رواية جوازة ابريل بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


احنا فيه وضع طبيعي وبكرا هتخدي عليه صدقيني مش هتحسي بوجودها ..
استندت على الطاولة خلفها بعد أن شعرت أن قدمها قد ټخونها وتسقط على الأرض قبل أن تتحدث معترضة احنا ماتفقناش علي كدا...
بتر باقى جملتها بلهجة حاسمة وهو يقف أمامها مباشرة ابريل انتي قبلتي تتجوزيني .. خلاص ارضي واتبسطي بأيامنا مع بعض .. بلاش تخربي حياتنا بالتفكير الكتير .. لانك مش هتعرفي تغيري الواقع .. والمصير دا اهون كتير من اني كنت اسيبك يوم فرحك واسيبلك ڤضيحة ليكي انتي واهلك تلازمكم طول العمر بعد اللي عملتيه معايا واھانتك لرجولتي قدام الناس كلها ..

دفعته بعيدا عنها وهي تشعر بإشمئزاز وهناك شيء يؤلم روحها بقوة تجاوزت حدود صبرها وثباتها بينما ارتجف صوتها صاړخة بتشنج استهدف باقي جسدها ابعد عني .. هو انت ازاي طلعت بالحقارة دي
ظهرت علامات الاستياء على وجهه وهو يقطب بين حاجبيه ليقول بصرامة طب وليه الغلط دا بقا .. بلاش شغل جنان..
ابريل بتحفز المغادرة الجنان بجد لو فضلت هنا لحظة كمان خليني امشي
بقلم نورهان محسن
علي متن يخت فى نهر النيل
_بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير
بقلب يتخبط يمينا ويسارا من التوتر الشديد داخل ضلوعها عادت إلى ارض الواقع من تفاصيل ذلك الحلم الملعۏن الذي طاردها قبل أيام على صوت المأذون الذي أعلن انتهاء مراسم زواجها من باسم الشندويلي الذي نهض من مقعده ليتجه نحوها بمظهره الرجولي الأنيق وشفتيه المزينتين بابتسامة رائعة.
قبل ظهر يدها برفق قبل أن يثبت عينيه داخل فيروزيتها المتلألئة سارحا في جمالها الملائكي الهادئ بفستان بيج بتصميم محتشم يناسب قوامها جدا حيث جاء بأكمام طويلة تصل إلى الأرض وخصر ضيقا بحزام رفيع وأنيق وجاءت تنورة الفستان بقصة انسيابية وجمع الفستان بين قماش التول والدانتيل المطرز بالورود البيضاء والفضية التي ظهرت في الفستان بأكمله.
التقت أعينهما في صمت بينما أرسلت نظراته إليها اهتزازات جعلت قلبها ينبض بقوة حتى استطاعت أن تقطع اتصالهما البصري بأصوات الزغاريد المتصاعدة من حولهما.
لم تمر ثانية حتى اقترب الضيوف منهم ليقدموا لهم تهنئتهم الحارة فاستقبلتهم بابتسامة مجاملة تخللتها نظرات باهتة إلى حد ما لم يلاحظها سوى نادية التي التقت عيناها بها وهي تهنئها بابتسامة غامضة تخفي الكثير من الامتنان لها لكن لا أحد سواهما
يستطيع فك طلاسمها.
بالإضافة إلى حضور العديد من الشخصيات لكن الذين كانا يترصد لها باهتمام هم نظرات أحمد ومصطفى وفي داخلهما مشاعر متضاربة تغلي بين المعاتبة والاستياء.
flash back
قبل عقد القران بساعتين
_الف مبروك يا عروسة
التفتت إبريل لتنظر إليه رافعة أحد حاجبيها بتعجب فاستكمل حديثه بلهجة هازئة ايه متفاجئة انك شيفاني .. ايه كنتي فاكرة اننا مش هنتقابل انهاردة
أشاحت وجهها بعيدا عنه بعدم إهتمام تجلى بكلماتها لا عادي مابقتش اتفاجئ من حاجة .. مستغربة بس ان بعد دا كله قبلت الدعوة وجيت
_لولا اني بفهم في الاصول .. كان هيبقا ليا رد فعل مختلف .. وكنت وريتك من العڈاب اشكال والوان عشان اكسر عينك يوم ماتجرأتي وتحدتيني
أكمل مصطفى جملته باستياء خطېر فرفعت ذقنها متحدية إياه وفر تهديداتك دي عشان مش هتقدر تخوفني بيها .. ماتهددش انسان معندوش حاجة يخسرها .. لكن انت عندك كتير تخسره و اولها بريستيجك ومكانتك الاجتماعية وسط الناس
ضحك مصطفي بجمود تشابه مع نبرته حالما قال ساخرا مش قادر انكر اعجابي بثقتك في نفسك وشجاعتك دي .. بس خسارة جت عليكي بالسلب وخلتك تخسري فرص شغل كتير كانت كويسة وكملتي في عنادك معايا
إتسعت عيناها بتعجب مزيف ثم استفهمت بسخرية مستفزة معقولة ماوصلكش الخبر .. كنت فاكرة ان دبة النملة بتوصلك عني .. بس شكلي كنت غلطانة .. بدليل انك ماتعرفش اني اتعينت في شركة محترمة وكبيرة من كام يوم ..
