رواية ظنها دمية بين أصابعه (الجزء الخامس من الفصول) بقلم الكاتبة سهام صادق
المحتويات
بس سخونتها ونقطعها
هز عزيز رأسه بإعتراض
وفيها إيه لما نقطعها دلوقتي سوا
لأ يا عزيز القطعه مش هتطلع سليمة وهيبوظ شكلها
تنهد عزيز بتذمر فضحكت على مظهره
شكلها هيبوظ ماشي يا ليلى نصبر شوية أهو يمكن نلاقي حاجة حلوة مع الكيكة
زوت ما بين عينيها بحيرة وتساءلت
تقصد إيه
ليتحرك بعدما تذكر مكالمة نيهان له قبل ساعه وقد تحجج بإنشغاله
افتر فاه عزيز بإبتسامة خبيثه وأكمل سيره حتى غادر المطبخ لتتسع إبتسامته فهو متأكد أن ليلى لم تفهم كلامه المبطن
تناولوا عشائهم وقد تظاهروا بسعادتهم لكنهم لا يستطيعون إنكار أن زوج والدتهم السيد هارون رجلا عطوف
تعرفوا انى لحد دلوقتي مش مصدق إن عزيز اتجوز
إمتقعت ملامح سمية عندما تحدث هارون عن زواج عزيز لتبتسم نيرة قائلة
ولا أنا والله يا عمو ده كان رافض الجواز خالص ومهما ارشح ليه واحدة كان يرفض
إلتوت شفتي سمية وتجهمت ملامحها من حديث زوجها لكن أخفت مشاعرها سريعا ثم ابتسمت بعدما إلتقط هارون يدها وقبلها
زمان لما شوفت امكم وقعت في غرامها من أول نظره
تظاهرت سمية بالخجل ليرفع سيف زاوية شفتيه بإستنكار
محظوظ أنت ب سمية هانم يا هارون بيه
هطلع الڤراندا اشم شوية هوا
تعجب هارون من نهوضه المفاجئ وحديثه لتنظر إليه سمية قبل أن تنهض من جواره
معلش يا هارون أنت عارف سيف أد إيه بيغير عليا
كادت أن تتحرك كارولين ورائه إلا أن نظرة سمية لها جعلتها تعود إلى مكانها
هز هارون رأسه بتفهم فهو إعتاد على عدم تقبل سيف له ويتفهم مشاعره ك رجل يغار على والدته
تنهدت بحړقة ثم نظرت نحو بيسان
إيه رأيك نخرج بكره سوا يا بيسان
حاولت بيسان نفض ذلك الشعور الذي يخترق فؤادها ونظرت نحو نيرة
تمام يا نيرو حددي الوقت وكلميني اعدي عليكي
وضعت سمية يدها على كتف سيف متسائلة
استدار سيف جهتها ثم ارتسمت على شفتيه إبتسامة ساخرة
عايز اشم شوية هوا ده ممنوع
أنت لسا زعلان مني عشان أخر كلام بينا
حدجها سيف بنظرة باردة ثم نفض يدها عنه
كلامك ولا يفرق معايا يا سمية هانم
أسبلت سمية جفنيها لثواني ثم أطلقت من بين شفتيها زفيرا طويلا
عايزاك تشتغل معايا في الشركة بيتهيألي شغلك ك محاضر جامعي في جامعه خاصة مش هيمنعك تشوف نفسك في مجال البيزنس
تلك السعادة التي تراها واضحة على ملامح جدها تجعلها تتساءل ماذا سيحدث له إذا علم ب أكذوبة زواجها المزيف حتى تعليقات سما على أفعال صالح التي تظهره أمامهم ك زوج رائع كانت تجعل قلبها ېخونها ويعود لأحلامه الوردية معه
شعرت ببعض الألم فامتعضت ملامح وجهها وقد لاحظت سما وضعها ليدها على بطنها بهمس خاڤت تساءلت
مالك يا زوزو
طالعتها زينب بنظرة فهمتها سما دون حديث لتهتف قائلة
أنا رايحة الحمام عشان اظبط الروچ بتاعي تعالي معايا يا زوزو
إلتقطت سما يدها فنهضت زينب معها بحرج وهي تخشى أن ينفضح أمرها لتطمئنها سما بعدما اقتربت منها
امشي يا زوزو متقلقيش
