رواية ظنها دمية بين أصابعه (الجزء الخامس من الفصول) بقلم الكاتبة سهام صادق
المحتويات
ثغره بإبتسامة واسعة وتسارعت دقات قلبه
كل الوعود معاك بتتبخر يا ليلى
بأنفاس مسلوبة هادرة وضع جبينه على جبينها مبتسما بإنتشاء فاليوم شعر برضاها
رفعت زينب كلا حاجبيها بوجه ممتقع بعدما وضعت كأس العصير لتلك المتقدمة للوظيفة ولم تعجبها منذ بداية تعريفها لهم بمؤهلاتها وخبرتها في التعامل مع أطفال يشبهون حالة يزيد
جاورت زينب صالح الذي جلس ب أرستقراطية واضعا ساق على الأخري لكن عند عودتها ومجاورتها له اعتدل في جلوسه
القرار ده قرار المدام هي اللي تقدر تحدد عدد ساعات وجودك
بإستياء وجهت الجالسة نظرها نحو زينب وكأنها أخيرا صارت مرئية لها
رمقتها زينب بنظرة طويلة عميقة وهذه المرة هي من جلست بترفع بعدما زاد ضيقها من تلك الجالسة أمامها
أشربي العصير الأول يا استاذه هيام
غادرت تلك المتقدمة لوظيفة المربية بملامح وجه محتقنه بعدما أخبرتها زينب أن قرار قبولها أو رفضها سيخبروها به بالغد
طبعا إفتكرت من اسلوبك اللطيف إنك قبلتها
رغم عدم إقتناع صالح بها خاصة بسبب وقاحتها في مطالعته إلا أنه قال بخبث
أنا شايف فيها كل المميزات
آه طبعا فيها مميزات كتير
داعبت شفتي صالح ابتسامة واسعة أخفاها سريعا لتتأفف هي حانقة من حالها عليها طرد أي شعور جديد يتوغل إلى قلبها نحوه
بصوت أجش متلاعب تساءل
وإيه هي مميزاتها الكتير ممكن تعديهالي
انفلت لسانها بالكلام وردت وهي تبتعد عنه
اتجهت نحو كأس العصير الفارغ تلتقطه وسارت نحو المطبخ هاربة
اتسعت ابتسامة صالح برضى ثم رفع كف يده يمرره على ذقنه الحليق وعنقه
بضيق وضعت زينب كأس العصر بالحوض تهتف حانقة
أكيد مشاعري بتتحرك بسبب المسلسل أنا لازم ابطل اتفرج على مسلسلات رومانسية
وسرعان ما كانت تلوي شفتيها بتهكم
ارتفع رنين جرس الباب وقد استمعت إلى صوته وهو يرحب بالمتقدمة الأخرى للوظيفة
وها هي ترفض المربية الأخرى ولا تراها مناسبة رغم إحتشامها
سألها صالح بإهتمام لأنه ظن بأنها ستوافق على تلك المربية
مش معقول دي برضو مرفوضة بالنسبالك
أشاحت عيناها عنه ثم عقدت ساعديها أمامها
براحتك عايز تقبلها اقبلها أنا ماليش دخل في قرارتك ده بيتك و يزيد ابنك
اجتذبها إليه برفق وحركها جهته فتلاقت أعينهم
ده بيتنا إحنا الاتنين يا زينب وأي قرار خاص بيزيد بنتشارك فيه سوا
وأنا مش عايزه ليه مربيات إحنا مرتاحين كده
قالتها وهي تبتعد عنه لكن باغتها حين اجتذبها مرة أخرى إليه
ارتبكت من قربه واصطدامها بصدره فهل ينقصها أن تتوغل رائحة عطره في أنفها
ممكن أعرف سبب رفضك
طالعته پضياع لوهلة بسبب قرب أنفاسه منها وخروج صوته بهمس خاڤت
وفي داخله كان يبتسم وهذه المرة لم تكن ابتسامته غرور بل كانت سعادة لأنه رأي داخل عينيها نفس النظرة التي رأها في أول لقاء لهما
