رواية جوازة ابريل بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


وهى تتحدث بوداعة خبيثة قاصدة استفزازه ميرسي يا مصطفي .. وياريت تستني علي الاقل لحد موضوعها مع باسم ما يعدي والحكايه تتقفل ..
يمكن وقتها تغير رايها وهي اللي بتبقى عايزة ترجع لك
رفع مصطفي حاجبيه بنظرة استنكار قبل أن يرد بقسۏة نابعة من عينيه مع نبرة صوته الممزوجة بالغطرسة على اساس اني تحت امرها .. وقت ما تكون هي عايزه .. وقت ما هي تقرر ماتعقلي كلامك يا ريهام

ابتسمت ريهام بنعومة تشبه خبث الثعابين وقالت برجاء كاذب معلش عشان خاطري يا مصطفي اعتبرها اخر فرصة ليها
منح مصطفي ذاته ثلاث ثوان فى التفكير قبل أن يومئ لها على مضض بينما غافلا عن وجود طرف ثالث كان يقف على بعد مسافة بسيطة منهم يستمع إلى هذا الحديث الذي دار بينهما.
بقلم نورهان محسن
بعد عدة دقائق
عند ابريل
غادرت ابريل المطبخ وفي يديها قطعة من الثلج ملفوفة في كيس بلاستيكي.
تطلعت حولها بحذر لا تريد أن يراها أحد ثم اتجهت بهدوء نحو الممر المؤدي إلى غرفتها.
إبتلعت لعابها بتوتر يجتاح جسدها وهي تشعر بضغط ظهرها على عضلات بطنه القوية من الخلف ليخبرها بتحذير خاڤت هشيل ايدي ماتطلعيش صوت
أومأت ابريل برأسها بالموافقة عدة مرات متتالية فأزاح كفه من فوق شفتيها المتباعدتين قليلا من الدهشة.
مرت عدة لحظات عبرت خلالها تقى الممر المؤدي إلى المطبخ دون أن تلاحظ أي شيء غريب بينما تنفست أبريل الصعداء وقبل أن توشك على التحدث شعرت بقبضة يده على معصمها يجذبها بلطف خلفه ليدلف بها غرفتها سريعا ثم تفاجأت بجسدها محصورا بين جسده الصلب الذي أمامها والباب خلفها.
اندفعت حرارة الخجل إلى وجنتيها وهى محدقة فيه بحرج وعدم فهم ولم تستفيق من أفكارها إلا على صوت إغلاقه للباب بالمفتاح.
استجمعت ابريل رباطة جأشها بصعوبة لتتمكن من دفعه بخفة فى صدره بقبضتيها فيما تارك باسم جسده يتراجع بمجرد أن أدرك خطۏرة قربه منها لتهمس بصوت يشوبه الخۏف والتعجب انت رعبتني .. ايه اللي خرجك
أجابها بأنفاس لاهثه وهو لايزال علي نفس وضعه قلقت لما اتأخرتي..
تجاهلت بإستصعاب خفقات قلبها العڼيف داخل صدرها الذي كان لا يزال يرتفع وينخفض من أثر المفاجأة فاستنكرت بخفوت هو انا لحقت .. كنت هتودينا في مصېبة...
هذا ما قالته بنبرة قلقة وهي تلوذ بالفرار من براثن ذراعيه پخوف استشعره باسم وهو يرآها تقف في منتصف الغرفة تعدل حافة بيجامتها حتى جاء إليها صوته المتسائل بعدم رضا ليه نظرة الخۏف اللي كانت في عينك دي مني وانا ماسكك برا .. انا مش هاكلك!
إرتفع حاجبيها بإستعجاب قبل أن تغمغم پغضب مستنكر وهي لازالت توليه ظهرها بجد بتسأل!!
عقدت ابريل يديها على صدرها وهي تتجه نحوه لتستأنف حديثها بسخرية لاذعة لحقت تنسي بالسرعة دي تحرشك بيا واللي عملته فيا ولا انت متعود علي كدا فمابقتش مركز!
تركزت عيناه على خاصتها وخرجت منه تنهيدة حاړقة مع اعترافه الهامس بصوته الرجولى الحاد عارف اني زفت وصايع .. بس عمري ما كنت حيوان عشان افرض نفسي علي بنت فهمتي .. اللي حصل مني في حقك غلطة وندمان عليها وبحاول اكفر عن ذنبي معاكي .. بس مش هسمحلك تفضلي تهنيني بالشكل الچارح دا تاني
أنهى باسم جملته موليا ظهره لها بينما إعتراها الندم على تسرعها بعد أن لاحظت نبرة الألم في صوته.