عادوا بعد وقت وقد تساءل الجد وهو ينقل عيناه بينهم
انتوا اتاخرتوا كده ليه
ابتسمت سما وهي تنظر نحوه
إيه الأسئلة الغربية دي يا جدو
لاحظ صالح شحوب وجة زينب ليتساءل
أنت كويسه فيه حاجة تعباكي
اتجهت أنظار نائل نحو زينب واحتل القلق ملامحه
مالك يا زوزو أنت وشك اصفر فجأة كده ليه
ردت زينب وهي تنظر نحو سما حتى تخلصها من حصار أسئلتهم
شوية صداع يا جدو متقلقش
اقترب صالح منها وتساءل
إيه الصداع جالك فجأة
عادي يا كابتن ضغطها واطي
قالتها سما ثم أردفت بمزاح حتى تجعلهم يصرفوا تركيزهم عنها
يا كابتن مالك مكبر الموضوع كده زوزو أصلا من أصحاب الضغط الواطي ولا أنت خاېف تكون حامل
اتسعت إبتسامة الجد لا يصدق أن هذا الأمر قد حدث
معقول يا زوزو تكوني حامل
ترقرقت الدموع في عينين نائل ثم أسرع قائلا
خلينا نقوم نطمن عليك يلا صالح
نهض الجد أما صالح تعلقت عيناه بها وقد شعر بالمأزق الذي وضعتها به سما
شعرت زينب بالمقت من تهور سما بالكلام لتدهس قدمها بقوة فانفلتت صړخة سما وهتفت على الفور
إيه يا جدو على طول كده صدقت إنها حامل
كاد أن يتحدث الجد لكن زينب قطعت أمله
جدو أنا مش حامل وأنا متأكده
ارتسم الإحباط على ملامح جدها لتنغرس نظراته التي تبدلت وانطفأت لمعتها في صدرها
ازدرد صالح لعابه وهو يرى حاله يقف كالعاجز لا يملك حق الحديث في أمر كهذا فالحقيقة يعرفها كلاهما ووالديه ولو انكشف الستار ستضيع هي منه وسيفقد فرصته الوحيدة والأخيرة وليت الأيام تعود لكان ترك حقده على جده جانبا وبدأ حياته مع زينب لكنه مضى الوقت وعليه إصلاح ما أفسده
نظرت ليلى إلى الكعكة التي قامت بتقطعيها ثم وضعت يدها على إبريق الشاي الذي برد لتتنهد بقوة فقد مرت أكثر من نصف ساعه وهو يتحدث بالهاتف بغرفة مكتبه
نظرت إلى الهاتف الذي جلبه لها ثم حركته بين يديها وابتسمت مرت بضعة دقائق أخرى لتلتقط عيناها الوقت
لأ أنا هقوم اسخن الشاي واروح ليه اوضة المكتب عم سعيد دايما يقولي إنه بينسى نفسه وهو بيشتغل
أعدت الصنية التي وضعت عليها طبقين من قطع الكعكة وفنجانين من الشاي مقررة أن تشاركه جلسته لدقائق ثم ستنهض على الفور
إلتقطتها عينين عزيز وقد وقفت خارج غرفة المكتب منتظرة أن يسمح لها بالدلوف
نيهان بقولك إيه الكلام في الشغل مش بيخلص نأجل كلامنا بكره
قالها عزيز دون أن ينتظر رد نيهان وأنهى المكالمة ثم إتجه إليها حتى يلتقط منها ما تحمله
تعالي يا حبيبتي واقفه عندك ليه
دغدغت كلماته حواسها لتبتسم وهي تتحرك معه إلى داخل الغرفة
أنا لقيتك اتأخرت قولت أجبلك الشاي والكيكة هنا
وضع عزيز ما يحمله على الطاوله الصغيرة ثم استدار إليها مبتسما
الوقت سرقني في الكلام مع نيهان
ثم واصل حديثه يمرر عينيه عليها
وبيني وبينك قولت اشوف ليلتي هتنساني ولا هتقلق على جوزها حبيبها وتيجي تشوفه اتأخر ليه
ارتبكت من كلامه الذي صار يشعل سخونة وجنتيها
لأ أنا مكنتش عايزه ازعجك وقولت اشرب الشاي معاك وامشي على طول عشان اتأخرت
