رواية جوازة ابريل بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


هتمشي شوية بالعربية
قالت بصوت هادئ هدير أثناء نزولها من السيارة اوك علي راحتك .. جود نايت
انتظر فريد بصبر أن تدخل المبنى ويداه تضغطان على عجلة القيادة ثم قاد السيارة بأقصى سرعة دون أن يعرف إلى أين سينتهي به المطاف.
بقلم نورهان محسن
عند ابريل
صړخت ابريل فى خاتمة جملتها
بدا الاستياء على ملامحه جليا رافضا مبتغاها وركز نظره على فيروزيتها في صمت للحظات وكانت أفكار كثيرة تجتاح عقله المشوش من فرط الڠضب إذ تجاوزت أحداث هذه الليلة الغريبة حدود قدرته على استوعبها بدءا من عدم مجيئ رزان التي تخلت عنه من أجل فرصة عمل يليها محاولة قت له على يد ريهام وصولا إلى هذه الشقراء الحمقاء التى ورطته أمام الناس ليجن جنونه تماما في النهاية بسبب إصرارها على الهروب منه وكأنه وباء تريد التخلص منه في أسرع وقت ممكن.

عند وصوله لهذا الحد من التفكير تألقت عيناه اللامعتان بغيظ سافر قائلا بإحتقار جلي لمي لسانك و ردي عدل .. عايزة تروحي فين وايه حكايتك بالظبط يا بتاعة انتي
رفعت أبريل حاجبها في استياء ورغم أنها ترغب في تحطيم رأسه بسبب إسلوبه المتعجرف معها إلا أنها يجب أن تنهي هذا الحديث الثقيل علي قلبها لذلك قالت سريعا باستخفاف مش عايزة الشنطة من وشك .. ومش مضطرة اضيع وقتي مع واحد زيك ابعد عن طريقي احسن ما..
تلاشت باقي عبارتها بالهواء وهي تنوي المغادرة من أمامه لكنه سرعان دفعها على الحائط ببعض القوة لتتسع حدقتاها بدهشة بينما كان ينظر إلى ملامح وجهها الغاضب ليرسم ابتسامة على جانب فمه قبل أن يسألها بنبرة لاذعة يتخللها الاستهتار هتعملي ايه وريني احب اشوف يا شبر ونص
أنهى باسم كلماته بغمزة من رماديتيه المضيئة بسبب تسلل بعض الضوء من المصابيح العالية فوقهم لم تعد تستطيع تحتمله فإستجمعت قوتها ورفعت قدمها لتهبط بكعبها العالي على قدمه بقوة وكأنها تنفث عن القهر الكامن في أعماق قلبها به.
صړخة الألم التي انطلقت من فم باسم ضاعت مع صوت الموسيقى الصاخبة في الحفلة ليغلق عينيه بشدة وهو يشعر وكأن عظامه اخترقت بنصل حاد وليس كعب حذاء ليحمد ربه علي عدم تمكن احد مدعوين سماعه متراجعا عنها بخطوتين قبل أن يهتف بها بسخط عارم يتخلله الألم يا مؤذية ايه اللي هببتيه دا .. انتي مچنونة ولا شكلك كدا!
انكمشت ابريل علي نفسها مرتعدة قليلا من نبرته المرتفعة وعيناه تبرقان بعدوانية نحوها لكنها حاولت التمسك بينما تميل بظهرها على الحائط وبدأت تشعر بتناقص طاقتها من التوتر ثم قالت عابسة ما هو مش عشان برد بأدب تستقل بيا وتتجرأ وتعمل كدا يا قليل الرباية
حدق في وجهها المحمر في الضوء الخاڤت بعيون ضيقة من الغيظ بسبب كلماتها الوقحة وهو يضغط علي قبضته بقوة ليقول بإمتعاض سافر لولا اني ماتعودتش امد ايدي علي ستات كان زماني رقدتك في تربتك الليلة
نظرت ابريل إليه بتعجب سرعان
ما تحول إلى ابتسامة ساخرة ورفعت حاجبيها الجذابين وقالت باستهزاء ماتقدرش تعملي اي حاجة .. سيبني امشي انا مش نقصاك انت كمان
أنهت ابريل كلامها بانزعاج واضح من إعتراضه طريقها لتتراقص حدقتيه بسخرية شعت بنظراته إليها وقال بضحكة حادة شوفي سبحان الله .. ربنا واخد من طولك وحاطط في خيالك .. لا وفاكرة نفسك هتعملي عملتك وهسيبك تخلعي وعشان تصغريني قدام الكل وتفضحيني ..
