رواية جوازة ابريل بقلم نورهان محسن
المحتويات
العبارة دون أن ينطق بلسانه فكان هذا هو التفسير الوحيد لكل انفعالاته الضارية وليتها تشعر بضجيج الحروب في ثنايا صدره و تلهفا عليها وخوفه الشديد عليها كي لا يمسها أذى يكاد يصيبه بالجنون كل ذلك يثبت له بما لا يدع مجالا للشك أنها عبرت أعماقه التي لم يطأها أحد من قبل فبات مغرم بهواها وحالة من العڈاب عزفت ألحانا تمتزج بالشوق داخل قلبه لكن لا شيء في متناوله سوى عذرها فهو على يقين أن ثقتها بمن حولها تمزقت كما يعلم أن اسمه محفور على جدران بوابة المنافقين داخلها
أومأ برأسه متفهما وبدت ملامحه الحادة أكثر وسامة بكلماته الجادة التي حرص على إخراجها صلبة وحازمة عارف ان خۏفك وخذلانك في اللي حواليكي هيمنعك تصدقيني دلوقتي بس دا مش هيمنعني اوصل لقلبك يا بندقة وهكون امانك والزمن بينا هيثبتلك كلامي
بينهما قبل أن يغير فجأة مجرى الحديث بسلاسة فتضاعفت دهشتها منه تيجي نطلب عشا
هزت أكتافها بعدم إهتمام تجلى فى قولها انا مش جعانة بس اذا جعان مفيش مانع
_لا طالبة معايا تفاح .. بتحبيه!!
سألها باسم مستفسرا وهو يخرج طبقا مليئا بالتفاح الأحمر من الثلاجة فهمهمت بالموافقة فقام بتقطيع ثمرة إلى قطع صغيرة مستفسرا بنبرة متلاعبة حلو!!
_لاحظ انك اخدت عليا جامد
همست ابريل له بتحذير خجول وخفضت بصرها إلى الأسفل وه ثم أرخى مرفقه الآخر على الطاولة الرخامية و وبنفس صياغة جملتها ردد بمرح جريء تجلى في نبرة صوته الضاحكة مستمتعا بتأثيره عليها ومالو!! خدي انتي من دا كتير اوي بقي
هكذا قال باسم وهو ينزلها علي الأرض بسرعة أنزلها ليخرج معها من المطبخ فإستفسرت متعجبة علي فين
تقف عن السير وإلتفت إليها يعتقل خصلة من شعرها بين أصابعه ووضعها خلف أذنها وهمس بما أربك خفقات قلبها
نهاية الفصل الثامن والعشرون
رواية_جوازة_ابريل
نورهان_محسن
نورهان محسن جوازة ابريل 2
الفصل التاسع والعشرون خيوط الهيام
باسم
نطقت حروف اسمه برقة يشوبها التحذير فرفع وجهها إليه بأنامله حالما وجدها تتهرب من نظراته بخجل لون وجهها بإحمرار لذيذ وبابتسامة واثقة أخبرها بصوت يحمل مزيجا من العذوبة والمزاح ماتقلقيش هكون راجل راقي
دخل معها غرفة النوم المضيئة بخفوت ووقف ينظر إلي عينيها المترددتين بعينيه العاشقتين كان يشعر أن قلبه ينبض بسعادة غريبة من المشاعر الدافئة التى تحيط بهما لكنها بطبعها العنيد كانت تفضل إخفاء مشاعرها وكأنها تخشى أن تظهر مدى تعلقها السريع به هو يعلم ذلك جيدا ويعشق هذه المقاومة الرقيقة في شخصيتها
ذهبت نحو السرير وجلست بإستحياء علي حافته بعدما أشار إليها بفعل ذلك بينما هو إتجه صوب الخزانة الصغيرة مد يده يفتحها ثم أخرج منها منامة رجالية ليضعها بجوارها فى صمت وبعد ذلك توجه إلى الحمام
أدار المياه الدافئة لتملأ حوض الإستحمام فوصلها صوت المياه المتدفقة
فور أن شعرت بقدومه نحوها انزلت اهدابها إلي اصابعها المتشابكة في صمت في حين جثي علي ركبتيه امامها بإبتسامة حنونة تشابهت مع نبرته الحمام جاهز الميه الدافية هتريح جسمك أنا قلتلك تنا مي في سر يري مش عشان اخوفك أو احسسك بأي توتر بس عشان أديكي إحساس بالأمان اللي تستاهليه
مال أكثر صوبها وطبع لثمة حنونة علي جبينها بينما فيروزيتها تتابعه بإنشداه
مرت لحظة صمت قصيرة بينهما ثم بنظرة تفصح عن مزحته الدافئة أردف وكأنه ترجم افكارها المشوشة وأنا هكون في الريسبشن عشان لو احتجتي حاجة يعني مش بعيد بس مش قريب برضه عشان تحسي إنك مرتاحة أكتر
هتنام علي الكنبة يعني!
