رواية جوازة ابريل بقلم نورهان محسن
المحتويات
بهدوء ممكن شاي اخضر
أماء الشاب بإبتسامة قبل أن يوجه سؤاله إلى باسم الذي أشار بموافقته بإيماءة من عينه تمام يا فندم والقهوة بتاعت حضرتك
بعد قليل
يجلس باسم يرتشف رشفة أخيرة من قهوته وهو يتجاذب معها الأسئلة بهدوء وانتي حابة تكوني مع انهي شركة فيهم اكتر
ردت ابريل بجدية المختار جروب من ناحية الجودة والسمعة كويسين ومحترمين جدا واشتغلت معهم فترة بسيطة في تدريبي
هز حاجبيه قبل ان يردف بمشاكسة ولا مش شايفانا قد المستوي المطلوب لمهاراتك
كتمت ابريل ابتسامتها ولوحت بكفها بلا مبالاة تليها كلماتها الهادئة بصرف النظر عن انك بتتريق .. بس لعلمك كنت بتمني اشتغل في الشندويلي جروب بعد التخرج ..
واصل باسم أسئلته محاولا فهم ما يدور برأسها العنيد طيب ما احنا لسه فيها ايه المانع!
قهقه باسم عليها بخفة وهو ينظر إليها بعينين لامعتين بالإعجاب لعدة لحظات طويلة في صمت قبل أن يمد يده إلى صندوق صغير على الطاولة مرددا بابتسامة مهلكة طيب يا خطيبة نجل الشندويلي .. اتفضلي
باسم ببساطة اعتبريه هدية
ضيقت عينيها بدهشة وسألته مرة أخرى بإستنكار هدية بأمارة ايه بيني و بينك ايه عشان اقبل منك هدايا!
رد عليها ضاحكا لسه حالا قايلة انك خطيبتي .. اعمليها رنة لتليفونك .. عشان كل ماتنسي هي تفكرك وتوفري عليا افكرك كل شوية
تجاهل باسم الرد على جملتها الأخيرة متنهدا بصوت مسموع قبل أن يقول بحزم قصروه اللي معاكي دا ترميه .. وماتستعمليش غير دا وبس
عضت شفتيها بغيظ من لهجته المتسلطة قبل أن تستفسر بإمتعاض افندم .. و دا ليه ان شاء الله
باسم ببرود ياريت تنفذي اللي بقوله من غير سين وجيم..
رمقها بنظرات لامبالية مخاطبا اياها بهدوء خطېر مجاش في بالي تبقي بقرة .. كنتي في عيني قطة وديعة امبارح بس قلبتي قطة شرسة تاني .. خلينا حلوين و بلاش تنرفزيني بكلمة لا بتاعتك دي ولا اسمعك بتنطقيها تاني
تأفف باسم بسأم اخ علي العناد اللي مالوش اي مبرر
دنت بظهرها عاقدة ذراعيها علي الطاولة وقالت بمشاغبة مندفعة لا بجد عندي فضول اعرف .. ايه هتسكتني ببوسة زي ما عملت قبل كدا لحد ما نفسي يتقطع وتوديني علي المستشفي
كتم باسم ضحكته بصعوبة متعجبا من تصريحها الجريء لكن الأمر لم يفلت منه وهو يهمس بلؤم ماكر ماتتحدنيش وافتكري كويس .. انتي اغم عليكي من بوسة واحنا مداريين تخيلي لو بوستك وسط العالم دي كلها هيجري فيكي ايها
تلونت وجنتاها باللون الأحمر القانى من جرأته الصاړخة وتسارعت نبضات قلبها من توترها الشديد بمجرد أن نظر إليها بعزم فنظرت إليه شرزا وزمجرت بحدة انا قولتهالك قبل كدا انت ماشوفتش بربع جنيه تربية .. واسمع كدا دي .. لا .. لا .. لا .. لا .. لا
زوى حاجبيه بانزعاج من تعمدها إثارة جلبة حولهما فاتسعت البسمة على شفتيها بعد أن نجحت في استفزازه فيما نطق باسمها بتحذير لم تبالي به مرددة بوتيرة بطيئة قاصدة مشابغته لا و لا .. ولاااا...
باسم بإنزعاج افصلي .. خلاص .. عرفت في يوم خطوبة اختي ان تليفوني متهكر .. وفي نفس اليوم غيرته .. وعشان كدا مش مستبعد ان تليفونك كمان يبقي متهكر
كادت عينيها أن تقفزا من محجريهم شاهقة پصدمة يا خبر اسود .. ومين اللي ممكن يكون عمل كدا!