بقلم نورهان محسن
في الحفلة
عند يارا
يارا تجلس على الطاولة بمفردها وعيناها تتأججان بالكراهية ترمق المكان الذي يجلس فيه ياسر وهالة حاولت قدر الإمكان أن تأخذه منها حتى يبقى معها أطول فترة ممكنة لكن في النهاية استطاعت هالة أن تأخذه منها حتى يجلس بجانبها يمزح ويضحك بسعادة وأصبحت هي التي تجلس لحالها وموجات الڠضب والسخط ترتفع وتنخفض بداخلها.
اقترب منها أحدهم بروية فأخرجها من أفكارها صوت حمحمة خشنة أعقبها صوته اللبق اسف لو بتطفل بس ليه قاعدة لوحدك!
ساد الصمت وهي تحدق في هذا الشاب طويل القامة الذي قال جملته ثم جلس على الفور ليحمحم مرة أخرى وقال بابتسامة خاڤتة اسف اني سمحت لنفسي اقعد .. اذا ضايقتك ممكن اقوم
همست يارا بخفوت أخيرا وهى تشيح ببصرها عنه عادي
تساءل الشاب باسما انتي من قرايب العريس ولا العروسة
_العريس
_طيب تحبي ترقصي!
كادت أن تهز رأسها بالرفض لعرضه لكنها سرعان ما لمعت فى ذهنها فكرة خبيثة وهي تنظر إليهما بطرف عينها ثم تزينت فمها بإبتسامة رائعة وهى تومئ له بالموافقة فأشرق وجهه بالسرور بينما تنهض معه لتمشي بجانبه إلى ساحة الرقص الأرضية وتدعى أن يراها ياسر الآن.
بقلم نورهان محسن
عند باسم
أكمل باسم بإشمئزاز مقتضب الهروب سياسة الجبناء .. و حتي لو مستتقلك خلاص مابقاش ينفع نغير كلامنا .. بعد ما شبه خطبتك من اهلك .. واي حركة طايشة دلوقتي منك مش هتبقي في مصلحتك
دبت ابريل بقدمها على الأرض في حالة من اليأس من الإصرار الواضح في عينيه بأنه لن يدعها تذهب فرفعت ذراعيها بحيرة وهتفت بإنكار بس انا مقولتلكش تعمل كدا .. انت اللي ورطت نفسك معايا .. كان الموضوع هيخلص لو ماجبتنيش لحد هنا وعملت اللي عملته
أخرج باسم هاتفه من جيب بنطاله وأشار إليها به وقد لاحت على فمه ابتسامة مخيفة لم تصل إلى عينيه وهو يجيبها بتأكيد اهلا بيكي بتوقيت الترند .. الدنيا كلها خلاص عرفت باللي انتي ورطينا فيه
سئمت ابريل من أسلوبه الساخر حيث كانت تجاهد من أجل الحفاظ على هدوء أعصابها لكنه لا يساعدها على ذلك والآن يوجه الاټهامات إليها لذا بمجرد أن أنهى حديثه زمت فمها بملامح متوترة للغاية وصاحت في وجهه بحدة مايهمنيش كل اللي بتقوله دا ومش هقف اكتر من كدا اسمع تريقتك عليا .. وسع من قدامي وسيبني اروح لحال سبيلي يا بارد
اختتمت حديثها بعدم الاهتمام به وهمت بالابتعاد عنه لكنه سرعان ما تحرك للوقوف أمامها بعيون واسعة وحاجبيه مجعدان ليتمتم باستنكار هو انتي فاكرة ان دخول الحمام زي خروجه .. بقي هي دي كلمة شكرا بعد ما انقذتك من الم و ت وبعدها من ڤضيحة
حدقت ابريل به وهي تلوي شدقها بما يشبه الابتسامة التي لا علاقة لها بالمرح ثم أجابته بهدوء على أمل إنهاء هذا الجدال السقيم يا سيدي متشكرة اوي علي انقاذك ليا من الم و ت اشبعتلك غرورك كدا..
قالت كلماتها الأخيرة بلهجة قوية وواثقة فتألقت عيناه ببريق طفيف من الإعجاب لكنه قال رد بازدراء تصدقي عندك موهبة تمثيل رهيبة وانا هعرف أوجهها صح .. ورغم ان عدي عليا كتير .. بس تصدقي دخلت عليا للحظة انك كنتي بتم و تي بجد .. لكن بعد اللي قولتيه قدام الصحافيين لقطت دغري انك حورتي القصة دي كلها عشان ليكي غرض تاني
تجعدت ملامحه بإحتقار في نهاية كلامه مم زاد من ڠضبها فهتفت بضيق بتخرف بتقول ايه!! لا فيها حوار ولا قصة .. وياريتك سيبتني ام و ت كان زماني مرتاحة وخلصت من عالم المنافقين دا
أنهت كلامها بنبرة يأس ليقابلها الأخر بتأفأف ممزوج بالإنزعاج في نبرة صوته دخلنا علي الدراما المؤثرة اللي هتخليني اسمعك وادمع من الشفقة عليكي ..