شعرت بالنصر يتراقص بداخلها فور أن رأت إمارات الدهشة ترتسم على وجهه قائلة بحسم ولتاني مرة هقولهالك انا لا كنت و لا هكون محتجالك او ضاغط عليا في
اي حاجة .. ونصيحة مني روح اتعالج من مرض التمسك بالاشياء اللي بترفضك لان دا اسمه نقص في الشخصية عن اذنك
بقلم نورهان محسن
بعد مرور فترة وجيزة
_ابريل عايزاكي في كلمتين ضروري...
ابريل بإستفهام هادئ وايه اللي بينا ضروري ممكن يتقال يا نادية!!
نادية بنبرة يغلب عليها الإضطراب خلينا نبعد عن الدوشة هنا الاول
ابريل بإستسلام طيب
فى كابينة ابريل داخل اليخت
_اقعدي يا نادية .. عايزة تقولي ايه سمعاكي...!!
جلست نادية مقابلها تطالعها بنظرات غريبة قبل أن تبدأ حديثا غير مترابط طول عمرك رزينة وبتتكلمي من فوق يا ابريل .. ومحدش يقدر يغلطك في حرف بتنطقيه .. وهيغلطوكي ازاي وانتي لابسة وش الملايكة دا طول الوقت
نظرت ابريل إليها بعدم فهم قبل أن تهتف بلهجة حاسمة عايزة ايه يا نادية من غير كتر لف ودوران..
صاحت نادية بنبرة منفعلة ما كفاياكي تمثيل بقا يا شيخة ايه مابتزهقيش منه ..
أشارت نادية إلى نفسها وارتفع صوتها بإحتدام وهي تستأنف حديثها انا عملت كل حاجة عشان يشوفني ويحس بيا وكل مرة بتطلع سيرتك قدامه بيتقلب عليا ويجري عليكي .. ماكفاكيش السنين اللي فاتت وانتي بتتمنعي عليه وهو
مش قادر يشيلك من دماغه .. قومتي عزمتينا انا وهو عشان تحرقيه وهو شايفك بين ايدين غيرو
استفسرت ابريل بإستنكار هو انتي بجد للي جاية تعاتبيني وتلومي فيا .. مين فينا يلوم التاني! انتي اللي من زمان حطيتي عينك علي اللي مع غيرك وانتي عارفة انه مش شايفك .. وبعد ما بقيتي مراته برده مش شايفك ايه ذنبي في اختيارك انتي
ردت نادية پقهر و إتهام انتي السبب يا ابريل .. عشان طول ما انتي موجودة في حياته مستحيل هيعرف ينساكي وهيفضل متعلق بيكي .. وصلت بيه انه يطلب من مراته تخطبلو حبيبته ولو رفضتي يبقالك ضرة عادي يطلقني عشان يرضيني
جحظت عينا إبريل صدمة حقيقية من كلماتها فتخلت عن ثباتها الواهى هادرة بحدة انتي اللي بني ادمة ضعيفة و سلبية يا نادية .. جاية بترمي اللوم عليا انا لانك جبانة ومش قادرة تواجهي نفسك .. ولا قادرة تواجهي السبب الرئيسي في وجعك
هدرت ابريل مردفة بإزدراء منفعل ازاي هانت عليكي نفسك اوي كدا!! ازاي قللتي من نفسك كدا .. انتي اتنازلتي عن كل حاجة عشانه و لسه بعد كل وجعك منه .. مش قادرة تعترفي قدام نفسك انه هو اللي غلطان في حقك وجاية تقوليلي ان السبب مني انا
_ايوه منك ..
_لا ماتلوميش غير نفسك انتي اللي بصيتي للي عند صحبتك وروحتي اتجوزتيه و قلبه مع غيرك وانتي عارفة انه مابيحبكيش
_كنت عارفة انه مابيحبنيش وقابلة .. كنت مستحملة بعده عني و سفره شهور ماشوفوش .. بس كنت مصبرة نفسي بعشم كداب ان مافيش امل ترجعو لبعض .. وبقول لنفسي مصيره هيجي اليوم اللي يحبني فيه و ينسي ابريل .. بس محصلش كل مادي عيشتي معاه بتتحول لمرار وعذاب بقيت بسمعه وهو في حضڼي بيناديني اسمك انتي واتأكد اكتر انه عمري ما شافني..
