رواية ظنها دمية بين أصابعه (الجزء الخامس من الفصول) بقلم الكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز

تضع وجهها بين كفيها فابتسم بتخمة واجتذب يديها ليسحبهم بعيدا عن عينيها 
كفاية إيه يا ليلى 
ثم تنهد واستطرد قائلا
لو قولتلك إني مش مستوعب ولا مصدق إني بقيت كده ليلى ممكن تعيشي وتعيشيني الحب ها ممكن 
تسارعت أنفاسها ونظرت إليه بتلك النظرة التي تفقده صوابه وتنسيه حكمته وبصوت ضعيف واصل كلامه 
أنت خلتيني اعرف حلاوة الحب يا ليلي  

دلفت نيرة من بوابة الڤيلا بعدما ودعتها بيسان التي قامت بتوصيلها أمام البوابة وقد تعللت بالصداع حتى تغادر منزل والدتها بعدما شعرت أن وجودها معهم ېخنقها ولكن ما الجديد هذا هو المعتاد والدتها لا تهتم إلا بشقيقها 
دخلت إلى المنزل بوجوم تعلم أنه لن يزول عنها إلا إذا إحتضنها عمها وأخبرها أنها أغلى ما لديه 
إضاءة غرفة مكتبه جعلها تبتسم بالتأكيد عمها ينتظرها كما اعتادت تحركت بلهفة بحذائها المسطح الذي لم يصدر صوت تحركها وكادت أن تدلف غرفة المكتب المفتوح بابها بعض الإنشات وتهتف باسمه لكن وقفت للحظة جاحظة العينين وهي ترى عمها يجتذب ليلى من ذراعها بعدما حاولت النهوض ثم احتضنها وطلب منها البقاء معه قليلا 
أغلقت نيرة جفنيها بقوة ثم جرت قدميها بصعوبه من أمام الغرفة حتى لا ينتبهوا عليها وأسرعت نحو الدرج لتذهب إلى غرفتها  

دخلت زينب إلي غرفته بعدما طرقت الباب المفتوح ليلتف صالح نحوها وقد شرع في فك أزرار قميصه 
تلاشت تلك الإبتسامة التي كانت تداعب شفتيه ظنا منه أنها أتت غرفته لتخبره أن هديته هذه المرة نالت إعجابها 
شكرا على الهدية لكن مش هقدر أقبلها 
الجمود ارتسم على ملامح صالح فلما ترفض كل شئ يقدمه لها 
ليه يا زينب
قالها بصوت متحشرج يحمل ضيق صاحبه  
ردت وهي تتحاشى النظر إليه 
مش هقدر أقدم ليك هديه زيها 
ردها جعله يقطب حاجبيه بحيره 
تقدمي ليا هدية مشابها
ثم هتف بحيره أشد 
تفتكري أنا هكون مستني هدية مشابها يا زينب 
تلاقت عيناها بعينيه بعدما سألها فازدردت ريقها بعدما نقلت عيناها نحو هديته التى تحملها بين يديها 
زينب هما الأزواج بيهادوا بعض ويستنوا المقابل يمكن أنا مش فاهم 
توترت وهي تراه صار أمامها ولا يفصل بينهما سوى تلك العلبة التي تحملها 
إحنا جوازنا مش طبيعي وممكن في يوم 
كادت أن تخبره بالنهاية المحتومة ليقطع حديثها قائلا وهو يقبض بيديه على كلا ذراعيها 
أوعي تنطقيها فاهمه هتسامحيني في يوم أنا واثق 
أرادت أن تتحدث لكنه لم يسمح لها بالكلام ثم حرك يديه واحتضن وجهها 
ممكن تقبلي هديتي يا زينب صدقيني أنا جايبها ليك من غير هدف أو مقابل هدفي الوحيد لما كنت بشتريها إن الهدية تعجبك المرادي 
ثم أردف بنبرة لينة تخللتها الدعابة 
مجبتش ألماظ المرادي جبت هدية عملية هتفيدك ها يا زوزو هتقبليها 
وهل تستطيع رفض هديته بعدما تمكن رجائه اللين من قلبها 
كان كالطفل عندما تبتهج ملامحه عندما ينال ابتسامة راضية من والدته أو لعبة جديدة تمنى الحصول عليها 
صالح الزيني الرجل الذي يصفه الكثير رغم وسامته وأناقته بأنه بارد بلا روح أصبح اليوم آخر لا يعرفه  

