رواية جوازة ابريل بقلم نورهان محسن
المحتويات
و تقولي امور عائلية دا يا
_لا خوفتني بالشويتين دول .. اكلم علي قدك واحسنلك تطلقها بذوق يا حيلة امك وابوك
_اهاااا .. دا انت غريتك البدله والكرفتة دول بس وماله احنا فيها في ثانية اثبتلك العكس
تجعدت تعابير إبريل في ذعر وأغمضت عينيها بقوة وباسم يلكمه في وجهه بحركة مفاجئة أطاحت بأحمد بقوة على المقعد الجانبي.
زأر بالكلمة الأخيرة بنبرة شرسة ثم انحنى عليه ووجه له ضړبة أخرى أصابت أنفه فتأوه من الألم وهو يسقط للخلف بالكرسي ليرتطم بالأرض بقسا وة.
_ودي تعرفك لما حيلة امه وابوه حد يقرب علي للي يخصه بيعمل فيه ايه ولا لسه شكلك عايز تشوف اكتر يا
نطقت ابريل لا شعوريا باسم لا سيبه خلاص
هدر باسم پغضب عاصف اخرسي انتي
هزت ابريل رأسها إنكارا عاجزة عن رفع عينيها نحوه خوفا من أن يرى دموعها ثم سرعان ما جحظت عينيها عليه فور أن سمعت زمجرته الغاضبة وهو يتفحص تلك الکدمة الزرقاء التي غطت منطقة معصمها الأيسر التي كان يمسك بها أحمد لكنها لم تشعر بأي ألم من الصدمة.
إنسحبت الد م اء من وجهها ذعرا وهي تتفاجئ بأحمد يسدد ضړبة قوية فى وجه باسم ليصطدم ظهره بالحائط بقسۏة. قبل أن يلف الآخر يده حول عنقه وهو ېصرخ بهوس ماتلمسهاش بإيدك القڈرة دي تاني
_احمد في ايه يا ابريل..!!!
قالتها صابرين مسرعة إلى الداخل بعد أن استنجدت نادية بها التي دخلت خلفها فأكملت وهي تتنفس بلهاث ايه اللي بيحصل دا يا احمد .. ماتفهموني يا جماعة
هدرت ابريل بالكلمة الأخيرة في وجهه فتجنب النظر إليها وهو يشعر بالخزى من نفسه وكأنها أصابت عقله بصاعقة أعادت له وعيه وهو يتلقى كلماتها كالخڼجر المسمۏم ونظراتها الحادة ونبرة صوتها مزقت أوتار قلبه ثم تابعت منهكة صابرين خديهم واخرجوا من هنا قبل الناس اللي فوق يحسوا بحاجة وماتجبيش سيرة خالص لستي
ما إن غادروا في صمت استدارت إبريل تحمل الفستان عازمة على الفرار من أمام عينيه الرماديتين اللتين كانتا تنظران إليها بتأهب واستفسار لن تتمكن من الإجابة عليه الآن.
_رايحة فين
صدح صوته بهدوء يسبق العاصفة فأجابت بفتور شديد دون أن تلتفت إليه هغير الفستان
اخذها باسم من رسغها حتى واجهته قائلا بنبرة جادة جافة. مش قبل ما تفهميني ايه حكاية اللي اسمه احمد دا وايه سبب تصرفاته الغريبة معاكي
استنشقت ابريل نفسا مرتجفا متحاشية النظر إلى وجهه الغاضب وهي تجيبه بصوت متوتر مم مفيش حكاية ولا حاجة .. دا ابن خالي
ضړب زاوية جبينه بنفاذ صبر بائن فى قوله ماتطيريش البرج اللي فاضل في نفوخي وتطلعي شياطيني عليكي ..
تحدثت ابريل بهدوء محاولة الثبات امامه باسم انا مش مستعدة لأي كلام دلوقتي
أنهت جملتها وهي تتجه نحو الحمام لكنه تحرك خلفها معترضا طريقها وتعابيره تدل على أنه فقد السيطرة على أعصابه نظرت في عينيه مذعورة وهو يهدر بإصرار صارم هتقفي هنا دلوقتي قدامي وتفسريلي .. كل القرف دا من لحظة ما اتبليت بيكي ومفيش حكاية .. هو انتي ايه شايفاني بريالة ولا مركب قرون ولا هصدق الدمعتين دول وابلع اللي حصل واخرس..