جحظت عيناه ڠضبا وهو يقترب منها بحركة مفاجئة
نهاية الفصل الرابع والعشرون
جوازة ابريل
نورهان محسن
الفصل الخامس والعشرون نهاية الجزء الأول اتفقنا علي الخلاف رواية جوازة ابريل
فى المنصورة
عند أحمد
داخل إحدى المقاهى
احمد كان شارد الذهن قبل أن يلتقط علبته من الطاولة ثم نهض من مقعده تزامنا مع مجيئ شاب أقصر منه بقليل من خلفه قائلا بصوت مرح ايه يا عمنا انت رايح فين مش هتكمل معانا السهرة
وضع أحمد العلبة داخل جيب بنطاله قائلا على مضض ماليش مزاج كملوا انتو يا هشام ..
رفع هشام حاجبيه غير راض فتابع أحمد موضحا معلش عايز انام بدري عارف ورايا سفر
سأل هشام بتوجس لسه مصمم علي اللي في راسك يا احمد!
أخبره أحمد
على الفور بحزم شديد ومفيش حاجة هترجعني عنه
تمتم هشام متنهدا طيب تعالي نطلع نتمشي لحد البيت و نتكلم شوية
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
عند ابريل
أضاف باسم غاضبا وهو يقترب منها بحركة مفاجئة مهسهسا بحدة ناظرا إلى عينيها الفيروزيتين اللتين كانتا تتألقان بالدموع من الألم لكنه لم يهتم لها بتاتا انتي بت منافقة وليكي وشيين .. شكل في هدف من ورا تصرفاتك دي معايا .. عايزة تفضحيني وتشوهي سمعتي بأي طريقة .. ومش بعيد كنتي قاصدة الموقف اللي عملتيه معايا من يومين ولما خطتك فشلت .. ف جاية انهاردة بتكرري نفس النمرة .. بس المرة دي قصاد بيتي .. مش هسيبك تفلتي مني الا لما اعرف مين اللي وراكي
خرج صوت ابريل متلعثما من الصدمة هلعب عليك عشان ايه ! هو انا اللي طلعت دبلة من جيبي واتقدمتلك .. انا قولت جملة واحدة قدام كام صحفي .. بس انت قولت قصايد شعر فيا قدام الناس كلها ..
أردفت تصيح بصوت متحشرج من شدة ڠضبها وانت واخد في نفسك قلم علي ايه ! ابعد عني بدل ما اصړخ واعملك ڤضيحة بحق وحقيقي
أجابها باسم بسخرية لاذعة وهو ينظر إليها بعينين تلمعان بالازدراء والشماتة اصړخي كدا ووريني لعلعة صوتك .. وريني ازاي هتقدري تكلمي وتنكري قدام اهلك اللي قولتيه بلسانك من شوية
قالها باسم وهو يهددها بنظرات متحدية ثم تراجع للخلف بعد أن ترك فكها يفلت من سجنه لترفع أناملها المرتعشة تلقائيا وبدأت تتحسس خديها پألم.
صمتت ابريل للحظة ملامحها عابسة من تهديده لها بينما أسنانها تضغط على فمها بقوة ثم دمدمت بنفاذ صبر علي فكرة انت اكيد مختل عقليا .. عايز توصل لإيه بالظبط
أجاب باسم مشددا علي كل حرف من كلماته بوعيد وهو يرفع إصبعه أمام وجهها بغطرسة تليق به غير مبال بالكراهية المنبعثة من فيروزتيها إتجاهه اتقلي لسه الجنان هيطلع علي جت تك ..
تابع حديثه منهالا عليها بتساؤلات عديدة دفعة واحدة فى فضول وحيرة شديدين كنتي ناوية تروحي علي فين من شباك الحمام وعايزة تهربي من اهلك عشان ايه ومين اللي عايزة تهربي وتروحيلو ومصممة اوي كدا فاكرة نفسك هتعرفي تخرجي من الكومبوند بالسهولة دي ! او هتقدري تهربي مني بعد ماورطتيني معاكي
قال باسم أخر سؤال بحاجب مرفوع ونبرة مغتاظة ثم صمت ينتظر إجاباتها لكنها لم تتفوه بكلمة لبضع ثوان وغزت الشكوك عقلها يحثها علي عدم الثقة به أما باسم قاطع تدفق أفكارها بزمجرة غاضبة ارتجف جسدها علي أثرها وتبعثرت أفكارها مرة أخرى انا هس حب منك الكلام ماتنطقي عملتي دا كله ليه..!!!
ظلت ابريل تطرف بعينها وهي تحدق به دون
 

تم نسخ الرابط