ضمت نيرة وسادتها إلى حضنها وأجهشت بالبكاء هي لا تكره ليلى ولكنها تغار منها واليوم أدركت معنى الغيرة أخرى احتلت قلب عمها ولم يعد لديها مكان بقلبه هكذا وسوس إليها شيطانها 
توقفت عن البكاء عندما استمعت إلى رنين هاتفها وعندما وقعت عيناها على اسم المتصل ردت بلهفة 
معتز أنت هتنزل مصر امتى
ابتسم وهو يستمع إلى صوتها الذي لمس به اللهفة لقدومه 
حجزت النهاردة يا حبيبتي التذكره وبعد كام يوم هاجي إن شاء الله وحشتيني أوي أوي 
وضعت نيرة رأسها على وسادتها وردت وهي تمسح دموعها العالقة بأهدابها  
وأنت كمان وحشتني أوي وعايزاك تيجي بكره مش بعد كام يوم 
تنهد معتز بأسف  
أنا اخدت اجازة بصعوبه من الشغل ولولا سليمان صديقي وقرابته من صاحب الشركة كان طلب الاجازة اترفض 
ثم اتسعت إبتسامته وشاكسها 
شوفتي سيبتك أد إيه في مصر عشان لو قولتيلي ننزل قبل سنتين هعاقبك  
لا يا حبيبي أول ما يخلص الفرح همشي معاك على طول 
انتبه معتز على نبرة صوتها وشعر بوجود شئ  
هي عزومة مامتك ليكم زعلتك في حاجة أنا بعتلك رسايل كتير ومردتيش فقلقت وقولت اتصل  
تلك التنهيدة التي انفلتت من بين شفتي نيرة جعلت معتز يعيد سؤاله بقلق  
نيرة فيك إيه متقلقنيش عليك مش كفايه أنك بعيده عني  
دون تفكير أخبرته بما يؤلمها  
عمو الوحيد اللي كان دايما بيهتم بيا ودلوقتي ليلى خلاص اخدت قلبه وأنا مبقاش ليا مكان فيه  
اعتدل معتز من على الفراش وخرج صوته بعتاب بعد إلتقاط أذنيه لبداية كلامها  
يعني عزيز بيه الوحيد اللي بيهتم بيك ماشي يا نكارة  
رغما عنها ابتسمت ليتنهد معتز قائلا بتعقل  
هتفضلي دايما غالية في قلبه يا حببتي وعشان أنت بتحبيه ومتعلقه بيه اوي فڠصب عنك حاسة إن ليلى هتاخدوا منك رغم إني معرفتي القليلة ب ليلى إنها هادية وفي حالها وأنت بتحبيها وكان فيه بينكم بداية صداقة كويسه  
بتخبط أجابته فالحيره ټقتلها  
مش عارفه يا معتز مبقتش متقبلاها من ساعة ما عرفت إن عمو بيحبها  
دي غيرة يا نيرة بس حسبي يا حببتي الغيرة مرض وأنت قلبك طيب حاولي تقعدي مع نفسك وفكري في سعادة عمك أنت مش كانت أمنية حياتك يتجوز إيه اللي حصل 
والجواب كان واضح ولكن لا تستطيع نطقه عمها أحب ليلى لكن أي عروس كانت تختارها له مجرد عروس يقع عليها الإختيار لا غير 
 
وضعت زينب يدها على بطنها بعدما عاد الۏجع إليها لتغلق عينيها في محاوله يائسة منها أن تغفو لكن الألم اشتد لتجد أنه لا مفر من النهوض وتجهيز مشروب ساخن لها  
تحاملت على حالها كما تفعل دوما وكادت أن ترفع جسدها من على الفراش لتسمع صوته بعدما طرق الباب  
زينب تسمحيلي أدخل 
أسرعت زينب بالإعتدال في رقدتها ثم هتفت بصوت خاڤت  
اتفضل  
ابتسم صالح وهو يطالعها وقد حمل مشروب النعناع لها لتنظر إليه بدهشة فاقترب منها قائلا بصوت رخيم هادئ  
عملتلك حاجة دافية تشربيها قبل ما تنامي لأن عارف تعبك مش صداع  
أخفضت رأسها بخجل فهي لأول مرة ينكشف أمرها بشئ كهذا أمامه فقد كانت تمر أيامها دون أن يلاحظ  
وضع الكوب على الكومود وقال وهو يتأملها  
اشربي النعناع تمام ولو احتاجتي حاجة أنا صاحي 
بصوت مرتبك ردت وهي مازالت تخفض عينيها  
شكرا  
ليرمقها صالح بنظرة سريعة قبل أن يغادر الغرفة ويغلق الباب ورائه  
ورغما عنها كانت الدموع تترقرق بعينيها فلما يجعلها تحيا مشاعر دمرها هو بيديه فأزاد من ندوبها  
 