_ماعرفش .. و دا مش موضوعنا التليفون دا عليه نظام حماية كويس يعني امان خليه معاكي و في شريحة
تدحرجت فيروزيتها إلى الهاتف وعيناها تلمعان بالحماس ثم أجابت بأسف بس دا احدث موديل و غالي جدا .. وانا مش معايا تمنه دلوقتي
هتف باسم مستنكرا انتي عبيطة يا بنتي و هو حد كان طلب منك تمنه
أماءت برأسها في إستياء معلقة على حديثه بإغتياظ نعم يا استاذ .. انت هتبدأ من دلوقتي في التنطيط عليا عشان جايبلي تليفون ولا ايه .. قولتلك ماقدرش اخده .. لو كان ضروري يعني شوفلي واحد تمنه في الحنين
_دا الموجود .. وكويس و مضمون وهتاخديه كفاية فرهدة انتي بټحرقي كتير في المناهدة بتاعتك دي
_طيب ما دام مصمم خلاص .. بس لما نخلص من الحكاية السوده دي هرجعهولك
أومأ باسم لها بالموافقة وصمت لعدة ثوان وهو يفكر في شيء ما قبل أن يميل نحوها فجأة وهمس من بين شفتيه المضغوطتين ماشي .. بس عارفة لو كان مصيره زي الفستان ورجعتيه محروق ولا مدشدش .. مش عارف ممكن اعمل فيكي ايه
قضمت ابريل شفتيها بتوتر إذ اقترب وجهه من وجهها وامتلأ رئتيها برائحة عطره المميزة اربكها بشدة فيما ابتسمت مستفسرة بصوت مخټنق انت هبيت فجأة كدا ليه الناس بتبص علينا
استوى في جلسته وتحدث أخيرا بعد صمت طويل نوعا ما ليخرج صوته متشققا بمشاعر متضاربة انا بس بعرفك
بقلم نورهان محسن
بعد عدة أيام
سارت هالة في طرقات المستشفى بخطوات متوازنة فأقبلت عليها طبيبة زميلة مبتسمة بلطف صباح الخير يا هالة
بادلها هالة التحية وهي تبتسم بعذوبة صباح الورد
_مكنتيش بتيجي ليه انشغلنا عليكي!
_كنت واخدة في اجازة كام يوم و...
قاطعها صوت رجولي من خلفها صباح الفل
الټفت كلاهما نحو مصدر الصوت وأجابت الطبيبة الآخري صباح النور يا دكتور ياسر
ابتسم لها بود قبل ان يوجه سؤاله إلي هالة بلطف ازيك يا هالة .. عاملة ايه
ردت هالة عليه مبتسمة بإيجاز الله يسلمك
استئذنت الطبيبة بهدوء لتترك لهم مجالا للتحدث بينما تنحنح ياسر يجلي حلقه قبل أن يقول بلباقة مش عايزك تكوني لسه واخدة علي خاطرك مني بعد اخر حديث ما بينا
أومأت برأسها متفهمة ولم ترد فزفز الهواء من فمه بتوتر مواصلا حديثه انا مقدر ان اعصابك كانت مشدودة وانا كمان يا هالة بس انا فعلا مش حابب يطول سوء التفاهم بينا .. احنا مهما كان زملاه في مكان واحد يا هالة .. ولا انتي خلاص مش حابة تتعاملي معايا بعد كدا
نظرت هالة حول المكان قبل أن تعيد نظرها إليه ليخرج صوتها من عباءة الصمت تنتقى حروفها بجدية مش هكذب عليك واقولك ان الموضوع بالنسبالي عادي وعدي ببساطة .. لكن بفضل الله قدرت اتقبلت اللي حصل ومش حابة تكون في حساسية بينا لمجرد ان مفيش بينا نصيب .. إحنا هنفضل زملاه عمل زي ما انت قولت يعني هنشوف بعض كتير .. وضروري نحافظ علي الاحترام في التعامل مع بعض
حك ياسر طرف أنفه دليلا على حرجه من هدوءها وكلماتها الرقيقة معه ليؤكد بضيق طبعا يا هالة ربنا وحده العالم انا قد ايه بحترمك ومكنتش حابب اني اخسرك
هالة بإبتسامة هادئة تنهى بها هذا النقاش ربنا يوفقك ويسعدك .. معلش هستئذنك عايزني في الطوارئ
ياسر بهدوء بالتوفيق وهشوفك عن قريب تاني
بقلم نورهان محسن
في فيلا صلاح الشندويلي
داخل غرفة باسم
_باسم .. باسم .. فوقلي بسرعة
هكذا صړخ عز بصوت صاخب فغمس باسم رأسه في الوسادة اكثر وهو يهمهم خلال نومه سيبني وهقوم بعد شوية
رفض عز بتصميم لا انجز محتاجك حالا
قطب باسم حاجبيه منزعجا من صوته العالي ليهتف بتذمر ممزوج بالنعاس وهو يلوح
بيده في ضيق يا اخي ما تسيبني انا مش فايقلك
لكزه عز بقوة على كتفه قائلا بلهجة مستهجنة في حاجة ضروري ما تصحي يخربيت برودك
_خلاص اتزفت..
