رواية ظنها دمية بين أصابعه (الجزء الخامس من الفصول) بقلم الكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز

هنام 
أنهى عزيز معها المكالمة على وعد منها بأن تراسله عندما تنام شهد وتتمكن من التحدث معه 
نهض من على الفراش وتحرك نحو المرآة لينظر لنفسه وهو يحرك يده على خصلات شعره الذي بدأ الشيب ينبت به أشاح عيناه بعيدا عن المرآة بعدما احتله شعور الذنب لقد تمكن من تقيد ليلى به وعرف تماما كيف يجعلها تتعلق به 
بقوة زفر أنفاسه عندما تذكر تقبلها وإستجابتها لقبلته اليوم بغرفة مكتبه وها هو يصل إلى مبتغاه يجعلها راضية مستمتعة وفي قاموس حياته إذا أجاد الرجل إمتاع امرأته تمكن من إخضاعها له وسيكون هو محور حياتها 
فتح عينيه بعدما نفض عن رأسه وساوسه 
عمري ما هأذيكي يا ليلى بس لازم أعمل كده عشان متكونيش زيها 
جلس يتصفح بعض المواقع الموثوقة في بيع الهواتف واستقر أخيرا على شراء أحدث إصدار لماركة هاتف معروفة ويحمل أبناء شقيقه هواتف منها 
ابتسم عندما رأي إضاءة شاشة هاتفه فترك الجهاز اللوحي وإلتقط الهاتف 
ساعتين يا ليلى 
بصوت خاڤت ردت وهي تنظر إلى ظهر شهد النائمة 
شهد لسا نايمة من عشر دقايق 
تنهد وقام بتعديل وسادته أسفل رأسه 
وحشتيني وأوعي ما اسمعش صوت عايزك تقولي وأنت كمان وحشتني 
تورد خديها وتسارعت دقات قلبها 
إحنا كنا لسا مع بعض في المصنع 
ابتسم وهو يحرك رأسه بيأس منها 
بقالنا كام ساعه بعيد عن بعض احسبي كده 
خرجت ضحكته بقوة عندما بدأت تحسب له عدد الساعات 
خلاص يا ليلى مش عايزاك تقوليلي وحشتني مع إني هنام زعلان 
وحشتني يا عزيز 
خفق قلبه وتنهد بقوة ثم تحسس المكان الخالي من الفراش جواره 
اوعي تقفلي يا ليلى لأني عارفك 
خجلت فواصل كلامه وهو يتمنى لو كانت أمامه 
عارفه لو كنتي قدامي دلوقتي وأنت بتقولي وحشتني يا عزيز كنت عملت إيه 
دون إرادتها ارتفعت أناملها نحو شفتيها ثم أغمضت عيناها فهي تعلم ما يريد فعله 
قالها صراحة قال الكلمة بأحرف بطيئة وهو يبتسم وسرعان ما كانت تنهي المكالمة لينظر كعادته إلى هاتفه بيأس 
مهما اقولها تبطل حركتها دي بتعملها وتقفل في وشي المكالمة 
تركت ليلى هاتفها أمامها وتنهدت بقوة لا تصدق ما صارت تسمعه منه اليوم بغرفة مكتبه جعلها تستمتع بتلك القبلة وبصوت حائر تساءلت 
هو ده عزيز بيه اللي أنا كنت أعرفه!!  

