رواية ظنها دمية بين أصابعه (الجزء الخامس من الفصول) بقلم الكاتبة سهام صادق
المحتويات
بمشاعره نحوها
هي سلوى مش هتيجي
إلتفت ليلى جهته بعدما وضعت حقيبتها على طاولة المكتب
قالت اخوها هيجبها لأنها ملحقتش باص الشغل
أماء بسام برأسه وهو يتنهد
هو استاذ عادل جوه في مكتبه
تساءلت وهي تتذكر رؤيتها له في عقد قرانها ليبتسم بسام قائلا
استاذ عادل واخد اجازة يومين لأن مراته تعبانه
الحمدلله كده مفيش ضغط شغل
سلوى يا سلوى استنى
هتفت بها إحداهن بالممر المفتوح عليه مكاتب الموظفين واقتربت منها
فيه إيه يا عبير انجزي أنا متأخرة خلينى ألحق امضي
ابتسامة واسعة ارتسمت على شفتي الواقفة
يا ختي متقلقيش اتأخري براحتك ما أنت مين قدك زميلة ليلى هانم
ليلى هانم
بدهشة قطبت عبير حاجبيها بعدما انتبهت أن سلوى مثلهم لا تعرف أمر عقد قران عزيز الزهار على ليلى
معقول متعرفيش باللي حصل لا يا سلوى حقك تزعلي ده انتوا على طول سوا
بضيق هتفت سلوى بعدما ضجرت من حديثها المبهم
ما تخلصي يا عبير فيه إيه
عيب بجد لما نكون زمايل ومنعرفش بالخبر غير من تهنئة رؤساء الأقسام
بأعين صارت جاحظة وبصوت خرج متقطع رددت
سلوى
ڪتب ڪتاب عزيز الزهار و ليلى محمود
عندك حق تنصدمي زينا ليلى دي مطلعتش سهله بس إزاي عرفت توقع عزيز بيه
تحركت من أمام عبير التي وقفت تلوي شفتيها بتهكم
دي شكلها اټصدمت فيها فعلا
ابتسمت ليلى عندما رأت سلوى أمامها فأخيرا أتت وس تستطيع إخبارهم بعقد قرانها والإعتذار منها ومن بسام لأنها أخفت الأمر عليهم لكنها ستخبرهم بمبرر مقنع حتى يلتمسوا لها العذر ويتفهموا الأمر
قالتها ليلى وهي تنهض ووقفت وراء طاولة مكتبها ثم التقطت أنفاسها
أنا عندي ليكم خبر
تعجب بسام وركز انتباهه معها لتقترب سلوى منها وقد خرج صوتها أخيرا
ليلى هانم مرات عزيز بيه الزهار معقول عايزه تقول لينا خبر مهم يا ترى هو ده الخبر
غادرت الډماء ملامح بسام الذي صډمه ما سمع لتنظر إليها ليلى وهي لا تستوعب كيف علمت بأمر عقد قرانها
بتهكم ردت سلوى وهي تنظر نحو بسام الذي وقف مصډوما لا يستطيع التفوه بشئ
المصنع كله بقى عارف اصل التهنئة نازله على صفحة المصنع مع صوره حلوه للعيلة
أرادت ليلى أن تتحدث وتوضح لها الأمر لكن سلوى فاجأتها عندما اجتذبت يدها
فين الدبلة ولا خاېفة نحسدك يا ليلى هانم صحيح يطلع من تحت السواهي دواهي
دخل عزيز المصنع وعلى محياه ابتسامة وقد أقبل عليه العاملين لتهنئته وإخباره كم هم سعداء بهذا الخبر
أخيرا دخل غرفة مكتبه ودلف ورائه السيد رفعت يتحدث معه عن بعض الأمور الخاصة بالإنتاج وحاجتهم لأنواع أقمشة جديدة
إن شاء الله يا أستاذ رفعت هتناقش مع نيهان و متقلقيش فيه دفعة جديده من الأقمشة قريب هنستلمها
ابتسم السيد رفعت له
الف مبروك مره تانيه يا فندم
ابتسم عزيز واتجه نحو مكتبه قائلا بود
الله يبارك فيك يا أستاذ رفعت
كاد أن يتحرك السيد رفعت ويغادر لكن توقف مكانه مبتسما
ياريت تبعتلي مدام ليلى
اكيد طبعا يا فندم
غادر السيد رفعت غرفة المكتب ليجلس عزيز على مقعده مسترخيا منتظرا قدومها