بابتسامة مشاكسة أجاب علي استفسارها العفوى ملتفتا إليها بوجهه من عند باب الغرفة ايه صعبت عليكي و هتنيميني في ح ض ن ك
اطبقت علي فاهها بخجل وهي تعبث فى شعرها بتوتر معنفة نفسها داخليا علي تسرعها لتتلعثم في قولها دون النظر إليه ااانا كنت بستفسر بس وبعدين احترم نفسك وماتنساش تقفل الباب وراك وانت طالع
انطلقت ضحكاته الرنانة بعذوبة مما جعل ابتسامة تنمو فوق ثغرها رغما عنها بينما تنصت إلي حديثه المرح يشوبه لمحة تذمر مصتنعة هي بقت كدا ماشي يا بنت فهمي هسيبك تحلمي بيا تصبحي علي خير يا بندقتي
غادر الغرفة دون أن ينتظر ردها تاركا لها مساحة كاملة لتشعر بالراحة والسکينة فإبتسمت بهدوء وداخليا كانت تشعر بالامتنان فقد كان مختلفا عن توقعاتها لذا سمحت لنفسها بالاسترخاء فى حمامه وهى تفكر كم هو راق وحساس بطريقة فاجئتها و لأول مرة منذ فترة طويلة ليست مضطرة لإخفاء مشاعرها وهي تشعر أن كل حركة منه مفعمة بالاهتمام والرعاية الرقيقة
ارادت حقا تصديق نظراته التى يطل منها حنان كبير يروي بستان قلبها المتعطش توقا له وللدفء الذي تشعر به بين يديه و تبغى بشدة مساعدته فى ترميم قلعة الثقة التى هدمها الأخرين داخلها بلا رحمة وأن تنجح فى حب نفسها من جديد لتتجاوز العراقيل التي تعكر صفه حياتها
بقلم نورهان محسن
فى صباح اليوم التالي
تململت إبريل في نومها بإنزعاج وكأنها تحاول الهروب من شيء غير مريح يقترب منها
أدارت رأسها بتثاقل إلى الجهة الأخرى وخرجت تمتمة حانقة بطل رخامة يا عمر سيبني أنام
شعرت ابريل بشيء رطب يداعب وجهها مجددا حاولت تجاهل هذا الشعور الذي أيقظها
من حلمها لكنها في النهاية استدارت نحوه ورفعت ذراعها ببطء تحتضن الكائن الذي بجانبها بحنان تداعبه بخفة وفجأة انتابها شعور غريب أناملها تغوص في فروة ناعمة لا تشبه ملمس بشړ ففتحت عينيها نصف فاتحه وصوتها المبحوح من أثر النوم تساءل إيه دا
في لحظة تجمدت أوصالها كما لو أصابتها صاعقة نظرت بعينين جاحظتين إلى الكلب الجالس بهدوء بجوارها على السرير وكأنها لا تصدق ما تراه ثم ما لبث أن هتفت بدهشة مضحكة من المفاجأة انت مين يا عم! واحنا فين أصلا
ما هي إلا لحظات حتى بدأت تفاصيل الأمس تعود إلى ذهنها واسترجعت الأحداث التي أوصلتها إلى هنا ثم تنهدت بعمق وهي توجه نظراتها نحو الكلب وكأنها تحاول استيعاب الواقع زافرة بتوجس ماشي أهلا وسهلا أنا إبريل انت جاي مع مين بقى
في هذه اللحظة إنتبهت إلى اهتزاز هاتفها الصامت على المنضدة بجانب السرير مضيئا بإسم صابرين فالتقطته بسرعة واندفعت نحو الشرفة محاولة الابتعاد عن الكلب الذي بدأ ينبح ويركض نحوها وكأنه يطالب بالدخول بعد أن أغلقت الباب خلفها
ردت على الهاتف بصوتها المتهدج فجاءها صوت صابرين المتسائل بتذمر إيه يا بنتي!! برن عليكي من الصبح
تلعثمت ابريل وهي تحاول استعادة رباطة جأشها معلش يا بيرو كنت عاملة التليفون سيلنت وراحت عليا نومه
جاء رد صابرين متعجبا إيه صوت كلب دا انتي جبتي كلب ولا إيه
ضحكت إبريل بتوتر ها لا دا كلب الجيران اصل أنا طلعت البلكونة أشم هوا المهم طمنيني على ستي صحتها تمام
أجابت صابرين على سؤالها بروتينية وهي تهتف بصوت عال من الضوضاء حولها اه الحمدلله انا نزلت السوق اجيب لوازم ليها
تمام انتي اخبارك ايه واخبار ابو لهب معاكي ايه ربنا هداه ولا لسه!
