوى هذة اللحظة على النظر إليه إنها تريد الهرب الآن من أمامه أخفضت رأسها بخزي وفي داخلها يتردد ألف سؤال
وضع عزيز إصبعه أسفل ذقنها ليرفع وجهها إليه متمتما ببحة رجولية خشنة 
طول ما احنا مع ببعض عايزك تبصيلي أنا كلي ملكك يا ليلى 
زمت شفتيها بعبوس مثل الأطفال لتخرج ضحكاته عاليا ثم اجتذب رأسها لصدره فاستكانت في حضنه للحظة لكن عندما استمر بالضحك دفعته عنها بقبضة يدها قائلة بإمتعاض 
ابعد يا عزيز 
حاولت التملص منه وقد تأكدت أنه فهم سبب خجلها منه 
متحاوليش لأني مش هخرجك من حضڼي غير بمزاجي 
استمرت بدفعه لتهتف بتذمر 
هنادي على عم سعيد 
قيدها بكلا ذراعيه وبصوت متلاعب قال
عم سعيد زمانه اخذ العلاج بتاعه ونام 
تنهدت بقوة بعدما يأست من التحرر من تكبيله لها ليشعر بالضيق من حاله لأنه أوصلها لذلك الشعور الذي يفهمه 
تجمد جسدها بين ذراعيه عندما اقترب منها وهمس بصوت خاڤت 
على فكرة لو كنت بوستك الموضوع كان هيخرج عن السيطرة  

لم تغادر الإبتسامة ملامح صالح منذ أن جلسوا على الطاولة التى تم تحهيزها لهم أمام مياة النيل ورغم إندماجه بالحديث مع الجد إلا أن عيناه كانت معها وحدها كانت نظراته العالقة بها تربكها وتزيد حيرتها لكن مع كل إحساس يدغدغ أنوثتها ويعيد لقلبها الحلم من جديد كانت تقتله داخلها 
زوزو هو جوزك جايبنا يجوعنا 
دفعتها زينب بساقها أسفل الطاولة حتى تصمت لكن صوت سما وصل ل صالح والجد الذي هز رأسه بيأس منها 
اه لو يسرا كانت معانا دلوقتي كانت قفلت بؤك 
خللت سما أصابعها في خصلات شعرها وقالت وهي تمط شفتيها 
سيبني اتكلم يا جدو براحتي مش كفايه رسميات الشغل وطول الوقت قفله بؤي وبطبق البروتوكول والضوابط قولهم يا كابتن 
ضحك صالح كما ضحك الجد لتضع زينب من يدها كأس الماء الذي ارتشفت منه القليل على الطاولة ورفعت أحد حاجبيها قائلة بنبرة مداعبة 
طيب خدي بالك يا حضرت مضيفة الطيران وإحنا بنختار الأكل متزوديش اوي في السعرات الحرارية عشان الوزن لأحسن مستقبلك المهني يضيع 
بإبتسامة واسعة هتفت سما 
وكابتن صالح راح فين ولا إيه يا كابتن
بادلها صالح الإبتسامة وقال بعدما نظر نحو زينب التي كلما تلاقت عيناهم سحبتها سريعا 
طبعا يا سما متقلقيش 
واستطرد قائلا معاتبا لها 
مع إني ليا عتاب عندك بقى بتعرفي مراتي إن بيتقدم ليها عرسان 
شعرت سما بالخجل فابتسم الجد وتولى مهمة الرد 
على فكرة ده مش عريس واحد دول اتنين 
إندهشت سما من حديث جدها كما اندهشت زينب 
إيه ده مين العريس التاني يا جدو لأ كده زوزو خطفت العيون عليها بزيادة ومسبتش ليا فرصة 
الشماته احتلت ملامح زينب وهي ترى الجمود غلف ملامح صالح وتلاشت الإبتسامة عن شفتيه  

رفع عزيز ذراعيه لأعلى مستسلما بعدما إلتفت إليه ورمقته بنظرة شرسة لأول مرة يراها داخل عينيها 
هقف مؤدب خلاص 
تنهدت ليلى بقوة ثم عادت لتقلب خليط الكعكة وقالت بإمتعاض طفولي 
لو قربت تاني هسيبها وأمشي وكمل أنت تسويتها 
شرسة أنت يا حبيبتي 
قالها عزيز ثم صدح صوت ضحكاته بالمطبخ 