تركت نيرة عبوة المرطب الليلي الذي كانت ستضعه على وجهها للتو قبل أن تغفو وسرعان ما ارتسمت إبتسامة واسعة على محياها وهي تسمع صوته  
أنا لسا صاحيه يا عمو  
دلف عزيز الغرفة ثم نظر إلى وجهها يتساءل بلهفة  
مال وشك محمر وكأنك كنتي بټعيطي  
أسرعت إليه حتى تلهيه عن سؤاله وعانقته بحب  
لأ كنت بعمل الماسكات بتاعتي عشان كده هو محمر  
رفع عزيز كلا حاجبيه دون تصديق ليعيد تساؤله  
سمية زعلتك في حاجة أنا استغربت لما شوفت سيف لوحده وأنت مش معاه قالي رجعتي من بدري 
بحب هتفت وهي تنظر إليه  
أنا رجعت من بدري ما أنت عارف أنا و ماما مش بنندمج أوي مع بعض 
ضمھا عزيز إليه وطبع قبلة حانية على رأسها  
اوعي تكون زعلتك في حاجة وخاېفة تقوليلي  
رفعت عينيها إليه وقد عادت البهجة إلى ملامحها  
مفيش حاجة صدقني كانت عزومة هادية وخفيفة  
طيب يا حببتي ليه لما وصلتي مشوفتكيش  
تساءل عزيز وهو يقطب حاجبيه لتهرب نيرة بعينيها بعيدا عنه وترتبك  
أنا لقيت ليلى معاك فقولت بلاش ازعجك  
أبعدها عزيز عنه قليلا حتى يتسنى له رؤية ما تخفيه عنه  
إزعاج!!! لأ شكلي هنام زعلان منك 
لأ يا عمو بليز متزعلش أنت عارف إني مبعرفش انام وأنت زعلان مني 
سحبها عزيز إلى حضنه فتشبثت به قوة داعية الله ألا تفقد حبه  
ليلى كانت عملالي كيكة طعمها يجنن لو كنتي ډخلتي اوضة المكتب كنتي شاركتينا طعمها 
حاولت نيرة إخفاء ذلك الشعور الذي يخترق فؤادها ونفض صوره ليلى وهي في حضڼ عمها  
الف هنا يا عمو على كده احتفظتوا بنصيبي ولا أكلتوه 
داعب عزيز خدها بلطف مبتسما  
ليلى شالت نصيبك أنت و سيف و كارولين حتى قبل ما تفكر فيا شايفه حظ عمك 
ضحكت نيرة فابتسم عندما رأى ملامحها مبتهجة  
لأ ليلى كده محتاجة دروس تقوية مني  
بحب ابتسم عزيز  
ما انا مسلمها ليكي عايزك تفهميها بقى  
لا تعرف لما شعرت بالضيق من حالها ف ليتها تستطيع الوفاء بالوعد له وتمحو غيرتها جانبا وتقترب من
ليلي  
 
إلتمعت عينين سما بعدما ضغطت على زر المتابعه لأحد حسابات مازن الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي لتقرب شاشة الهاتف منها قائلة  
وسيم أنت بشكل يا دكتور  
 
في أحد فنادق لندن كان مازن يستلم ذلك الطرد الذي قام بطلبه عن طريق أحد المواقع الإلكترونية ابتسم عندما وضع الطرد على الفراش واتجه إلى حقيبة سفره حتى يقوم بتجهيزها فرحلة عودته لمصر غدا  
 
