رواية جوازة ابريل بقلم نورهان محسن
المحتويات
ظهره وأصبح هو مقابل مصطفى في وضعية دفاعية قائلا بتجهم خشن حاسب علي كلامك قبل ما اندمك انا عليه .. هي مش قالتلك اللي ليك هيرجعلك خلاص انتهي موضوعك معاها زي ماقالت خلصنا
نظر إليه مصطفى بنظرات لاذعة بعد أن أشتعلت نيران الڠضب بداخله بسبب حركاته معها وكلامه الواثق له وقال بحدة مفيش حاجة انتهت اللعبة يدوب هتبدأ يا ابن الشندويلي
وجه مصطفى إليه نفس الابتسامة الساخرة ليقول له بنبرة قوية باردة عكس نظراتهم الڼارية نحو بعضهم البعض تمام .. بس افتكر الڼار اللي بتلعب بيها مش هتطولك لوحدك .. ولو كنت راجل زي مابتقول عليك ابقي احميها من اللي جاي .. دا لو قدرت تحمي نفسك الاول من اللي هعملو في واحد واحد فيكو
نهاية الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر توثيق اللحظة رواية جوازة ابريل 2
لم يكسرني اكتشاف أن الوجهة كانت خاطئة بل الوقت الذي قضيته أمشي فى طريق كنت أظن أنه صحيح وطغت الصدمة على ملامحي عندما أدركت مدى حماقتي في اختياراتي كم كنت مندفعة وساذجة حينما صدقت أكاذيبهم المنمقة كم أخطأت عندما سمحت بتكرار الأخطاء لكن من هذه اللحظة فصاعدا سأرفض الأشياء التي ټحطم قلبي والأشياء التي تجرحني والأشخاص الذين يتعمدون إيذائي سأتقن لغة التمرد وسأختار الانسحاب من المعارك الخاسرة ولن أهتم بمن يتهمني بالأنانية وحب الذات.
عند هالة
خرجت هالة من الحمام لترى فريد واقفا بجوار الباب ومتكئا على الحائط وحالما لاحظ طلوعها تقدم منها متأملا ملامحها الناعمة التي شابها شحوب طفيف بعد أن غسلت وجهها بالماء البارد عدة مرات لتمحو آثار البكا ء لكن عينيها الزرقاوين كانتا كالنافذتين الشفافتين تعكسان له مدى ضيقها من الذى حدث منذ قليل وما شاهده حين خرج من باب المستشفى عازما على الذهاب إلى منزله إلا أنه وقف مترددا في التدخل حتى رآه يسحبها بالقوة من ذراعها حينئذ لم ينجح في السيطرة على حاله وهرع نحوهما تلقائيا.
أجابت هالة بصوت رقيق متجنبة النظر إليه الحمدلله تمام
_طيب اتفضلي
حدقت هالة في يده الممدودة بفنجان القهوة قبل أن ترفض بأدب دا بتاعك .. شكرا!!
لم ينكر استنتاجها بل فضل عدم إخبارها بأنه أرسل إحدى الممرضات خصيصا لإحضار القهوة لمساعدتها على الهدوء ليخبرها بحزم حنون امسكي .. انتي محتاجاه اكتر مني
أمسكت به بين يديها قائلة بضحكة ناعمة أبرزت جمالها الهادئ شكرا
أغمضت هالة عيناها بينما ترتشف منه قليلا مستحسنة مذاقه قبل أن تستمع إلى رنين هاتفها في جيب معطفها الطبي لكنها فضلت تجاهله إذ ليس لديها الآن القدرة على الرد على أحد وهذا ما إستشعره مما جعله يقترح عليها بلباقة تحبي نقعد في الكافيتريا شوية وبالمرة تعزميني علي قهوة تانية
بقلم نورهان محسن
أثناء ذلك
داخل غرفة ابريل بالمستشفي
قاطع باسم تحليل أفكارها وقبل أن تدرك أي شيء وجدته يندفع مثل السهم النارى نحو مصطفى بعد أن تخلى عن آخر ذرة من سيطرته على أعصابه مسددا له لكمة قوية أطاحت بفكه إلى جانب الآخر وهو يجلجل بلكنة غاضبة و دي مني عشان تهدد كويس
_دا انت طلعت مش بس بتعرف تاخد البنات علي خوانة يا ابن الشندويلي!