فغرت فمها عازمة على الكلام لكن شعرت بالحروف منحصرة داخل جوفها فأغلقته وقد أصابها الإحباط بعض الشيء قبل أن تسير بهدوء نحو الأريكة لتلتقط شيئا منها ثم عادت إليه ومدت يدها نحوه لينظر بعينين ضيقتين إلى قطعة الشوكولاتة بين أصابعها وابتسم رغما عنه متسائلا بذهول بترشيني!
أطرقت أبريل رأسها وهي تبتسم في حرج لا تقوپ على رفع عينيها إليه ثم غمغمت له بمرح خجول لا بضيفك عشان اول مرة تشرفني هنا
ارتفعت زاوية شفتيه بإبتسامة جانبية علي طريقة مراوغتها اللطيفة فى الإعتذار مقبولة منك مع انك بتعزمي عليا من شوكولاتي
رفرفت رموشها بارتياح وهي ترى الابتسامة الخفيفة التي زينت ملامحه الحادة بالوسامة المهلكة وهو يلتهم قطعة الشوكولاتة في فمه بتلذذ لتجلى حلقها بخفة رافعة يدها أمام عينيه بكيس الثلج لتذكره بما يجب عليهم فعله.
بعد قليل
باسم يجلس على الأريكة قاطبا حاجبيه پألم وهي فى مواجهته على الطاولة الخشبية ممسكة بيدها مكعب ثلج على جبهته.
_عارف أن دا جه متأخر بس انا متشكر علي انقاذك ليا مرتين .. مرة لما كنت بطلع في الروح و المرة التانية لما انقذتيني من الموقف البايخ كنت هتحط فيه
خرجت تنهيده حارقه من أعماقه واستكمل بصدق وأي كلمة اسف هتخرج مني مش هتكون كفاية علي اللي عملته معاكي .. بس معرفش اذا هتصدقي ولالا .. لكن والله العظيم معرفش ازاي عملت كدا معاكي دي .. اول مرة اقرب من بنت بدون رغبة منها .. ومستحقر نفسي ومش طايقها عشان مكنش من حقي اعمل كدا معاكي .. كنت زي اعمي لالا كنت اعمي حقيقي .. ومتخيلتش ان دا كله هيجرالك بسببي .. شيطاني صورلي أن دي كانت لعبة بتلعبيها عليا ..
_يمكن لانه صادف في ايام قليلة اننا اتجمعنا اكتر من مرة .. عارف دا مش عذر ليا .. وبجد دلوقتي ندمان وحقك لو شوفتيني واحد منحط .. انا اسف علي اي كلمة خرجت مني جرحتك ساعتها
انتفض قلبها بين ضلوعها بلين فور أن أحست أن هذا الاعتذار نابع من صميم قلبه بالإضافة إلى ظهور ندمه جليا على محياه على الخطأ الذي ارتكبه في حقها والألم الذي سببه لها ووجدت نفسها تقول بلهجة مترددة كانت في حاجة حصلت عاوزة احكيلك عليها!!!
نهاية الفصل الواحد والعشرون
الفصل الثاني والعشرون استغلينا بعض رواية_جوازة_ابريل
لمس بلطف جزءا من قلبي بينما كان كل شيء من حولي قاسېا ومؤذيا.
فتحت أبريل عينيها بعد أن استيقظت من نومها العميق في صباح اليوم التالي على صوت رنين هاتفها.
نظرت إلى الساعة من خلال جفنيها المغمضين علي الفور جحظت عيناها خوفا من تأخرها في النوم حتى العاشرة صباحا.
أخذت نفسا طويلا قبل أن تضغط على زر الرد ليأتيها صوت رجولى جذاب يقول صباح الجمال
عقدت ابريل حاجبيها اندهاشا وردت بنبرة ناعسة صباح النور .. مين معايا
أتاها صوته ببحة جذابة ممزوجة بالمكر بقي في واحدة تنسي صوت خطيبها حبيبها يا بندقة .. هتزعليني منك وانا زعلي صعب اوي ..
استقامت بظهرها علي السرير بمجرد أن أدركت هويته لتسمعه يتابع بنبرة أكثر خبثا مجرباه انتي .. ولا دي كمان نسيتيها
جفلت خفقات قلبها خجلا فور سماعها كلماته الوقحة ثم دمدمت سخطا من بين أسنانها اظاهر ان مفيش حل في قلة ادبك دي .. ثم انت جبت رقمي منين!!
ختمت ابريل حديثها بذلك السؤال بحيرة ليجيب عليها بشفافية لما سيبتيني عندك لوحدي في اوضتك وروحتي تجبيلي التلج
استولت الدهشه علي نطقها بسؤال مضحك يعني نشلت الرقم!