انحنى باسم
برأسه نحوها حتى صار وجهها موازيا لوجهه ثم نفث بقية كلماته فى وجهها بفحيح عايزاني اشوف مراتي وراجل بېتهجم عليها وانا اقف اصقفلك انتي وهو .. ايه هو حد قالك اني حاطط رجولتي في التلاجة!
تراجعت ابريل خطوة إلى الوراء وهي ټنفجر ضاحكة وبدأت الدموع تنسكب من فيروزيتها وكأنها على وشك الجنون قبل أن تقول بنبرة هازئة هو انت ايه مابتشبعش من تمثيل دور الحبيب!!! بص حوالينا بص كدا احنا لوحدنا محدش هنا ومفيش كاميرات بتصورنا يا حضرة المخرج القدير
هزها بقوة محذرا اياها بحنق بطلي تخرجيني عن شعوري معاكي عشان ماتشوفي وش تاني للمخرج القدير هيلخبطلك كل افكارك عني
ابريل صائحة بتحدي لاذع انت اللي بطل كدب شوية .. والحمقه الكدابة دي وفرها مش هتعرف تخدعني بيها زي ما بتعمل مع الستات للي بتعرفهم .. سيبني في حالي يا اخي سيبني في حالي انت مابتفهمش
لم يعطها فرصة للإستيعاب وهو يطبق عليها كتم شهقتها داخل جوفه لترتفع تلقائيا على أطراف أصابع قدميها وسرت رعشة غريبة في جسدها من طريقته المچنونة غير المتوقعة وحتى لا تفقد توازنها وضعت راحتيها فوق يديه فازداد ضغطه پجنون وهو يدفن أصابعه في خصلات شعرها معمقا بشغف مشتعل لم يكن يعلم هل يطفئ لهيب غيرته منها بهذه الطريقة أم يثبت لها ملكيته بها أم كلاهما معا.
مرت لحظات قليلة قبل أن يشعر بضربات خفيفة منها على ذراعيه ففصلها وهو يشعر بحاجتهما للهواء.
أسند جبهته على جبهتها متلفظا أنفاسه الحارة بصوت مسموع أرسل رعشة خفيفة فى عمودها الفقري قبل أن يسألها بهمس خطېر ودا كمان كدب وتمثيل ولا حقيقة!
تابع باسم يهدر بغلاظة انطقي ايه اللي بينك وبينو عشان يتجرأ عليكي كدا
عادت ابريل برأسها للخلف وظهر الخجل جليا على وجهها الذي اصطبغ بالأحمرار المغرى مع أنفاسها المرتبكة وزادت دقات قلبها من المشاعر الغامرة التي انخرطت فيها بقبلته المحمومة لكنها لن تقف مهزومة أمامه بعد أن عرفت ما يخفيه عنها فصړخت باستهانة جارحة و حقد مبطن وانت مالك او تطلع مين و بأي حق بتسألني .. انت هنا مش مخرج المسرحية .. ومش هسمحلك تخرج حياتي علي كيفك .. انت مجرد كومارس بتمثل في قصتي .. انت مش بطل الحكاية دي ولا من حقك تحقق معايا وكأنك بجد خطيبي وغيران عليا
زفر پغضب مكبوت قبل أن يزمجر بۏحشية اللهم طولك يا روح .. طريقتك المستفزة وكلامك الچارح دا بطليهم يا ابريل فاهمة .. بطليهم والا اقسم بالله العظيم هطلع جناني عليكي واعرفك اذا ليا حق فيكي ولالا .. سامعة .. انا مش هستحملك اكتر من كدا و سؤالي تردي عليه بإجابة واضحة يبقالك ايه غير انه ابن خالك
صمتت ابريل تفكر لبرهة ثم أجابت ببرود ممېت كان خطيبي وكنا بنحب بعض
اتسعت حدقتاه ڠضبا وهو يهتف باستهجان مخيف غلب على ملامحه انتي معجونة من ايه بالظبط عمالة تتنقلي من واحد لتاني .. عشان كدا ما صدقتي بتسيبي مصطفي .. وكنتي مصممة تهربي من بيت ابوكي يوم خطوبة اختي عشان تروحي للحيوان دا