رفعت ليلى عيناها عن شاشة هاتفها الجديد بعدما وضع بسام كوب الشاي أمامها ارتسمت إبتسامة ممتنه على محياها فهو الوحيد من زملائها الذي ظلت معاملته لها كما كانت قبل أن يعرف جميع من بالمصنع بعقد قرانها على عزيز الزهار  
شكرا يا بسام  
إبتسم بسام وجلس على المقعد المقابل للمقعد الجالسة عليه لتتساءل بعدما نظرت حولها  
نفسي افهم سلوى وباقي الزملا هيفضلوا متجنبني لحد امتي 
نظر بسام حوله بنطرة خاطفة ثم أخرج زفرة طويلة قبل أن يرتشف القليل من كوب الشاي خاصته  
متركزيش معاهم يا ليلى  
بحيره خرج صوتها وقد أشفق بسام عليها  
لو خايفين مني أنا والله لسا شايفه نفسي وسطكم ليلى القديمة وإستحاله أتغير  
أخفض بسام رأسه حتى لا تفضحه عيناه ثم تنهد وهمس بصوت خاڤت لم تسمعه لإنشغالها بالنظر
نحو زملائهم  
ياريت كلهم زيك يا ليلى عزيز الزهار فعلا راجل محظوظ  
بتقول حاجة يا بسام 
خرج تساؤلها بعدما عادت تنظر إليه وقد احتل الإحباط ملامحها  
متفكريش في حد يا ليلى ومتشغليش بالك  
ثم أردف بعدما إستطاع السيطرة على دقات قلبه وطرد ما يزرعه شيطانه داخله  
اشربي الشاي بتاعك وقت الراحة قرب يخلص ونرجع لشغلنا  
أومأت برأسها وأخذت ترتشف من كوب الشاي لكنها بالفعل كانت حزينة من تجنب بعض زملائها لها ومن بينهم سلوى  
كانت عينين سلوى تتابعها پحقد إلى أن قررت النهوض من مكانها واتجهت نحو الطاولة التى كانت تجلس عليها من قبل معهم  
أتبعتها نظرات زميلاتها اللاتي كانت تجلس معهن وقد انتبهت ليلى على قدومها فابتسمت  
بسام سلوى جايه ناحيتنا  
قالتها ليلى بسعادة فاستدار بسام برأسه نحوها وسرعان ما كانت تضيق حدقتاه في شك من قدوم سلوى إليهم  
زعلانه منكم بجد بس مش هعاتبكم 
تمتمت بها سلوى وسحبت أحد المقاعد لتجلس عليه لتتساءل ليلى بإهتمام  
ليه يا سلوى ده أنت اللي اخدتي جمب مننا  
يعني حد فيكم حاول يسألني مالك  
رمقها بسام بنظرة ممتعضة وقال 
سألنا وأنت قولتي مفيش فقررنا منسألش  
امتقعت ملامح سلوى ثم قلبت عينيها وقالت بعبوس  
خلاص خلينا ولاد النهاردة وننسى امبارح 
حركت ليلى رأسها بسعادة لما قالته و ربتت بكف يدها على كفها  
صح يا سلوى خلينا ولاد النهاردة  
لتبتسم سلوى ثم نهضت من مكانها قائلة 
وعشان إحنا ولاد النهاردة لازم نحتفل بمناسبة كتب كتابك على عزيز بيه  
استغربت ليلى من حديثها فتساءلت سلوى  
هتعزمينا يا ليلى ولا أنت بقيتي تشوفينا مش اد المقام  
تنهدت ليلى بصوت مسموع لتنظر إليها ثم نظرت نحو بسام  
خلاص يا سلوى اختاري أنت و بسام مكان مناسب وأعزمكم  
اتسعت إبتسامة سلوى بخبث بعدما وصلت إلى هدفها وكاد أن يتحدث بسام لكن صوت سلوى الذي ارتفع فجأة واجتذب الأنظار نحوهم جعله يعجز عن الكلام من شدة صډمته وذهوله  
وينفع برضو تعزميني أنا وبسام بس طيب وباقي زمايلنا ده أنت حتى دلوقتي مبقتيش أي حد ده أنت بقيتي مرات عزيز الزهار  
أصبحت جميع الأنظار نحو ليلى التي ارتبكت من نظراتهم لتواصل سلوى كلامها  
قولتي إيه يا ليلى  
شعرت ليلى بالحرج لتحرك رأسها لها بخفه فرمقها
بسام بلوم لموافقتها على إقتراح سلوى السخيف  
يا جماعه ليلى عزمانا كلنا بكره في بيت عمها وكلكم طبعا عارفين سبب العزومة  
ارتفعت أصوات التهليل حولهم لتنظر ليلى إليها لقد وضعتها سلوى بمأزق فكيف لها تدعوهم إلى منزل عمها الذي هو بالأساس منزل عزيز الزهار 
يتبع

تم نسخ الرابط