استمعت أبريل إلى ضحكاته الرجولية قبل أن يرد عليها بهمس ساحر أربك نبضها اعمل ايه في اللي مغلباني ومكنتيش راضية اخد رقم تليفونها .. مالقتش غير اني اعتمدت علي نفسي عشان اوصل لأرق بندقة شافتها عينيا
انتفضت ابريل من الفراش واقفة بتوتر وصاحت بنفاذ صبر ممكن تجيب من الاخر وتقولي متصل من النجمة عشان ايه
_وحشتيني .. ربع ساعة وهعدي عليكي تكوني جاهزة عشان رايحين مشوار
أنهى باسم كلامه بنبرة آمره وجاءه صوتها مستنكرا ببحتها الناعمة دا ايه العشم اللي بتكلم بيه دا وانا اجي معاك مشاوير بأمارة ايه!
رد عليها ساخرا بأمارة اني خطيبك يا قرة عيني .. و مش كل مرة هتقومي من النوم مشدودة فيشة مخك كدا
قهقهت أبريل بشكل مصطنع وهي تلعب بأطراف ضفيرتها الأشعث وتضع يدها على خصرها قبل أن تخبره بترفع لذيذ اوي .. سوري مضطرة احرجك وارفض .. عندي انترفيو مهم خلي مشوارك دا يوم تاني
حاډثها باسم بصيغة مماثلة ماينفعش مشغول الكام يوم دول وبالعافية فضيت نفسي عشان نعمل المشوار دا
استفهمت
ابريل بفضول ويطلع ايه مشوار المستعجل دا
باسم بإيجاز لما اشوفك هقولك
ابريل بحدة والانترفيو
باسم بتفكير هو ضروري يعني
هتفت ابريل بإصرار طبعا ومهم جدا كمان .. دا مستقبلي مش كفاية السفرية اللي فوتها عليا
صمت باسم عدة ثوان مفكرا ثم قال بهدوء خلاص جهزي نفسك وهعدي عليكي اوديكي الانترفيو .. وبعد الضهر نشوف مشوارنا يا روح قلبي
هزت رأسها نافيا وكأنه يرآها قبل أن تهتف باعتراض متكهم لا ماتعديش .. مش عيلة هتوديني المدرسة
باسم بنبرة متسلطة لو بعد 15 دقيقة ماكنتيش قدام باب البيت واقفة ومستنياني الدقيقة ال هكون جوا اوضتك
_ما...
نظرت إلى الهاتف بعينين جاحظتين بعدم تصديق حالما انقطعت المكالمة فجأة وتمتمت بترنيمة غاضبة دا قفل في وشي بجد ماشوفتش حد قليل الذوق وبجح زي البني ادم دا .. يالهوي لا يعملها المچنون دا!!!
هكذا أنهت حديثها مع نفسها بتوتر وهي تتجه نحو خزانتها وفي داخلها علامات استفهام كثيرة حول هذا الباسم الذي يبدو أحيانا دافئا وحنونا عند الحديث معها وأحيانا أخرى يتحول إلى شخص جريء ومستفز ومتسلط بينما بدأ عقلها في إستعادة ما حدث بينهما الليلة الماضية.
flash back
جلسا كلاهما على العشب الأخضر في الحديقة الأمامية عند باب شرفة غرفتها بناء على طلب أبريل التي شعرت بالهواء من حولهما ينسحب بسبب حرجها من انفراده بها فى غرفتها.
_وماهربتيش ليه لما جبتلك الفرصة دي .. ايه غيرلك رأيك في يومين بس!
باغتها بهذا السؤال المباشر حالما انتهت من سرد ما حدث في مقابلتها مع مراد فيما صبغ الارتباك ملامحها وإستملك بالقوة على نغمة صوتها عندما قالت يعني خطړ في بالي انه يكون فخ من مصطفي .. عشان كدا انكرت خالص اي حاجة تربطني بيه .. وفهمت اللي اسمه مراد دا ان اللي اتكتب فعلا اشاعة انا...
تمركزت نظراته الثاقبة داخل فيروزيتها محاورا اياها بثقة حتي لو فخ .. انتي متأكدة انه كان هيسفرك .. وكان هيقدملك فرصة الشغل اللي بتحلمي بيها .. كان هيعمل اي حاجة يخليكي بيها تبعدي عني وتقربي منه تاني
برمت ابريل شفتيها وهي تفكر في صدق كلامه ثم تمتمت بهدوء مخالفا لاضطراب عقلها اقرب من واحد عايزني نزوة في حياته .. وكل الاحتمالات اللي قولتها انا فكرت فعلا فيها .. بس هو كان هيعمل كدا لوقت معين ولما يوصل لغرضه هيسيبني يعني في كل الاحوال هيرجع
ېغدر بيا
تابعت بصوت يملاءه العزم وانا مش هرضاها علي نفسي مهما كان التمن اللي هيقدمه ليا
مرت ثواني وهو يفكر في شيء ما قبل أن يمد يده إلى جيب بنطاله الخلفي ليخرج دفترا ثم أخذ يديها ووضعه بينهما
 

تم نسخ الرابط