رواية زهرة لكن دميمة بقلم سلمى محمد

موقع أيام نيوز

 


 فتحت عينيها بتكاسل شديد استغربت للحظات وجودها على المقعد...لمحت الساعة بطرف عينيها فوجدتها الساعة السابعة والنصف أنتبهت ثم نهضت من مكانها مذعورة...دلفت إلى الحمام مسرعة أخذت شهيق عميق ...فتحت الصنبور فملأت كفيها بالماء البارد وألقته على وجهها عدة مرات حتى فاقت تماما...أرتدت معطفها ثم ركضت إلى غرفة أطفالها وأخذت باستبدال ملابسهم بسرعة وهم يضحكون وعيونهم مليئة بالمرح فماضيهم التعس لم يصبح له وجود

أياد بلهجة ضاحكة_ براحة شوية 
_لو ملبستوش بسرعة هتتأخرو على المدرسة
وليد وأياد في نفس الوقت _ يبقا بلاش مدرسة النهاردة
زينت شفتيها إبتسامة هادئة وهي تقول_ كفاية مماطلة في الكلام ويلا عشان متتأخروش أكتر من كده 
أنتهت من تحضير كل شيء لهم وأطمئنت عليهم حتى أنطلق السائق الخاص بهم بالسيارة...نظرت الى الساعة فوجدت أن المحاضرة الأولى قد فاتتها...أسرعت إلى داخل غرفتها لأرتداء ملابسها فمستحيل أن تتأخر على المحاضرة الثانية فالحضور عليه درجات..
عندما أنتهت هبطت الدرج مسرعة دون أن تنظر أمامها...عند نهاية الدرج فوجئت بأكنان أمامها
تحدث بلكنة هادئة _ صباح الخير 
ردت بلهجة باردة_صباح النور
حاول كسر الجليد بينهم فقال _ عاملة أيه في الكلية
أردفت قائلة_ كويسة 
نظر إلى حقيبتها المتدليه فوق كتفها بشريط طويل تسائل بابتسامة _ كل
دي شنطة نوعها أيه مش شايفها كبيرة شويتين
توهجت نظراتها بلمعان خفيف وهي ترد _ على فكرة الشنطة دي عمليه أوي في الكلية واسمها توتي باج
حرك رأسه بايماءة خفيفة قائلا_ مادام مريحاكي تبقا حلوة...يلا بينا عشان أوصلك
نظرت له بحيرة وهي تسأله_ توصلني فين
_أوصلك كليتك
_هااا كليتي
_أيوه كليتك
_ومن أمتى بتوصلني الكلية...أنت ديما بتخرج قبلنا
غمز لها وهمس_آه اتاخرت نفس اللي أخرك وهوصلك النهاردة عشان مفيش حاجة تركبيها والسواق بتاعك راح بالولاد المدرسة ولا هتستني لما يرجع يوصلك 
لمعت وجنتها بحمرة خفيفة من تلميحاته ثم أومأت برفض _لا طبعا مش هستنى السواق ولا أنت هتوصلني...أنا اتصلت بأوبر والعربية هتيجي دلوقتي واتحرك شوية عشان أعرف أعدي
حاول التكلم بهدوء فقال_ مش هتحرك ومش هتركبي أوبر
دقت قدميها على الأرض پغضب_ليه بقا مينفعش
جز على أسنانه وهو ينظر له_ عشان إنتي مراتي ومش هتركبي مع راجل غريب 
زمت شفتيها ورددت منفعلة_ نعم راجل غريب...طب ماانا بتعامل في الكلية مع معيدين ودكاترة رجالة ايه الفرق ولا هو تحكم فيا وخلاص
نظر لها متأملا حمرة الانفعال على وجهها وعيونها اللامعة شرد للحظات غارقا في جمالها الخاص عند الڠضب فهي مميزة في جميع حالاتها...هز رأسه بخفة ثم تحدث بثبات_مش تحكم فيكي سمي اللي بعمله خوف عليكي ولا نسيتي اللي حصل زمان ومن ناحية الكليه أنا عندي خلفية عن كل شخص بتتعاملي معاه فلما تبقي هناك ببقا مطمن ده غير الحارس اللي ملازمك ومتابع حركاتك من بعيد زي ماطلبتي فعشان كده ببقا مطمن عليكي
_طب ماهو هيحصلني وهيبقا متابعني وانا في العربية في ايه لما أركب العربية
_فيه هبقا قلقان عليكي افرضي حصل حاجة
_هو أنت ليه شكاك كده وبتفترض أسوء حاجة وأنا بقولك مش هيحصل حاجة وافرض حصل حاجة وده من رابع المستحيلات الحارس هيكون موجود
قاطعها بنبرة حادة_ عندك إختيارين ياهتستني السواق يأوصلك أنا...غير كده مفيش كلية النهاردة 
نظرت إلى الساعة ثم إليه رأت بداخل عينيه نظرة مصممة على رأيه وهي ستتأخر إذا لم تتحرك الأن
رفعت رأسها له وأجابته بحدة_ وصلني 
تفحص وجهها بتمعن وغمز لها_ ماكان من الأول
تملكها الڠضب أرادت جرحه على فرض رأيه فقالت ببرود _ لولا بس عايزه ألحق المحاضرة مكنتش اتحركت معاك خطوة واحدة أنا أصلا مش بطيقك بقرف
توهجت عينيه بلهيب الڠضب... حرك سبابته على وجنتيها بقسۏة قائلا بسخرية_ يبقا بتضحكي على نفسك وعليا
أرتعشت والتزمت الصمت... تجاهلها وسار الى الخارج ولم ينتظرها فأسرعت خلفه مردده بأنفعال _ أستنى أستنى أنا 
لم يلتفت لها وصعد الى السيارة وبمجرد ركوبها أنطلق مباشرة
مرت الدقائق وهما لا ينطقان بأي كلمة...يكادان لا يتنفسان فكلماتها جرحته في الصميم شعرت بالندم فهي تحب رفقته 
كان ينظر الى الطريق لم يلتفت لها... فأخرجت مذكرة لتقرأها لأضاعة الوقت لكنها عجزت عن التركيز بسبب شعورها بالذنب 
أقتربا من الجامعة وتوقفت السيارة على بعد عدة مترات من باب الجامعة
قبل خروجها تنهدت بصوت مسموع قبل أن تقول بخفوت_ أنا أسفه أنا بالعكس بستمتع بالكلام معاك بحب وجودك 
تجمد في مكانه مصډوما غير مصدق ماسمع هل تعتذر له... تناسى إھانتها إزاح غضبه بعيدا سأل بهمس_ أنتي قولتي أيه
_ أنا أسفة
_الكلام اللي بعد أسفة
_ بحب وجودك ورفقتك 
قفز قلبه طربا لمجرد إحساسه بأن مشاعرها تغيرت تجاهه... أنها فقط البداية ليفوز بحبها...أرتسمت على وجهه علامات الأمل 
وعلى عدة أمتار من
 

 

تم نسخ الرابط