ابتسمت ليلى ثم إلتقطت الوعاء الأخر حتى تسكب به خليط الكعكة لكن استدارت برأسها فجأة لتزجره بعينيها بعدما تحرك وأصبح ورائها مجددا 
صدقيني غرضي شريف وعايز أدوق الخليط اصل الريحة تجنن حتى قبل ما تستوي 
بعبوس وبنظرة ضيقه رمقته 
أنا مبقتش اصدقك أنت أصلا مبقتش عزيز بيه اللي اعرفه 
ضحك بقوة حتى شعر بالألم في معدته من شدة الضحك 
عزيز بيه!!! هو أنا هفضل لحد امتى اقولك إني جوزك وأنت مراتي 
توردت وجنتاها ثم أشاحت عينيها بعيدا عن نظراته ليزفر أنفاسه بقوة ثم مد ذراعه نحوها 
خليني أدوق بواقي الخليط يا بتاعة عزيز بيه 
اتسعت إبتسامتها مع مداعبته لها بحديثه ليسند ذقنه على كتفها ثم غمس إصبعه في الوعاء الذي صار فارغا إلا من القليل المتبقي 
المقادير مظبوطة بالتمام 
قالها ثم عاد يغمس إصبعه مرة أخرى هامسا بنبرة أعادت لها لذة ذلك الشعور 
شوفي كده الطعم 
حركت رأسها نحوه ثم رفعت عيناها إليه فابتسم قائلا بنفس نبرة همسه 
لو مش عايزه تدوقي أدوق أنا 
انفرج ثغره بإبتسامة واسعة وهو يراها تتذوق طعم الخليط من إصبعه 
استطاعت ليلى أخيرا إلتقاط أنفاسها بعدما تركها وغادر متجها إلى غرفة مكتبه لتهوى بجسدها على أحد المقاعد الموجودة بالمطبخ استندت بذراعيها على الطاولة التى أمامها ثم وضعت رأسها بين كفيها وأخذت تزفر أنفاسها ببطء لعل دقات قلبها المتسارعة تهدء قليلا أغمضت عيناها وقد عاد الخجل يسيطر على ملامحها 
ليلى 
هتف بها بعدما عاد إلى المطبخ لتزيح كفيها عن عينيها وتنظر إليه ثم ضاقت حدقتاها وهي تراه يقترب منها بتلك العلبة التي كشفت عما بداخلها 
ابتسم عزيز عندما وضع الهاتف أمامها وقال بنبرة محذرة 
أوعي اسمع كلمة مش هقبل الهدية ولا كلمة غالية ولا معايا تليفون وملهوش لازمة أي مبررات لرفض الهدية مش عايز اسمعها 
وكما توقع اعترضت رغم تحذيره لها 
التليفون ماركته غالية أوي 
قطع كلامها عندما وضع يده على خدها يقرص وجنتها بخفة 
مفيش حاجة تغلى عليك يا حبيبتي 
بس اصل يعني مش هينفع 
ارتفع طرف شفتيه بإبتسامة مشاكسة 
اصل ويعني ومش هينفع دول تشليهم من قاموس الكلام بتاعك معايا 
ثم واصل كلامه بمكر أصبح يحرز فيه الأهداف 
عايز اسمع كلمة شكرا يا حبيبي وبعدين حضڼ جميل ويا سلام لو معاهم بوسة بريئة على الخد 
انفرجت شفتيها بذهول لا تستوعب ما يقوله لتخرج قهقهته عاليا ثم ابتعد عنها متسائلا
ريحة الكيكة بدأت تطلع خلينا نركز مع الكيكة بتاعتنا لأني جوعت وعلى فكرة هديكي تقيم عادل من غير نفاق 
تنهيدة حارة وعميقة خرجت من بين شفتيها وقد إلتمعت عيناها بدموع أخفتها سريعا حتى لا يراها 
مر الوقت إلى أن نضحت الكعكة وقاموا بإخراجها سويا لتتسع إبتسامته وكاد أن يلتقط الس كين ويقطعها ليلتقط قطعة منها لكنه تراجع على صوتها الذي أفزعه 
لأ يا عزيز بلاش 
بتعجب سألها وهو ينقل عيناه بينها وبين الكعكة 
بلاش ليه أنت حطالي سم فيها ولا إيه!
ضحكت على حديثه ثم إلتقطت الأواني الغير نظيفة حتى تنظفها 
تهدا
تم نسخ الرابط