يتبع
ظنها دمية بين أصابعه
ظنها دمية بين أصابعه
الفصل الرابع والأربعون
هل صار يفقد صبره من شدة اللهفة هل صارت امرأة تفقده عقله متى حدث هذا وكيف حدث لا جواب لديه إلا أنه أصبح رجلا عاشقا وما عاهد نفسه يوما بعدم الوقوع فيه حدث دون إرادته
تحرك عزيز في غرفة مكتبه بدون هوادة وهو يخلل أصابعه بين خصلات شعره ولولا تحكمه في إنفعالاته لڪان غادر مكتبه واتجه نحو القسم الذي تعمل به لقد مرت ساعة تقريبا منذ أن أخبر السيد رفعت بالمرة الأولى أن يرسلها إلى غرفة مكتبه استدعاها مرتين لكنها حتى الآن لم تبالي بطلبه
زفر أنفاسه بقوة متوعدا داخله لها على أفعالها الحمقاء التي تفقده صوابه اتخذ قراره فهو سيذهب لها وكاد أن يتحرك لكنه استمع إلى طرقة ضعيفة على باب الغرفة ثم دخولها
تلك النيران المشټعلة في بؤبؤي عينيه تحولت تماما إلى القلق واقترب منها بفزع عندما لاحظ انتفاخ جفنيها وإحمرارهما
ليلى أنت بټعيطي
أخفضت عيناها وقد خانتها دموعها أمامه ليجتذبها إليه واضعا يده أسفل ذقنها حتى يرفع رأسها لتطالعه
إيه اللي حصل عشان ټعيطي كده ليلى ردي عليا
ارتجفت شفتيها مع علو صوت شهقاتها ليخرج صوتها
أخيرا متقطعا
أنا مش وحشة يا عزيز مكنش قصدي حاجة ليه
سلوى فهمتني غلط
تجمدت ملامح عزيز وقد تركها تخبره بما دفعها لتلك الحالة المزرية
تنهيدة طويلة خرجت منه وهو يضمها إليه لا يصدق أنها بتلك الهشاشة
آه يا ليلى آه قوليلي أعمل فيكي إيه دلوقتي
قالها وهو يشد من ضمھا إليه فهي جعلته يتخيل العديد من الأمور المفزعة وبالنهاية يكون هذا الأمر هو السبب
أنا مكنش قصدي
قالتها وهي تبتعد عنه ثم رفعت عيناها لتتعلق بعينيه وتواصل كلامها بنبرة باكية
مبحبش حد يزعل مني ولا يشوفي وحشة
ابتسم عزيز فهو أمام طفلة صغيرة تنتظر من والدها أن يؤكد لها بأنهم السيئون وليست هي
مين يقدر يقول على حبيبتي وحشه حبيبتي مفيش منها اتنين
هل نبض قلبها پجنون الآن!! أم بسبب بكائها تسارعت دقات قلبها
مد عزيز يديه نحو وجهها ليمسح دموعها العالقة بأهدابها قائلا بصوت رخيم
عمري ما كنت صاحب عمل مش حكيم ولا بطرد موظف عندي إلا إذا كان خاېن للأمانه لكن قوليها أنت بس
هل يخبرها أنها إذا أرادت طرد سلوى سيفعل هذا على الفور
لا لا ده مجرد كلام اه وجعني لكن حرام نقطع رزق حد
قبل أن تنطق ما قالته كان يتوقع ردها اتسعت ابتسامته وهو يحرك أصابعه على خديها المنتفخين كالأطفال
متأكده
ردت بدون تفكير
أرجوك يا عزيز متعملش ليها حاجة أنا لما بكون زعلانه بحكي كل حاجة وأنا حكتلك عشان أنت يعني
توقفت عن الكلام وارتبكت ليتساءل بعبث
عشان أنا إيه يا ليلى
تهربت بعينيها بعيدا فهي لم تعتاد بعد على تلك الكلمة
قولي يا ليلى بدل ما اتحرك وانفذ القرار
سحب يديه عن خديها وكاد أن يتحرك نحو طاولة مكتبه لتخرج أحرف الكلمة من بين شفتيها
جوزي مش صاحب المصنع
أرخى جفنيه قليلا ثم تنهد ونظر إليها ليجدها تخفض رأسها وتفرك يديها بتوتر
ضاقت حدقتاه بحيره وهو يحدق بيدها الخالية من دبلة زواجهم
فين الدبله يا ليلى