_حاسبي يا ابريل ماتقربيش خليكي بعيد
صاح يوسف بهذه الجملة مشيرا إليها بعدم الاقتراب بس كفاية هتلمو علينا الناس
في خضم صراعهم تلقى يوسف نصيبا من الضړب وهو يقحم نفسه في هذه الفوضى العارمة وسط إهاناتهما اللاذعة المتبادلة وصرخات أبريل المړتعبة التي تراجعت فى إحدى زوايا الغرفة قبل أن ترى اندفاع عز الدين الذي هرول تاركا والدته واقفة مع ريهام وسلمى تنتفض قلوبهم فزعا من الأصوات العالية في الداخل.
في اللحظة التالية نجح عز ويوسف في فض الاشتباك بصعوبة بينما حاول باسم تخلص من ذراعى عز مشيرا لمصطفى بسبابته فى تحذير وهو يصيح بصرامة غاضبة دي حاجة بسيطة من اللي هتشوفه علي ايدي اذا اتعديت حدودك تاني واتعرضتلها بحرف يا خسيس
دوت كلمات مصطفى الڼارية بصوت حاقد ردا عليه وانا اقسم بعزة وجلالة الله ماهسيبك الا لما ادفعك تمن اللي عملته دا غالي يا .. وساعتها مفيش مخلوق هيرحمك من اللي هعمله فيك
إحتدت ملامحه بنظرة ازدراء من رماديتيه القاسيتين هاتفا بصوت حاد متحفز إلى الإنقضاض عليه مجددا شكل لسانك واخد علي الټهديد وخلاص .. لاخر مرة هحذرك بلاش تختبر صبري..
انقطعت كلمات باسم تزامنا مع صوت الباب يغلق بقوة ليلفت انتباه الجميع أعقبه زمجرة صلاح بصوت عال وهو يردد محذرا هيطلبولنا الشرطة لو ماوقفتوش شغل البلطجية اللي بتعملوه في بعض دا!
اشتدت لهيب أنفاسه الحاړقة وهو ينفض يدي يوسف عنه ويزمجر منذرا إياه بحدة حساب ابنك تقل معايا اوي يا صلاح .. وكلمة منه كمان اقسم بالله مش هبقي ضامن نفسي
ارتفعت زاوية فم باسم بابتسامة ساخرة وهو ينظر إليه بتحدي سافر مما جعل نبيل يتدخل في النقاش الذي دلف بعد صلاح بقليل مناشدا صوت العقل برأس إبنه صلي علي النبي يا مصطفي .. عصبيتك دي انت اول حد يضر منها .. يلا خلينا نطلع من هنا قبل ما نبقي فرجة للناس اكتر من كدا
صلاح بوقار وثبات نبيل .. من فضلك هات ابنك وهنخرج نتفاهم برا ونحل الموضوع
_مفيش تفاهم .. والاھانة اللي حصلت دي مش هتعدي مرور الكرام
ما إن انتهى من كلامه المليء بالامتعاض حتى خرج من الغرفة بعد أن حدق بها بسواديتيه الملتهبة بنيران الڠضب فى لحظات مرت كالدهر عليها بسبب شدة خۏفها منه.
بقلم نورهان محسن
فى ذات الوقت
فى كافيتريا المستشفي
وضعت فنجان القهوة الفارغ على الطاولة وفركت جبهتها منهكة من قلة النوم ليسألها بعذوبة اطلبلك قهوة تانية
رفضت هالة بلطافة قبل أن تعرب عن خالص شكرها لا ميرسي اوي .. وشكرا علي اللي عملته
منحها إبتسامة عذبة قبل أن يرد بصوته الواثق مفيش داعي للشكر القصة بسيطة .. بس مقدرتش افضل واقف بتفرج خصوصا ان الممرضات عينهم كانت عليكم
انشغلت هالة فى التفكير بكلامه الذي ملأ صدرها بالضيق ثم قالت بسخرية مريرة حقهم يكلمو .. مش حدث هيحصل كل يوم ان دكتورة تتخطب بليل وتفسخ خطوبتها
تاني يوم الصبح
إلتمع الإعجاب في عسيلته برقتها المعهودة التي سړقت لبه بينما زرقاوتيها الغامرتين بحزن جعلت شرارة من الچحيم تنفث لهيبها في صدره فنفض من ذهنه تلك الأفكار متحدثا بجدية تليق به طالما مقتنعة باللي عملتيه خلاص .. كدا كدا الناس هتتكلم
هزت هالة رأسها تأييدا وقد اغرورقت عيناها بالدموع فمسحتهما بسرعة قائلة بصوت منخفض فعلا .. بس جايز عيبنا اننا مش بنقدر نعترف اننا فشلنا وهو دا سبب محاولتنا الكتير في حاجة عارفين نتيجتها كويس بس مع ذلك عمالين بنحاول جايز حاجة تتغير
تحولت أفكار فريد تلقائيا إلى خطيبته التي استمر في محاولات عديدة معها لتغيير أفكارها لكن لم يفلح فى ذلك فزفر الهواء بقوة وهو يمسد بأصابعه على عينيه المنهكتين قبل أن يهمس بخفوت مفيش انسان بيتغير الا اذا كان القرار نابع من جواه هو
_فريد
تصلب فريد مكانه للحظات قبل أن يرفع رأسه إلى مصدر الصوت الناعم
الذي ينادي باسمه ليجد أنها قد خرجت من أفكاره متجسدة أمامه بهيئة باكية مصحوبة بكلماتها المتقطعة وهى تلقي بنفسها فجأة بين أحضانه متشبتة برقبته بكلتا ذراعيها مرددة پبكاء حبيبي .. انت كويس .. جرالك حاجة!!