دفعته عنها بعدما فاقت على حالها هي متأكده أن اليوم بها شئ متغير
أنا مش محتاجة حد معايا أنا و يزيد ولو احتاجت في يوم هختار أنا ليه
فرت من أمامه واتجهت نحو غرفة الصغير الذي فور أن وجدها أمامه ابتسم لها
اقتربت منه تمسح على خصلات شعره قائلة
مش هعمل فيك زي اللي اتعمل فيا
اخترق الماضي بذكرياته القاسېة قلبها ليزيد من ندوبه
لقد شوهت داخلها زوجة أبيها جزءا من مراهقتها هذا الخنوغ والخضوع الذي قيودها به كانت هي سببا فيه
أغلقت عيناها بقوة حتى لا تتذكر تلك الذكريات المريرة لكن صوتها لم يرحمها مع نظرة ذلك الذي خدعت به والدها وأخبرته أنه شقيقها لو نطقتي كلمة هدمرك
ودمارها لم تكن تقصد به إلا أن تجعلها عاه رة
هزت رأسها برفض لذلك الصوت الذي دوى في أعماقها عليها إخماده والعوده إلى عالمها الخاص الذي تصنعه حتى تستطيع العيش
نظرت إليه بدهشة عندما غادر سكرتيره الخاص بعدما أخبره أن ما أمر به قد تم وما زاد دهشتها أنه مد يده لها قائلا
هاتي ايدك
ضاقت حدقتاها والتمع التساؤل في بؤبؤتيها وكادت أن تتساءل
هاتي ايدك يا ليلى وقومي معايا وهتفهمي تمام
وضعت يدها في كف يده ليبتسم
شاطره يا ليلتي لما بتسمعي الكلام
ذمت شفتيها وانفلت السؤال من طرف لسانها
إحنا هنروح فين أنا اتأخرت على شغلي على فكرة
داعبت شفتي عزيز ابتسامة واسعة ونظر لها
انسي تأخيرك على الشغل زي ما كنتي نسياه وأنت في حضڼي وارفعي راسك
تخضبت وجنتاها بالحمرة وأشاحت عيناها عنه بخجل فاقترب منها هامسا بصوت خفيض وأحرف خرجت بطيئة
على فكرة أنا كمان بنسى نفسي وأنت في حضڼي
وابتعد عنها وهو يسحبها برفق معه إلى خارج غرفة مكتبه مؤكدا عليها ما أخبرها به
ارفعي راسك أنت دلوقتي مراتي زوجة عزيز الزهار
نفذت ما أمرها به دون فهم لثواني معدودة وسرعان ما كانت تفهم السبب حدقت به بذهول فهو قد جلب العديد من الحلوى والمشروبات وأمر العاملين بتوزيعها والكل يقدم لهم التهنئه مرة أخرى ويطالعونهم وهم يسيرون معا
تركها مراد تتحدث دون أن يشغل عقله بأي كلمة تنطقها إلا أنه أخذ يهز رأسه وكأنه يخبرها بأنه هكذا يسمعها
لقد بدأ يكتشف خصالها والمضحك أنه وقع في شخصية حقودة لا تحب إلا نفسها
كان لازم اروح شركة التنظيم واهزئهم يعني إيه أكون أنا العروسة ويركزوا في الصور على غيري
قصدك زينب
قالها مراد وهو ينظر إلى صور الخطبة العائلية على هاتفه بعدما بعثتها له أشرقت ولم يكن يبحث إلا عن وجه واحد
متنطقش اسمها يا مراد سيرتها بټعصبني
ضاقت حدقتي مراد بحيره ونظر لها بعدما حفظ آخر صورة لتلك التي صار الفضول عنها ېقتله
أنت مبتحبيهاش ليه مش برضو دي بنت عمك
بنت عمي المنبوذ من العيلة
قالتها أشرقت وهي تمرر يدها على خصلات شعرها ليترك مراد هاتفه جانبا ويركز انتباهه معها
بنت عمك المنبوذ ليه!
