رواية جوازة ابريل بقلم نورهان محسن
ريهام لعدة ثواني بحثا عن إجابة ترد به عليه وهى توبخ ابريل سرا في عقلها قبل أن تنظر إليه وقالت بنبرة دبلوماسية شوف يا مصطفي انا هكون طرف محايد زي ماهي غلطت .. انت كمان غلطت .. ابريل بنت حساسة جدا و كرامتها فوق كل حاجة وانت عارف دا كويس
رمقها بنظره ممتعضة هاتفا بنبرة محتدة حساسة ايه و زفت ايه بقولك في حضڼ غيري!
زوى مصطفي حاجبيه بحنق تطابق مع تلفظه انا كنت عارف انه واحد حقېر ومستغل بس ماتصورتش يبقي منحط لدرجة دي ..
سأل مصطفى مستفسرا في نهاية عبارته عبست ملامحها الفاتنة بحزن مصطنع ينضح بصوتها الناعم المملوء بالمكر الخفى ماكنتش عايزة اعمل مشكلة بينا وبين عيلته هما اصدقاء لعيلتنا من زمان جدا وكمان بعد اللي حصل هي ثقتها فينا انعدمت مكنتش هتصدقني
هتف مصطفي محتجا كل اللي قولتيه ماينفيش انها غلطانة في حقي اكتر ماغلطت في حقها بكتير اختك واتحديتني بكل بجاحة وانا لأخر وقت كنت كويس معاها واستحالة انسالها اللي عملته
نفخ مصطفي بإستياء قبل ان يرد من بين شفتيه المضغوطتين انا هعرف بطريقتي اخليه يبعد عنها غصبن عنه
تجعدت ملامحها على الفور من كلامه الټهديدي من المؤكد أنها لم تكن تريده أن يؤذي باسم فغمضت عينيها واستفسرت بصوت يملؤه القلق يعني ايه .. انت ناوي علي ايه يا مصطفي
تجنبت نظراته الثاقبة لها حينما نظرت إلى ساعة هاتفها بتوتر ثم خاطبته بنبرة لينة طيب ممكن تيجي معايا علي البيت و نكمل كلامنا هناك بليز يا مصطفي ماما اعصابها تعبانة جدا من بعد اللي حصل وانا قلقانة يجرالها حاجة
اماء مصطفي اليها بالموافقه على مضض
بعد مرور ساعة
بداخل غرفة مني
_استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم .. يارب سامحني واغفرلي ذنبي .. انا عارفة اني غلطانة وارتكبت اثم في حق نفسي لما حاولت اڼتحر .. كانت النتيجة اني خسړت هديتك ليا .. انا استاهل عقابك بس سامحني واهديني للطريق الصحيح يارب .. اشفيني منه وخرج حبه الملعۏن من قلبي يارب .. دي غلطتي انا اللي حبيته بالشكل دا انا للي اذيت نفسي وانا مش حاسة يارب سامحني وعوضني خير من عندك يا كريم
جلست مني على المقعد وهي تضع يدها لا إراديا تتحسس بطنها بابتسامة مريرة هى ليست غافلة عن حقيقة كونها السبب فيما آلت إليه حياتها فهي التي تخلت عن أشياء كثيرة لإرضاء زوجها قلبها هو الذي لف حبلا خانقا حول رقبتها حتى زهدت روحها بإبتسامة عريضة علي وجهها
ابتلعت تلك المرارة التي استقرت في جوفها والذكريات تتضارب في ذهنها لتغرقها في أعماق بحره العميق.
flash back
كانت منى تجلس مع عز على الأريكة في غرفة المعيشة داخل منزلهما بينما كانت تتصفح أحد مقاطع الفيديو على هاتفها أثناء مشاهدة عز لأحد البرامج على التلفاز.
جذبت مني انتباه بصوتها المتحمس مشوب بالحنين شايف يا عز البنوتة السكرة دي جميلة اوي اوي ماشاء الله .. شايف شايف ضحكتها العسل والله دي الواحد مايشبعش منها ابدا طول الوقت
_زي ما انا مش بشبع منك ابدا كدا!