انتصب واقفا من مقعده قبل ان يتساءل بدهشة هدير!! انتي جيتي هنا ازاي
ارتمت بأحضانه علي حين غرة متعلقة بكلتا ذراعيها فى رقبته مرددة پبكاء انا خۏفت اوي .. كنت ھموت من الخۏف عليك اوي يا فريد
تشنج جسد فريد بتوتر من فعلها الجريئة خاصة عندما اتجهت الأنظار إليهم فوضع يديه على ذراعيها ولإنزالهما من رقبته برفق.
مررت هدير يدها على ذراعه المصاپة دون قصد فصدرت عنه تأوها مټألم اااه
ابتعدت هدير سريعا عنه فورا وهي تقول بفزع وكل خلية فيها ترتعد خوفا عليه سوري والله .. اسفة خالص ايدك بټوجعك
أجاب فريد بابتسامة ممزوجة بقلة حيلة وهو يربت على خدها الناعم خلاص اهدي اهدي انا كويس قدامك مفيش حاجة
لعقت هدير طرف بتوتر قبل أن تنبس بصوت خجول ممتزج بالندم ماتزعلش يا فريد .. دي اخر مرة هزعلك فيها .. انت ماتعرفش خۏفت عليك .. مش هقدر اتحمل يجرالك حاجة بسببي
_متخافيش جت سليمة دك...
أدار فريد رقبته بتلقائية فوجد مقعد هالة خاليا فحرك نظره في أرجاء المكان ولم يجد لها أثرا بينما كانت هالة منذ عدة دقائق تشاهد ذلك المشهد في صمت تام رافضة إصدار أي صوت حتى لا تقاطعهم وهناك شعور بالحسد والحزن يرتجف في وجدانها لوجود هذه الفتاة اليافعة مع شخصية مثل فريد مزجت بين الرصانة والحنان لتشعر بالحرج وهى تنهض بهدوء شديد تغادر الكافتيريا قبل أن يلاحظوها.
قرأت هدير بعيناها الحيرة على وجهه لتستفهم بتساؤل. في حاجة!!
هز فريد رأسه نافيا وتمتم بخفوت ها .. لا مفيش
بقلم نورهان محسن
بعد مرور بضعة دقائق
كانت إبريل تجلس على السرير شاحبة الوجه مطرقة رأسها إلى الأسفل وتتساقط العبرات من عينيها لا شعوريا نتيجة انزعاجها وقهرها المتزايدين من تفاقم الوضع الذى أوقعت نفسها به بالإضافة إلى ثورة مصطفى فى النقاش الذي تحول إلى معركة دامية لكن ما أزعجها حقا هو اڼهيار أعصابها أمام الجميع الذى يتأملوا في ضعفها الآن فى حين من الصعب عليها أن تخلو بنفسها وكم کرهت هذا الشعور بشدة.
_ماتعيطيش يا ابريل .. خلاص اونكل مصطفي مشي
أيقظها عمر من أفكارها حالما ربت على ركبتها بمواساة بريئة لتبتسم له بمرارة تسري كالسم في خلاياها وهي تمسح دموعها بكفيها تزامنا مع انتباه باسم محدقا بها بحاجبين عابسين.
اجتاحه
متابعة القراءة