رواية زهرة لكن دميمة بقلم سلمى محمد

موقع أيام نيوز

 


بسرعة لكي لا يرى دموعها التي لا تدري لها سبب محدد...ندم أم خوف أم خذلان أم فرحة لرؤيته
شعرت بيد تلمس كتفها ثم أدار رأسها تجاهه...مسح دموعها ونظر لها بحب...سألها برقة تغللت داخل أحاسيسها بسرعة_ حسه بأيه...
ارتفع صوت بكائها وهي تسمع صوته المحب 
سأل بقلق_ هو في حاجة وجعاكي
أجابته وهي تمسح دموعها_أنا كويسة...بدت الحيرة في عينيها سألته بتشوش...أنت عرفت أزاي وجيت هنا أزاي

أنت كنت في غيبوبة 
قال بابتسامة باهتة _ الغيبوبة فوقت منها عشان أفضل معاكي ....وجيت طبعا بالطيارة أول ماعرفت باللي حصل ليكي...سألها بتردد ...عرفتي السبب اللي وصلك لحالتك دي هزت رأسها في صمت وقالت بخفوت_ أيوه أكنان قالي
حاولت النهوض لكنها لم تفلح لشعورها بدوار مفاجىء 
لتصدق أنها لا تحلم...كادت ترفع يديها لكنها شعرت بالعجز...رجعت بجسدها للخلف متفادية الأحتكاك به
لم يريد البعد عنها...لكن لابد له من الأبتعاد مضطرا حتى لا يتفاقم الوضع بينهم...هي لازالت ضعيفة ومشوشة...تألم لرؤيتها هكذا ...ضعيفة ومنكسرة 
قال زاهر بهدوء مصطنع_ وجودك في حياتي حسسني أني عايش مش مجرد ظل كنتي النكهة الحلوة في حياتي...وكل دقيقة وكل ساعة وكل يوم كنا في مع بعض كنت في منتهى السعادة...كان بيمر عليا وقت والخۏف يسيطر عليا أنك تبعدي...كنت مستكتر وجودك في حياتي...لحد ماالخوف ده أتحول
ليقين...همس پألم عندما أستعاد ذكريات هذا اليوم ...سمعتك بتكلمي كريم وبتقولي ليه خلاص زهقت وأنا ناوية أبعد...مستحملتش ولقيت الدنيا بتلف بيا ووقعت على السلم ودخلت في غيبوبة ...غيبوية لما فوقت منها أقتنعت أني فضلت فيها بأردتي...فوقت لما حلمت بيكي وأنك محتاجني...فوقت عشانك أنتي وبس...وبعدين عرفت باللي حصل ليكي واللي عملته أمي معاكي وأنك أتظلمتي واتألمتي كتير...سامحيني يابيسان أني مقدرتش أحميكي
همست بارتجاف _ أطلع دلوقتي 
نطق كلماته بهدوء_ هفضل معاكي ومش هطلع أنتي محتاجني وأنا محتاجك...أنتي أتخلقتي ليا وأنا أتخلقت ليكي مقدرش أعيش من غيرك ولا أنتي تقدري تعيشي من غيري عشان مصيرنا أحنا الأتنين مربوط ببعض...مش همسح للي حصل يفرق بينا...هنقاوم أحنا الأتنين لحد مانعدي الازمة وترجعي بيسان حبيبتي...
رفع يديها وعقد أصابعه في أصابعها ثم قبل أناملها برقة قائلا ...بينا أحنا الاتنين هنعدي الأزمة وهترجعي زي الأول فاهمة يابيسان أنتي حته مني 
ارتجف جسدها وشعرت بمشاعر مختلفة تغزوها فما مرت به لم يكن بالشيء الهين...فالحب ليس كل شيء في الحياة
كانا في السيارة أمام الفيلا عندما قال لها كريم _ هسيبك معاها ساعة تطمني عليها ....هروح أخلص أجرءات السفر وأجي أخدك
نظرت له بحب_ وأنا هستناك 
بمجرد دخولها من باب الفيلا...أدار السيارة وأنطلق بها
في الداخل تفاجأت زهرة بأن ضحى موجودة في الأسفل وتسأل عنها
نزلت السلالم بسرعة وهتفت بسعادة لرؤيتها_ واحشتيني يابت 
ضحى بابتسامة _ وأنتي كمان يازوزو ...هنفضل كده وافقين مش هتعزميني على حاجة يابخيلة 
بادلتها الضحك _ هو أنتي لحقتي ...حاضر هشربك ثم نادت على الخادمة...لسه بردو بتحبي عصير المانجا 
رسمت ضحى شكل قلب بأصابع يديها وقالت _ ده عشق العشق
أحضرت الخادمة العصير...أرتشفت ضحى عصيرها بتلذذ واضح ثم قالت بابتسامة _ فكريني لما أجي من السفر أجيلك هنا عشان أشرب عصير مانجا...أصله طعمه حلو أوي
صمتت وهي تسمع أخر كلماتها فقالت_ أنتي مسافرة 
أرتسم العبوس على محياها وهي تقول _ مسافرة النهاردة مع أن من جوايا مش عايزه أسيب هنا...مع أن بابا وماما سابو البيت وسافرو مصر
_ هما أهلك سافرو خلاص 
_ أيوه يازهرة ...لما زروني بابا قالي عندي مفاجأة حلوة أنهم لقو شقة حلوة وكمان جاله شغل في شركة كبيرة وهيسافرو علطول
بلهجة يشوبها بعض الحزن _ خلاص كله سافر وحتى أنتي كمان 
ضمتها ضحى وقالت بحب_ هتصل بيكي علطول...طمنيني عليكي الاول أنتي كويسة وأيه شغل العصاپات اللي حصل معاكي...أنا بقرا الحاجات دي في الروايات وأشوفها في الافلام لكن عمري ماتخيلت أن ده يحصل معاكي...أحكيلي كل حاجة بالتفصيل...رأت نظرات زهرة المذهولة لكنها أكلمت حديثها..طبعا من بصتك دي هتقولي عرفت أزاي وأنتي مقولتيش حاجة....أنا عرفت من كريم ماهو أكيد كريم هيقولي...قوليلي بقا تليفونك كان مقفول ليه...ده أنا أترعبت عليكي بالرغم أن كريم طمني بس قولت لزم ولابد أشوفك بنفسي...هو اللي أسمه شهاب ضړب علكيم ڼار والطلقات جيت في الهوا...الحمد لله أنها جيت في الهوا بصراحة الراجل ده يستاهل الشڼق
قاطعتها زهرة بضحك_ أفصلي شوية أيه تسجيل وأتفتح...وأنا كويسة وقعدة قصادك...تعالي هنا ومادام كريم حكلك على كل حاجة عايزني أتكلم ليه هو ۏجع دماغ وخلاص 
ضحكت قائلة _ عشان هو لو نسى حاجة أنتي تحكيها...ثم نظرت في أرجاء الفيلا بتركيز ...قوليلي يازهرة بصراحة أيه الوضع هنا في الفيلا...بعد ماعرفت
 

 

تم نسخ الرابط