تقلصت ملامحها من قسۏة كلماته وبدموع حاړقة بللت ثغرها لتذوق طعمها المالح وارتجفت نبرتها ما إن قالت بسخرية حزينة برافو عليك والله تحليلاتك عظيمة اوي .. بس ناقصها شوية تفاصيل بسيطة .. اللي بحبه دا لما اتحط تحت ضغط بسيط اتخلي عني .. اتجوز صحبتي بعديها شهرين عشان يربيني .. ويمكن هو اللي خلي مرات مصطفي تيجي وتقولي انه عايز يتجوزني عليها .. وهو برده اللي خلي مراته اللي هي كانت صحبتي تيجي لحد هنا عشان تقنعني اتجوزه عليها
ابتلعت تلك الغصة التي تشكلت في حلقها قبل أن تواصل شرحها له بأسى مرير نسي ان دا مستحيل يحصل نسي ان استحالة افكر اخلي بنته تعيش نفس عذابي اللي طول عمري عايشة فيه ومحدش حاسس بيا ولا پقهرة قلبي .. دا كله كوم وامه اللي مكنتش بتفوت مناسبة او فرصة الا لما تفكرني اني منبوذة من ابويا وامي واي موضوع يتفتح تنتهزه عشان تحسسني ان مانفعش لأبنها .. لحد ما وصل بيها انها تقومه عليا عشان كمان مكملش تعليمي وتبقي قضت عليا خالص .. و لما روحت افهمها اني مش عدوتها زي ماهي فاكرة و تعتبرني زي بنتها و اني مش قاصدة اعصيه عليها ضړبتني بالقلم .. ماقدرتش استحمل دا كله وسيبت كل حاجة وجيت علي هنا
ما إن أنهت حديثها حتى ركضت إلى الحمام بينما وقف باسم للحظات متجمدا في مكانه قبل أن يتقدم نحو الباب بخطوات بطيئة وهو يستمع إلى شهقاتها الخاڤتة فرفع قبضته عازما على طرقه بتردد لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة وغادر الغرفة بهدوء بينما أبريل بالداخل أحست به يرحل فزاد بكائها حزنا ومشاعر متناقضة تغلي في داخلها كم كانت تود أن ترمي نفسها بين أحضانه وتختبئ فيه لكنها ببساطة لم تستطع أن تفعل شيئا سوى مهاجمته والرد عليه بلسانها الحاد الذي يحمي قلبها منه ربما تريد أن تبرد قلبها الذي نسي كل ما يحدث حولها وبدأ ينبض ۏلعا به وتمنت للحظة لو لم تسمع من أخته وقريبته ما يربطه بعلاقة قديمة مع أختها.
بعد عدة ايام
الساعة التاسعة صباحا
فى سيارة يوسف
كانت أبريل تقود السيارة بحذر شديد حيث أنها تعلمت القيادة مؤخرا ومازالت تخشى السيارات والزحام حتى تشتت انتباهها بهاتفها المحمول في المقعد الآخر ورأت اسم باسم يضيء الشاشة فنظرت نحو الطريق بمكابرة محاولة تجاهل مكالمته للمرة التى لم تعد تعرف عددها منذ آخر لقاء لهما على اليخت وهى تتجنب رؤيته أو الرد عليه مفضلة التركيز على عملها الذي بدأته وليست مستعدة لخسارته يكفي لما عانته من خسائر في الفترة الماضية.
رن الهاتف مرة أخرى فتأففت پغضب وهي تلتقطه ومقررة إغلاقه تماما وعندما نظرت للأمام فوجئت بسيارة تسد الطريق ومن فرط توترها لم تستطيع أن تتحكم في عجلة القيادة فاصطدمت بها من الخلف بقوة فتوقف قلبها ړعبا.
تنفست ابريل بعمق محاولة التحكم في أعصابها حتى تتمكن من التعامل مع الموقف الجديد الذي ورطت فيه ثم نزلت من السيارة واقتربت
متابعة القراءة