أشاحت أشرقت عينيها عنه بتأفف قائلة
دي حكاية طويلة يا مراد ومش هنقضي قاعدتنا كلام عن زينب وكفايه ضيعت فرحتي بخطوبتي
اقترب منها مراد ومد ذراعه على ظهر الأريكة جهتها فأصبحت بهذا الوضع وكأنها بحضنه
مراد إبعد شوية إحنا في مكان عام
بإبتسامة عابثة مرر يده على أطراف خصلات شعرها القصير
المكان هنا خاص وفيه خصوصية ده غير إنه ملكي ها احكيلي بقى الحكاية الطويلة مش أنا برضو بقيت فرد من العيلة يا حبيبتي
قادر هو على إخضاعها بكلامه وحركاته الجريئة التي تشعرها بأنوثتها
ليه مصر تعرف
تساءلت وقد ازداد إلتصاقا بها
مش أنا هبقي جوزك ومن حقي أعرف مين الناس اللي بتحبيهم في عيلتك ومين لأ
أسرعت قائلة پحقد
هي الوحيدة اللي بكرهها أنا لحد دلوقتي مش عارفة صالح الزيني قبل بيها إزاي دي واحده امها كانت مجرد بنت بواب وعمي ماټ وهو مديون وكان ممكن يتسجن لولا تدخل جدي وبابا
اندهش مراد مما يسمعه وازداد فضوله فعلى ما يبدو أن هذه العائلة لديها ما تخفيه من أجل وجهتهم الإجتماعية
احكيلي يا أشرقت
قالها وهو يحرك أصابعه برفق على ذراعها المكشوف وقد حصل على ما أراد وجعلها تخبره بالحكاية الطويلة التي طواها الزمن
الحكاية بدأت لما جدو خان تيته واتجوز واحده بتخدم في البيوت
نظرت له بغرابة بعدما حملت أغراضها وقد وجدته مستعدا هو و يزيد للخروج وقبل أن تتساءل إلتقط كف صغيره الذي ارتدى نفس لون قميص وبنطال والده
أنا ويزيد جايين نوصلك المعهد
ابتسم له الصغير وحرك رأسه لها
هنوصلك شغلك يا زوزو
بادلت الصغير ابتسامته لكن عندما تعلقت عيناها ب صالح الذي ظل اليوم بأكمله ماكث بالبيت قالت
أنا هاخد تاكسي
توقع ردها فنظر نحو صغيره قائلا
شايف زوزو مش راضيه تخلينا نوصلها
ترك يزيد يد والده وأسرع إليها
يزيد هيزعل منك يا زوزو
رغما عنها كانت تبتسم وإلتقطت كفه
و زوزو متقدرش تزعل يزيد عشان يزيد حلو وبيسمع الكلام
اتسعت ابتسامة الصغير وخفق قلب صالح عندما لامس كلامها مع صغيره قلبه
أوصلها إلى مكان عملها الذي لا يبعد كثيرا فتساءلت وهي تلتف نحو الصغير
هتاخدوا ل طنط حورية
والرد لا يحتاج إلى التفكير لأنه خطط لهذا اليوم جيدا
لأ هنروح نقعد في اي كافيه لحد ما تخلصي ونرجع ناخدك
وقبل أن تتحدث وتخبره ألا يهتم لأمرها قاطعها قائلا وهو ينظر إلى صغيره
ردي عليها أنت يا يزيد عشان زوزو دايما بتعترض على أي كلام بابي يقوله
ثلاث ساعات ونصف حتى انتهى دوامها بالمعهد لتجده بالفعل ينتظرها
فتحت باب السيارة وجلست بالمقعد وهي تستعجب وجود تلك النفاخات الكثيرة جوار الصغير بالمقعد الخلفي
إيه البلالين الكتير دي!
ابتسم صالح وهو يمد يده إلى الخلف وإلتقط طرف خيط أحد النفاخات
يزيد كان عايز بلونه وقالي زوزو بتحب البلالين زي
رفعت أحد حاجبيها بإستنكار وطالعته
قال بلونه واحده مش محل بلالين
خلل أصابعه بين خصلات شعره ونظر لها بحيره
مش عارف أنا قولت اجبلوكم كل اللي كانوا مع البياع
داعبت شفتي عزيز ابتسامة عريضة وهو يسمع صوتها الهامس يتسلل إلى أذنيه بنعومة كصاحبته
هي شهد لسا منامتش
خرج الجواب منها بهمس أشد ليتنهد عزيز قائلا
أنا هقفل دلوقتي وأول ما تنام ابعتيلي رساله
وبنبرة محذرة واصل كلامه
اوعي تنامي يا ليلى
ابتسمت وهزت رأسها فأردف يشاكسها وكأنه يراها
على فكرة أنا مش شايف راسك وهي بتتهز فعايز اسمع صوتك
ارتبكت ونظرت نحو ابنة عمها المنهمكة في مذاكرة دروسها
حاضر مش
متابعة القراءة