همس عز لها بتلك الكلمات بصوت أجش مثير بجانب أذنها بينما يميل نحوها وعض وجنتها برفق فأبعدت رأسها عنه وهي تتذمر برقة يوووه من حركاتك دي يا عز .. الفيديو هنا شوف
أدارت مني وجهه نحو الشاشة بيدها فاخذ منها الهاتف وقال بنبرة غاضبة اشوف ايه بس!! دول شوية ناس مستعبطة اصلا .. مش فاهم ليه بيستعرضو عيالهم بالمنظر دا .. كل دا عشان كام الف لايك و كومنت في الاخر .. انا لما يبقي عندي بنوتة قمر كدا من خۏفي عليعا هخبيها عن عيون الناس محدش عارف النفوس شايلة جواها ايه لبعض
ابتسمت مني بحبور وتسارعت نبضات قلبها شوقا سألت بنبرة ثقيلة يعني انت نفسك في بنت
غمز لها عز وهو يحدق بها بنظرة وقحة شعرت بأنها عاړية أمامه وهو يقول بخفوت عابث جدا انا بمۏت في البنات هو في احلي منهم
احترم نفسك انا بكلم بجد دلوقتي..
لانت ملامحها وأخفضت بصرها مع ارتباك شعر به في صوتها فور أن قالت يعني انت موافق اننا نجيب بيبي يا عز وننهي موضوع تأجيل الخلفة اللي اتفقنا عليه في اول جوازنا!!!
شعرت بقبلته الناعمة على جبينها وهو يحرك خصلات شعرها خلف ظهرها ليسألها هامسا انتي مستعدة لكدا!
حدقت مني فيه بسرعة مبتهجة أسايرها وعيناها تتلألأ بوميض متلهف ردت مندفعة اوي يا عز ماتتخيلش قد ايه نفسي اوي اجيب منك بيبي .. ها موافق !
طال عز النظر إلى عينيها بغموض قبل ان يجيبها بجمود مش عارف لسه حاسس اني هندم اوي لو وافقت
تضاءلت البسمة فوق ثغرها الفاتن وهي تسأله بتمهل به لمحة خوف ليه بتقول كدا!! هو انت مش...
تمتم ببحته الرجولية الزاخرة بالشغف انا كمان نفسي اوي في طفل منك.. بس خاېف!
سألت بعينيها الساحرتين اللتين أذابت روحه في طبقات البندق اللذيذة في مقلتيها وسرعان ما لف ذراعيه من حول جسدها أكثر بتملك عاشق ليتابع عبارته بنفس النبرة انا بس متعود ان اهتمامك كله ليا انا لوحدي .. ف علي قد ما انا عايز اخلف منك علي قد ما انا غيران من فكرة انه لما يجي الطفل دا هيشاركني فيكي و ممكن يلهف كل وقتك وتنسيني انا
back
خرجت من الانغماس في أفكارها عند شعورها بلمسات ناعمة على قدميها.
خفضت نظرتها إلى القطة الصغيرة التي يمتلكها ابن أخيها فانحنت والتقطته بلطف من الأرض ووضعته في حجرها ودبت رأسه الناعم وهي تنظرت إلى الأمام مرة أخرى في صمت.
لها هي الآن فقدت بآن واحد جنينها وزوجها الذي أحبته أكثر من حياتها حتى باتت تشعر بأنها لا قيمة لها بدونه فهو ملاذها ولعڼتها في نفس الوقت لذا لن تلقي اللوم عليه وحده هى أيضا ملامة بشدة ولكن تسمح لنفسها بأن يستهلكها الحزن وتظل عالقة بذكرياته إلى الأبد عليها أن تتقبل الواقع يكفى عناد ودموع.
أخذت مني نفسا عميقا وقررت المضي قدما وتغيير هذا الشعور المرير إلى شيء إيجابي قريبا.
ما حدث لن يكون نهاية العالم ولن تتوقف الحياة حزنا عليها ولن ينفعها الاستمرار في البكاء على الأطلال وعند وصولها إلى هذا الحد من التفكير قامت من مقعدها عازمة على فعل شيء ما.
بقلم نورهان محسن
في ذلك الوقت
عند ابريل
كانت تجلس على الأريكة في غرفتها وفي يدها الكتاب الذي أهداها إياه أخيها.
