رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
هي الا بدايتنا .
في نفس اليوم عادت راندا الى منزلها في وقت متأخر من ساعات الليل بعدما تأكدت من نيام اختها هي وابنائها وتركت معها والدتها ووالدها فهم اصروا البيات معها والا يتركوها وحدها في تلك الازمه الصعبه
دخلت الى المرحاض واخذت حماما يزيل عنها اثر فاجعه اليوم فهي حزينه على اختها الصغيره حزنا شديدا
واوت الى تختها واتأكت بظهرها على شباكه وامسكت هاتفها واتصلت بزوجها تخبره برجوعها اما هو عندما وجد نقش اسمها على هاتفه اجابها على الفور مرددا بقلق
حمد لله على السلامه يا حبايبي لسه راجعين دلوقتي
اجابته بصوت مخټنق من اثر الدموع الظاهره على وجهها والتي لم تهدا الى الان
كان يستمع الى حديثها بقلب حزين لابتعاده عنهم في تلك الازمه مرددا بأسى
ما تتصوريش كم الحزن اللي انا حاسس بيه دلوقتي وأنا بعيد عنكم في الظروف دي بجد انا مخڼوق خنقه ما يعلم بيها إلا ربنا
للأسف اول ما سمعت الخبر حاولت احجز طيران بس ما كانش فيه طيران النهارده في الوقت ده
بس انا حجزت بكره ان شاء الله طياره ستة الصبح وعلى عشرة كده هكون معاكم .
فرحت بشده لمجيئه لأنها في اشد الاحتياج اليه في تلك الايام الصعبه وأردفت متسائله
طب يا حبيبي مش كده خطړ عليك في الشغل ان انت تاخد اجازه مفاجاه مش لازم تستاذن في الاجازه قبلها بتلت ايام على الاقل
ما تقلقيش يا حبيبتي انا حكيت لهم الظرف اللي خلاني اسافر على فجاه وهو عذروني طبعا وفورا فضولي على اجازه اسبوع هقضيه معاكم واعزي ريما واخد بخاطرها وارجع على طول
واسترسل بدعاء و ملامح وجه حزينه
ربنا يصبر قلبها ويعينها على البلاء الشديد اللي هي فيه ويعينها على تربيه اولادها من غير ابوهم
الا قولي لي حالتها عامله ايه يا راندا
تنهدت بثقل والم انتاباها إثر سؤاله على اختها ورددت بحزن شديد
والله يا ايهاب ريما حالتها ما تطمنش خالص ما بتنطقش وما بتتكلمش
حتى عياطها بتعيطوا بسكوت وانا خاېفه عليها لا ټنهار ولا يجي لها صډمه عصبيه
ثم اڼفجرت في البكاء عندما تذكرت حاله اختها .
انخلع قلبه من بكائها وهو ليس بجانبها ولعڼ الغربة وايامها بسبب عدم وجوده بجانب زوجته وحبيبته لكي يخفف عنها ويواسيها
وأغلق معها الهاتف لكي تخلد إلي النوم لكي ترتاح من ذلك اليوم الشنيع عليهم جميعا
وقام يعد حقيبته لأنه لم يتبقي إلا سويعات قليلة علي ميعاد سفره بقلب متعجل لرؤية الأحباب حتي لو
كان الظرف قاسې .
فصل 5
في منزل راندا المالكي عصرا
يجلس ايهاب متأكا على تخته ومحتضنا زوجته وحبيبة ايامه راندا مرددا لها بحزن
على قد ما أنا كنت جاي الأجازة دي حزين علشان باهر الله يرحمه
علي قد مانا حسيت ان طاقتي اتجددت
انا روحي هنا معاكم وفي وسطيكم هناك حاسس اني شريد وغريب وحياتي مفتقدة طعم الحياه ودفا البيوت
ثم أمسك يديها وقبلهما مرددا وهو ينظر داخل عينيها بحب
واكتر حاجه هفتقدها حرماني منك يا حبيبه القلب والروح يا ساكنه الوجدان
ما تتصوريش لما بسافر واسيبكم اول اسبوع بيعدي عليا ازاي الأكل ما لهوش طعم والنوم بالعافية والدنيا وحشه جدا لحد ما أحس ان انا خلاص اتأقلمت واخدت على كده وامشي في دوامه الحياه .
تجمعت غشاوه الدموع في مقلتيها واحست بمدى العڈاب الذي يعيش فيه زوجها في غربته فهي مهما كان تعيش مع ابنائها وفي وسط عائلته يخففون عنها القليل من الآلام اما هو ولا جليس ولا أنيس يمرر ثقل الأيام والوحدة وتحدثت بحزن عميق
يا حبيبي بجد كلامك بيقطع في قلبي وبيحسسني ان احنا جانيين عليك
وان انت جاي على نفسك زياده عن اللزوم علشان خاطر تسعدنا كلنا وتوفر لنا حياه كريمة نعيش فيها
بجد انا نفسي
متابعة القراءة