هو اللي زي دا بيتهدي ولا بيتهد اهو بيتعدل يومين ويرجع تاني يلاقيلو حاجة جديدة يعمل بيها خناقة
طنشي خلي اعصابك في التلاجة
من يوم مابقيت اقصف جبهته كلمة قصاد كلمة بالذوق واسكت علي كدا ومازودش في الكلام وهو مابقاش عارف يسلك معايا بالعكس بيحاول يتقربلي ويتمحلس كدا بس بتقل عليه
يا واد يا تقيل
تعرفي لولا انه ابن امه اوي كان زماني لسه بحبه زي اول جوازنا بس هو اللي كرهني في عيشتي بسلبيته
حاولت ابريل جاهدة أن تبقى مركزة لكن عقلها كان مشوشا من الحديث وأزمة صابرين مع زوجها جعل قلبها ينقبض ذكريات قديمة بدأت تطفو على السطح بينما الأخرى تتابع بإستفاضة تعرفي عشان كدا كنت موافقاكي في قرارك ساعة ما سيبتي احمد مكنتش عايزاكي تخيبي خيبتي المقندلة دي وتشوفي المرار من امه زي حلاتي
سألت ابريل بتردد هو ونادية اخبارهم ايه!
أتت إجابة صابرين تجفل نبضات قلبها پصدمة اسكتي علي للي عملو فيها خليها تروح علي بيت اهلها وبعديها بكام يوم بعتلها ورقتها
طلقها و بنتهم !!
صوتها المهتز بالكاد استطاع نطق هذه الكلمات فجاء رد صابرين بإيجاز مع امها
شعرت بالذنب يغمرها والوساوس تستولى على ذهنها من كل جهة كأنها كانت السبب في هذه الکاړثة كما لو أن كل قرار اتخذته كل كلمة قالتها كانت تساهم بها في ټدمير حياة شخص آخر فتساءلت بصوت حزين يعكس أفكارها الداخلية أنا السبب في اللي جرا ده
ايه العبط دا وانتي مالك بحاجة زي دي هو للي خرب بيته بإيده
هكذا ردت صابرين بنفى تؤكد لها أن هذا ليس ذنبها لكن ابريل لم تستطع طرد هذا الشعور القاتم من قلبها وبدأت العبرات
تتجمع في عينيها ثم بكلمات تقطر حزنا هتفت پقهر وبنته ذنبها إيه في كل اللي بيحصل ده ليه الأنانية دي ليه يحرمها منه ليه مايخلهاش تعيش حياة طبيعية بين اب وام مع بعض ليه مايرضاش بعيشته و يجي علي نفسه مرة عشان خاطر بيته ليه
حاولت صابرين تهدئتها مسرعة براحة يا ابريل انتي بټعيطي ولا ايه! يا حبيبتي ماتزعليش نفسك انتي مالكيش ذنب في حاجة من كل دا
لهثت ابريل أنفاسها بصوت عال فوضعت كفها فوق فمها وأنهت المكالمة بصوت مكبوت انا تمام يا صابرين ماتقلقيش هقفل دلوقتي عشان أحضر نفسي للشغل هكلمك بعدين
إلتفتت إبريل فجأة إلى الخلف لتجده واقفا خلفها مباشرة فالتقت عيناه الرماديتان بعينيها الفيروزيتين وما كان منها إلا أن ألقت بنفسها على صدره دون أي مقدمات وكأنها وجدت ملاذا آمنا تشبثت به كما لو أنه الوحيد الذي يستطيع أن ينقذها من دوامة مشاعرها
تجمد باسم لوهلة مصډوما من
متابعة القراءة