تحرك صالح بالممر المؤدي إلى غرفة مكتبه وعلى وجهه كان التجهم مرتسما بعدما أخبرته إحدى الموظفات بالمطار عن رؤيتها لمقطع زوجته وهي ترقص مع جدها ثم فجأة انقلب المكان وأتت بعض الموظفات اللاتي وجدن فرصة للحديث معه فهو بالنسبة لهم الرجل الوسيم الغامض 
دخل مكتب وأتبعه كريم مساعده الشخصي وهو يكتم صوت ضحكاته 
تحرك صالح بالغرفة بوجه محتقن ثم استدار بجسده ليجد كريم يحاول إخفاء إبتسامته پحده تساءل 
بتضحك على إيه
أسرع كريم بالرد بعدما تلاشت ابتسامته وارتسم الجمود على ملامحه 
أبدا يا فندم 
حاول صالح تمالك أعصابه ورغما عن كريم انشق ثغره بإبتسامة واسعة 
كريم اطلع بره 
إختفى كريم من أمامه في لمح البصر ليقترب صالح من طاولة مكتبه ويطرق عليها 
هو أنا مش هخلص من الڤيديو ده! 
ارتفع رنين هاتفه ليخرجه من سترته حتى يغلقه لكن عندما وجد رقم الجد نائل زفر أنفاسه دفعة واحدة ثم أجاب 
سيادة اللوا صباح الخير 
ابتسم نائل وهو يلتقط كوب الماء من منصور المرافق له لرعايته 
صباح الخير والسعادة يا صالح إيه يا بني لقيت كذا اتصال منك قلقت فيه حاجه ولا إيه 
لأ يا سيادة اللوا متقلقش أنا بس كنت عايز مساعدتك 
أنصت نائل إليه لتتسع ابتسامته وقد شعر بالرضى والراحة عندما وجد صالح يسعى لإسعاد حفيدته ومتقبل عملها البسيط رغم أن شاكر منذ بضعة أيام هاتفه وأخبره أنه لا يتقبل عمل زينب بذلك المعهد وقد عرض عليها وظيفة جيده بأحدى المدارس التي يملك بها أسهم 
وأنا موافق على العزومة هستناك 
كاد أن ينهي نائل المكالمة ليهتف صالح سريعا 
أنا عارف إن آنسة سما هتيجي مع زينب النهاردة عندك يقضوا اليوم يا سيادة اللوا وعارف كمان إن هي و زينب قريبين قوي من بعض فأتمنى هي كمان تيجي عشان زينب تكون مبسوطة 
ابتسم نائل وحرك رأسه فقد أعجبه الإقتراح 

مثلما أخبرها أمس فعلت اليوم لم تهتم بنظرة سلوى لها ولا نظرة أحد بالمصنع بل قضت يومها تركز على عملها لكن شعرت بالقلق من عدم مجئ بسام اليوم إلى العمل 
لاحظت سلوى نظراتها نحو مكتب بسام لتقول بسخرية 
وهم نفسه مع ناس كانت باصه لفوق 
حدجتها ليلى ونهضت من فوق مقعدها واقتربت منها 
ممكن تقوليلي تقصدي إيه يا سلوى 
طالعتها سلوى بنظرة طويلة ثم إلتقطت بعض الأوراق قبل أن تنهض وتغادر الغرفة 
مقصدش يا حاجة يا ليلى هانم 
تنهدت ليلى بقوة ثم أخفضت رأسها لكن سرعان ما تذكرت كلامه أن ترفع دائما رأسها ولا تعطي لأحد الفرصة أن يقلل منها  

لا شئ كان يسعد نائل إلا رؤية أحفاده حوله خاصة زينب و سما لديهن مكانه خاصة في قلبه 
شوفت يا جدو العريس طلع عايز زينب مش عايزني 
ثم أردفت سما مازحة بعدما وكزتها زينب بذراعها 
اكيد لسا مصډوم لما عرف إنها متجوزه 
قهقه الجد عاليا فحفيدته تأخذ الأمور ببساطة وتساءل رغم أنه يتوقع ردة فعل زوجة ابنه 
يسرا عملت إيه لما عرفت كده
لا بلاش أقولك 
قالتها ثم ضحكت لتنظر لها زينب قائله
على فكرة هو أعمى ومش عارف يختار 
ابتسمت سما وهي تنظر لها 
متقوليش على نفسك كده 
أخذت كلا منهن تخبر الأخرى أنها من كانت النجمة تلك الليله وأنها الأجمل ليهتف نائل صائحا 
بس كفايه وياريت موضوع العريس ده ميتفتحش قدام صالح يا سما لأن أنا عارف لسانك 
بتوتر نظرت زينب إلى جدها ثم هربت بعينيها بعيدا عنه وقد إلتقط نائل فعلتها 
جوزك عرف مش كده
تولت سما مهمة الرد عليه وأخبرته وهي تنهض من أمامه 
سمعني وانا بقولها وأنت عارف صوتي يا جدو  