شهقت نادية تردف بضحكة مقهورة من بين دموعها ماتنكريش يا ابريل انتى بترضي غرورك وبتنقمي منه وانتي شايفاه بيجري وراكي زي العيل الصغير ومتمسك بيكي .. اياكي تكدبي يا صحبتي وتقولي انك مش عايزاه لو الدنيا صدقتك
انا مش هصدق
مسحت إبريل عبراتها عن خديها المبللة بأصابعها وأخذت نفسا عميقا لتتحكم في انفعالاتها قبل أن تنظر إليها ثم أجابتها بقلب لا يقل قهرا عن الجالسة أمامها ايوه يا نادية
قلبي مانسيهوش .. بس ملعۏن ابو الحب علي ابو قلبي اللي يذلني عشان راجل قدر يبص لغيري ويفكر في واحدة غيري ويتجوز وېلمس واحدة تانية عشان يعاقبني اني قولتله مش هتنازل عن ان يكون ليا قيمة
شعرت نادية ما إن أنهت إبريل حديثها وكأن سکينا بارد طعن في قلبها فرفعت عينيها إليه ورغم القسۏة الصادرة من كلماتها إلا أن نظراتها إليها كانت مليئة بالتعاطف والشفقة فتحدثت نادية
بارتعاش ممزوج بالحزن اعمل ايه يا ابريل اعمل ايه انا وسط الڼار بيتي هيتخرب وحاسة اني مذلولة ومتهانة انا عمري ما هسامحك يا ابريل انتي ماخسرتيش واحد علي عشرة من اللي خسرته
بقلم نورهان محسن
بعد حوالى ساعة
_ فهمني ايه اللي بيحصل ومأذون ايه وكتب كتاب مين اللي مامتك بتكلم عنه دا!
تدفقت أسئلة إبريل في رأس باسم كالسيل الجارف فاستقبلها بثبات متظاهرا بعدم معرفته بالأمر انا اتفاجئت بيها بتقولي ان المأذون موجود معانا علي اليخت وعايزينا نكتب كتابنا مع حفلة الخطوبة بعد ما اخدو موافقة باباكي .. والفرح نقرر معاده براحتنا ماكنش قدامي غير اني اسايرها والا هتشك فينا
كانت تستمع إلى حديثه دون إستيعاب قبل أن تتسع عيناها ثم هتفت استنكارا يعني ايه تسايرها من غير من غير موافقتي .. تصرفك دا مالوش غير معني واحد انك بتحطني قدام الواقع عشان مضطرة اوافق
رسم باسم الضيق على ملامحه بمهارة يخفي وراءه الكثير من المكر الذي لم تلاحظه في صوته حين قال بنبرة تقريع هجومك عليا بتحسسيني بيه اني مخطط للي بيحصل .. لا يا ابريل .. مش مضطرة توافقي .. وبطلي تبصي للامور علي انك لوحدك اللي واقفة في وش المدفع .. وانا مكنتش عايز اربط نفسي بواحدة مابتفكرش غير في نفسها .. بس لو جزائي انا واهلي تصغرينا اعملي كدا
_وقبل ما تفهمي كلامي علي مزاجك .. انا مش عايزك تتقبلي دا من غير ماتفكري وتاخدي قرارك بنفسك
أسبلت رموشها دون أن تجيبه بكلمة وكانت خلايا دماغها تعمل بأقصى سرعة.
مرت عدة لحظات في صمت قبل أن تسمعه يقول بتخابث خفي خلاص هنخترع ليهم اي حجة ونعدي اليوم
أفرجت عن جفونها رافعة بصرها نحوه لترد بثقة لا .. انا .. موافقة
back
نهاية الفصل الرابع والعشرون
رواية_جوازة_ابريل
نورهان_محسن
الفصل الخامس والعشرون انا جوزك رواية جوازة ابريل
نورهان محسن
تصحبك لعناتى عليك 
يامن يحن الفؤاد إليك
إلى شواطئ عينيك 
إلى روابي مقلتيك 
بعمق حنيني الذي يعتريني
بحجم إشتياقي الذي صار من الوجد نخلا
يهديك قلبي ألف لعڼة ولعڼة
مر الوقت سريعا بعد عقد الزواج وكان تنظيم الاحتفال غاية في الأناقة والروعة من بداية ڼصب تعريشة عاړية في المقدمة باستخدام اللونين الأبيض والأخضر وعلى متن السفينة الفاخرة بتصميم خارجي رائع مزين بكل جانب منه بألوان جريئة تتناسب مع أجواء الصيف بشكل متناغم وغير مبالغ فيه والتصميم الداخلي عالي التقنية وجميل والطابق العلوي المفتوح يسمح للحاضرين بالاستمتاع بالهواء النقي ومشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة مع ترتيب برامج رائعة للرقص بإشراف طاقم مميز والطابق السفلي يحتوي على المطبخ والكبائن وطاولات الحاضرين مزينة بأزهار عباد الشمس والياسمين مع المأكولات
 

تم نسخ الرابط