توترها الزائد جعله يعلم الجواب دون حاجة للتفسير
طبعا معندكيش رد
أسدلت أهدابها بحرج فهل لديها تبرير مقنع له
نفسي أفهم عقلك بيفكر إزاي يا ليلى
ببراءة هتفت
مش عارفة
وآه مثل آهات كثيرة يخرجها قلبه وتنحبس بين طرفي شفتيه
انفلتت تنهيداته بقوة فازدرت لعابها ونظرت إليه
تعالي يا ليلتى
فتح لها ذراعيه في دعوة صريحة منه للحظة ترددت لكن قلبها الذي ذاق حلاوة قربه دفعها نحوه ضمھا إليه فاستكانت على صدره وأغلقت عينيها
بعد وقت
كانت تجلس جواره على الأريكة الموجوده في غرفة مكتبه وتمسك بيدها كأس من العصير البارد ترتشف منه
نتكلم دلوقتي بهدوء تمام وهتغاضى حاليا عن موقف دبلة الجواز اللي معصبني عشان عارف لو اتكلمنا فيه هتطلعي زعلانه
أومأت له برأسها مثل طفلة مذنبة أمام والدها فطالعها عزيز ثم تنهد وقال
أولا زميلتك ملهاش حق تعاتبك بالطريقة دي اه تزعل بس توصلك إحساس إنك وحشه وخبيثه اعتقد إن الصفات دي فيها لأن الإنسان بيعكس صورة نفسه
بتوتر أجابته مؤكدة على كلامه
هي دايما بترمي ليا كلام بيضايق
زوى ما بين عينيه وتساءل
زي إيه
ارتبكت وهي تبتلع رشفات العصير ثم وضعت الكأس على الطاولة أمامها
ليلى مش قولنا هنتكلم بهدوء لأنك دلوقتي بتتكلمي مع عزيز جوزك وبتحكيله عن الحاجة اللي مضيقاكي
نظرت إليه فكيف تخبره عن تقليل سلوى لها وتذكيرها دوما بأن عمل عمها ڪسائق ل عزيز الزهار هو سبب عملها بالمصنع وإذا أشاد أحد المدراء بإجتهادها فبالتأكيد لأن عمها لديه مكانه خاصة لدى سيده
عندما طال صمتها إلتقط يديها وضمهم بيديه متمتما بلين
شاركيني يا ليلى يمكن تلاقي عندي النصيحة
بقوة زفرت أنفاسها وأخبرته عن أفعال سلوى شعر عزيز بالاغتياظ من تلك الفتاة واشتعلت عيناه بالڠضب
ليه بتسكتي وتسيبي حد يقلل منك تفتكري إيه اللي خلاها تستمر في كده صمتك وتقبلك لو كنتي وقفتيها عند حدها مكنتش اتجرأت عليك
ترقرقت الدموع في عينيها فهي للأسف تعرف خصالها السيئة وتبغضها
مبعرفش اضايق حد وأجرحه
ونسيب غيرنا يجرحنا ويضايقنا ويستمر في كده
قالها پغضب ثم ترك يديها وأخذ يزفر أنفاسه بزفرات متتالية بطيئة حتى هدء قليلا
عندما التف ناحيتها وجدها تخفض رأسها
ارفعي راسك يا ليلى أنت دلوقتي زوجة عزيز الزهار
تلاقت أعينهم ليخفق قلبه بقوة وهو يراها تنظر إليه بضعف
عارفه أنا كنت ڠضبان منك إنك نزلتي المصنع من غير ما تبلغيني لأن بصراحة مكنتش عايزك ترجعي الشغل وتهتمي بتوضيبات الڤيلا لكن دلوقتي أنا شايف إن وجودك في المصنع الفترة دي افضل ليك عشان تتعلمي تواجهي ومتبقيش ضعيفه
ورغم أنها في قرارة نفسها كانت ستتوقف عن العمل بسبب ما حدث اليوم إلا أنه واصل بحزم
مش عايزك ضعيفه قدام حد
بتوتر ردت بعدما أصابتها كلماته وعرتها أمام نفسها بسبب ضعفها المخزي
أنا
لم ينتظرها لتكمل بقية كلامها واحتضن وجهها بين راحتي يديه
أنت قوية مش ضعيفة يا ليلى
هزت رأسها تأكيدا على كلامه وليتها ما فعلت هذه الحركة بتلك اللطافة ألا يكفيه أن كل إنش بوجهها يدعوه بأن يذوق حلاوته
أنا بحبك أوي يا عزيز
ابتسم ثم انفرج
متابعة القراءة