صاح بهذه الكلمات بحنق متكئا على ظهر السرير وجفونه شبه مغمضتين وهو يرفع يده ويعيد شعره إلى الخلف بعيدا عن عينيه ها عايز ايه من اهلي علي الصبح
ضيق عز عينيه في دهشة تنضح في سؤاله وهو يتفحص الکدمة الزرقاء الداكنة التي تزين جبين باسم مين عامل فيك كدا
تأوه باسم بضجر وهو يحك مؤخرة رأسه بنفاذ صبر ليقول بوقاحته المعتادة مايخصكش .. ها انجز ايه المستعجل بتااا...
توقف باسم فجأة عن الكلام وكادت عيناه أن تخرجا من محجرهما بمجرد أن قاطعه عز بهدوء عاكسا الحمم البركانية التي كانت تثور بداخله وهي على وشك الانفجار وحړق الأرض الخضراء واليابسة حازم لسه قافل معايا.. مني طالبة نطلق رسمي
بقلم نورهان محسن
في غضون ذلك الوقت داخل المستشفي
_شئ صعب لما تحسي بقلة اهتمام وانانية من حد المفروض يهمه ادق تفاصيلك
تحفزت حواس هالة عندما سمعت تلك الكلمات الغامضة منه بنبرته الرخيمة التى بادت تميزها فالتفتت إلى مصدر الصوت بنظرة دهشة منه فإذ رأته يقف خلفها مباشرة ينظر إليها بنظرات ثابتة لا تستطيع أن تفك طلاسمها المعقدة وهذا الأمر أحدث ارتباكا في خلاياها فسألته بتعجب مش فاهمة تقصد ايه
أوضح فريد لها بلهجة تدل على عدم رضاه اقصد من الشفقة علي نفسك تفضلي متمسكة بوهم ولا عادي تسمحي لأنانية اللي بتحبيه انها تأذيكي وتأثر عليكي وتصممي تتجاهل وتصبري نفسك بأمل كداب
ضاقت عيناها حنقا قبل أن تهدر بنبرة خفيضة وهي تلوح بيدها في الهواء احتجاجا وتحذيرا انا مقدرة اللي حضرتك عملته معايا يا دكتور .. بس مالكش اي حق تدخل في شؤوني .. دي حياتي وخصوصياتي وماسمحلكش تتجاوز حدودك احنا مش صحاب ع..
_عارف كويس حدودي ..
سيطر علي فريد الڠضب مع سماعه ردها
فقاطعها بنبرة صارمة جعلتها تبتلع لعابها بتوتر وهو ينظر عن كثب إلى ملامحها الغاضبة التي كشفت عن سخطها التام لكنها أضافت لها رونق جميلا وهذا لا اراديا زاد من إعجابه بها أضعافا مضاعفة ثم استطرد بصوت رجولي بارد بس اظاهر محتاج افكرك انك جراحة .. عشان شكل تاه عنك قد ايه شغلتنا حساسة و في ارواح مسؤولين عنها مالهاش اي ذنب في مشاكلنا الشخصية اللي وسطيها نسيتي ان في مصاپ مسؤلة عن حالته معايا وماكلفتيش نفسك حتي تعرفي ايه كان مصيره
تباطأت نبضاتها وهي تشعر بقلق غريب من الجملة الأخيرة التي قالها فأعدت كلماته بتوجس تقصد بإيه تعرفي ايه كان مصيره!
فريد بقسۏة باردة نابعة من
متابعة القراءة