اجتذب عزيز يدها وعلى ثغره ارتسمت إبتسامة عريضة ثم أجلسها على الأريكة
خلينا نشرب الشاي وندوق طعم الكيك وبعدين نشوف الوقت
جلس جوارها وكادت أن تمد يدها لتعطيه طبقه لكن باغتها بسحبه لها ومحاوطتها بذراعه طالعتها بخجل ثم حاولت الإبتعاد عنه قائلة
أنت كده مش هتعرف تاكل براحتك
ثم استطردت بتعلثم وخوف
وكمان سيف و نيرة ممكن يوصلوا في أي وقت ويعني لو شافوني كده
احتدت نظرات عزيز بعدما صرحت له بدواخلها ليشد من محاوطتها حتى صارت رأسها مندسة في صدره
وفيها إيه لما يشوفوكي في حضڼي ليلى أنت مراتي ليه لازم أفضل اقولك كد انسي ليلى القديمة وشوفي نفسك في الصورة الجديدة
أشاحت عيناها عنه فهو لا يرى نظرة عدم تقبل أولاد شقيقه لها
بصيلي يا ليلى ومتبعديش عينك عني
تعلقت عيناها به ليسحب نفسا عميقا ثم زفره
ولاد اخويا عمرهم ما يقدروا يقفوا قدام سعادتي حتى لو شعورهم دلوقتي ناحيتك بالغيرة لكن أنا عايزك تنسي ليلى اللي دخلت البيت ده تدور على عمها أنت دلوقتي ليلى زوجة صاحب البيت زوجة عزيز الزهار
انشق ثغرها بإبتسامة خفيفة سرعان ما كانت تتسع
ليلى زوجة عزيز الزهار
ضحك من قلبه حتى دمعت عيناه على ما قالته
ايوة كده عايزك تحفظيها وتسمعيها ليا كل يوم
رددتها مرارا ليضحك بقوة فضحكت مثله
كفايه كده ولا اقول تاني
لم يتمالك عزيز قدرته على تركها دون أن يقتطف كريزتها وبصوت خرج متهدجا وقال
بتعملي فيا إيه يا ليلى
لم يحصل من شفتيها على الجواب بل نال رد لمس أوتار قلبه عندما وجدها تضع رأسها على صدره وتزفر أنفاسها الهائجة ببطء
أتبعها صالح بعينيه فور أن دلفوا الشقة ليتساءل قبل أن تختفي داخل غرفتها
بقيتي أحسن ولا لسا تعبانه
إلتفت زينب جهته وعلى محياها ارتسمت إبتسامة خفيفة
لما هنام هكون احسن شكرا على العزومة
ثم واصلت كلامها وهي تستدير بجسدها لتستكمل خطواتها نحو غرفتها
جدو و سما كانوا مبسوطين
بس أنا عامل ده عشان اشوفك أنت مبسوطة يا
زينب
خرج الكلام منه بصدق هو فعل ذلك من أجلها وحدها
أنا اتعودت أكون مبسوطة وأنا شايفة غيري مبسوط
قالتها دون أن تنتظر تعقيبه على كلامها وقد أطرق رأسه وشعور الخزي ېمزق فؤاده
عندما ولجت الغرفة وقعت عيناها على ذلك المغلف الكرتوني
لتضيق حدقتيها وهي تقترب من الفراش وسرعان ما كانت تتعرف على الشئ الذي بداخله
مدت يدها حتى تلتقطه ثم فتحته لتقع عيناها على جهاز حاسوب بإصدار حديث
ضمت شفتيها بقوة بعدما ابتعلت آخر قطعه دسها داخل فمها لتهز رأسها له قائلة
لأ مش هاكل تاني وعلى فكرة أنت بتضحك عليا
شاكسها عزيز وهو يرفع أحد حاجبيه
أنا بضحك عليك برضو
مسحت بواقي الكعكة التي تناثر فتاتها عند طرفي شفتيها
أيوة خلتني اعملها ومأكلتش غير قطعة صغيره
صغيره أد إيه
قالها عزيز بمكر جعل خديها يشتعلان بالحمرة لتهرب بنظراتها بعيدا عنه فهي من أطعمته تلك القطعة بعدما انتشلها بفمه من يدها
لو كنت بتاكليني كنت خلصت الصنية كلها
عزيز كفاية بقى
قالتها وهي
متابعة القراءة