فجأة أغلقته وانحنت إلى الأمام في مقعدها وقدميها متقاطعتان وهي تمضغ قطعة الشوكولاتة فى فمها بملامح مستاءة قائلة في دهشة من حالها هو انا شاغلة دماغي و ملهوفة اني اشوفه كدا ليه اصلا .. وايه القلق اللي حاسة بيه دا!! ما خلاص الجرايد كلها ناشرة صورنا مع بعض .. يعني خلاص بقينا مرتبطين ومايقدرش يخلع
أدارت ابريل مقلتيها بضجر
وهي تلعب بأطراف ضفيرتها وأردفت بإغتياظ بس دا باين عليه لعبي وانا مش مطمنة ليه خالص .. يا تري هيكون راح فين!! دا بقاله يومين ولا حاول يجي و لا شوفته في الكومبوند كله .. حتي لما مامته شافتني الصبح ماجبتش سيرة عنه و سألت علي صحتي وخلاص .. اوووف يحصل اللي يحصل بقي انا شاغلة دماغي بيه ليه اصلا!!!
نفخت ابريل وجنتيها بإمتعاض ثم تذكرت مكالمتها مع جدتها أمس..
flash back
_ازيك يا سبورة عاملة ايه
اختتمت سؤالها بنبره مرحه وتلوى شدق صابرين بتذمر زائف قبل أن تضحك بخفة وهي تسأل بمحبة هعديلك سبورة دي يا كلبة المرة دي .. طمنيني كنا قلقانين عليكي اوي
اجابت ابريل بهدوء انا تمام والله
رأتها أبريل تجلس بجوار تحية وتضع الهاتف على بعد مسافة حتى ظهرت صورة جدتها أمامها وهي تهتف بلهفة ابريل يا حبيبتي انتي كويسة
ابتسمت ابريل بشوق كبير هاتفة بحب يا توحا وحشتيني اوي
_وانتي يا روح قلب توحا كان قلبي هينخلع من خۏفي عليكي
_بعد الشړ علي قلبك يا ستي .. ماتعيطيش انا كويسة والله العظيم زي ما انتو شايفين اهو
عارضت تحية بعدم اقتناع نابع من خۏفها عليها كويسة ايه بس انتي لونك مخطۏف يا بنتي وصوتك كمان باين عليه التعب
تدخلت صابرين مستفسرة بعدم فهم ايه اللي حصل يا ابريل ليه تعبتي جامد كدا احنا مش فاهمين حاجة و احمد تليفونه مقفول من امبارح ولا بيرد علينا!!
تجاهلت إبريل الرد على كلامها الأخير ولم تخمن كثيرا إذ عرفت أن ذلك بسبب استفزازها له لكنها اضطرت لذلك حتى لا يتصاعد النقاش بينهما ويؤدي إلى مشاجرة مع باسم كان عليها أن تجعله يستيقظ على حقيقة أنها لم تعد بحاجة إليه منذ فترة طويلة.
نفضت ابريب تلك الافكار من ذهنها مبررة بكذب كانو شوية تعب خفاف انتو عارفين تغيير الجو بيأثر عليا و كمان انا فسخت خطوبتي من مصطفي
اتسعت أعينهم من الصدمة وقبل أن يطرحوا عليها المزيد من الأسئلة بدأت تروي لهم أحداث اليومين الماضيين وعندما انتهت صاحت صابرين بإستشاطة ابن ال...... منه الله اللي معندوش ضمير .. هو فاكر ان بنات الناس لعبة .. وازاي ابوكي ومراته الحربوقة يعملو كدا!!
تحية بقلق ابريل ارجعي يا بنتي وخليكي هنا معانا ووسطنا .. انا مش هستحمل يجرالك حاجة وانتي معاهم لوحدك .. مابقتش اامن تقعدي مع الناس دول بعد عملتهم السوده دي..
فركت إبريل طرف أنفها متوترة من جدية جدتها في الحديث ثم همهمت بخفوت مش هينفع يا ستي
ردت صابرين بدلا من والدتها بإمتعاض استني انتي يا ماما