وضع العم سعيد فنجان القهوة أمامه وتساءل وهو يحاول أن يفتح عينيه من شدة الصداع 
أنت متأكد يا بيه إنك مش عايز تتعشا
ابتسم عزيز وتناول فنجان القهوة ليرتشف منه 
لا يا راجل يا طيب قولي بقى ليلى عملت ليا الكيكة اللي طلبتها
قالها عزيز وهو يعلم أن العم سعيد لن يترك ليلى في حالها اليوم إلا إذا فعلت له الكعكة التي طلبها منها وتحججت بالأمر 
هي قالتلك هتعملهالك
بنبرة خرجت فاترة قال
شكلها كده معملتش حاجة وأنا اللي كنت ناوي اتعشا منها 
لأ طبعا هتعملها ليك وهتتعشا منها إزاي ترفض ليك طلب وتسيبك تنام جعان أنا هروح اجيبها وأجي 
خرج العم سعيد بعدما ألقى بكلامه وعند دخوله المسكن وجد عزيز وعايدة يستعدان للخروج من أجل الترفيه عن حالهم قليلا 
فين ليلى
قالها العم سعيد لتخرج من المطبخ بسبب ندائه عليها وهي تمسح يديها بمنشفة المطبخ 
أسرع العم سعيد بالإقتراب منها وقد طالعه عزيز مندهشا 
فيه إيه مالك واخدها وراك كده براحة على بنت اخويا 
روح مشوارك يا عزيز ملكش دعوه بيها 
هتف بها العم سعيد فضحكت عايدة وتأبطت ذراع عزيز 
خلينا نمشي عشان نلحق المكان قبل الزحمة 
ابتسم عزيز وتحرك معها وقبل خروجهما هتفت عايدة بصوت مرتفع 
شهد بلاش لعب وادخلي نامي عشان تعرفي تصحي الفجر تذاكري 
وبالفعل كانت شهد تترك الكتاب من يدها وتتجه نحو الفراش بعدما اشتد عليها النعاس 
مالك يا عم سعيد واخدني على فين 
لكن الجواب علمت به عندما ساروا نحو الڤيلا عاتبها العم سعيد بعدما دخلوا المطبخ 
إزاي يابنتي جوزك يطلب منك حاجة وتتحججي ليه اهو مش راضي يتعشا ومستني تعمليله الكيكة
توترت ليلى وهي تنظر له فقد فعلها كما أخبرها سيجعلها تأتي له اليوم وتصنع له تلك الكعكة 
يلا ابدأي وأنا هروح اقوله ميزعلش منك 
تركها العم سعيد لتقف وسط المطبخ حائرة متوترة ثم زفرت أنفاسها بقوة 
تظاهر عزيز بإنشغاله في مطالعة هاتفه ليقترب منه العم سعيد قائلا
جبتهالك يا بيه تعملك الكيكة هنا ولا تزعل نفسك ومتزعلش منها هي لو تعرف إنك مستنيها منها النهاردة كانت عملتها 
رفع عزيز عينيه عن هاتفه وابتسم ببراءة 
مقدرش أزعل من ليلى يا راجل يا طيب 
ابتهجت ملامح العم سعيد لكن صداع رأسه جعل ملامح وجهه تبدو متعبة تساءل عزيز بقلق 
مالك يا راجل يا طيب
فرك العم سعيد جبهته ونظر له 
شكل الضغط عندي عالي هروح اشرب العلاج وارجعلك يا بيه 
لأ روح ارتاح يا عم سعيد شكلك تعبان 
قالها عزيز دون نية خبيثة ليبتسم العم سعيد 
تسلم يا بيه أنا هروح اخد العلاج وارجع 
غادر العم سعيد المطبخ تحت نظرات ليلى القلقة وقد أحضرت ما ستحتاجه لصنع الكعكة 
مر الوقت ولم يأتي العم سعيد وقد تأكدت أن التعب تغلب عليه ونام 
قررت أن تركز في صنع الكعكة وما جعلها تعمل براحة أنها لم تراه حتى الآن 
انشغلت بتقليب محتوى الكعكة لتخرج شهقة فزعة وقوية منها 
بتهربي مني يا ليلى 
بأنفاس متسارعة ثقيلة خرج صوتها 
عزيز خضتني حرام عليك 
حرر يديها مما تحمله ثم حركها جهته ليكون وجهها مقابل له 
قوليلي اعاقبك إزاي 
قالها بعبث رجولي لتخفض رأسها وتتساءل 
هو مفيش حد في الڤيلا
اقترب منها فتراجعت بخطواتها إلى الوراء حتى اصطدم ظهرها بحافة الطاولة 
أنت خاېفة مني يا ليلى 
هزت رأسها وهي ومازالت تخفض رأسها لتنفلت شهقة أخرى منها بعدما اجتذبها إليه 
عزيز 
ليتها لم تنطق أحرف اسمه بتلك الطريقة المغوية وها هو يوم آخر يرى فيه عزيز كيف صارت ليلى طائعة له تنتظر منه ما يروي عطشها الفطري البرئ 
ظنها دمية بين أصابعه 
الفصل الخامس والأربعون
لوهلة تركت زينب ل قلبها حق الحلم تركته يعيش تلك اللحظة حتى لو كانت كڈبة أرخت جفنيها واستمتعت بذلك الهواء الذي داعب خديها فور أن استقرت قدماها داخل تلك الباخرة النيلية 
تعرف يا صالح بقالي مدة
تم نسخ الرابط