رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز


اعمل إللي فيه الصالح ليا.
أشاد إليها بتحذير
تمام نقفل سيرة مالك نهائى ومش عايزين أي حد يحس بأي حاجة لحد مانخلص من الموضوع ده وبإذن الله في أقل من أسبوع هيكون خلصان .
وافقت على كلام أبيها وتحذيراته كى تنأي بأبنائها ونفسها وتعيش في سلام نفسي .
وعلى صعيد أخر تحسنت صحة مهاب بشكل واضح مما جعل نفسية راندا تتحسن بشدة 

في يوم ما استأذن إيهاب جميل أن يجلس مع راندا وحدهم كي يصلح معها الأمور وأخبره أنه منتويا تلك المرة على الرجوع بكل تصميم منه وأنه سيفعل المستحيل فأذن له جميل 
في ذاك اليوم عصرا صعد جميل إلى غرفة ابنته راندا 
دق عليها الباب مستئذنا الدخول فقامت من مكانها مسرعة وفتحت له ذراعيها تحتضنه فقد كان في أزمتها أبا وأخا ورفيقا أهداه القدر إليها فحقا هى فخورة بكون ذاك الخلوق الرائع أبيها 
شدد هو على احتضانها وأردف بحنو
حبيبة بابا أخبارك ايه ياعمرى إنتي 
ربتت تلك الأخرى على ظهره بحنان بالغ وأجابته 
بخير جدا الحمدلله يابابا ربى مايحرمنى منك ولا من وجودك في حياتى ياأحن أب فى الدنيا .
نظر لها نظرة مطولة ثم سحبها من يديها وأغلق الباب خلفه مرددا بعمق
بس انا وجودي لوحدي فى حياتك مش كفاية يابنتى وأظنك جربتى .
تسائلت ملامح وجهها جميعها ونطق لسانها
يعنى إيه يابابا مش فاهمة
أجابها بوضوح 
يعنى مش كفاية عند وعقاپ لنفسك وولادك قبل جوزك يابنتى 
انفعلت بشدة عندما ذكرها أبيها بذاك الموضوع وخاصة أن توضيحه للأمور دائما تكن هي المخطئة في نظره وليس هو 
وتحدثت بنفى
طول مانت محملنى الذنب لوحدي يابابا هفضل راكبة
دماغى .
تأفف بامتعاض لحماقتها 
إنتي ليه مصرة على الغلط يابنتى !
طيب ربنا اداكى المرة دي درس في ابنك وبنتك شنيع علشان تفوقى وكان أثر الدرس عليكى مريب المرة الجاية عقابه هيبقى أقوي ومش هتقدرى تتحمليه.
ضړبت على قدميها بحدة وشراسة ورددت بدموع هبطت تلقائيا من عينيها
يابابا حرام

والله تشيلنى ذنب ولادي كمان في اللي جاي مش كفايه اللى فات والله ده مايرضى ربنا أبدا.
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعحبا 
هو انتى لحد دلوقتي مش مقتنعة بغلطك وان رد الفعل ماهو إلا نتاج الفعل 
واسترسل وهو يحثها بعينيه بحنان 
والله يابنتى أنا مش عدوك ولا عايز أغلطك وخلاص وبعدين أكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة وأنا حذرتك كتييير ومكنتيش بتسمعى كلامى جربى بقى المرة دي واديلو فرصة تانية وشوفى النتيجة وساعتها هتعرفى إن أبوكى أبو شعر شيبه الزمن من اللى عاشه عنده حق فى كل حاجة .
أمائت له بخفوت
فرصة تانية! ودي أديهالو ليه ايه السبب اللى يجبرنى أرجع لخاېن وأنا من صغرى عارفه إن الخاېن لايؤتمن .
تنهد بثقل وألم نفسي انتابه جراء كلماتها
لأسباب كتيييرة أوووي ياراندا أولهم إنك لسة بتعشقيه وأخرهم انك هتفضلى تعشقيه لحد ماتموتى مش هقول لك بقى ولادك محتاجينه ومستقبلهم محتاجه وراحتكم وهدوئكم النفسى محتاجينه كل حاجة بتقولك سامحى واغفرى والعفو عند المقدرة 
وتابع كلماته بقوة كي يحفزها 
وعلشان أنا اللى مربيكى عارف إنك قادرة وصاحبة عزم شديد ومربيكى على إن الصفح والعفو من شيم الكرام يابنتي ربنا قال في سورة فصلت 
ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ۚ ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم 34 وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم 35
يعنى دايما خلي بداية الخير من عندك وربنا وعد اللي هيعمل كدة انه ذو حظ عظيم .
فحدثت حالها بتيهة وهي شاردة أمام أبيها ونظر إلى شرودها بصبر كبير تاركا لها مساحة الفكر والتدبر 
ياالهى لقد أنهكت روحى من كل تلك النزاعات داخلى وما عدت أتحمل 
ياإلهى أرشدنى كيف يكون الصفح وعينى لا تراه إلا خائڼا !
وكيف يكون العفو وقلبى عند مشاهدة خيانتى وكأنها كانت توا لايراه إلا ذابحا لكلي 
أخبرنى كيف أتعود المشهد ومن أين يأتينى الصبر ولماذا أرهق حالى فى العودة 
وليكن نداء السماء إلي قلبها 
إنه الحب اللعېن بل العشق المتين الذى لم يقدر الزمان والمكان على الفراق فحسنا أعود ولأرى هل لعودتى لذة واشتياق ستدوم معى
 

تم نسخ الرابط